خالد شيخ محمد.. العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر

الإثنين 08/فبراير/2021 - 10:08 ص
طباعة خالد شيخ محمد.. العقل
 
يعد "خالد شيخ محمد" الكويتي من أصل باكستاني ويعتبر العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، خضع لعمليات الإيهام بالإغراق 183 مرة، وتمكن من تجاوزها بنجاح ليكون السجين الوحيد الذي تمكن من "إفشال نظام الاستجواب" بخلاف ما كانت وكالة الاستخبارات المركزية CIA قد أعلنته في السابق.

مولده:

تتضارب المعلومات حول مولد خالد شيخ محمد، فهناك مصادر تشير إلى أنه ولد في 1 مارس 1964 وهناك مصادر أخرى تشير إلى  أنه من مواليد 14 أبريل 1965، وكانت السلطات الأمريكية تعتقد أن شيخ محمد هو ثالث أبرز قادة تنظيم القاعدة قبل اعتقاله في مارس 2003 وتم احتجازه في مكان مجهول حتى تم تحويله إلى سجن غوانتنامو.
واعترف شيخ محمد أنه المسؤول عن أحداث 11 سبتمبر من الألف إلى الياء كما اعترف خالد شيخ محمد بالتخطيط لـ29 عملية جهادية أخرى، بما في ذلك شن هجمات على مبنى ساعة بيغ بن ومطار هيثرو في لندن.
ومن بين تلك الهجمات، التي قال محمد إنه مسؤول عن التخطيط لها، محاولة تفجير طائرة ركاب فوق المحيط الأطلسي، باستخدام متفجرات مخبأة في أحذية، وتفجير ملهى ليلي في جزيرة "بالي" بإندونيسيا، بالإضافة إلى هجوم آخر على مركز التجارة العالمي في العام 1993، وعلق الظواهري -الرجل الثاني في القاعدة- على هذه الاعترافات: الظواهري يتحدث عن اعترافات خالد شيخ محمد على يوتيوب

المحاكمة:

في يوم الخميس 5 يونيو 2008 جرت أول جلسة لمحاكمة خالد شيخ محمد مع أربعة من رفاقه، وقد فاجأ خالد ورفاقه الجميع برفضه لمحاميِ الدفاع مشيرًا إلى أنه يرفض ان يدافع عنه أمريكي يرأسه بوش وانه لا يريد من يمثله بل هو سيرافع عن نفسه شخصيا والله هو وكيله، وسأله القاضي: «هل تفهم أنك ستواجه عقوبة الإعدام»، فرد بالقول: «هذا ما أتمناه وما أردته طويلاً عندما حاربت الروس في أفغانستان». وأضاف: "الله سيعطيني ذلك منك". 

تقارير الاستخبارات الأمريكية:

تقارير الاستخبارات
تشير التقارير المقدمة من CIA إلى المسؤولين إلى أن تقنيات "الاستجواب المشدد" التي تتضمن عمليات إيهام بالإغراق نجحت في انتزاع معلومات من شيخ محمد، ولكن المقابلة التي أجراها المفتش العام لـCIA مع المحققين المشرفين على الاستجواب أعطت صورة مغايرة تمامًا. 
وورد في نص المقابلة مع المحققين أن شيخ محمد "كان يكره كثيرا تقنية الإيهام بالإغراق، ولكنه تمكن من إيجاد وسيلة للتغلب عليها والتعامل معها."
وتنقل المقابلة عن أحد المحققين قوله إن شيخ محمد "تغلب على نظام الاستجواب وقهره" مضيفا أن القيادي المتشدد في تنظيم القاعدة كان يتفاعل بشكل أفضل مع أساليب الاستجواب غير العدائية.
وكان الشيخ شيخ محمد يدلي بمعلومات عند تعذيبه، ولكنه سرعان ما يتراجع عنها بعد توقف التعذيب، كما كان يقدم معلومات مغلوطة، كتلك التي أدلى بها في إحدى المرات حول مخطط لاغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، والتي قالت CIA عنها إنها "مفبركة."
التقارير المقدمة من CIA إلى المسؤولين كانت تشير إلى أن تقنيات “الاستجواب المشدد” التي تتضمن عمليات إيهام بالإغراق نجحت في انتزاع معلومات من شيخ محمد، ولكن المقابلة التي أجراها المفتش العام لـCIA  مع المحققين المشرفين على الاستجواب أعطت صورة مغايرة تماما.
وتنقل المقابلة عن أحد المحققين قوله إن شيخ محمد تغلب على نظام الاستجواب وقهره” مضيفا أن القيادي المتشدد في تنظيم القاعدة كان يتفاعل بشكل أفضل مع أساليب الاستجواب غير العدائية.
وكان خالد شيخ محمد، الملقّب "كي إس إم"، بحسب الأحرف الأولى من اسمه بالإنكليزية، يمسد لحيته الطويلة المصبوغة بالحناء وهو يضع سجادة الصلاة مطوية على مسند مقعده. وكان يعتمر عمامة بيضاء ويرتدي سترة عسكرية ذكرى لسنوات المقاومة ضد الاحتلال السوفييتي في أفغانستان.
وحوله ارتدت المترجمات، وحتى إحدى المحاميات، الحجاب. كما اصطف نحو 10 حراس في اللباس العسكري على طول الجدار. لكن خالد شيخ محمد دون قيود. فجأة رفع يده، وأعلن محاميه أنه يريد الكلام، 
وقالت المدعية العامة جوانا بالتس إنه "يمكن أن نستفيد من الفارق الزمني من 40 ثانية" في حال تطرق المتهم الرئيسي الى معلومات "سرية"، "فما من محكمة أمريكية لديها التكنولوجيا التي نملكها هنا".
وفي الرواق، كانت رسامة ترسم بأقلامها الملونة، الصور الوحيدة التي سيتمكن الجمهور من مشاهدتها. 
وعندما تكلم خالد شيخ محمد استمع المشاهدون "في رواق الرقابة"، كما تسميه إحدى المحاميات الى كامل حديثه العنيف ضد الولايات المتحدة.

مقابلة مهمة

و في مقابلة أجراها معه محامو سليمان أبو غيث صهر اسامة بن لادن الذي يحاكم في نيويورك بتهمة التآمر لقتل أميركيين ودعم أعمال ارهابية، عن الفكر الذي يقف وراء هجمات 11 سبتمبر 2001 والتي أحدثت انقلابًا في السياسة الخارجية الأميركية،  وطيلة المقابلة التي سمحت بها القيادة العسكرية في معتقل غوانتانامو، وصف محمد  المسجون في المعتقل منذ عام 2006، تنظيم القاعدة بأنه الطرف الضعيف في معركة، يخوضها ضد عدو أقوى منه بكثير، يجسد الظلم والنفاق والكفر هو الولايات المتحدة. 
وقال محمد لمحامي ابو غيث، خلال المقابلة التي أُجريت معه أواخر فبراير الماضي "إن العدو الذي يحتل دار الإسلام، قوة عظمى لها ميزانية بالمليارات، ونحن تنظيم صغير، محدود بعدد أعضائه وقدراته، ولا توجد مقارنة بين الطرفين، وبالتالي من البديهي أن نلجأ إلى حرب استنزاف طويلة النفس، تساهم فيها القوى العسكرية والإعلام على السواء"، وكان محامو ابو غيث نالوا موافقة المحكمة على تقديم أسئلة إلى خالد شيخ محمد قبل أي شهادة محتملة قد يدلي بها لدحض التهم الموجة إلى موكلهم.    
وتحدث محمد بلغة تنسجم مع البيان، الذي أصدره بن لادن في خريف 2004 قائلًا إن الهدف الحركي الأساسي لتنظيم القاعدة، هو استدراج الولايات المتحدة إلى حروب دموية عقيمة، لكنها باهظة الكلفة تؤدي في النهاية إلى تحقيق هدف القاعدة في طرد الولايات المتحدة والقوى الغربية من بلاد الاسلام. 
  وقال محمد "ان كل حالة طوارئ تُعلن وكل تغيير في مستوى الاستنفار يفرض اتخاذ اجراءات محدَّدة في القطاعين العسكري والمدني يكلف البلد الذي يتخذها ملايين الدولارات. ويكفي ان تكون الولايات المتحدة تكبدت خسائر تصل إلى تريليون دولار في حروب خاضتها بعد هجمات 11 سبتمبر، ويستمر نزيفها حتى اليوم". 

شارك