استمرار مفاوضات الكويت.. وتحالف جديد بين الحوثيين والإخوان

الإثنين 30/مايو/2016 - 05:32 م
طباعة استمرار مفاوضات الكويت..
 
حقق الجيش اليمني نجاحات ميدانية ضد جماعة الحوثيين، واعتقل عناصر تابعة لـ"حزب الله" في تقاتل إلى جانب ميليشيات الانقلابيين، فيما يواصل المبعوث الأممي جهوده لتوصل لاتفاق سلام شامل في اليمن.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني، اندلعت مواجهات عنيفة بين القوات الشرعية وميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء وسط البلاد.
قالت مصادر إعلامية يمنية: "إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ألقت القبض على عناصر من حزب الله اللبناني خلال المعارك التي شهدتها الأحد مديرية بيحان بمحافظة شبوة جنوب شرقي اليمن".
وفي منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نقل الكاتب الصحافي المعروف سام الغباري، عن مصدر مقرب من رئيس هيئة الأركان اليمنية اللواء الركن محمد علي المقدشي، قوله: إن قوات الجيش والمقاومة ألقت القبض على عدد من عناصر حزب الله كانوا يقاتلون إلى جانب مسلحي الحوثي وقوات المخلوع صالح في بيحان بشبوة.
وكانت مصادر ميدانية قد أكدت سقوط ما لا يقل عن 20 قتيلاً من ميليشيات الحوثي وقوات صالح، و9 من الجيش والمقاومة في مواجهات عنيفة شهدتها مناطق في شبوة، جنوب شرقي اليمن، أمس الأحد.
ولفتت المصادر إلى تمكن القوات الموالية للشرعية من تطهير مناطق واسعة في عسيلان وبيحان من الميليشيات، مشيرة إلى أن القيادي البارز الموالي لصالح، أحمد مهدي فرحان، وقع في الأسر مع مجموعة من عناصره الميليشياوية عقب محاصرة قوات الشرعية لأحد مواقع المتمردين في بيحان.
وفي محافظة الضالع وسط البلاد قتل 7 من مسلحي الحوثي في هجوم للمقاومة استهدف نقطة تفتيش تابعة للميليشيات جنوب مديرية دمت.
وفي الضالع أيضًا أكدت مصادر في المقاومة أن ثلاثة من مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح، قُتلوا في هجوم نوعي شنه رجال المقاومة الشعبية في بلدة مريس شمال المحافظة.
وفي تعز جنوب غربي اليمن، أكدت مصادر ميدانية مقتل 4 من عناصر الميليشيات جراء مواجهات عنيفة شهدتها جبهتا الضباب والوازعية.
وفي البيضاء، قالت مصادر ميدانية: إن رجال المقاومة الشعبية دحروا الميليشيات ظهر الأحد من مناطق "الزوب" و"آل سمندر"، بعد قيام الحوثيين بقصف منازل المدنيين وترويع الأهالي بصورة مرعبة.
وذكرت المصادر أن المواجهات أسفرت عن مقتل اثنين من الميليشيات وإصابة ثلاثة آخرين.
وفي محافظة الجوف شمال البلاد أكدت مصادر محلية، أن القيادي الحوثي المكنى أبوعبد الله القعود، قتل مع 5 من مرافقيه، بغارة استهدفت عربة عسكرية كانوا على متنها شمال المحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن القعود ينتمي إلى مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، ويعتبر من أكبر القيادات الميدانية للحوثيين، كما أنه مسئول عن عدة جبهات، منها جبهة الجوف.
فيما أكد الجيش الوطني في اليمن استعادته مواقع كانت تحت سيطرة ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في محافظة شبوة جنوب البلاد.
وأوضح أركان حرب اللواء 19 مشاه بالمحافظة العقيد الركن علي صالح الكليبي أن قوات من اللواءين 19 و 21 مسنودة برجال المقاومة الشعبية استعادت (8) مناطق في مديرية بيحان بعد معارك عنيفة مع الميليشيا الانقلابية.
وأشار الكليبي في تصريح بثته اليوم وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إلى أن المناطق المستعادة من قبضة الانقلابيين، هي مناطق، السليم والعكدة والشميس والعلم ولحيمر وبلبوم والهجر والصفراء، متعهداً باستعادة مديرية بيحان بالكامل خلال الساعات المقبلة.
وأكد أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية في المحافظة مستمرون في مواصلة عملياتهم العسكرية لتخليص شبوة وكافة المناطق في البلاد من المليشيا الانقلابية.

