جمال حشمت ومراجعات الاخوان

الخميس 23/نوفمبر/2017 - 12:34 م
طباعة جمال حشمت ومراجعات حسام الحداد
 
جمال حشمت، القيادي
جمال حشمت، القيادي الإخواني
بعد دعوات الغنوشي في تونس بفصل العمل الدعوي عن العمل السياسي وبعد تجربة اخوان الأردن والتضيقات الامنية والشعبية على الجماعة داخل مصر وخارجها ارتفعت الاصوات عديدة بين صفوف الجماعة بعمل مراجعات فكرية واتهام القيادات بارتكابهم اخطاء كثيرة ابان عزل محمد مرسي ومنها اعتصامي "رابعة والنهضة" ومؤخرا انضم جمال حشمت، القيادي الإخواني، إلى قائمة المطالبين بتجديد فكر تيار الإسلام السياسي، مهاجمًا في أحد مقالته ما أسماهم بالناقلين وأصحاب "العقول المستريحة".
وقدم "حشمت" في مقال نشره موقع إخواني، بعنوان "التفكير النمطي التقليدي الموروث يكسب!" نقدًا إلى طريقة تفكير الإسلاميين بما فيهم الإخوان، التي قال إنها قائمة على الجمود والنقل وعدم التفكير ومحاربة الجديد.
الدكتور كمال الهلباوي
الدكتور كمال الهلباوي
وقال: إن هذا النمط يعتبر إحدى أزمات التفكير الإسلامي، مشيرًا إلى أنه طرح هذه الفكرة في 2008، لكنه لم يتلق ردودًا.
وتساءل: "لماذا نرى كثيرًا من أبناء الحركات الإسلامية يتوقف عن البحث عن معارف جديدة اكتفاء بما لديه؟".
يذكر أن قيادات من تيار الإسلام السياسي طرحوا في الفترة الأخيرة دعوات إصلاح من داخل التيار، وبدأ هذه الفكرة طارق الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية والهارب في الخارج، الذي طالب بأن يكون شهر رمضان شهرًا لتقويم أداء كل حركات التيار على مدى الفترة الأخيرة.
وكانت ردود الافعال على ما قدمه جمال حشمت تشكل ادانة لجمال حشمت وغير مرحبة بما يطرحه فقد قال الدكتور كمال الهلباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن حديث القيادي الإخواني جمال حشمت، عن أن قرارات الجماعة الخاطئة هي ما أدت إلى مأساة رابعة، جاء متأخرًا، مشيرًا إلى أنه منذ ثلاث سنوات لم يتحدث عن ذلك، ولم يتحدث أيضًا عندما كان الرئيس المعزول محمد مرسي في الحكم، فلماذا يتحدث الآن؟
 وأضاف "الهلباوي" أن موقف "حشمت" غير واضح بالنسبة للجماعة، موضحًا أنه عندما رأى الصراع الداخلي أراد أن يضحك على الشعب بما يقول، لكن الحقيقة غير ذلك، نظرًا لأنهم دائمًا ما يستعينون بالإعلام الغربي لتشويه صورة مصر.
طارق البشبيشي، القيادي
طارق البشبيشي، القيادي السابق بجماعة الإخوان
بينما أكد طارق أبو السعد، القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن تصريحات جمال حشمت القيادي الإخواني، عن أن قرارات الجماعة الخاطئة هي ما أدت إلى مأساة رابعة العدوية، تخص نفسه فقط، لافتا إلى أنه يقول وجهات نظر مختلفة عن الجماعة وربما يتراجع مرة أخرى عند مواجهة الإخوان له. وأوضح أبو السعد أن هذه التصريحات غير الجادة، ولا تعد أن هناك مؤشرا إيجابيا أو تفاعلا داخل الجماعة، والواضح أن حشمت يريد إلقاء الضوء والصورة إليه، ويريد أيضا أن يتبرأ مما حدث في رابعة العدوية.
وفي نفس السياق قال طارق البشبيشي، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن تصريحات القيادي الإخواني جمال حشمت بأن قرارات الجماعة الخاطئة أدت إلى مأساة رابعة العدوية، هي هروب من المسئولية داخل الجماعة، لافتا إلى أن حشمت شارك في كل جرائم الإخوان، لكنه يريد أن يعيش دور الحكيم الناصح حاليا.
