القاعدة في عزان النفطية باليمن.. الاستراتيجية والأهداف
الثلاثاء 02/فبراير/2016 - 04:34 م
طباعة
مدينة جديدة وقعت في يد تنظيم أنصار الشريعة– فرع تنظيم القاعدة في اليمن- ولكن هذه المرة جاءت على مدينة لها أهمية استراتيجية؛ حيث آبار النفط والتي يسعى خلال التنظيم إلى السير على دروب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في السيطرة على مناطق النفط في العراق وسوريا وليبيا.
عزان بيد القاعدة
سيطر مسلحو تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، أمس، على مدينة عزان، بمديرية ميفعة في محافظة شبوة بجنوب شرقي البلاد.
وأشارت تقارير إعلامية يمنية، إلى أن تنظيم أنصار الشريعة، سيطر على المدينة بعشرات المقاتلين وتم نقلهم عبر 6 عربات عسكرية، وداهموا المدينة، فجرا، وقاموا بالسيطرة على مباني السلطة المحلية والأمن، وكذا استحداث نقاط أمنية وسط المدينة الصغيرة وفي مداخلها ومخارجها.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أنه كانت هناك عملية دعم قوية وكبيرة من تنظيم القاعدة من مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت معقل التنظيم حاليًا، إلى المسلحين الذين سيطروا على المدينة.. إن تعزيزات بعشرات المسلحين والأطقم العسكرية، التي يستخدمها مسلحو القاعدة، وصلت من حضرموت إلى مدينة عزان، في الوقت الذي أكد الشهود أن طائرات من دون طيار، يعتقد أنها أمريكية، عاودت التحليق في سماء المدينة والمناطق الجبلية المحيطة.
الهدف من عزان
وتكمن أهمية مدينة عزان في قربها من مشروع الغاز الاستراتيجي في بلحاف بمحافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز، إذ تبعد حوالي (60 كيلوا متراً) إلى الشرق منه، ما يعرضه لخطر سيطرة الجماعات المسلحة بعدما تمكنت قبائل من حمايته منذ بداية الحرب، في مارس من العام الماضي، ومنعت تقدم "الحوثيين" تجاهه.
كما تعد عزان ثاني أكبر مدينة تجارية في محافظة شبوة، فهي تقع شرق مدينة عتق عاصمة المحافظة وتبعد عنها مسافة (90) كم تقريبًا، وتتبع إداريًا مديرية ميفعة وتتميز بنشاطها التجاري إذ تعتبر مركزًا تجاريًا لأربع مديريات هي: ميفعة ورضوم والروضة وحبان، أيضًا تتميز بموقعها الاستراتيجي المهم، فهي تربط بين محافظة حضرموت ومحافظات شبوة وأبين وعدن.
سقطت عزان في أيدي القاعدة في مارس من العام 2011م، عقب الانسحاب المفاجئ للوحدات الأمنية من المديريات الشرقية لمحافظة شبوة، وتم إعلانها (إمارة إسلامية) لها سلطاتها المستقلة يحكمها أمير وله أتباع يديرون كافة المهام الإدارية والأمنية وتسيير شئون المواطنين والفصل في كافة قضاياهم، ويقومون بمعاقبة أي شخص يخالف أوامرهم أو يتمرد على توجيهاتهم مهما كان هذا الشخص، ويحيلونه إلى الأمير.. وإذا رأوا أنهم مخطئين في تعاملهم سرعان ما يعتذرون للشخص المعاقب.
وتمثل بؤرة ووكرًا لتنظيم أنصار الشريعة "القاعدة" منذ فترة طويلة، وإن أهميتها تكمن في أنها منطقة محصنة وبها وديان وجبال.
وخلال العقد الأخير كان مدينة عزان معقل الإمارة الإسلامية الخاصة بالقاعدة في شبوة، وهي منطقة استراتيجية بالنسبة للتنظيم، وتعتبر تجمعًا للمسلحين الذين يفرون من أبين، وتحديدًا من منطقة المحفد ومن بعض المناطق الأخرى في مأرب وغيرها من المحاذية لشبوة.
وقد حاولت قوات الجيش اليمني، أكثر من مرة، تطهيرها إلا أن تلك المحاولات توقفت مع التطورات الراهنة في البلاد منذ 2011.
وتعد مدينة عزان ثاني مدينة ذات أهمية كبري يسيطر عليها تنظيم القاعدة، بعد مدينة المكلا بحضرموت، والذي يسيطر عليها منذ الثاني من أبريل العام الماضي، بعد انسحاب القوات العسكرية الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح.
استراتيجية التوسع
وسيطرة تنظيم "القاعدة" على مدينة عزان تأتي في إطار سياسة التنظيم في التوسع بمحافظات حضرموت وأبين ولحج جنوب وشرق البلاد.
وتوسع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خلال الحرب الأهلية اليمنية التي أدت إلى تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في مارس الماضي، كما يسيطر على ميناء المكلا الرئيسي في محافظة مجاورة.
ويعتبر محللون غربيون تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أخطر ذراع للتنظيم العالمي المتشدد. وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسئوليته عن هجوم دام في يناير عام 2015 على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة في باريس.
وحقق التنظيم تقدمًا في اليمن في الوقت الذي تشتبك فيه قوات التحالف بقيادة السعودية والتي تدعم الحكومة اليمنية مع مقاتلي الحوثي؛ حيث يستثمر مسلحوه تردي الأوضاع الأمنية المتردية.
القاعدة.. المشهد الآن
تعد سيطرة تنظيم "القاعدة" على مدنية عزان بمحافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز ليسير على نهج تنظيم "داعش" في السيطرة علي مناطق الثروات ليكون لديه قاعدة اقتصادية يستطيع أن يؤسس إماراته في اليمن، دون التراجع كما حدث في السنوات الماضية، مستفيدًا من تجربة "داعش" في العراق وسوريا وليبيا.
كما تساعد الصراع بين الحوثيين والتحالف العربي والحكومة الشرعية بتوسع القاعدة، مع انشغال الأطراف اليمينة بالحرب فيما بينهما مما تمثل فرصة كبيرة للتوسع والانتشار في اليمن، ثاني أهم منطقة للقاعدة بالخليج العربي.
