الرئاسية أزمة جديدة في مفاوضات الكويت... واستمرار الصراع في تعز والجوف

الأربعاء 22/يونيو/2016 - 05:56 م
طباعة الرئاسية أزمة جديدة
 
جدد وفد الحوثيين وصالح في مشاورات الكويت التمسك بمطلبهم في تشكيل سلطة سياسية قبل تنفيذ خطوات القرار الأممي 2216. يأتي ذلك عقب ساعات من جلسة لمجلس الأمن أكد فيها المبعوث الأممي على تنازلات ايجابية من طرفي المشاورات واعتزامه تقديم خارطة تتضمن مقترحه للحل.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، رد وفد الحوثيين وصالح إلى الكويت على المبعوث الأممي إلى اليمن وتصوره لـلخروج من الأزمة، بـبيان يُعيد المشاورات إلى المربع الأول.
وقد أكد بيان الحوثيين، تمسكهم بإعادة النظر في موضوع الرئاسة على خلاف ما تمت مناقشته في مشاورات الكويت، كما أن بيان وفد الانقلابيين اشترط الاتفاق على حكومة وحدة وسلطة انتقالية ولجنة أمنية وعسكرية، قبل تنفيذ الانسحاب من المدن وحل ما يسمى اللجنة الثورية، وتسليم أسلحة الميليشيات إلى الدولة.
وكان المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد أحاط الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بآخر المستجدات المتعلقة بالمشاورات اليمنية في الكويت، منوها بأن اليمن بات على طريق السلام.
وقدم المبعوث الأممي إلى اليمن تقريره إلى مجلس الأمن عبر الفيديو، اليوم الثلاثاء. وقال ولد الشيخ خلال تقديمه للتقرير إنه وضع خارطة طريق للتوصل إلى حل في اليمن ترتكز على تسليم السلاح.
وعرض ولد الشيخ أحمد الخطوط العريضة لمشروع الاتفاق الذي يعتزم طرحه، على طرفي النزاع خلال الأيام المقبلة، رغم التباعد الذي لا يزال قائماً بين وفدي المفاوضات، وتحديداً فيما يتعلق بتشكيل حكومة وفاق وطني تزامناً مع الانسحابات.
وترافق خطة ولد الشيخ لمواجهة الأزمة اليمنية خطتين، الأولى حكومية قدمها مندوب اليمن الدائم في الأمم المتحدة أمام المجتمع الدولي، والأخرى ميدانية، تحاول الميليشيات ترجمتها في فتح جبهات قتال مباغته على الرغم من الجلوس على طاولة السلام.
ثلاث خرائط طرق لا واحدة، تعكس حجم التحديات التي يواجهها اليمن، الأولى كشف عنها المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في إحاطته الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بآخر المستجدات المتعلقة بالمشاورات اليمنية في الكويت، والتي حملت الكثير من التفاؤل.
إحاطة ولد الشيخ، تناولت خارطة طريق لإنهاء النزاع في اليمن، متضمنة إجراء ترتيبات أمنية تعتمد على القرار الدولي 2216، فضلا عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مسؤولية الإعداد لحوار سياسي يحدد الخطوات الضرورية للتوصل الى حل سياسي شامل.
الخارطة الثانية كشف عنها المندوب اليمني في الأمم المتحدة، خالد اليماني، إذ قدم خارطة طريق حكومية للخروج من الأزمة اليمنية، ركزت على خروج ميليشيات الحوثي وتسليم السلاح في كافة المحافظات اليمنية، إلى جانب إلغاء الإعلان الدستوري.
أما ثالث الخرائط، فجاءت الميليشيات بلغة تصعيدية، حيث التعنّت بالرأي والتركيز على ضرورة حسم قضية الرئاسة قبل أي حل سياسي، إلى جانب تصعيد عسكري مباغت ضد مواقع الجيش والمقاومة الشعبية في جبهات تعز ومأرب والجوف.
