د. بلال الخفاجي: السياسات العشوائية لبعض رجال الدين والسياسة في العراق أوجدت "داعش "

الإثنين 08/فبراير/2016 - 11:39 ص
طباعة د. بلال الخفاجي:
 
دكتور بلال الخفاجي أستاذ في  قسم الاديان المقارنة جامعة بغداد مهتم بالقضايا الفكرية والثقافية ونشأة التنظيمات المتطرفة في العراق . وفي هذا الحوار يضعنا في داخل العراق التي تعاني من داعش والتقسيمات والاضطرابات كما يقدم روشته  للخروج من الوضع الراهن
في البداية ماهي اسباب نشأة داعش ؟
 برأيي أن نشوء وتطور داعش في العراق كان بسبب السياسات العشوائية لبعض رجالات الدين والسياسة في العراق فوجد هذا التنظيم الأرض الخصبة التي ساعدت على وجوده فضلا عن انتماء بعض جهال المجتمع العراقي لهذا التنظيم رغبة أو رهبة ولا ننس الإرادة الدولية لسياسات دول عظمى في إيجاد هذا التنظيم
ماهي مصادر قوة هذا التنظيم في رايك ؟
ساتحدث عن مصدرين مهمين لهذا التنظيم الاول  يتمثل في كمية ونوعية السلاح الذي يصل إليهم عن  طريق المناطق الذي يسيطرون عليها في سوريا والمعدات العسكرية الخاصة بالجيش العراقي و التي سيطروا عليها  بعد احتلالهم للموصل والثاني يتمثل في الجانب البشري  فكما هو معروف  قد دخلت اعداد كثيرة من افراد هذا التنظيم  والتحاق من غرر بهم  بالمال او الخوف
كيف تجد الخريطة الطائفية في العراق ؟
العراق بعد ٢٠٠٣ صار يعاني من أزمة طائفية كبيرة جدا بالتالي تقسمت البلاد على ضوء الانتماءات الدينية والمذهبية دخل داعش في المناطق الغربية من العراق والتي يقنطها سنة العراق تصدى أبناء عشائر تلك المناطق لداعش وتصدى الشيعة بصورة أكبر في محاربة داعش وهناك بعض الفصائل المسلحة المسيحية التي وقفت هي كذلك في القتال ضدهم فالتنوع الديني اشترك في هذه الحرب بعد أن أدرك خطورة وانحراف فكر هذه العصابات القاتلة المجرمة
ماهي الجهات المسؤولة بشكل فعلي عن هذا التنظيم ؟
كما قلت سابقا وأكرر هنا هناك جهات عدة مسؤولة عن وجود داعش أولها الفكر الديني المتطرف الذي عكف على قراءة النصوص الدينية القديمة ولم يراع الجانب التاريخي والمكاني للنص فبعض النصوص القرآنية والحديثية شرعت لمعالجة واقعة معينة لا يمكن تطبيقها في عصرنا هذا والحديث عن ذلك طويل جدا لذا سانتقل الى العامل او الجهة الثانية وهي السياسة الدولية الخارجية من أجل مصالح كبرى وتصفية حسابات عالمية زرعت داعش وهيأت له الأرضية في العراق وسوريا فوسع نفوذه هناك والثالث هي سياسات الدول العربية الرعناء التي أوقعت نفسها في هذا الفخ. 
هل تري ان النظام الفيدرالي هو الانسب لحكم العراق حاليا ؟
لكل شيء مقدمات ولإقامة أي نظام حكم لابد من تهيئة المقدمات الصحيحة لإنجاحه ودعوى إقامة نظام فدرالي في العراق على أساس التقسيم الجغرافي للمحافظات المنقسمة طائفيا سيزيد في الهوة بين المكونات الكبيرة ( الشيعة والسنة و الأكراد) وسيضعف المكونات الأخرى  فلحل  ذلك هو الدعوة لإقامتة حكومة مدنية في العراق تراعي الجميع

كيف تري ما حدث لمسيحي العراق ؟
مسيحيو العراق شريحة مهمة وحيوية ولكنها وللأسف الشديد لاقت مضايقات كبيرة جدا في بدايات ٢٠٠٣ من قبل بعض الفئات الجاهلة بحقيقة الأديان والإنسانية وكانت بداية المعاناة مع تنظيم القاعدة الذين هجروا تلك العوائل الآمنة المسالمة من أماكنهم وسرقوا منازلهم وأكثر ذلك كان في بغداد وفي مناطق الاشوريين والاماكن التي يسكنها مسيحيو العراق والذي فقد العراق برحيلهم نوعا جميلا من الورود التي تتألف منها باقات ورود الشعب العراقي
وماهي الطرق التي يمكن من خلالها القضاة علي داعش ؟
يمكن القضاء على تنظيم داعش بأمور
أولها توجيه السياسة الداخلية والخارجية للعراق والنظر الى مصلحة الشعب قبل كل شيء ورفض كل الشخصيات السياسية التي أزمت الوضع وإبعادها عن العمل السياسي كونها أساءت للبلاد
ثانيها توحيد الخطاب الديني المعتدل ومناصرته ونبذ كل الأصوات التي تدعو الى العنف والقتال وسن قانون تجريم ذلك 
ثالثها تثقيف الشعب العراقي على التسامح والتوادد وإشاعة حرية التعبير والمعتقد وخلق جيل واع يساير التطور الفكري والثقافي للمجتمعات المتطورة لبناء بلاد آمنة مستقرة
رابعها تسخير الإعلام والمنابر الدينية والمدارس والجامعات لتحقيق ذلك كله

شارك