الجيش السوري ينزع ألغام داعش.. واتهامات جديدة لأنقرة بعلاج العناصر الإرهابية
الخميس 16/يونيو/2016 - 08:09 م
طباعة
الجيش السوري يتقدم
يواصل الجيش السوري تقدمه على حساب عناصر داعش والمعارضة المسلحة، فى الوقت الذى كشفت فيه صحيفة "لو موند" الفرنسية، أن القوات السورية باتت تستعمل سلاحا جديدا وظيفته الأساسية تنظيف الألغام، والاشارة إلى أن القوات السورية ضمت السلاح الجديد "الخرطوم الناسف" إلى ترسانتها مع احتدام المعارك في حلب، مشيرة إلى أن هذا النوع من السلاح غير مكلف لتسهيل عملية نزع الألغام من الأراضي السورية وخاصة المواقع التى تم طرد داعش منها.
أكدت الصحيفة أن السلاح هو عبارة عن خرطوم الحريق ولكن بدل المياه، يحشى بشظايا ومواد متفجرة، ويتم إسقاطه من المقاتلات، وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن هذا النوع من الأسلحة وظيفته الأساسية تنظيف الألغام وهو عادة ما يرمى من الأرض متصلا بصاروخ من أجل فتح الطريق أمام المشاة، مشيرة إلى أنه يمكن إطلاقه بطريقتين، سواء من مدفع ثابت أو من مدرعة.
قالت الصحيفة الفرنسية إن روسيا هي التي علمت السوريين على هذه التقنية على الأرجح، معرجة بالقول إن الجيش الروسي استخدم هذا السلاح ضد الأشخاص خلال حرب الشيشان الثانية، وتحديداً خلال استعادة منطقة كومسوكولسكويي، وفقا لموقع "موسكو ديفانس بريف".
من جانبها اكدت وكالة "سانا" عن مصادر عسكرية سورية أن مسلحين هاجموا نقطة للجيش السوري في الغوطة الشرقية بريف دمشق، مستخدمين موادا سامة أدت إلى إصابات بحالات اختناق.
يذكر أن الغوطة الشرقية تعرضت لهجوم كيميائي خلف مجزرة في أغسطس سنة 2013، راح ضحيتها المئات من سكان المنطقة بسبب استنشاقهم لغازات سامة ناتجة عن هجوم بغاز الأعصاب.
استمرار المعارك المسلحة يعمق الأزمة السورية
وتبادلت كل من الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، الاتهامات بالمسؤولية عن هذه المجزرة، كما طالبت قوى عربية وغربية بتحقيق وببحث الحادث في مجلس الأمن.
من ناحية اخري تسعى أنقرة إلى إصلاح سياستها الخارجية التي زادت عزلتها، ومن المحتمل أن يؤدي عزمها منع قيام منطقة للأكراد ذات حكم ذاتي شمال سوريا إلى الحد من مطالبتها برحيل الرئيس السوري بشار الأسد
وكشفت تقارير اعلامية أن رئيس الوزراء التركي الجديد، بن علي يلديريم، صرح، بعد أيام من توليه منصبه الشهر الماضي، أن تركيا البلد العضو في حلف شمال الأطلسي، في حاجة إلى زيادة أصدقائها وتقليل أعدائها.
تجدر الإشارة إلى أن أنقرة، في عهد رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، كانت تصر على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في سوريا.
جاء الموقف التركي مخالفا لموقفي روسيا والولايات المتحدة التي وجهت تركيزها على محاربة تنظيم "داعش"، بالإضافة إلى استفادة مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية من الدعم الأمريكي في محاربة التنظيم، الشيء الذي عزز موقفهم في أراض متاخمة للحدود التركية.
ويري مراقبون انه بالرغم من أن أردوغان يتمتع بسلطة مطلقة في تركيا ويشمل ذلك السياسة الخارجية، وهو من أشد منتقدي الأسد، إلا أن محللين يقولون إن تغير الظروف على الأرض يمكن أن يضطره الى تخفيف نبرة تصريحاته.
عناصر داعش
وحددت حكومة يلديريم أربعة مجالات لسياستها الخارجية، تريد من خلالها اتخاذ خطوات جديدة نحو إسرائيل وروسيا والاتحاد الأوروبي وسوريا، ومن أسباب تحركها في شأن دمشق إدراكها أن رحيل الأسد يمكن أن يفيد "وحدات حماية الشعب".
فى الوقت الذى تخشى فيه أنقرة أن تذكي سيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية على أراض في شمال سوريا تمرد "حزب العمال الكردستاني" الذي يخوض صراعاً مسلحاً في جنوب شرق تركيا على مدى 30 سنة.
ويرى متابعون أن هذه الخطوة تساعد فى تبني موقف أقل حدة من الأسد في تحسين العلاقات مع روسيا التي توترت بشدة منذ أن أسقطت تركيا مقاتلة روسية قرب الحدود السورية، في أكتوبر من العام الماضي.
من جانبه قال سنان أولجن، رئيس مؤسسة "إيدام" للأبحاث أن روسيا تصر على الشروط التي حددتها في البداية، تتوقع من تركيا الاعتذار ودفع تعويضات"، مضيفا: "تبدو المصالحة صعبة ما لم تتخذ روسيا خطوة إلى الوراء".
وعلى صعيد التعاون التركى مع عناصر داعش، أن جرحى تنظيم "داعش" تمكنوا من عبور الحدود السورية التركية لتلقي العلاج في المشافي التركية، وزعم البعض منهم أن مسؤولين أتراك قد أمنوا عبورهم.
ذكر رئيس جمعية الأطباء أن عناصر من تنظيم داعش ومقاتلين من الجيش الحر نجحوا في العبور من سوريا إلى تركيا بشكل جماعي، لتلقي الإسعافات الطبية اللازمة.
علاج عناصر داعش فى تركيا
وأكد شهود عيان وأطباء لشبكة روسيا اليوم أن أغلب جرحى "داعش" تمت معالجتهم في محافظة كيليس التركية المحاذية للحدود السورية، فيما أشارت مصادر طبية إلى استخدام شاحنات صغيرة لنقل جرحى التنظيم عوضا عن سيارات الإسعاف، والاشارة إلى أن أغلب الجرحى الوافدين إلى المستشفيات، يصلون في أغلب الأحيان وهم فاقدي الوعي وينزفون كثيرا.
بدوره، أكد أحد الأطباء، رفض الكشف عن هويته، أكد أنه كان ضمن الطاقم الطبي الذي عالج جرحى داعش في محافظة كيليس.
وكشف الطبيب عن أن تدفق جرحى مقاتلي داعش إلى المشافي التركية، قد انخفض مؤخرا، لكن الأمر لم ينته تماما، إذ يصل بين الفينة والأخرى أعداد منهم لغرض تلقي العلاج، مضيفا أنه بعد انتهاء فترة العلاج، يعود المقاتلون إلى ساحات المعارك بسوريا.
وردا حول ما يشعر به الطبيب أثناء معالجة الإرهابيين، شدد الطبيب على أن شرف المهنة يحتم عليهم معالجة أي مريض بصرف النظر عن هويته أو خلفيته الايديولوجية.
يشار إلى أن المعارض التركي والنائب عن حزب الشعب الجمهوري آرين أرديم، قد كشف لوسائل الإعلام في شهر مايو/أيار الماضي عن استقبال المشافي التركية لمقاتلي داعش لعلاجهم.
