اليمن: هل يذهب لمسارات التقسيم؟

الثلاثاء 30/سبتمبر/2014 - 07:58 م
طباعة اليمن: هل يذهب لمسارات
 
عندما أطلق «عبد الله الحوثي» في 18 أغسطس 2014 الدعوة بأسقاط الحكومة بذريعة رفع أسعار الوقود وبعض المكالب الأصلاحية فيما يخص المشاركة السياسية في الحكم، وقد صاحبت الدعوة الاعتصام بالخيام في العاصمة صنعاء 
اليمن: هل يذهب لمسارات
تم تطور الأمر إلى محاصرة العاصمة بميليشيات عسكرية حوثيية وأخيرا أنتهت بالسقوط الدراماتيكي للعاصمة واستيلاء الحوثيين على جميع مؤسسات الدولة ولقد عادت إلى الأذهان دعوة الرئيس "عبد  ربه منصور" في مارس 2014 لإيران بوقف دعمها للانفصاليين في الشمال والجنوب وفي الوقت الذي نفت فيه الحكومة الإيرانية علاقتها بـ"الحوثيين" وبجماعة "أنصار الله"، ولكن قراءة التاريخ تؤكد علاقة جماعة "أنصار الله" بالنظام الإيراني، إن الحوثين عبارة عن قبائل تعود مناطقيا لمحافظة "صعدة" والتي يعتنق معظم أهلها المذهب الزيدي وهي تبعد عن العاصمة صنعاء 240 كم شمالا وحتى عام 1991 لم يختلف الحوثيون عن كثير من أصحاب المذهب الزيدي لا عقائديا ولا في توجهاتهم السياسية ولكن نقطة التحول الفارقة في حياة الحوثين كانت مع إنشاء تنظيم اجتماعي حركي باسم "الشباب المؤمن" على يد "بدر الدين الحوثي" والذي أنطلق في دعوته من فكرة توافقية تدعو للتقارب بين المذهبين الزيدي والجعفري (الاثني عشري) ولكن هذه الدعوة لم تحظ بالانتشار الجماهيري وعندما نجح التنظيم في تقديم خدمات تعليمية دينية مجانية أضافة إلى بعض الأعمال الخيرية والتي استهدفت أهالي محافظة "صعدة" ومع نهاية 1994.
اليمن: هل يذهب لمسارات
توجه "بدر الدين الحوثي" إلى إيران درفقة ابنه "حسين" ومكث فيها حتى عام 2002م، ثم عاد "حسين الحوثي" قبل ابنه من إيران وقام بتغير اسم تنظيم "الشباب المؤمن" إلى "أنصار الله"، وسريعاً ما أظهر التنظيم نيته السياسية الداعية إلى إسقاط النظام والمشاركة في الحكم والدعوة لمواجهة الحكومية اليمنية، دفع هذا التوجه الجديد إلى صدام بين التنظيم وعلماء الزيدية اللذين بدورهم اطلقوا دعاوي التحذير لاتباع الحوثي من المخالفة لأصول المذهب الزيدي، ومذهب أهل البيت، والتحول بشكل كامل للمذهب "الأثنى عشرى"، والجدير بالذكر أن بعض اللذين هاجموا حسين وجماعته كانوا أفراء وعلماء يحسبون على نفس القبيلة والمنطقة بل أن البعض كانوا قد شاركوا معهم في تأسيس حركة "الشباب المؤمن" وتم نعتهم "بالزيدية المتطرفة" وقد قال عنهم الشيخ محمد عبد العظيم الحوثي «وهو عالم زيدي» أنهم مارقون وحكم عليهم بالردة والخروج عن مذهب «آل البيت» كما قال عنهم الشيخ مجد الدين المؤيدي وهو عالم وبقي يحني إن ظاهرة الحوثية غريبة على المجتمع اليمني المسلم في أفكارها وأطروحاتها بعيدة على البعد عن المذهب الزيدي الذي يشكل هو المذهب الشافعي توأمين رئيسين فرعيين في أصل عقدي واحد هو الإسلام الحنيف،
اليمن: هل يذهب لمسارات
وقد رد الحوثين على هذه الإتهامات من العلماء بأن نعتوهم بأنهم طلاب سلطة شأنهم شأن الكثير من المواطنين والأحزاب السياسية التي تطالب الجيش اليمني بفرض الهيمنة على الدولة.
ونتيجة لهذه الخلافات المستمرة والمتصاعدة منذ اندلعت أول مواجهة في يونيو 2004 والتي قتل فيها قائد الحوثين "حسين الحوثي"، ثم تلتها المواجهة الثانية والثالثة في نوفمبر 2005، وأهم ما ميز المواجهة الثالثة هي ظهور زعيم جديد (عبد الله الحوثي) الأخ الأصغر لحسين الحوثي وتغيير المراقبون أن (عبد الله الحوثي) هو النسخة اليمنية للشيخ (حسن نصر الله) فهي يتشاركان في الخطابة التحريضية والتي يصاحبها أداء حركي (جسدي) وغالبا يدعو للتظاهر في الميداين والأحتكام إلى الشارع لحسم مواقف سياسية علاوة على مهاجمة أمريكا وإسرائيل في كل تظاهرة حتى لو كانت محلية لقد سلكت جماعة "أنصار الله" نفس أسلوب "حزب الله" فكلاهما صناعة إيرانية مدعومة بالمال والسلاح، وبالتالي القدرة على تقديم بعض الخدمات (خاصة في مجال التعليم) والزواج ثم إنشاء معسكرات تدريب على السلاح، وإرسال كوادر إلى إيران للتدريب والعودة مرة أخرى حتى وصل الحد في التشابة".
الأناشيد الدينية:
اليمن: هل يذهب لمسارات
وإبان حكم "على عبد الله صالح" تم اكتشاف مخازن للسلاح والذخيرة في مقار الحوثين، مكتوب على بعضها صنع في إيران، إضافة إلى ذلك تم القبض على سفينة إيرانية محملة بالأسلحة والذخير قرب سواحل اليمن متوجهة لمحافظة صعدة ثم إلى إيران قامت بتدريب اعداد كبيرة من الحوثين في معسكرات بأرتيريا رلا أنه من اندلاع الثورة اليمنية وما ترتب عليه من انصار لمؤسسات الدولة بخاصة الانقسام في الجيش اليمني هذه الأوضاع سمحت لجماعة "أنصار الله" من الحصول على إمدادات عسكرية من إيران وكذلك عقد صفقات مع جنرالات المخلوع "على عبد الله صالح" مع توحيد الهدف وهو إسقاط الحكومة اليمنية، وقد كان سقوط صنعاء كدليل قوي على الخيانة حتى من داخل المؤسسة العسكرية أن توقيع الإتفاقية بين الحكومة اليمنية والحوثين وباشراف من الأمم المتحدة وما تلاه من التوقيع على المجلس الأمنى والعسكري تم النزاع على تشكيل الحكومة والحقائب الوزارية لن يكون هو المشهد الختامي للصراع في اليمن وستشهد البلاد عراكاً سياسياً على خلفيات عسكرية لكل طرف من الأطراف اضافة إلى أن اليمن قد تصبح لبنان جديد ملصقا للقوى الخارجية خاصة الصراع بين إيران والسعودية ودول الخليج من جهة فهل تذهب اليمن إلى مسار التقسيم ويصبح ثلاث أقسام الشمال (حوثين)، الجنوب (الانفصاليين)، ثم حضرموت تضم دول التعاون الخليجي.

شارك