التشيُّع في سوريا الثمن "الرخيص" لدعم ايران للنظام السوري

الأربعاء 15/يونيو/2016 - 02:40 م
طباعة التشيُّع في  سوريا
 
لا تخفي ايران  منذ بداية الثورة السورية دعمها اللامحدود للنظام السوري وعلى الجهة الأخري لاتخفي ايضا محاولاتها المكشوفة لنشر التشيع فى المناطق التى تستولى عليها وباقى المناطق السورية التى تصل اليها  أذرعها القاتلة  ومن أحدث المناطق التى بدأ فيها  ميليشيا "حزب الله" اللبناني  نشر التشيّع بين العوائل العربية السنية  مدينة "الحسكة"  التى تقع في شمال سوريا وذلك مقابل معاش شهري لكل متشيع  مستغلةً سوء وضع الاهالى المادي في ظل الظروف الحالية التى تشهدها سوريا كما أن هذه الحملات تقوم بدعم من نظام الأسد.

التشيُّع في  سوريا
وقد بدأت عملية التشيع في تلك المنطقة  بين العرب السنة قبل حوالي إسبوعين، حيث قام شخص يدعى "أبو عمار"، وشخص آخر يدعى "أبو علي" من سكان الحسكة، عُرف بأنه اعتنق المذهب الشيعي مؤخراً، بزيارة العوائل العربية السنية في حيي "غوفران" و"نيشاوا"، وشكلوا قائمة عن أشخاص "مقربين من النظام"، ووعدوا العائلات التي تعتنق المذهب الشيعي بمبلغ شهري قدره "100" دولار أمريكي ويتضمن  برنامج "التشيّع" الذى يروج له  على إرسال هذه العوائل إلى مدارس مخصصة لتعليمهم في "لبنان"، حيث تم إرسال مجموعة مؤلفة من قرابة 25 عائلة سورية سنية  يوم الاثنين 13-6-2016م ، من مطار "القامشلي"بطائرة عسكرية تابعة لنظام الأسد إلى "دمشق" ومن ثم إلى لبنان عن طريق البر، وتتألف كل مجموعة من نحو 150 شخصاً وبعد الانتهاء من برنامج التعليم 
في المدارس الدينية بمنطقة "البقاع" و الضاحية الجنوبية في لبنان، يتم إعادة العوائل للحسكة. 
 وبعد  اندلاع الثورة السورية، وبعد طول تستر وتخف، مزق الشيعة في سوريا معظم حجب "التقية"، وانطلقوا من وراء الكواليس، ليمارسوا دورهم مباشرة على مسرح الأحداث، فتواترت روايات نشطاء وأهالي حمص عن مدى الأذى الذي ألحقه شيعة الريف بسنّة المحافظة،  وكذلك  الأمر في إدلب وحلب بل وحتى في دمشق، حيث ظهر اعتماد النظام على مراكز ثقله الشيعية رغم إنها بلدات أو أحياء صغيرة تسبح في بحر سنّي، فكانت "الفوعة" و"كفريا" الشيعيتين في إدلب، كما "نبل" والزهراء" في حلب، كما "حي الأمين"، و"زين العابدين" في دمشق وخلافا للمتصور، فقد منح نظام بشار للقرى الشيعية  خلال الثورة  ما لم يمنحه للبلدات العلوية من امتيازات، حيث حصنها بتحصينات كبيرة ودجج أهلها بمختلف أنواع السلاح، حتى بدا إن سقوط "نبل" أو "الفوعة" لا يقل فداحة بالنسبة لبشار عن سقوط القرداحة نفسها

التشيُّع في  سوريا
وكانت دراسة للباحث الفلسطيني خالد سنداوي عن  توزع المتشيعين بين العلويين في مختلف المحافظات السورية ،  وكانت على النحو التالي: طرطوس (44%)، اللاذقية (26%)، حمص (14%)، حماة ودمشق (16%) أي إن نسبة 44% من المتحولين عن النصيرية إلى التشيع يتركزون في محافظة طرطوس، و26% في حمص.. وهكذا 
أما توزع المتشيعين بين السنة، فهو على النحو التالي:
 حلب (46 %) ، دمشق (23% ، حمص (22%)، حماة (5 %)، إدلب (4%).. أي إن نسبة 46% من المتشيعين بين السنة يتركزون في محافظة حلب، و23% في دمشق.. وهكذا و أن معدلات التشيع في محافظات القنيطرة، دير الزور، والرقة، هي معدلات ضئيلة إلى درجة لاتستحق الذكر، وهذا خلافا لما أشيع قبل سنوات عن توسع نشاط التشيع في دير الزور والرقة على وجه الخصوص!
وبحسب الدراسة، فإن نسب المتشيعين بين الإسماعيليين، تتوزع على النحو التالي: حماة (51%)، طرطوس (43%)، حلب (3%)، دمشق (2%)، إدلب (1%).. أي إن 51% من الإسماعيليين الذي تحولوا للشيعة يتمركزون في حماة، و43% في طرطوس.. وهكذا.