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، يواصل المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مشاوراته مع وفد الانقلابيين لليوم الثالث على التوالي في مباحثات السلام اليمنية المنعقدة في الكويت.
وأكدت مصادر مقربة من المفاوضات لـ"العربية" أن مباحثات اليوم تتركز على مناقشة روئ الطرفين المتعلقة بالخارطة السياسية لليمن والضمانات المطلوبة وإجراءات عمل اللجان الأمنية والعسكرية.
وشهد محادثات السلام اليمنية المنعقدة في الكويت تقدماً إيجابياً خاصة فيما يتعلق بلجنة المعتقلين والأسرى؛ حيث كشفت مصادر مقربة من وفدي مفاوضات السلام اليمنية في الكويت أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد تسلم كشوفات من الطرفين، ضمت 6390 اسمًا لمعتقلين وأسرى ومخطوفين، وذلك تمهيداً لمراجعتها والتدقيق فيها والتثبت من صحتها ومصير ووضعية كل شخص ورد اسمه فيها.
وأوضحت مصادر مفاوضة أن وفد الحكومة قدم كشفاً ضم 2630 اسماً، يتقدمهم اسم اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع المعتقل لدى الانقلابيين منذ الخامس والعشرين من مارس عام 2015، في حين ضم الكشف المقدم من وفد الانقلابيين 3760 اسمًا يتقدمهم العميد أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس المخلوع.
يذكر أن مصادر في الوفد الحكومي كانت كشفت الأحد أن لجنة المعتقلين والأسرى ستجتمع مساء لاستكمال بيانات وكشوفات المعتقلين والأسرى والمختطفين والمخفيين قسرًا، والمقدمة من طرفي النزاع، وذلك لمراجعتها وتقديمها إلى المبعوث الأممي تمهيداً، لإجراءات تأمين الإفراج عن الدفعة الأولى التي من المتوقع أن يصل عددها إلى نحو ألف شخص قبل حلول شهر رمضان.
ويشارك في اجتماعات اللجنة خبراء أمميون بمشاركة من هيئة الصليب الأحمر الدولي لمساعدة طرفي النزاع على وضع آلية تنفيذية فعالة وجدول زمني للإفراج عن جميع المعتقلين.
وكان إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد أعلن أنه ناقش خلال جلستين صباحية ومسائية السبت مع وفد الانقلابيين في محادثات السلام اليمنية في الكويت تفاصيل وآليات انسحاب الميليشيات، وتسليم السلاح واستئناف الحوار السياسي واستعادة مؤسسات الدولة.
اعتبر الناطق الرسمي باسم جماعة أنصار الله "الحوثيين" محمد عبدالسلام،  أن ما يصدر من قبل إسماعيل ولد الشيخ، المبعوث الأممي لليمن، تعتبر بيانات غامضة خالية من المواضيع التي يتم مناقشتها في مشاورات الكويت.
وقال "عبدالسلام" في حديث نقلته "المسيرة نت" اليوم الاثنين "إنهم أبلغوا ولد الشيخ بأن ما يصدر من قبله تعتبر بيانات غامضة وخالية من المواضيع التي يتم مناقشتها مراعاة للطرف الآخر، في إشارة إلى طرف الوفد الحكومي اليمني"، موضحًا "أن تصريحات الأمم المتحدة بشأن المشاورات في الكويت ليست دقيقة ولا تعبر عن حقيقة ما يجري في الجلسات".
وأشار إلى أن "الجلسات والنقاشات التي تعقد في مفاوضات الكويت تناقش أربعة مسارات" هي مؤسسة الرئاسة، وتشكيل الحكومة التوافقية الجديدة، واللجنة العسكرية والأمنية، والضمانات، منوهاً إلى أنه "تم التأكيد على مبدأ أن المرحلة الانتقالية محكومة بالتوافق في مختلف السلطات التنفيذية".
فيما أكد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية اليمني، رئيس وفد الحكومة اليمنية في مشاورات الكويت، عبد الملك المخلافي "وجود انسداد في المفاوضات بسبب تعنّت الطرف الآخر". مضيفاً: "لكنني أعتقد أننا في المرحلة الأخيرة فإما أن يوقف وفد الحوثي تعنته وإما أن يحكم على الممشاورات بالفشل".
ونقلت صحفية القبس الكويتية عن المخلافي قوله على هامش مشاركته في الدورة الاستثنائية لوزراء الخارجية العرب، التي اختتمت في مقر الجامعة العربية بالقاهرة أمس الأول: "هناك اتفاق على الإفراج عن الأسرى والمعتقلين جميعاً قبل رمضان، تحت إشراف الصليب الأحمر"، مشيراً إلى أن "الحكومة قدمت قوائمها في انتظار تقديم الطرف الآخر قوائمه".
وأشار إلى وجود اتفاق دولي وعربي، على أن تكون الأولوية لتسليم السلاح والانسحاب من مؤسسات الدولة قبل البحث في أي موضوع آخر، ولا مانع من مشاركة أطراف عربية وخليجية ودولية في الإشراف على تسليم السلاح.
