"أبو علي الأنباري" الرجل الثاني في تنظيم "داعش"

السبت 28/مايو/2016 - 06:29 م
طباعة أبو علي الأنباري
 
أبو علي الأنباري الرجل الثاني في تنظيم داعش الدموي وأكثر الشخصيات القيادية في التنظيم غموضا فأسمه هو علاء قَرداش التركماني، وقيل: إن اسمه هو عبد الرحمن مصطفى شاخيلار القادولي. 

مولده:

يحيط به الغموض فالبعض يؤكد أنه مولود في بلدة "تلعفر" العراقية من أسرة تركمانية بين عامي 1957م و1959م ، حتى ألقابه متعددة فهو يحمل أكثر من 7 لقبًا، منها أبو جاسم العراقي، وأبو عمر قرداش، وأبو علي الأنباري، وعلاء قرداش وحجّي إيمان وأبو علاء العفري، والحجي، وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون " تطلق عليه اسم حجي إمام، وهو ما جعله رجلاً غير عادياً بالتنظيم ومكنه من الإمساك بعصب التنظيم ماليًّا وأمنيًّا ليصبح الرجل الأقوى في أكثر التنظيمات تشدداً في العالم، حتى قتله جاء متنوعًا؛ حيث أعلن مقتله أكثر من مرة، آخرها في مارس 2016م حسب وزارة الدفاع الأمريكية، ليعلن التنظيم مقتله رسميًّا في نهاية مايو 2016م إثر إطلاق اسمه على إحدى «غزواته»

