غياب الرؤية الأمريكية لمواجهة "داعش".. يبقي ليبيا رهينة الجماعات الإرهابية
الأربعاء 22/يونيو/2016 - 02:29 م
طباعة
كشفت تصريحات من قبل قيادات البنتاجون عن غياب الرؤية الأمريكية لمواجهة "داعش" في ليبيا، في ظل الحرب التي يخوضها الجيش الليبي بقيادة الفريق خليفة حفتر، والقوات المحسوبة على حكومة الوفاق الوطني، والتي تمثل الميليشيات الليبية لحكومة طرابلس المقربة من جماعة الإخوان.
غياب رؤية أمريكية
صرح جنرال أمريكي أنه لا يعرف ما إذا كانت الولايات المتحدة تمتلك "استراتيجية كبرى" محددة في ليبيا أم لا؛ حيث تقوم قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني بمحاربة تنظيم "داعش".
وفي الوقت الحالي، يتمركز عدد قليل من أفراد القوات الخاصة الأمريكية في ليبيا، بينما يقدر عدد مقاتلي تنظيم داعش بما بين خمسة آلاف وثمانية آلاف رجل.
وتعمل فرق صغيرة من قوات العمليات الخاصة الأمريكية على الأرض لجمع معلومات، بينما شنت طائرات أمريكية ضربتين جويتين على الأرض. لكن إدارة الرئيس باراك أوباما تفضل أن تقود القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني القتال ضد تنظيم "داعش".
وقال الجنرال توماس والدهوسر الذي عين قائدًا للقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا إنه لا يرى ضرورة لتغيير مستوى الالتزام العسكري الأمريكي.
وقال في جلسة استماع له في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ لتثبيت تعيينه "لا علم لي بأي استراتيجية كبرى في الوقت الراهن". وأضاف أن الحجم الحالي غير المحدد للقوات الأمريكية في شمال إفريقيا كاف حاليًا.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بيتر كوك قال أمس الثلاثاء: "نتابع عن كثب الوضع في ليبيا، وندرك التهديد المحتمل الذي يشكله تنظيم داعش في ليبيا وأماكن أخرى".
وتريد الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون تجنب تدخل عسكري ضد التنظيم الجهادي في ليبيا، طالما أن الحكومة لا تحظى باعتراف من الجميع.
قوات أمريكية في ليبيا
ورغم نفي حكومة طبرق وجود قوات أمريكية في ليبيا، إلا أنه كشف مسئولون أمريكيون أن الولايات المتحدة نشرت عناصر من قوات العمليات الخاصة في شرق وغرب ليبيا منذ أواخر العام الماضي، أسند إليها مهمة التحالف مع شركاء محليين قبل هجوم محتمل ضد داعش.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست"، عن هؤلاء المسئولين، الذين اشترطوا عدم تسميتهم، قولهم: "إن إجمالي عدد هذه العناصر أكثر من 25 عنصراً، وإنهم يعملون حول مدينتي مصراته وبنغازي، سعياً وراء كسب حلفاء محتملين بين الجماعات المسلحة المحلية وجمع معلومات عن التهديدات".
ويعكس الدفع بهذه العناصر في بلد ملئ بالتهديدات من جانب الميليشيات قلق إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إزاء قوة فرع داعش في ليبيا والتوقعات واسعة النطاق بشأن شن حملة ممتدة ضد التنظيم.
ورفض المتحدث باسم البنتاجون بيتر كوك تقديم معلومات محددة عن فرق التقييم، ولكنه قال: "إن عسكريين يجتمعون مع العديد من الليبيين من مختلف التوجهات في مسعى لمساعدتهم في تهيئة مناخ آمن، وهذا المسعى جزء من استراتيجية أكبر لإدارة أوباما لحشد الفصائل الليبية المتناحرة خلف حكومة الوفاق الوطني الجديدة التي يعتقد المسئولون الأمريكيون أنها في وضع جيد لمكافحة داعش".
الحرب ضد "داعش"
من جهتها أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، أنها تمهد لخوض معركة حاسمة مع التنظيم الإرهابي "داعش" في المنطقة التي تحاصره فيها بسرت، مشيرة إلى أنها أحبطت محاولات متكررة للتنظيم لكسر هذا الحصار.
وقالت القوات الحكومية في بيان لها اليوم: "رغم الهدوء الظاهر على محاور القتال، إلا أن العمل المخابراتي لجبهتنا يواصل نشاطه استعدادا لمعركة الحسم"، مضيفة أن نشاطها العسكري يتركز حاليًا على قصف مراكز للتنظيم الإرهابي في سرت (450 كلم شرق طرابلس) بالمدفعية الثقيلة، فيما ينفذ سلاح الطيران "طلعات بشكل يومي بعضها طلعات قتالية وبعضها استطلاعية".
وكانت بوابة الحركات الإسلامية ذكرت في تقرير لها أن القوات الحكومية نجحت في تطويق سرت من كل الجوانب، ولكن تعثر الهجوم بسبب هجمات "داعش" المضادة وخاصة العمليات الانتحارية المتكررة.
ومؤخرًا قتل 36 عنصرا من قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية في اشتباكات مع تنظيم "داعش" خلال محاولتها التقدم في مدينة سرت، في أكثر الأيام دموية منذ انطلاق العملية الهادفة إلى استعادة سرت من أيدي الجهاديين.
وأعلن مستشفى مصراتة المركزي القريب من سرت، في بيان له، في وقت متأخر مساء الثلاثاء، استقباله، 36 قتيلًا من قوات "البنيان المرصوص" (ينفذها الجيش الموالي لحكومة الوفاق، بهدف طرد داعش من سرت)، نتيجة اشتباكات مع التنظيم الإرهابي.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر طبية بأن المستشفى استقبل 5 قتلى و16 جريحًا من القوات التابعة لحكومة الوفاق، سقطوا جراء الاشتباكات مع داعش.
وفي ذات السياق أفاد المركز الإعلامي لقوات الوفاق، في بيان له أن قواتهم تواصل تقدمها بعد معارك ضارية مع عصابة داعش كلفتهم عشرات القتلى (دون ذكر عدد محدد)، وتسيطر على الإذاعة الرسمية، وإدارة الكهرباء وجامع بن همال، وأجزاء كبيرة من حي 700"، وجميعها مواقع متقدمة داخل سرت.
من جهته، ذكر المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص"، أن القوات الحكومية استهدفت بشكل مباشر مخازن ذخيرة ومراكز مهمة للتنظيم في المدينة. ويسيطر "داعش" على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) منذ مايو 2015.
وتدور معارك عنيفة منذ أكثر من شهر بين القوات العسكرية التي شكلها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المنبثق عن اتفاق المصالحة الليبي الموقع بمدينة الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر 2015، بعد إطلاق عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "البنيان المرصوص" ضد تنظيم داعش، في منطقة شمالي وسط ليبيا، ونجحت تلك القوات في طرد مقاتلي التنظيم من مناطق استراتيجية في سرت. سكرتير عام لجنة حقوق الإنسان الإفريقية.
المشهد الليبي
غيباب رؤية أمريكية في مواجهة "داعش" ليبيا، يشير إلى أن الخلافات السياسية في البلد تؤثر على توحيد الجهود الدولية والإقليمية والمحلية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسهم تنظيم "داعش"، مما يعطي فرصة لبقاء التنظيم الإرهابي، ويؤدي إلى سقوط حكومة الوفاق مع فشلها في أهم دور وهو دحر التنظيمات الإرهابية وإنهاء دور الميليشيات المسلحة، وبالتالي يبقي ليبيا في دوامة عدم الاستقرار.
