"رامبو" داعش.. شاكر وهيب

السبت 07/مايو/2016 - 02:43 م
طباعة رامبو داعش.. شاكر
 
مساء الجمعة 6 مايو 2016، تم الإعلان عن قتل اثنين من قياديي جماعة "داعش" الإرهابية أحدهما مسئول التخطيط الحربي أبو طلحة السوري الذي قتل في مخمور، والثاني القيادي شاكر وهيب وقتل في الرطبة.
وأعلنت قيادة عمليات تحرير نينوى مقتل القيادي بداعش ابو طلحة السوري مسئول التخطيط الحربي بضربة جوية في قرية العوسجة بمخمور.
من جانبها، أكدت قيادة عمليات الأنبار الجمعة، مقتل القيادي في جماعة "داعش" شاكر وهيب بقصف جوي في مدينة الرطبة غرب الرمادي.
وتناقلت الصحف والمواقع الإلكترونية الخبر من مصدر رفيع بالقيادة حسب ما نشر، إن "قصفا جوي استهدف عجلة يستقلها الإرهابي شاكر وهيب، أحد قادة تنظيم داعش في مدينة الرطبة (310كم غرب الرمادي)".

من هو "شاكر وهيب"؟

من هو شاكر وهيب؟
وشاكر وهيب الفهداوي الدليمي، المعروف باسم أبو وهيب قائد قوات تنظيم الدولة الإسلامية في الأنبار سابقًا، في صيف عام 2013 ظهر خلال إصدار "أسود الأنبار" يقوم بإعدام ثلاثة سائقي شاحنات سوريين من الطائفة العلوية في العراق.
ولقد ذكر أحد الأشخاص الساكنين في ناحية جبيل التابعة لقضاء الفلوجة القصة الكاملة لحياة شاكر وهيب في حديث خاص لـ وكالة ( كنوز ميديا ) معرفاً باسمه الكامل هو شاكر وهيب أحمد زعتر الفهداوي من مواليد 1984 عمل في السابق كاسباً يسكن ناحية جبيل التابعة لقضاء الفلوجة، يلقب بابن سميه كما يحلو أن يسموه أبناء منطقته كنيه باسم والدتة (سمية وضاح فهد العيساوي) المعروفة بممارسة البغاء في ناحية جبيل وذاع صيتها في جميع نواحي الفلوجة والمتزوجة من مهرب الأغنام والمواشي (طه حمدان صكر).
مضيفاً أن المدعو صكر قام بطلاقها، بعد أن عثر عليها مع (أحمد الفهداوي) والد شاكر في غرفة نومه بعد غيابه عدة أيام عن بيته لانشغاله في عملية التهريب، مشيراً إلى أن (الفهداوي) حاصل على عضويه الفرقة في حزب البعث آنذاك، وله نفوذ في المنطقة؛ مما أدى إلى تغافل (صكر) عن هذه الحادثة، واكتفى بطلاقها وهذه الحادثة مشهورة بين سكان ناحية جبيل في حينها .
رامبو داعش.. شاكر
مسترسلاً في الحديث عن مراحل تواجده في تنظيم داعش تبدي بعد احتلال العراق، مستغلاً وسامة شكله وجمال والدته وأخته في التقرب من الضباط السابقين في الجيش العراقي السابق بعد حصوله على معلومات أن هؤلاء الضباط بدءوا بالحصول على دعم خارجي من دول الخليج، خصوصًا من (قطر والسعودية) أثناء تواجدهم في سوريا، فسافر إلى سوريا مستصحبًا معه والدته وأخته لغرض التودد لهم، والتقرب منهم؛ وذلك بإقامة الليالي الحمراء لهم مع عائلته مقابل الحصول على مغريات مادية  .
وفي مقابل الأصداء التي خلفها وهيب فإن مصدرًا أمنيًّا بارزًا يقلل من وزنه داخل التنظيم المسلح، لافتًا إلى أنه مقاتل اعتيادي وليس له ثقل كبير في هيكلية تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يتواجد فيه كبار القادة، بعضهم ضباط محترفون في الأجهزة الأمنية والعسكرية المنحلة التابعة للنظام السابق، منوهًا أنه عُرف من خلال ظهوره العلني أمام الكاميرات.
واهتمام التنظيم بـ (أبي وهيب) كان واضحاً من خلال التركيز على إظهاره كل مرة في زي مختلف، لكنه مهندم ونظيف وبألوان غير تقليدية، ومختلفة عن أقرانه. في آخر شريط فيديو له ظهر وهيب مع مقاتلين خليجيين، يؤدون أغنية داخل بيت محافظ الموصل أثيل النجيفي، فجلس بينهم في مكان مرتفع، واعتمر قبعة سوداء مشابهة لقبعة الثائر الأرجنتيني (تشي جيفارا)، من دون أن يتخلى عن نظراته السينمائية، وابتساماته الخجولة.
وتؤكد بعض المعلومات التي يتم تسريبها من داخل تنظيم (داعش) أن وهيب ليس قائداً عسكرياً، كما أنه لا يشارك في المعارك، بل تولى مهمات إدارية داخل التنظيم، قبل أن يتم نقله إلى القسم الإعلامي فيه، وإن إظهار وجهه للعلن بصور معدّة بعناية، كان قراراً من (أبو بكر البغدادي) بهدف إظهار شكل آخر من التأثير في الشباب تحديداً، عبر اختراع البطل الأسطوري الوسيم والغامض على الطريقة الهوليودية.
ويبدو التضارب في تعريف دور (أبو وهيب) في التنظيم مقصوداً، ويضاف إلى الصنعة المحكمة لـ (البطل الغامض)، وما يؤكد ذلك أن تنظيم (داعش) سبق وأعلن مقتله في قصف جوي في الأنبار، قبل أن ينفي هذا الخبر، وينشر صوراً جديدة له. كما أنه يتنقل من مكان إلى آخر.
لكن معلومات أخرى تؤكد أنه قائد وحدة خاصة مقربة جداً من البغدادي، تُسمّى (أسود الصحراء) وهي تتكفل بحمايته، كما أنه كُلّف بمهمات قيادة التنظيم في الأنبار. وأشارت مصادر إلى أنه أُعلن لبعض الوقت والياً على الأنبار.