نشأته وحياته

نشأته وحياته
وكما هو مولده جاءت نشأته وتعليمه يكتنفها مزيد من الغموض فهناك روايتين حول نشأته وانضمامه إلى العمل الجهادي تتقاطعان في العديد من تفاصيلهما: 
الرواية الأولى: أنه نشأ وتربي في بلدته تلعفر ثم درس الفيزياء والعلوم الشرعية، وعقب تخرجه عمل مدرسًا لمادة الفيزياء، ثم انضم الى حزب البعث العراقى وكان ناشطا بعثيّا؛ حيث تولى مسئولية أحد فرق حزب البعث في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، والتحق بالجيش العراقي حتى وصل إلى رتبة اللواء في الجيش العراقي في تسعينيات القرن الماضي وفي عام 1998م سافر إلى أفغانستان والتقى أسامة بن لادن زعيم القاعدة السابق، قبل أن يعود إلى العراق ويبايع تنظيم «أنصار الإسلام»، والذي كان ناشطاً في إقليم كردستان وعقب الغزو الأمريكي للعراق في 2003م التحق بجماعة أنصار الإسلام في 8 أبريل 2013، وبعد فترة قصيرة انفصل عن التنظيم، ويقال إنه طرد بعد إدانته بتهم مالية وإدارية، بعدها، أسّس «جماعة سرايا الجهاد» في تلعفر، لقتال الأمريكيين وقبلها في اعتقل في سجن سواقة في الأردن قبل أن يُبايع عام 2004م أمير «مجلس شورى المجاهدين» أبو مصعب الزرقاوي، الذي قابله في السجن، وبعد ثلاثة أشهر عيّن مندوب تنسيق بين المجموعات، ثم أصبح «الأنباري» أحد وزراء أبو مصعب الزرقاوي، ثّم عزل بعد أقل من عام وسُجن في سجن بوكا، ثم التحق بتنظيم دولة العراق الإسلامية، وبدأ نجمه في الصعود منذ تولى أبو بكر البغدادي إمارة التنظيم.. أرسل البغدادي عدداً من قياداته إلى سوريا، غير أن «الحجّي الأنباري» لم يكن محصوراً في بقعة معينة، بل وسعت مسئولياته، وشملت كل المحافظات السورية، وكان صاحب الحل والعقد وكان يكتب التقارير ويرفع التوصيات إلى البغدادي، وقد أشار في أحد تقاريره إلى أن «أن الجولاني سينقلب على تنظيم الدولة وسينشق عنها».
 وبرز أسمه إلى العلن عقب الشقاق بين تنظيمي «القاعدة» و«داعش». ويوم أشعل أيمن الظواهري وأبو بكر البغدادي صراعاً مفتوحاً بين حَمَلة الفكر «الجهادي» على امتداد العالم الإسلامي وعقب قيامه بزيارات متبادلة لسوريا والعراق، عيّنه أبو بكر البغدادي، مشرفاً عاماً على الشام؛ حيث وكانت تربطه بزعيم «النصرة»، أبو محمد الجولاني علاقة وثيقة؛ حيث كان يراسل الجولاني بـ"ابني الحبيب" ، ويرد عليه الأخير بـ"والدي الحبيب".
 ثم عُقدت جلسات بينهما تحوّلت بعدها إلى مناظرات ودعوات إلى «المباهلة» وفي آخر جلسة مصالحة، قال أبو علي الأنباري، لضيوفه بوضوح: «إمّا أن نبيدهم أو يُبيدونا».. وكان حاسماً وكرّرها ثلاثاً، معلناً الموقف النهائي لـ«الدولة» وبعدها بأيام خرج المتحدث باسم «الدولة»، أبو محمد العدناني، ليؤكّد أنّ «القاعدة انحرفت عن المنهج الصواب»، معتبراً أن «الخلاف ليس على قتل فلان أو بيعة فلان، إنّما القضية قضية دين اعوجّ ومنهج انحرف ويعلن فيها إلغاء «جبهة النصرة» والدولة الإسلامية في العراق ودمجها تحت اسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وتم إرساله إلى سوريا وتواجد في مدينة الرقة، لفترة قام فيها بإعطاء دروس دين في جامع الإمام النووي بين صلاة المغرب والعشاء وتسلم مهمات أساسية في الرقة، خاصة بعد التذمر العام من سلوك أبو لقمان الذي تولى أمر الرقة لزمن طويل، ثم تدرج في المناصب وعيّن مسئولًا ماليًّا للتنظيم، ثم نائبًا لـ"البغدادي" في سوريا، وبعدها العراق.
وفي 14 مايو عام 2014، أعلنت الولايات المتحدة الأنباري «إرهابياً عالمياً»، وفي الخامس من مايو عام 2015 رصدت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه أو قتله. 
 الرواية الثانية: أنه عمل في بداية حياته أستاذ فيزياء، وأنه كان منخرطًا في العمل المسلح منذ ثمانينيات القرن الماضي؛ حيث ابتدأ داعية ثم أصبح ناشطًا في المنفى، وغادر العراق في أواخر التسعينيات؛ متوجهًا إلى أفغانستان، وعاد عام 2000 إلى السليمانية في شمال شرق العراق؛ لينضم إلى جماعة أنصار الإسلام، التي كانت جماعة مسلحة تعمل في المنطقة الكردية وفي 2003، قام بإنشاء مجموعة مسلحة في تلعفر، سماها فرق الجهاد لقتال القوات الأمريكية المحتلة، ثم انضم إلى تنظيم القاعدة عام 2004، عندما كانت تحت قيادة الأردني أبي مصعب الزرقاوي، وأصبحت له سلطة دينية في التنظيم ، فأصبح قاضيًا دينيًّا وداعية حتى مقتله. 
 ولكن هذه المعلومات تبقى غير دقيقة، فهل هو من سكان تلعفر، البلدة التي ينحدر منها كثير من أعضاء "داعش"، إن كان الأمر كذلك فإن اسم العفري يصبح معقولا، فكما أن اسم العفري يعني أنه من تلعفر، فإن اسم الأنباري يعني أنه من الأنبار، لكن الصحافي العراقي خالد القيسي، يصر على أن القادولي ولد في مدينة الحضر جنوب محافظة نينوى وأنه كان يشرف على الأمن والشرطة، وأنه في الفترة التي قتل فيها الثوار السوريون نائب البغدادي حجي بكر في يناير 2014، استلم المخابرات في العراق ثم في سوريا والعراق بعد مقتل أبي مهند السويداوي، الذي كان صداميًّا سابقًا، وكان صديقًا لكل من عدنان إسماعيل نجم "أبي مسلم التركماني" وأبي عبد الرحمن البيلاوي، العقل المدبر لاحتلال التنظيم للموصل، وأنه شغل منصب مدير الاستخبارات لدى داعش، وأن مقتله مع حجي بكر والسويداوي والبيلاوي يعني فقدان تنظيم "داعش" لأربعة من كبار قادته، الذي دافعوا عن دعائم التنظيم العسكرية والأمنية والأيديولوجية، كما لم يفعل أحد منذ وفاة الزرقاوي، وأنه لم يبق من هذا الكادر الذي أوجد التنظيم سوى البغدادي، وهو يتعافى من جرح أصيب به في غارة أمريكية، بالرغم من أنه لم يكن هو المقصود، بالإضافة إلى المتحدث باسم التنظيم الذي يشرف على العمليات الإرهابية في الخارج أبي محمود العدناني.

