العبادي يحتوي غضبة الصدر بـ"كتلة برلمانية عابرة للطائفية"

السبت 27/فبراير/2016 - 11:36 م
طباعة العبادي يحتوي غضبة
 
مع تصاعد مُطالبات الفصائل والقوى المُسلحة العراقية بإجراء إصلاحات ومواجهة الفساد، إما اللجوء إلى الشارع، طالب رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، اليوم (السبت) 27 فبراير 2016، بإنشاء "كتلة برلمانية عابرة للطائفية والإثنية".
كان زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر، أمهل حكومة العبادي 60 يومًا لإدخال إصلاحات جذرية والقضاء على الفساد، أمس (الجمعة)، ويتمتع الصدر بشعبية كبيرة وظهير مؤيد كبير، فضلاً عن كونه دائماً ما يتخذ قرارات وسطية ترفض التطرف خاصة ما يبدر دائماً من قوات الحشد الشعبي.   
العبادي، دعا في كلمة خلال حضوره مؤتمر المُصالحة المجتمعية الذي انعقد اليوم في فندق الرشيد ببغداد برعاية رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وحضور كل من رئيس الوزراء وممثل عن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، وقاطعه ائتلاف "الوطنية" بزعامة اياد علاوي، إلى "تشكيل كتلة كبيرة عابرة للطائفية لتتجاوز جميع الخلافات"، مطالباً الأحزاب المتنفذة بـ"إصلاح نفسها قبل إصلاح المجتمع"، وذلك في انتقاد لـ"التيار الصدري" الذي جمع أمس (الجمعة) عشرات الآلاف من المتظاهرين في "ساحة التحرير" وسط بغداد، للمطالبة بالإصلاح.

العبادي يحتوي غضبة
وفي الوقت الذي يخشى فيه مراقبون انحياز أحد القوى الأمنية سواء (الجيش أو الشرطة أو قوات الحشد الشعبي) لتلك الأزمة، تعهد العبادي بـ"عدم السماح باستغلال القوات الأمنية في التجاذبات السياسية بين الكتل، لافتا إلى أن "الأجهزة الأمنية واجبها حماية المدنيين والمجتمع، لا حماية الأحزاب".
من جهته، أكد الجبوري "ضرورة الاسراع في البدء بالإصلاحات الوزارية المرتقبة"، كاشفا أن الأسبوع المقبل سيشهد حملة لقاءات بين العبادي والأطراف السياسية بما فيها "تحالف القوى" لتنفيذ آلية التغيير الوزاري.
في المقابل، أشاد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بالمتظاهرين الذين خرجوا، أمس (الجمعة)، وسط بغداد، ودعاهم إلى الاستمرار في تظاهراتهم لحين انتهاء مدة الـ45 يوما، التي منحت للحكومة لتحقيق "إصلاح جذري"، وتوعد الصدر بتنفيذ خطوات تصعيدية في حال عدم حصول "الإصلاح".

العبادي يحتوي غضبة
واحتشد المتظاهرون بدعوة من الصدر منذ الصباح الباكر في ساحة التحرير، حيث فرضت إجراءات أمنية مشددة. وقال الصدر، في كلمته للمتظاهرين، إن "الحكومة تركت شعبها يصارع الموت والخوف والجوع والبطالة والاحتلال".
وأضاف: "رئيس الحكومة على المحك بعد أن انتفض الشعب اليوم هو ملزم بالإصلاح الجذري لا الترقيعي"، مشددا "كفاهم سرقات كفاهم فسادا". وردد مع المتظاهرين: "نعم نعم للإصلاح... نعم نعم لمحاربة الفاسدين... كلا كلا للفساد".
وهدد الصدر، خلال كلمته بانتفاضة شعبية، بالقول: "اليوم نحن على أسوار المنطقة الخضراء، وغدا سيكون الشعب فيها"، مشيرا الى أنه "لا أحد من أفراد الحكومة يمثلني على الإطلاق، وإن تعاطف معنا أو انتمى إلينا"، في إشارة الى وزراء من التيار الصدري، حيث يشغل التيار الصدري ثلاث وزارات في الحكومة، إضافة إلى 32 نائبًا في البرلمان العراقي المؤلف من 328 مقعدا، وتعرض بعض وزراء التيار لاتهامات فساد.
ولم يتمكن العبادي، خلال جلسة حضرها في البرلمان قبل أيام، من الحصول على تفويض لإجراء إصلاحات واسعة رغم اتخاذه من قبل خطوات بهذا الاتجاه، أبرزها تقليص المناصب الوزارية من 33 الى 22، وخفض عناصر حماية المسؤولين.
وحمل المتظاهرون أعلام العراق فقط من دون حمل أي لافتة أو شعار أو صور لأي شخصية سياسية أو دينية، وهم يهتفون بصوت عال "بالروح بالدم نفديك يا عراق".

شارك