التشيُّع في  سوريا
وأختتم الدراسة بالتأكيد على إن نسبة إجمالي المتحولين من السنة إلى التشيع في عموم سوريا لاتتخطى 2%، وهي نسبة ضئيلة جدا وغير مستهجنة، لاسيما إذا علمنا أن نحو 7 %من المسلمين السنة الذين تحولوا في منطقة دمشق، ينتمون إلى أسر سورية كانت في الأصل شيعية ولكنهم تحولوا إلى سنة مع مرور الزمن، مثل عائلات: العطار، قصاب حسن، لحام، بختيار، إختيار  أما في حلب، فنسبة 88 %من السنة المتشيعين كانوا أيضا من عائلات ذات أصل شيعي.
 وعلى الرغم من نتائج هذة الدراسة الا ان التشيع تعزز في سوريا بشكل لم يسبق له مثيل، بعد  اندلاع الثورة قبل  5سنوات ، حيث تدفقت آلاف مؤلفة من غلاة الشيعة والمتشيعين المسلحين  من إيرانيين وعراقيين ولبنانيين وباكستانيين وأفغان، بل وحتى أفارقة  لمساعدة نظام بشار، فباتت لهم اليد الطولى في أي تقدم أو اختراق يحرزه هذا النظام، الذي كان متهاويا لولا أن تداركته هذه المليشيات، وهو ما أكدته شهادات مرتزقة عراقيين، تفاخروا بأنهم يقفون في الصفوف الأولى لأي معركة، بينما يقتصر دور جنود النظام "الخائفين" على القصف بالمدفعية والصواريخ من بعيد، وعلى الاستعراض بالطيران!

التشيُّع في  سوريا
وتشير الاحصاءات والمعلومات أن أغلب عمليات التشيع قد حصلت على صعيد أهل السنة ، فقد سجلت حالات تشيع مع ازدياد الفقر في كثير من المناطق السورية ، فقد رصدت حالات تشيع جديدة ونشاطاً دعوياً كبيراً ، ومن اللافت أن الكثير من المتشيعين الجدد من أهل السنة يرمى بهم في جبهات الحرب المشتعلة ليلقوا حتفهم وينشط في دمشق لواء أبو الفضل العباس كما تم تأسيس حزب الله السوري لهذا الغرض.
يأتي ذلك متزامناً مع حرص النظام وحلفائه على طمس معالم البلاد وثقافتها ، فليس غريباً التدمير المتعمد لمدينة حلب القديمة بمسجدها الأموي وأسواقها الأثرية وكذلك تدمير مسجد سيدنا خالد بن الوليد في قلب حمص ، حمص التي يحاول النظام جاهداً لتهجير أهلها وجعلها مدينة علوية خالصة.
كما أن ملامح مخطط تحويل دمشق لمدينة شيعية تتضح يوماً بعد يوم ، فهاهي منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق تتحول لمنطقة شيعية بالمطلق بعد أن كانت مجرد بساتين للسكان المحليين بالإضافة لمخيم للاجئين الفلسطيين. كما تبدو الحملة العسكرية الشرسة التي طالت أغلب مناطق ريف دمشق ودمرت البنية التحتية والمدنية فيه ، والأخطر من تلك الإجراءات حول العاصمة هو ما يجري في قلب العاصمة في دمشق القديمة، فشراء العقارات الجاري على قدم وساق ونشر مظاهر التشيع في دمشق القديمة ينذر بطمس هوية دمشق السنية. 

التشيُّع في  سوريا
مما سبق نستطيع التأكيد على أن ايران  وأذرعها  لا تخفي  منذ بداية الثورة السورية محاولاتها المكشوفة لنشر التشيع فى المناطق التى تستولى عليها وباقى المناطق السورية التى تصل اليها  مع أذرعها القاتلة  مستغلةً سوء وضع الاهالى المادي  والظروف الحالية التى تشهدها سوريا وكل ذلك  بدعم من نظام السوري .


شارك