المهام التي تولاها

تولى العديد من المهام اليوجستية في دولة العراق الإسلامية ثم في دولة الخلافة "داعش"، منها: 
1- المبعوث السياسي لزعيم التنظيم في سوريا والعراق. 
2- توجيه العمليات العسكرية ضد كلا الجماعات المسلحة في سوريا وقوات الجيش السوري .
3- الإشراف على المجالس الشورية لـ"داعش". 
4- الأمير الشرعي العام لداعش. 
5- مسؤول الشؤون المالية والأمنية بداعش. 
6- الوصي الرئيسي على الغنائم والبترول في العراق.
7- مستشار أبو بكر البغدادي. 
8- نائب أبو بكر البغدادي.

مواقفه

كان له العديد من المواقف؛ حيث كان يعتبر عين البغدادي المخلصة داخل جبهة النصرة قبل الخلاف بينهما، وكان يرفع التقارير لزعيمه أبو بكر البغدادي بخصوص تصرفات ابو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة، وكان له دور في عدم قتل الجولاني على يد أبو أيمن العراقي، وكان رأيه أن الأوضاع لا تتحمل قتله وقتها وينسب له التخطيط لعملية اغتيال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، ومحاولة اغتيال رياض الأسعد، وقاد نقاشات مع جبهة النصرة بحضور أبو فراس السوري وأبو حسن تفتناز وأبو عبيدة التونسي وأبو همام الشامي انتهت بالفشل. 

أقواله

له العديد من المواقف، منها قوله: 
1- " نثنيهم أو يثنونا” وبهذة المقولة يحدد طبيعة التعامل مع كل الجماعات المقاتلة الأخرى في سوريا. 
2- يعتبر أخذ البيعة من الجيش الحر أوالجبهة الإسلامية ردة، ويكرر لسامعيه جملة أوردها الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم “من لم يدفع شرّه إلا بالقتل يقتل”. 
3- معارضة الدستور العراقي؛ لأنه لا يسمح للمسلمين بهدم معابد الأيزيديين. 
4- يبغض جماعة الإخوان المسلمين، حيث يعتبر قبول الإخوان لمبادئ الديمقراطية دليلًا على الردة، وكان يجب عليهم تجنب "مواطن الردة"، حتى لو أدى ذلك إلى خسارة مادية وأنها (حركة مرتدة)، ووصفها (بالسرطان المدمر)، والتي (ظهرت وتحورت وانتشرت) منذ انطلاقها عام 1928، وأنهم يعملون مع الطواغيت والصليبيين في أنحاء الشرق الأوسط كله، ويعدون الثورة الإسلامية في إيران شرعية، ويقرون بحوار الأديان مع اليهود والمسيحيين".
5- لا يجوز للمسلم، في نظره، في أي مكان في العالم حضور خطب الجمعة في المسجد، إن كان الإمام لا يلتزم بالعقيدة الإسلامية كما يفهمها هو.
6- لا أمل للمسلمين ما لم يهاجروا "لدار الإسلام" الواقعة تحت حكم التنظيم.

