الأزمة السورية تزيد الخلافات الأمريكية الروسية..والنرويج ترسل قواتها لسوريا
الأربعاء 22/يونيو/2016 - 08:25 م
طباعة
خرق الهدنة السورية مستمرة
تشهد الأزمة السورية مرحلة جديدة التصعيد من قبل الجماعات المسلحة وفصائل المعارضة المدعومة من الغرب تجاه خرق الهدنة واستمرار المعارك، بالرغم من الجهود الدولية التى يقوم بها المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دى ميستورا لعقد جلسة جديدة من مفاوضات السلام السورية، يأتى ذلك بالتزامن مع تحركات أمريكية لاستمرار المعارك ودعم جماعات معينة معارضة للأسد، وهو ما أدى إلى زيادة الغضب الروسي من الخطوات الأمريكية، إلى جانب اعلان النرويج ارسال قوات عسكرية رسميا إلى سوريا لمكافحة تنظيم داعش.
وكشفت تقارير اعلامية أن صبر روسيا بدأ ينفد بسبب خرق الهدنة والعمليات التي تقوم بها المجموعات المسلحة، والاشارة إلى انه قبل أسبوع استاءت الخارجية الأمريكية من نجاح القوات السورية في الاستيلاء على بعض أحياء مدينة حلب، واليوم عبرت هيئة الأركان الروسية العامة عن استيائها من استعادة المسلحين المتطرفين قواهم من جديد.
من جانبه أعلن رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال فاليري جيراسيموف، أن روسيا تنفذ جميع التزاماتها بشان اتفاق الهدنة في سوريا، ولكن صبر موسكو بدأ ينفد.
المتحدثة باسم الخارجية الروسية
أضاف "بدأ صبرنا بالنفاد بالنسبة للمسألة السورية، وليس صبر الولايات المتحدة. نحن ننفذ جميع التزاماتنا في ضمان وقف اطلاق النار والمصالحة الوطنية في سوريا"، موضحا أن العسكريين الروس على مدى ثلاثة أشهر كانوا يبلغون زملائهم الأمريكيين باحداثيات مواقع المنظمتين الارهابيتين "داعش" و"جبهة النصرة"، ولكن البنتاجون لم يستخدمها أبدا في توجيه ضربات جوية اليهما. وقال:"إلى هذا اليوم لم يحدد الشركاء الأمريكيون أين المعارضة وأين الارهابيين".
ويري محللون انه بدلا من مكافحة الارهابيين الحقيقيين يبحث الجانب الأمريكي دائما عن حجج لانتقاد روسيا والحكومة السورية، ونتيجة لذلك تمكن الإسلاميون من استعادة قوتهم وتنظيم صفوفهم، بعد الخسائر التي تكبدوها، حيث يشير الجنرال الروسي إلى أن الوضع في سوريا يتفاقم، "ولكن هذا لن يستمر إلى ما لانهاية".
كان وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري قد اطلق يوم 15 يونيو الجاري تصريحات حادة بشأن الوضع في سوريا، اتهم فيها القوات الموالية للحكومة السورية في استغلال اتفاق وقف اطلاق النار في توسيع المناطق التي تسيطر عليها في مدينة حلب، حيث قال "يجب على روسيا أن تفهم بأن لصبرنا حدودا. وعمليا فانه محدود للغاية، فهل سيخضع الأسد للمسائلة أم لا ؟" .
وبعد مضي يوم على هذه التصريحات، حرر 50 موظفا في الخارجية الأمريكية رسالة إلى البيت الأبيض يطالبون فيها المباشرة في تنفيذ عمليات عسكرية ضد السلطات السورية، وجاء في الرسالة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز "لقد حان الوقت لتقوم الولايات المتحدة، استنادا إلى مصالحها الاستراتيجية وقناعاتها الأخلاقية، ببذل قصارى جهدها لوضع نهاية لهذه الأزمة".، وحسب اعتقاد كيري وموظفي وزارته، جميع مشاكل سوريا سببها الرئيس بشار الأسد.