كما أوضح ولد الشيخ في تغريدات له على صفحته على تويتر، أنه أبلغ وفد الحوثيين والمخلوع صالح استياءه الشديد مما حصل في جبل جالس ، قائلا إن ذلك تطورٌ خطير يمكن أن يهدد المشاورات برمتها.
ولد الشيخ التقى بوفد الحوثيين وصالح بعد تقديم إحاطته إلى مجلس الأمن الليلة الماضية. وكشف في إحاطته عن تصور أممي لحل الأزمة اليمنية، يعتزم الإعلان عنه وعرضه على الوفدين خلال الأيام المقبلة.
وشهدت العاصمة الكويتية اتصالات مكثفة الليلة الماضية، حيث عقد اجتماع ضم وزير الخارجية الكويتي والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد وعبداللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، كما اجتمع عبداللطيف الزياني مع أعضاء الوفد الحكومي، وبحث معهم مسار المشاورات والأفكار المتداولة في إطار التصور الأممي المرتقب لحل الأزمة والتطورات الميدانية التي تهدد المشاورات وفرص الحل السلمي من خلال الاعتداءات والخروقات المتكررة للميليشيات في مختلف الجبهات.
و قال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي ورئيس وفدها بمفاوضات الكويت، أمس الثلاثاء، إنه أبلغ المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، بأن الحوثيين ينسفون جهود مساعيه للسلام.
وأضاف في تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "أبلغت المبعوث أن الانقلابيين ينسفون جهوده ومساعيه الحميدة ويرسلون رسالة تحدٍ لمجلس الأمن".
وأشار إلى أن "احتلال الميليشيا الانقلابية لجبل جالس وتصعيدها العسكري في كل الجبهات يدمر أمل السلام ويمثل تحدي للمجتمع الدولي".
وأفاد بأن "‏التصعيد العسكري للانقلابيين المتمردين شمل جبهات الجوف ونهم ومأرب والبيضاء وكرش وتعز بالإضافة الى القبيطة، وهو يكشف بجلاء عدم رغبتهم بالسلام".
وكان مسلحو الحوثي والقوات العسكرية الموالية للمخلوع علي صالح، قد سيطرت صباح اليوم على جبل "جالس" الاستراتيجي بمحافظة لحج جنوبي البلاد، بعد مواجهات عنيفة مع قوات الجيش والمقاومة الشعبية.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، ارتكبت ميليشيات لحوثي وصالح باليمن مجزرة جديدة بحق المدنيين في تعز بعد قصفها المكثف بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة الأحياء السكنية الليلة الماضية.
وشهد محيط السجن المركزي في جبهة الضباب غرب تعز مواجهاتٍ عنيفة على وقع هجوم لـلميليشيات ضد مواقع الجيش، في محاولة للسيطرة على تلة محاذية للسجن المركزي.
وادت المعارك التي شهدتها الجبهة الغربية، من مدينة تعز الي مقتل 23 من مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح.
كما قصف المسلحون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق مساء أمس الثلاثاء، مواقع للمقاومة وقوات الجيش الوطني في منطقة كرش شمال محافظة لحج (جنوب اليمن)، مما أدى لإصابة أحد المقاومين.
وقال بلاغ صادر عن قيادة المقاومة الشعبية الجنوبية جبهة كرش - تلقى "المصدر أونلاين" نسخة منه - إن الحوثيين قصفوا بـ11 قذيفة هاوزر مواقع متفرقة للمقاومة، من أجل التقدم في تلك المناطق.
وأشار إلى أن الحوثيين نفذوا أكثر من 10 محاولات فاشلة للتقدم في جبهة كرش، وحين فشلوا في ذلك، لجأوا لفتح طريق من الراهده إلى القبيطة.
ووصلت تعزيزات من المسلحين الحوثيين وقوات صالح، إلى مناطق الشريجة ومناطق المزراع والأشقب، وبحسب البلاغ، فإنه تم استهداف تلك التعزيزات بمدفعية المقاومة.