وبشأن الاتفاق على سقف زمني للمفاوضات قال: "لم يتم الاتفاق بعد، لكنني أعتقد أننا في المرحلة الأخيرة، فإما أن يوقف الطرف الآخر تعنته وإما أن يحكم عليها بالفشل".
وأضاف المخلافي "الطرف الانقلابي يضع العراقيل أمام تقدم المفاوضات، رغم رغبتنا الجادة في تحقيق السلام من خلال مرجعيات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، لكن الانقلابيين يتراجعون ويريدون شرعنة الانقلاب". مشيراً إلى أن "المفاوضات تسير بشكل ثنائي بسبب تراجع الطرف الآخر عن التزاماته".
ولفت إلى أن "لجنة التنسيق والتهدئة تلقت دعماً مالياً من السعودية، لتقوم بعملها على الأرض، ونأمل في تثبيت وقف إطلاق النار قبل رمضان".
 وقال: "نحاول إطلاق جميع المعتقلين والأسرى قبل رمضان بلا قيد أو شرط، لكن المفاوضات صعبة، ونأمل في موقف عربي موحد ليقتنع الطرف الآخر بأن الموقف موحد بشأن المرجعيات"، لافتًا إلى أنه بمساندة السعودية والإمارات للشرعية في اليمن ودعم المفاوضات، كما أشاد بدور أمير قطر في دعم العملية السياسية.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، لم يجد المتمردون الحوثيون وجماعة الإخوان في اليمن متمثلة في حزب التجمع اليمني الإصلاح غضاضة في الدخول بتحالف يعوّلون على أن يحقق مصالحهم في الوصول إلى السلطة بعد انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية منذ يناير من العام الماضي.
ولا تتورع جماعة الحوثي، التي ترعرت في أحضان إيران، عن إخفاء تلك التحالفات، فقد أكد رئيس وفدهم في مباحثات الكويت محمد عبد السلام، على أن جماعته تتحالف مع كل من سماها "القوى الوطنية" ذاكرًا من بينهم جماعة الإخوان، وذلك في تصريحات لجريدة "الشاهد" الكويتية.
وحذر سياسيون يمنيون من خطر جماعات مثل الحوثي والإخوان على اليمن، وفي تصريحات سابقة لـ"سكاي نيوز عربية" اعتبر الكاتب والباحث السياسي اليمني على نعمان المصفري أن جماعة الإخوان، تحولت في الوضع الحالي لليمن إلى "سرطان مع عفاش (صالح) والحوثي لاستنزاف التحالف العربي."
واتهم المصفري قيادات في حزب الإصلاح بالتآمر مع المتمردين الحوثيين وقوات على عبدالله صالح لتقويض الانتصارات التي حققها التحالف العربي في السعودية، وفي زعزعة الأوضاع الأمنية في المناطق المحررة.
وعلى امتداد تاريخ اليمن الحديث كانت تحالفات جماعة الإخوان، تتأرجح بين الأعداء والحلفاء كلما تغيرت بوصلة مصالحهم.
ومع انقلاب الحوثيين مع حليفهم  صالح على الشرعية في اليمن عام 2015، كانت المواقع العسكرية التي يسيطر عليها قياديون من الإخوان تسقط بيد الانقلابيين دون قتال وخاصة تلك المواقع في محافظة عمران شمالي البلاد.
ورغم قوتهم العسكرية، إلا أنهم لم يحركوا ساكنًا حين بدأ الانقلاب الحوثي المشترك مع صالح، حتى إن اللواء 310 وهو لواء عسكري قوي معظم قادته وعناصره من حزب الإصلاح سقط بيد الانقلابيين من دون قتال فعلي، وفر قادة اللواء من المعركة.
في مؤشر جديد على الخلافات بين المخلوع صالح والمتمردين الحوثيين، شنت صحيفة "اليمن اليوم" المقربة من صالح هجوماً عنيفاً على يحيى بدر الدين الحوثي شقيق زعيم جماعة الحوثيين.
واعتبرت الصحيفة أن توجيهات أصدرها يحيى بدر الدين الحوثي إلى القضاء بإطلاق سراح عدد من المعتقلين على ذمة قضية تفجير مسجد الرئاسة تدخلا سافرا في عمل القضاء من قبل شخص لا سلطة رسمية له وإنما استغل سلطته العائلية.
وفي المقابل انتقد محمد عبد السلام رئيس الوفد المفاوض في الكويت في تصريحات له استبداد النظام السابق في إشارة للمخلوع صالح الذي قال إنه لا يزال يسيطر على الجيش.

المشهد اليمني

دخلت مفاوضات الكويت بشأن الأزمة اليمنية مرحلة جديدة في إطار مساعي المبعوث الدولي للتوصل إلى اتفاق سلام شامل يعتمد على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومن ثم بات التوصل إلى حل للوضع في اليمن أمرًا حيويًّا للحفاظ على كيان الدولة اليمنية ووحدة أراضيها. والسؤال هنا هل ستكون مفاوضات  الكويت آخر الجهود لإحلال السلام ببلاد اليمن السعيد الذي يئن من وطأة الحرب وتداعياتها؟

شارك