بدعم عربي وقيادة فرنسية.. حسم معركة "بنغازي" على يد الجيش الليبي
الخميس 23/يونيو/2016 - 04:17 م
طباعة
مع الهجمات التي يشنها الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، استطاع الأخيرة السيطرة على مناطق جنوب مدينة إجدابيا شرقي البلاد، من قبضة مسلحين من تنظيم "القاعدة" وتنظيم "داعش" الإرهابيين.
وتمت تحركات الجيش تحت غطاء جوي وقصف مدفعي عنيف، ما ترتب عليه السيطرة على مواقع في محور القوارشة، منها العمارات الجديدة وحي الجوازي وأجزاء كبيرة من منطقة قارينوس ببنغازي، بحسب وسائل إعلام محلية.
يأتي هذا في إطار عمليات مكثفة للجيش الليبي خلال الأيام الماضية في المواقع التي يسيطر عليها تنظيما "القاعدة" و"داعش".
من جانبه أكد المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري أن الساعات القليلة القادمة ستشهد حسم معركة بنغازي، مشيرًا إلى أن 18 عنصرًا من عناصر الجيش لقوا حتفهم جراء الألغام والمتفجرات خلال تنفيذ العملية.
وتشهد بنغازي منذ أكثر من عامين معارك متقطعة بين جماعات مسلحة معارضة بينها جهاديون وبين قوات حفتر التي كانت مقربة من البرلمان المعترف به دولياً في طبرق، وتتمنع عن الانصياع لحكومة التوافق في ظل دعم بعض الدول العربية لها.
وسيطرت قوات حفتر بدعم من ميليشيات مسلحة خلال العامين الماضيين على أجزاء من مدينة بنغازي، في حين لا تزال أحياء وسط المدينة وشمالها وغربها تحت سيطرة مجلس ثوار المدينة.
وتسبب القصف الجوي والاشتباكات منذ بدء عملية الكرامة في مقتل وجرح آلاف الأشخاص، ودمار واسع بالمدينة.
وخلال هذا الأسبوع، واجهت قوات حفتر تحديًا جديدًا بعد سيطرة "سرايا الدفاع عن بنغازي" على أجزاء من مدينة إجدابيا جنوب غرب بنغازي.
وكشفت مصادر، عن وجود غرفة عمليات عسكرية غربية بقيادة فرنسية بمشاركة إماراتية أردنية ذات تقنية فائقة في بنغازي لم تعرف ليبيا مثلها من قبل لدعم خليفة حفتر، قائد عملية الكرامة العسكرية التي أطلقها منتصف سنة 2014 وما زال يأبى الانصياع لحكومة الوفاق الليبية التي أعلنت قبل أشهر برعاية الأمم المتحدة.
ولا يتجاوز عدد الجنود الإماراتيين 4 أفراد إلا أنهم يقومون بمهمة ذات أهمية كبيرة لقوات حفتر وهي إدارة وتشغيل منصتي الصواريخ وطائرة الكام كوبتر التي قدمتها دولة الإمارات لحفتر.
أما القوات الإيطالية التي تعتبر الأكبر عدداً مثل الفرنسية إذ تضم نحو 40 فرداً فهي تنقسم إلى مجموعتين: الأولى تقوم بتدريب قوات حفتر على استعمال مضاد للدروع ذي توجيه ذاتي ويرجح أنه نوع ميلان Milan وهذه المجموعة تبلغ حوالي 14 فرداً وتتواجد أيضاً عند خط النار، أما المجموعة الثانية وعدد أفرادها يزيد عن 20 فرداً، فيتواجدون في غرفة القيادة والتحكم ويشاركون الفريق الفرنسي في إدارتها.
وذكرت المصادر أن غرفة القيادة والتحكم هذه توجد داخل قاعدة "بنينا" الجوية في مدينة بنغازي والتي تعتبر أهم تمركز عسكري للقوات الموالية لحفتر، موضحًا أن إنشاء الغرفة بدأ في ديسمبر 2015 بإشراف القوات في مدينة بنغازي.