القبض عليه

القبض عليه
 أثناء دراسته لعلوم الكمبيوتر في جامعة الأنبار - أُلقِي القبض عليه من قبل القوات الأمريكية بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة في العراق، وظل معتقلًا في معسكر بوكا في جنوب العراق حتى عام 2009، ثم حُكِم عليه بالإعدام، وانتقل إلى سجن تكريت المركزي في محافظة صلاح الدين.

فراره

تمكن من الفرار من السجن مع 110 معتقلين آخرين في عام 2012، في أعقاب حدوث أعمال شغب وهجوم على السجن من قبل قوات من دولة العراق الإسلامية.
وبعد هروبه أصبح هو القائد الميداني في محافظة الأنبار، بعد أن تم تدريبه وإعداده أثناء فترة حبسه،؛حيث التقى في السجون عددًا كبيرًا من قادة دولة العراق الإسلامية، ومنذ هروبه أصبح نشطًا في عمليات ضد الحكومة العراقية، وأصبح مطلوبًا لدى الحكومة، ووضع مسئولون عراقيون قائمة طويلة من العمليات التي قام بها، ووضع مسئولو الأمن في الأنبار 50 ألف دولار، جائزة لمن يدل عليه، ثم انقطع عن الإعلام في الفترة الأخيرة، ويُقال إن ساقه قد بترت في إحدى المعارك؛ ما منعه من الظهور خلال الفترة الماضية.

مقتله

من وقت لآخر فيما لا يتجاوز الشهرين تخرج علينا بعض المواقع الإلكترونية لتؤكد على مقتل "شاكر وهيب" بغارة جوية.. سيناريو تكرر كثيرًا منذ العام 2013، وحتى مساء أمس الجمعة 6 مايو 2016، تداولت الصحف والمواقع الإلكترونية من مصدر رفيع بقيادة تنظيم الدولة، حسب ما نشر، أن "قصفًا جويًّا استهدف عجلة يستقلها الإرهابي شاكر وهيب، أحد قادة تنظيم داعش في مدينة الرطبة (310 كم غرب الرمادي)".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "القصف أسفر ايضا عن مقتل عدد من مرافقيه وتدمير العجلة"، لافتًا إلى أن "مساجد مدينة الرطبة التي يسيطر عليها التنظيم بدأت الآن بالتكبير وإذاعة خبر مقتله".
يذكر أن المسئولين والقادة الأمنيين أعلنوا في أوقات سابقة عن إصابة القيادي في "داعش" شاكر وهيب، خلال ضربات جوية استهدفت مقرات "داعش" بمحافظة الأنبار.

شارك