إسهاماته التكفيرية

إسهاماته التكفيرية
يعد خطيبًا مفوهًا وتم إرساله إلى سوريا والى مدينة الرقة، لفترة قام فيها بإعطاء دروس دين في جامع الإمام النووي بين صلاة المغرب والعشاء ومن إسهاماته التكفيرية : 
1- 37 درساً صوتياً في العقيدة التكفيرية. 
2- سلسلة دروس شرعية، يُستند إليها باعتبارها ملخّص المنهج الفكري التكفيري للتنظيم وفي أحد التسجيلات المنشورة خاطب أحد جنود «الدولة» بحزم طالباً منه عدم تسجيل الدرس الديني؛ حرصاً على المركزية وعمّم على طلابه حظر تسجيل أي دروس خاصة لـ«الشرعيين» منهم، من دون إذن مسبق، قائلاً: إنّ الإنسان يُخطئ ويُصيب، ويجب أن تُراجع كل التسجيلات قبل النشر للاطمئنان إلى مضمونها و أن هذا دليلٌ على حرص التنظيم في أبسط المسائل.
3- 20 ساعة من المحاضرات لرجال الدين بالتنظيم تتضمن : 
أ‌. كراهية الإيزيديين ووصفهم بأنهم كفار.
ب‌. اعتبار المسلمين السنة الذين يتحالفون مع غير المسلمين أو يعملون في مؤسسات الدولة الديمقراطية بعيدين عن الدين- وكفارا.
ت‌. محاججة الدساتير والقوانين والبرلمانات والمحاكم والتقاليد الديمقراطية؛ وكان يجب على المسلمين السنة عدم المشاركة فيها. 

الوفاة

الوفاة
هناك روايتان لمقتله: 
الأولى : أنه قتل في 25 مارس 2016 م ، على حسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في عملية لقواتها الخاصة في يوم 24 مارس 2016م وأنه كان يشرف على العمليات الاستخباراتية، وقتل في غارة جوية على دير الزور شرق سوريا، وأنه رغم أن مقتله أعلن أربع مرات على الأقل من الجانب العراقي، ومرتين من الجانب الأمريكي، إلا أن هذه المرة تبدو حقيقية، حيث قام عدد من مؤيدي "داعش" بنعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر المزيد من التفاصيل عنه، وعن الدور المهم الذي كان يؤديه، ربما لأن المحاذير الأمنية لم تعد قائمة.
الثانية : قتل في «غارةٍ لقوات التحالف الصليبي في دير الزور شرق سوريا» على حسب داعش. 
الثالثة : أنه قتل عندما كان موجوداً في الموصل.
إلا أنّ التنظيم أرجأ الإعلان عن مقتله ولكنه اعترف بذلك، لاحقاً، ببيانٍ مُرِّرت فيه عبارة خجولة «غزوة الشيخ أبو علي الأنباري تقبّله الله». ومن خلال إصدار مرئي بعنوان "صولة الأبرار على البيشمركة الكفار"، وظهر الأنباري وهو يقود المعارك في أرض صحراوية، يُعتقد أنها قريبة من الأنبار، وقال التنظيم في رثاء شعريّ لـ"الأنباري" إنه "رجل المعارك والمنابر والتقى، وعالم ملأ البلاد بعلمه".
وكانت المفاجأة في الإصدار عرض صورة لـ"الأنباري" وهو يخدم في صفوف الجيش العراقي، قائلا إن "البعث لم يستطع أن يثني عزمه عن الجهاد" وهو ما يؤكد الرواية الاولى عن حياته . 

شارك