الوضع الامني:

الوضع الامني:
ومن جهة اخري، استأنفت الخطوط الجوية اليمنية مساء أمس الثلاثاء رحلاتها الجوية بين مطاري عدن والقاهرة بعد توقف دام حوالى 18 شهرا عقب تعرض مطار عدن لتلفيات خلال التطورات الأخيرة في اليمن.
وذكرت مصادر ملاحية بمطار القاهرة أن أول رحلة والتي تحمل رقم 600 وصلت وعليها 176 راكباً، حيث تم اتخاذ الإجراءات التي اشترطتها مصر لاستئناف حركة الطيران، من بينها الهبوط في السفر والوصول عبر مطار بيشه جنوب غرب السعودية مثل رحلات صنعاء.
كما قالت وزارة الخارجية العمانية أمس الثلاثاء "إن مواطناً ألمانياً كان محتجزاً رهينة في اليمن نقل جواً إلى مسقط، بعدما ساعدت سلطنة عمان في عملية التفاوض لإطلاق سراحه".
ونقل موقع "أخبار اليمن" عن بيان الوزارة أن "المواطن الألماني نقل جواً من العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران على رحلة تابعة لسلاح الجو العماني مساء أمس الثلاثاء".
وأضافت الوزارة أن "سلطنة عُمان كانت قد تلقت طلب مساعدة من الحكومة الألمانية". 
وفي نوفمبر نقل أيضاً ثلاثة من الأمريكيين جواً من اليمن إلى  سلطنة عُمان.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، التقى رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر اليوم بقصر المعاشيق بعدن عدد من قيادات الحراك التهامي والمقاومة الشعبية وأبناء إقليم تهامة.
وأشاد رئيس الوزراء بالدور الكبير الذي تمثله تهامة ومقاومتها في مجابهة إنقلاب الحوثي وصالح والتي كانت سباقة في الدفاع عن الجمهورية في مختلف محطات الصراع مع الإمامة..مشدداً على ضرورة تقوية اللحمة الوطنية في الوقت الراهن لمواجهة المليشيات الانقلابية حتى يتم استعادة كافة مؤسسات الدولة وحماية الشرعية. 
وقال بن دغر" ان الملشيا الانقلابية التي دفعت البلاد الي الحرب لا تري معاناة الناس في تهامة وفي عموم البلد وانها وللاسف لا تزال تحول دون رفع معانات المواطنين في الحديدة والمحافظات التي تسيطر عليها".
وعبر رئيس الوزراء حرص الحكومة على السلام الدائم والشامل الذي لن يتحقق إلا من خلال تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والمبادرة الخليجية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
ومن جهتهم عبر المتحدثون عن سعادتهم لقرار الحكومة في العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن..مطالبين باستمرار عمل الحكومة من عدن وتطبيع الحياة وتفعيل مؤسسات الدولة في جميع المحافظات المحررة.
كما تركزت معظم كلمات الحاضرين عن الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها أبناء تهامة وانعدام الخدمات الأساسية وخاصة الكهرباء والصحة والمياة.
وأشاروا إلى حجم الانتهاكات والجرائم التي تقوم بها المليشيات الإنقلابية بحق أبناء تهامة..مطالبين الحكومة توفير الخدمات الأساسية لأبناء الإقليم.
حضر اللقاء وزير المياة والبئة الدكتور عزي شريم ، ووزير الدولة لمخرجات الحوار الوطني ياسر الرعيني ،وامين عام رئاسة الجمهورية الدكتور منصور البطاني ،ونائب وزير الإدارة المحلية حسين منصور.

المشهد اليمني:

لضبابيه تحكم مشهد الحل السلمي في اليمن، في ظل تقديم المبعوث الاممي تصوره لانهاء الصراع في تقرير رفعه الي مجلس الامن، وسط استمرار المعارك في عدة جبهات واقتراب الحوثيين من السيطرةو علي قاعدة "العند" العسكرية وهو ما بعتبر تهديد لجهود التحالف العربي خلال الاشهر الماضية ويفتح الطريق لسيطرة الحوثيين وصالح علي الاراضي  الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، ويدخل الصراع مرحلة جديدة  يدفع ثمنها الشعب اليمني.

شارك