زعيم أنصار الشريعة التونسي.. أبو عياض يُقتل في غارة بـ"مصراته"

الأحد 21/فبراير/2016 - 12:42 م
طباعة زعيم أنصار الشريعة
 
أكدت صحيفة ميرور البريطانية، نقلاً عن مصادر عسكرية لم تسمها- مقتل زعيم أنصار الشريعة الإرهابي التونسي، المعروف باسم أبوعياض، سيف الله بن حسين، اللاجئ السابق في بريطانيا في الغارة التي نفذتها طائرة أمريكية من طراز إف 15 انطلقت من قاعدة لايكنهيث البريطانية على معسكر لداعش في مدينة صبراتة الليبية.
زعيم أنصار الشريعة
وكان من بين المستهدفين في الضربات الإرهابي التونسي نور الدين شوشان، الذي يشتبه في أنه وراء هجومين بتونس العام الماضي، حسب ما أعلنه الكولونيل مارك تشيدل، المتحدث باسم القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا.
من جانب آخر كشف مسئولون عسكريون أمريكيون، عن بعض التفاصيل حول العملية الجوية التي وجهت ضربة على موقع لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا وأدى إلى مقتل عدد من العناصر بينهم قياديين بالتنظيم؛ حيث بَيَّن المسئولون أن العملية تمت بعدما "انطلقت طائرتان أمريكيتان من طراز F-15 من بريطانيا إلى جانب طائرات بدون طيار انطلقت من إيطاليا حلقت جميعها باتجاه مدينة صبراتة على الساحل الشمالي لليبيا"، ليتم استهداف 60 عنصرًا بتنظيم داعش من بينهم القيادي نورالدين شوشان.
وكشفت طلعات المراقبة الجوية التي تتبعت ما يجري في المنطقة المستهدفة على مدى أسابيع عن عمليات تدريب متقدمة على الأسلحة والذخائر.
ورجح مسئول في سلاح الجو الأمريكي، مقتل شوشان في الغارة، وفي حين أكدت مصادر لقناة "العربية" أن الطيران استهدف منزلاً في منطقة القصر بتليل غرب صبراتة الساعة 3:45 فجر يوم الجمعة بتوقيت ليبيا، والمستهدف كان منزل عبدالحكيم المشوط، القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة سابقًا وأحد العائدين من سوريا أخيراً.
وأوضحت الصحيفة أن أبوعياض، الذي قالت تقارير سابقة السنة الماضية إنه قتل في غارة ضد معسكرات إرهابية قرب مدينة إجدابيا في الشرق الليبي، كان بين القتلى الأربعين الذين سقطوا في الغارة الأمريكية أول أمس الجمعة.  
وقالت الصحيفة: "إن مقتل أبوعياض يُعد إنجازاً جيداً خاصة بسبب دوره في تجنيد "وغسل دماغ" سيف الدين الرزقي الذي أقدم على ارتكاب مجزرة سقط فيها 38 سائحاً في مدينة سوسة في يونيو 2015، بينهم 30 بريطانياً.
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها أن قياديًّا "جهاديًّا" تونسيًّا، انضم سابقًا إلى تنظيم القاعدة، قتل في غارة أمريكية في ليبيا الشهر الماضي، في إشارة منها لأبو عياض.
وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز، آنذاك أن سيف الله بن حسين المعروف بـ"أبو عياض" الذي يتزعم تنظيم "أنصار الشريعة" المحظور في تونس، قتل منتصف يونيو في غارة جوية كانت تستهدف قياديًّا آخر بتنظيم القاعدة هو الجزائري مختار بلمختار.
زعيم أنصار الشريعة
ووفق معلومات متداولة فإن أبو عياض كان موجودًا في ليبيا منذ 2013، إلى أنه نسق حملة اغتيالات وهجمات.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت منتصف يونيو العام الماضي أنها شنت ضربة جوية بشرق ليبيا، في محاولة لقتل بلمختار.
في ذات الوقت أكدت الحكومة الليبية المعترف بها دوليًّا في ليبيا والمقيمة في طبرق أن بلمختار قضى في هذه الغارة، لكن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نفى هذا الأمر.
وكما تناولت أيضًا بوابة الحركات الإسلامية في تقريرها، أن أبو عياض تبنى منهج وأيديولوجية الإخوان المسلمين، وناضل مع حركة الاتجاه الإسلامي النهضة سابقًا، كما فر من البلاد بعد أن قام نظام زين العابدين بن علي باعتقال الحركات الطلابية سنة 1987.
 ولذلك حوكم غيابيًّا بسنتين سجنًا من قبل المحكمة العسكرية بتونس بتهمة المشاركة في الاحتجاجات، عند خروجه من تونس، قصد أولًا المغرب، ثم التحق بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في جامعة وجدة، وهناك تزوج بمغربية.
لفت التقرير إلى أنه في 2011، خرج أبو عياض من السجن في إطار عفو عام بعد الثورة التونسية، فأسس تيار أنصار الشريعة، الذي يقوده هو مع أبو أيوب والخطيب الإدريسي.
أعلن التنظيم في أكثر من مناسبة أن تونس أرض دعوة وليست أرض جهاد، وأن عمله بقتصر على جوانب "دعوية" و"خيرية، لكن السلطات اتهمته بإدخال أسلحة مهربة من ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى، وبالتخطيط للانقضاض على الحكم بقوة السلاح ولإعلان تونس أول إمارة إسلامية في شمال إفريقيا.
كما اتهمته السلطات باغتيال أبرز المعارضين شكري بلعيد يوم 6 فبراير 2013 ومحمد البراهمي في 25 يوليو 2013 وبقتل عشرات من عناصر الجيش والشرطة.
زعيم أنصار الشريعة
في 17 أغسطس 2013، تم تصنيف تيار أنصار الشريعة منظمة إرهابية بسبب تنظيمها لعمليا اغتيال المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، والهجوم على عدة مراكز شرطة إضافة إلى علاقتها مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حسب أقوال وزارة الداخلية التونسية.
تطرق التقرير أيضًا إلى أن قوة من الجيش الليبي اعتقلت أبو عياض في مدينة مصراتة، ومعه عدد من مساعديه التونسيين، في تطور لافت يشير في حال تأكده، إلى تعاون أمني ليبي غير مسبوق في ملاحقة مطلوبين من دول مجاورة.
والجدير بالذكر أنه عقب ظهور التنظيم الإرهابي داعش فاجأ "أبو عياض" جمهور الجهاديين في العالم برسالة وجهها إلى المجاهدين في العراق، وهنأهم بما أسماهم "فتوحات بلاد الرافدين".
وجاء فيها: "إني إذ أبارك لأمتنا وعلى رأسها تاج رءوسنا المجاهدين في أرض العراق بفتوحات بلاد الرافدين، أستغل الفرصة المباركة لأتوجه لقادتنا ومشايخاـ حفظهم الله تعالى، أينما كانوا في الساحات أو في السجون أو في أي مكان بهذه الكلمات، سائلًا الله تعالى أن تجد عندهم القبول والتفعيل".
وأدرج "أبو عياض" على القائمة السوداء للأمم المتحدة منذ 2002 لارتباطه بالقاعدة؛ حيث تتهم واشنطن "أنصار الشريعة" بشن هجوم على سفارة الولايات المتحدة بتونس، وعلى مدرسة أمريكية في سبتمبر 2012 بعد بث فيلم مناهض للإسلام على الإنترنت.
للمزيد عن أبو عياض اضغط هنا

شارك