وأضاف البشبيشي أن جمال حشمت شريك أساسي في كل قرارات الإخوان، وكان يبرر لهم كل الأخطاء، وإذا رجعنا إلى الماضي سنجده مشاركا فيها ومبررا لها، وكان أيضا مؤيدا للإعلان الدستوري الذي صدر في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، لكنه ربما عندما يعاني التنظيم من الأزمات يدعي الحكمة.
وأشار إلى أن حشمت كان على طول الخط مثل الحرباء يعيش على ألوان كثيرة ينتقد القرارات في اللجنة السياسية، ثم لا يستطيع مواجهة المكتب الإداري وهو السلطة الأعلى في الجماعة.
محمود عزت
محمود عزت
ويذكر انه في مايو الماضي قال الدكتور جمال حشمت عضو مجلس شورى "الإخوان"، والقيادي البارز بالجماعة، إن معظم قيادات الجماعة ترى ضرورة فصل الجانب الحزبي التنافسي عن الجانب الدعوي والتربوي. وأضاف حشمت أن "فكرة فصل الجانب الحزبي التنافسي عن الجانب الدعوي والتربوي هو رأي معظم قيادات الحزب الذين مارسوا العمل بعد الثورة وقد يكون هناك للبعض آراء أخرى نحترمها". وأوضح حشمت أن "فصل التخصص ليس انشقاقًا كما يتخوف الرافضين لفكرة الفصل والتخصص إذا كان البعض متخوف من ذلك"، مشيرًا إلى أن "القرار لابد من إعلانه من الداخل بشكل مؤسسي يتوافق الجميع علي إجراءاته ومآلاته". وكان حشمت في حوار نشرته وكالة "الأناضول"، إنه "تأكد عزم كل الأطراف" داخل الجماعة على ضرورة "فصل الجانب الحزبي التنافسي عن الجانب الدعوي والتربوي"، و"سيُعلن هذا قريبا"، مشيرًا أن هناك "سعي لمراجعات كبرى، لكنها تحتاج وقت، وإرادة، وتقديم الشباب". وفي حوار حول الأزمة الداخلية للإخوان، أضاف "حشمت"، صاحب أحد مبادرات حلّها، إن الخلاف الداخلي داخل الجماعة "نخبوي" في المستويات العليا بها، وليس قواعدها، مؤكدًا وجود جهود لرأبه في أقرب وقت، مستبعداً في الوقت الحالي إعلان انشقاق بالجماعة التي تأسست عام 1928. ودشّنت جماعة الإخوان "حزب الحرية والعدالة" عقب ثورة يناير 2011، وكانت اتهامات كثيرة توجّه للجماعة بهيمنتها على القرار داخل الحزب، الذي تم حله بقرار قضائي عقب إطاحة الجيش في 3 يوليو 2013 بالرئيس الأسبق محمد مرسي. وشدّد "حشمت"، المقيم حاليًا خارج مصر، على أن "الأزمة الحالية ليست بين تنظيم يبقى أو ينتهي أو مواجهة أو تراجع، بقدر ما هي محاولة جادة وحقيقية لتطوير الجماعة، وعودتها للرأي العام بشكل أفضل وأحسن من فتراتها السابقة، وقد عولجت الأخطاء، وتمت الاستفادة من الدروس السابقة في تاريخ الوطن والجماعة". وحاليا، تشهد "جماعة الإخوان" خلافات داخلية، وصلت ذروتها خلال ديسمبر الماضي، حول إدارة التنظيم، وشكل الثورة التي تنتهجها ضد السلطات المصرية الحالية، وصارت الأزمة يتزعمها تيار بقيادة "محمود عزت" القائم بأعمال مرشد الإخوان، وآخر يتزعمه "محمد منتصر"، المتحدث الإعلامي باسم الجماعة الذي عزله الأول مؤخرًا. وقبل أسبوعين، طرحت "اللجنة الإدارية العليا للإخوان"،(كانت معنية بإدارة شؤون الجماعة، ولها خلافات حالية مع جبهة عزت)، ما أسمته "خارطة طريق لإنهاء الخلاف"، تضمنت عدة نقاط تتمحور حول "إجراء انتخابات شاملة لهيئاتها، ورجوع طرفي الأزمة خطوة للوراء".

شارك