بعد تعز.. معركة تحرير صنعاء تقترب.. والحكومة اليمنية ترفض المفاوضات

الأحد 13/مارس/2016 - 08:38 م
طباعة بعد تعز.. معركة تحرير
 
نجح الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في كسر حصار تعز بشكل جزئي، وسط أنباء عن انشقاق قبائل صنعاء وإعلان ولائها لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، فيما يتوقع  ان تنعقد جولة جديدة من المفاوضات في نهاية مارس الجاري. 

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى الصعيد الميداني، شن طيران التحالف العربي، مساء اليوم السبت، سلسلة غارات جوية على مواقع الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح في محافظة مأرب (173 كم شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء).
وقالت مصادر في المقاومة الشعبية إن "طيران التحالف شن خمس غارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مديرية صرواح، غربي مأرب".
وأشارت المصادر إلى أن "انفجارات عنيفة دوت في تلك المواقع بالتزامن مع تصاعد كثيف لأعمدة الدخان جراء الغارات، فيما لا يزال الطيران يحلق بكثافة في سماء المحافظة
أفادت مصادر يمنية أن المخلوع صالح أرسل مبعوثين لقبائل نهم في محاولة منه لإقناعهم بالوقوف معه ضد الشرعية، فيما قصفت مدفعية الجيش الوطني مواقع وتجمعات الميلشيات الانقلابية شمالي العاصمة اليمنية صنعاء. 
ووفقاً لصحيفة "عاجل" السعودية، أفادت مصادر بصنعاء أن قيادات الانقلاب كثفت اتصالاتها مع بعض شيوخ قبائل الطوق المحيطة في محاولة لمنع استمالتها إلى دعم الشرعية، حيث أرسل المخلوع صالح مبعوثين من قيادة حزب المؤتمر لقبائل بني حشيش وبني الحارث المتاخمة لقبائل نهم في محاولة لإقناعهم بالوقوف معهم ضد الشرعية".
وأشار المتحدث باسم المقاومة بمحافظة صنعاء الشيخ عبدالله الشندقي، إلى أن الجيش والمقاومة وبدعم من التحالف العربي يقف على بعد 10 كم من نقيل بن غيلان المطل على قاعدة الديلمي ومطار صنعاء الدولي.
وأكد الشندقي مقتل 120 مسلحاً من الانقلابيين خلال عملية تطهير مديرية نهم، مبيناً أن المرحلة الثانية من تحرير صنعاء بدأت، والتي ستمتد إلى عمق العاصمة، حيث تجري العمليات حالياً في مناطق بران ومرتفعات مسورة وقرى حريب نهم وسط تقدم في بعض الأطراف.
كما شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، غارات استهدفت مواقع الحوثيين في تعز، في وقت استمرت الاشتباكات في الجبهة الشمالية للمدينة، وشهدت أرجاء من المدينة احتفالات بكسر القوات الشرعية الحصار المفروض على المدينة جزئيا.
وكان الجيش والمقاومة استكملا تطهير مدينة النور والمدينة السكنية غربي تعز، كما طهروا معظم منطقة شرف العنين بجبل حبشي غرب مدينة تعز، كما استطاعت كسر الحصار المفروض على المدينة منذ سبعة أشهر في عدة مناطق.
وبعد تحرير عدة مناطق في تعز تسلمت قوات الجيش الوطني اليمني المنشآت والمباني الحكومية والعسكرية من المقاومة الشعبية، اليوم الأحد، في المناطق التي استعادت الشرعية السيطرة عليها غرب تعز.
وبحسب وسائل إعلام عربية، قال محافظ تعز علي المعمري "إن توجيهات صدرت من نائب القائد الأعلى للجيش الفريق علي محسن الأحمر إلى قائد اللواء 35، بنشر قوات الجيش في كل المنشآت الحكومية، حيث بدأت فعلًا بالتمركز في المعسكر الرئيس للواء في منطقة الحصب والانتشار في جامعة تعز"، وفقاً لصحيفة "عاجل" السعودية.
وكان  المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد الركن أحمد عسيري، أعلن أمس السبت، أن القوات الشرعية سيطرت على مداخل مدينة تعز اليمنية، مشدداً أنه خلال الأيام المقبلة لن يكون هناك تواجد لميليشيات الحوثي في مدينة تعز.
وانتزعت القوات الحكومية اليمنية 300 لغم أرضي وعبوة ناسفة مزروعة عشوائياً من المناطق التي انسحبت منها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في تعز، وهي ألغام وصفها قادة ميدانيون بذات القدرة التدميرية العالية، لا بل وبعضها مضاد للآليات المدرعة.
فيما قال مسعفون ومسؤول أمني اليوم الأحد، إنّ غارات جوية قتلت ما لا يقل عن 17 شخصاً يُشتبه في أنهم من متشددي تنظيم القاعدة خلال الليل في منطقة مضطربة في ميناء عدن جنوب اليمن.
وذكرت المصادر أن 20 مدنياً ومتشدداً على الأقل أصيبوا فضلاً عن ثلاثة من أفراد الأمن، وأضافت أن الضربات استهدفت المتشددين الذين كانوا يعتلون مركبات، كما أصابت إحدى الضربات مبنىً تابعاً للحكومة المحلية، وقالت المصادر إن اشتباكات متقطعة ما زالت مستمرة.

