بطرس بطرس غالى.. السياسي الداهية والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة

الثلاثاء 16/فبراير/2016 - 11:20 م
طباعة بطرس بطرس غالى..
 
بطرس بطرس غالى..
ولد بطرس بطرس غالي عام 1922 في القاهرة، وينحدر غالي من أسرة قبطية ذائعة الصيت، إذ كان جده بطرس نيروز غالي رئيس وزراء مصر في أوائل القرن العشرين، وهو عم بطرس غالي وزير المالية السابق في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
أنهى درجته الجامعية الأولى في جامعة القاهرة في 1946، ثم حصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي في جامعة باريس في 1949، وعمل بعد ذلك في تدريس القانون الدولي، والعلاقات الدولية، في جامعة القاهرة وجامعات أخرى في أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط، وإفريقيا. وكتب عدة كتب بالعربية والفرنسية.
في أكتوبر عام 1977 عُيِّن غالي وزير دولة للشؤون الخارجية، وصحب في الشهر التالي الرئيس المصري السابق أنور السادات في رحلته إلى القدس، بعد استقالة وزير الخارجية آنذاك، محمد إبراهيم كامل، احتجاجا على التقارب المصري- الإسرائيلي، ثم أصبح غالي نائبا لرئيس الوزراء في عام 1991.
بطرس بطرس غالى..
وشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة لولاية واحدة مدة خمس سنوات في أول يناير 1992 وحتى ديسمبر 1996، وكان أول عربي وإفريقي يشغل هذا المنصب في المنظمة الدولية، في فترة تزايد فيها نفوذها في أعقاب دورها الحاسم في حرب الخليج الأولى.
وخلال توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة، دعم غالي بشدة دور المنظمة الدولية في الوساطة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، وشهدت ولايته عمليات صعبة وطويلة الأمد لحفظ السلام في البوسنة والهرسك، والصومال، ورواندا، وقاد في 1995 احتفالات الأمم المتحدة بالذكرى الخمسين لتأسيسها، إلا أن استياء الولايات المتحدة، من نهج غالي المستقل، حال في النهاية دون نجاحه في تولي أمانة الأمم المتحدة لولاية ثانية في 1996.
رأس بطرس غالي في الفترة من 2003 إلى 2006 مجلس مركز الجنوب، وهو منظمة حكومية دولية للبحوث للدول النامية. وترأس غالي منظمة الفرانكوفونية الدولية بعد عودته من الأمم المتحدة. كما رأس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان في مصر، ولكنه استقال من رئاسة المجلس في فبراير من عام 2011 .
أسس بطرس غالي مجلة السياسة الدولية الفصلية التي تصدر عن صحيفة الأهرام، كما رأس المجلس القومى لحقوق الانسان في مصر عام 2003 وحتى 2010، وساهم في حصول المجلس على اعتراف غالبية المنظمات الدولية، وكانت فترته ونائبة أحمد كمال أبو المجد من أفضل الفترات التي عمل فيها المجلس وخاصة دورته الاولى حتى 2007.
ونعاه الرئيس عبد الفتاح السيسى ببالغ الحزن والأسى، وتقدم الرئيس بخالص التعازي لأسرته ولتلاميذه في أرجاء الوطن وخارجه. 
وقال الرئيس، في بيان وزعته رئاسة الجمهورية بقوله "إن مصر والعالم أجمع فقدا اليوم قيمة وقامة سياسية وقانونية رفيعة، حيث أثرى الفقيد عبر مسيرته الطويلة السياسة الدولية فكراً وعملاً، بوصفه دبلوماسياً قديراً وخبيراً في القانون الدولي وكاتبا نُشرت مؤلفاته على نطاق واسع، وهو ما أهله لتبوُّء أرفع المناصب على المستويين الوطني والدولي، كما كانت له إسهامات عديدة فى مجالات القانون الدولى، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن مشاركته الفعالة فى مفاوضات كامب ديفيد التى ساهمت فى عودة سيناء الحبيبة إلى أحضان الوطن الغالي مرة أخرى.
أكد البيان " لن تنسى القارة الأفريقية للفقيد دوره الكبير فى الاهتمام بقضاياها والمساهمة فى تنمية دولها". 
وقررت الدولة إقامة جنازة عسكرية للراحل تقيدا لما قدمه لمصر خلال الفترة الماضية.

شارك