ووفق المصدر فإن الغرفة تتكون من صالة رئيسية وحجرات أخرى مملوءة بالعشرات من الأجهزة الإلكترونية والكمبيوترات والشاشات التي تعرض صوراً حية للاستطلاع والمراقبة لمدينة بنغازي طوال 24 ساعة، ورشاشان دوشكه أوتوماتيك عيار 12.7 مم موجودان على سطح الغرفة ويعملان بالتحكم عن بعد، وتوجد أيضاً طائرة HALE واحدة على الأقل للاستطلاع والمراقبة تعمل من ارتفاعات عالية تزيد عن 30000 قدم وقدرة تحمّل لساعات طويلة تصل 18 ساعة تجوب سماء بنغازي طوال اليوم، كما توجد في القاعدة طائرة هيلوكوبتر بدون طيار صغيرة يرجّح أنها من نوع شيبل كام كوبتر S100 النمساوية الصنع، كذلك توجد منصتان للصواريخ عالية الدقة يتحكم فيهما من قبل الطائرة السابقة، كما يوجد لدى غرفة القيادة والتحكم عددٌ آخر من الطائرات بدون طيار UAVs تجوب سماء بنغازي على مدار الساعة.
وأشار المصدر إلى أن غرفة القيادة والتحكم أصبحت جاهزة وهي تعمل منذ الأسبوع الثاني من فبراير 2016 تحت إشراف الفريق الفرنسي الذي بدأ بتشغيل غرفة القيادة منذ تاريخ 14 فبراير 2016، مؤكدًا أن هناك قوات أجنبية أخرى متواجدة في القاعدة وتعمل في إطار غرفة القيادة والتحكم.
ووفقاً للمصدر فإن المجموعات العسكرية الموجودة بالغرفة والتي تعرف بالمجموعات "ض" هي: القوات الفرنسية، وعددها 40 فرداً ومهمتها الاتصالات وتشغيل طائرة الاستطلاع والمراقبة وتحليل الصور وتوجيه قوات المشاة على الأرض وإدارة غرفة القيادة والتحكم، أما القوات البريطانية، فعددها 15 فرداً ومهمتها جمع المعلومات ومراقبة كل ما يحدث بدون التدخل في العمليات العسكرية، بينما لا تزيد القوات الأردنية عن 10 أفراد ولكن تتولى مهامًّا حساسةً هي تدريب أفراد مشاة البحرية الليبيين على العمليات البحرية من تفخيخ وتخريب للزوارق والجرافات.
كما أكد المصدر أن هناك عدداً من القوات الأمريكية، من المارينز (مشاة البحرية) متواجدة في القاعدة دون ذكر دورها أو مهامها، موضحًا أن الغرفة يُمنع دخولها من قبل العناصر الليبية باستثناء بعض القيادات العسكرية؛ أبرزهم العميد عبد السلام الحاسي الذي يعد المشرف على التنسيق بين القوات الليبية الموالية لحفتر وغرفة القيادة والتحكم.
وفي سياق أخر، لا زالت حكومة الوفاق الوطني المدعومة أمميًّا ودوليًّا، تعمل على ترسيخ سلطتها تدريجيًّا في طرابلس، فيما تواجه حكومة منافسة شرقاً لم تمنحها الثقة حتى الآن.
وكان استغل تنظيم "داعش" المتطرف حالة الفوضى لترسيخ وجوده في ليبيا؛ حيث سيطر على مدينة سرت وحوّلها إلى معسكر لتدريب المسلحين.
وتدفع الأمم المتحدة ومعها الدول الكبرى إلى توحيد الفرق المتحاربة تحت لواء حكومة الوفاق الوطني على أن تتركز مهمتها الرئيسية في مواجهة تصاعد الخطر الجهادي المتمثل في تنظيم "داعش."
وكان صرح في وقت سابق خليفة حفتر إن قواته لا يمكن "على الإطلاق" أن تنضم لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة قبل حل "الميليشيات" المتحالفة معها.
وقال حفتر تعليقاً على دعوات التفاهم مع فايز السراج رئيس حكومة الوحدة "نحن أولاً ليس لنا أي علاقة بالسراج في الوقت الحالي باعتبار أن المجلس (الرئاسي الذي يقوده السراج لم يكن معترفاً به من البرلمان الموجود في الشرق."
ويتزعم حفتر، قوات الجيش الوطني الليبي لكن دوره في أي قوة عسكرية وطنية كوزير للدفاع أو قائد الجيش كان من أكثر المشاكل تعقيداً واجهت محاولات الوحدة.
وفي ديسمبر 2015، تم الاتفاق على إنهاء الانقسام بين الحكومتين المتنازعتين واحدة في العاصمة طرابلس والأخرى في الشرق اللتين اقتتلتا للسيطرة على البلاد وثروتها النفطية منذ 2014 بدعم من جماعات مسلحة قاتلت معاً قبل خمس سنوات للإطاحة بحكم معمر القذافي.