تزايد الخلافات بين واشنطن وموسكو
وأجبرت حدة تصريحات كيري البيت الأبيض إلى اعطاء توضيح بشأنها، من خلال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي الذي أعلن في اليوم التالي بأن كيري لم يهدد موسكو، "هذه لم تكن تهديدات فارغة، بل لم تكن تهديدات مطلقا، كل ما هناك أراد وزير الخارجية التعبير عن استيائه لعدم استخدام الروس لنفوذهم في تحقيق ما هو مطلوب".
وأكدت مصادر بلبيت الأبيض انزعاج اوباما من الطلبات الكثيرة التي قدمها كيري له بضرورة القيام بعمليات عسكرية في سوريا، ما اضطر في السنة الماضية إلى اصدار أوامر لجميع العاملين في ادارته بمنع تقديم أي طلب ومقترح يتضمن القيام بعمليات عسكرية باستثناء، وزير الدفاع..
من ناحية اخري أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن دعوة دبلوماسيين يعملون في وزارة الخارجية الأمريكية إلى حل الأزمة السورية بالقوة تثير الصدمة، وقالت زاخاروفا إنها أصيبت بالصدمة بعد أن عرفت بتوقيع عدد من موظفي الخارجية الأمريكية رسالة يدعون فيها إلى تنفيذ سيناريو عسكري في سوريا، وذلك لأن هذه الرسالة وقعت من قبل دبلوماسيين، أي من أولئك الذين يجب أن يعملوا على إيجاد تسوية سياسية سلمية.
أضافت المتحدثة باسم الخارجية: "شهدنا العديد من الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتؤدي السبل العسكرية إلى تفاقمها فقط، وكلنا نرى ذلك في العراق وليبيا وإلخ. والأهم هنا أن العالم بأكمله أدرك أن الولايات المتحدة، رغم ايديولوجيتها، تعترف بأن هذا النهج المختار خاطئ. فلماذا نضيع 5 أو 10 سنوات من جديد لكي نعترف بعد ذلك بأخطائنا؟".
أشارت زاخاروفا إلى أن هناك في واشنطن أيضا من يدعو إلى الحوار السياسي، وأن موسكو تفعل كل ما بوسعها من أجل دعم هذا الفريق الثاني ونهجه.
ستيفان دي ميستورا
على الجانب الاخر أعلنت الحكومة النرويجية أنها قد ترسل قوة عسكرية بما في ذلك عناصر من القوات الخاصة إلى سوريا، بعد أن نالت موافقة البرلمان على هذا الإجراء المحتمل، حيث تخطط أوسلو حاليا لإرسال 60 عسكريا إلى الأردن هذا الصيف ليشاركوا في برنامج تدريب مقاتلين سوريين يحاربون تنظيم "داعش".
كانت الحكومة النرويجية أعلنت في مايو الماضي أنها ستجري مشاورات مع البرلمان حول تطورات محتملة للأحداث في المنطقة، قد تتطلب دخول القوة النروجية إلى داخل الأراضي السورية. وسمح البرلمان للحكومة باتخاذ مثل هذا الإجراء في قرار صدر يوم الأربعاء.
وجاء في بيان باسم وزيرة الدفاع النرويجية اينا سوريدي: "القوات المحلية في سوريا تحرز نجاحا أكبر مما كان متوقعا. ولذلك أصبح الوجود لقوات تابعة للتحالف الدولي بغية تدريب تلك القوات وتقديم الاستشارات والدعم العملياتي لها في حربها ضد "داعش" على الأراضي السورية، أكثر إلحاحا."
وسبق للنرويج أن أرسلت 120 عسكريا إلى العراق ليشاركوا في الجهود الرامية إلى تدريب القوات العراقية والكردية في شمال البلاد.