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
بعد ساعات من فك الحصار عن أغلب مداخل تعز، وصلت أول قافلة إغاثة طبية بتمويل من "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" والتي تنفذها "شبكة إنقاذ للإغاثة" و"مؤسسة فجر الأمل الخيرية للتنمية الاجتماعية" لدعم مستشفيات تعز التي عانت الكثير نتيجة حصار ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خلال الأشهر الماضية.
وتهدف الحملة الإغاثية بحسب القائمين عليها إلى دعم المستشفيات وإيصال 4500 أسطوانة أوكسجين على عدة مراحل نفذت المرحلة الأولى منها.
ففي اليومين الأخيرين تعيش تعز تسارعاً في الأحداث، بعد أن عانت منذ نحو 10 أشهر حصاراً خانقاً فرضته ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على المدينة. وبكسر هذا الحصار يحتفل أبناء تعز، مطالبين قوات الجيش الوطني والمقاومة باستكمال تطهير المدينة من الميليشيات.
وقال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة في تصريح بهذه المناسبة "وصلت يوم أمس أولى طلائع القافلة الطبية المكونة من 4500 اسطوانة أكسجين تحملها شاحنتان إلى مدينة تعز بعد كسر الحصار عنها، ومن المقرر توزيعها خلال 3 أشهر بالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة بالحكومة الشرعية اليمنية".
من جانبه، أشار وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية، عبد الرقيب سيف فتح، إلى أن نحو 70% من البنية التحتية والمرافق في مدينة تعز دمرتها الميليشيات الانقلابية، وأوضح أن المساعدات والقوافل الإغاثية ستصل إلى تعز قريباً عبر الممرات الآمنة.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
استقبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية صباح اليوم السفير الاماراتي لدى اليمن سالم بن خليفه الغفلي .
جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وثمن الرئيس اليمني مواقف الأمارات قيادة وشعبا التي سطروها بأحرف من نور في محراب العزة والكرامة مع أشقائهم اليمنيين في الدفاع عن الأرض والعرض والمصير المشترك لوضع حد للميليشيا الانقلابية وأجندتها الدخيلة على اليمن .
وحمل هادي السفير نقل تحياته إلى نظيره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة وأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
من جانبه هنئ السفير الإماراتي، الرئيس هادي بالانتصارات المتوالية التي يحققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في كافة الجبهات والتي كان آخرها الانتصار على الميليشيا الانقلابية بمحافظة تعز .
وأكد مواصلة الأمارات دعمها لليمن وشرعيتها الدستورية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
أكد وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، أن التطورات في تعز مهمة للغاية، مشيراً إلى أن قوات الجيش تقترب من العاصمة صنعاء، ووصف العلاقة بين صالح والحوثي بـ"غرام الأفاعي" الذي ينتهي دائماً بالكارثة.
وقال المخلافي في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط، إن "تعز تنتصر وهي في طريقها لتصبح محررة بالكامل"، مضيفاً أن "تأخير تحريرها جاء بسبب تمسك المتمردين باستمرار المعارك، لأنهم يعرفون أن تعز هي الأساس، لذلك أرسلوا عدداً ضخماً من ألويتهم وقواتهم لمحاصرتها، لكنهم فشلوا، وبالنسبة لصنعاء فهناك جهود كبيرة لتحريرها، وقوات الحكومة الشرعية تقترب من العاصمة والمعارك مستمرة".
فيما قالت صحيفة الخليج الإماراتية إن الرئاسة اليمنية والحكومة امتنعت عن ابداء موافقتها على عقد جولة مفاوضات جديدة مع جماعة الحوثي المسلحة وحزب صالح.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية قولها إن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ، طلب عقد جولة من المفاوضات بين الحكومة والحوثيين نهاية الشهر الجاري في سويسرا.
وذكرت المصادر أن الرئاسة والحكومة، امتنعتا عن إبداء موافقتها على الموعد المقترح من المبعوث الأممي بعقد جولة جديدة من المفاوضات مع الحوثيين نهاية شهر مارس الجاري، مشيرة إلى أنه تم اشتراط إعلان الحوثيين والرئيس السابق صالح التزامهم المسبق بتنفيذ القرار 2216.
ولفتت إلى أن الرئيس هادي طلب من المبعوث الأممي ممارسة ضغوط على الحوثيين لحثهم على الالتزام بالقرار الدولي 2216 والتقيد بتنفيذه دون اشتراطات مسبقة، معتبراً أن عقد جولة جديدة من المفاوضات دون إعلان الحوثيين التزامهم المشهد اليمني:
نجاح الجيش اليمني في فك حصار تعز، مع استمرار هدنة الحدود، يشير إلى أن الأوضاع في اليمن تقترب من النهاية، بفعل المسار العسكري، وهو ما يؤكد نجاح هدف عاصفة الحزم بعد عام من انطلاقها بعودة الحكومة الشرعية برئاسة هادي إلى صنعاء.

شارك