ألمانيا تعلن الإستنفار لمواجهة التطرف..و"مصافحة" تثير أزمة
الخميس 23/يونيو/2016 - 08:01 م
طباعة
تشديد الاجراءات الأمنية فى المانيا
بالرغم من المحاولات الألمانية فى حصار المتطرفين، إلا أن تنامى أعدادهم أصبح يثير القلق فى المجتمع الالمانى، وهو ما يثير تساؤلات عديدة بشأن كيفية مواجه خطر التطرف ومواجهة الجماعات المتشددة، ومن المنتظر أن يناقش البرلمان الألمانى غدا عدد من القرارات بشأن إقرار قوانين واتخاذ إجراءات رادعة لحصار الجماعات المتطرفة وملاحقة المنتمين لها، إلا أن هناك تحذيرات مستمرة من الجهات الأمنية بشأن خطورة العناصر المتطرفة وما قد تثيره من قلق ومشكلات، ومنها ما حدث اليوم بشأن اطلاق مسلح النار على رواد السينما بولاية هسن، وكذلك مشكلات اجتماعية ثقافية فى ظهور أزمة رفض بعض الائمة فى مصافحة السيدات الألمان، وهو ما يبدو بانه سيكون له نتائج سلبية فى الفترة القادمة على اللاجئين ومحاولات ادماج المسلمين.
من جانبه أعلن وزير داخلية ولاية هيسن في ألمانيا، مقتل المسلح الذي اقتحم قاعة سينما في فيرنهايم غرب ألمانيا، مؤكدا عدم إصابة أي شخص بجروح، بعدما حاول مسلح حمل بندقية وتسلل إلى مجمع سينما وقام باحتجاز رهائن قبل أن تقضي عليه الشرطة.
وقتلت الشرطة الألمانية شخصا مسلحا تسلل إلى مجمع سينمائي في مدينة فيرنهايم في غرب ألمانيا، وفق ما أعلن وزير داخلية ولاية هيسن بيتر بويت. وحسب التقديرات الأولية للسلطات الأمنية فإن الأمر هنا لا يتعلق بحادث إرهابي وإنما بحادث فردي قد يكون صاحبه يعاني من خلل عقلي، وفق ما خلصت إليه وكالة الأنباء الألمانية من مصادر أمنية.
أوضح وزير داخلية ولاية هيسن أن المسلح قام بإطلاق أربع طلقات خلال اقتحامه لمجمع السينما، وحسب شرطة فرانكفورت فإن قوات خاصة من الشرطة حلت عبر مروحية للمكان قبل أن تقضي على المسلح وترديه قتيلا.
المانيا تلاحق المنتمين لداعش
من جانبه قال هولجر مونش رئيس مكتب مكافحة الجريمة في ألمانيا إن عدد الإسلامويين الخطيرين في ألمانيا يبلغ نحو 500 شخص وأن نصفهم متواجد حاليا خارج الأراضي الألمانية، مشيرا إلى أن مكتب مكافحة الجريمة يتابع هؤلاء الأشخاص أيضا ، موضحا بقوله "يجب علينا أن نعرف ما الذي يفعلونه؟ ومع من يتواصلون؟ وهل سيجيئون في الغد إلى ألمانيا؟
أكد مونش أن المتابعة الدقيقة لهؤلاء مسألة صعبة لأنه لا يُعرف بالضبط أين هم، علما بأن كثيرين منهم يتواجدون في العراق وسوريا.
وأكد رئيس مكتب مكافحة الجريمة في ألمانيا أن من بين هؤلاء 253 شخصا يتواجدون على الأراضي الألمانية، بينهم 97 شخصا في السجون. وأكد مونش أن هؤلاء أيضا لابد من مراقبتهم لمعرفة مع من يتواصلون؟ وهل اتجهوا نحو راديكالية أقوى.
شدد على أن عدد الإسلاميين، الذين غادروا ألمانيا إلى سوريا والعراق يبلغ نحو 820 شخصا، وأن عدد المسافرين قلّ في الفترة الأخيرة بسبب الضربات التي يواجهها تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش، علاوة على تشديد تركيا منذ فترة للرقابة على حدودها، إضافة إلى إقرار إجراءات للحد من سفر هؤلاء من قبل ألمانيا وعدد من الدول الأخرى.
وسبق ان كشفت الاستخبارات العسكرية الألمانية عن أن 29 جنديا سابقا خدموا في الجيش الألماني، قد سافروا إلى سوريا والعراق وأن البعض من هؤلاء التحق بـ"داعش"، فيما حذر مفوض الحكومة لشؤون الدفاع من إمكانية استغلال الإسلاميين للجيش.
وبحسب القائمة، سافر 29 جنديا ألمانيا سابقا إلى سوريا والعراق. وبحسب أدلة غير مؤكدة لسلطات الأمن الألمانية، فإن بعض هؤلاء انضموا إلى تنظيم "داعش". وتجري الاستخبارات العسكرية الألمانية حاليا تحريات في 65 واقعة لجنود في الخدمة يشتبه في تبنيهم لتوجهات إسلامية.
وتحرت المخابرات العسكرية الألمانية منذ عام 2007 عن 320 حالة لجنود يشتبه في تبنيهم توجهات إسلامية متطرفة، وقامت بتصنيف 7 بالمائة من هؤلاء الجنود على أنهم متطرفون.
المتطرفون يثيرون أزمة فى المانيا
تقدم جنديان سابقان من بين السبعة عشر جنديا المفصولين من الجيش الألماني بدعوى قضائية ضد قرار فصلهما، إلا أنهما أخفقا أمام المحكمة، وكان الجيش الألماني نشر قبل عام لأول مرة أعدادا للإسلاميين الذين تم الكشف عنهم بين صفوف الجيش، والذين ارتفع عددهم منذ ذلك الحين بمقدار أربع حالات، كما ارتفع عدد الجنود السابقين الذين سافروا إلى سوريا والعراق بمقدار أربع حالات.
من جانبه حذر مفوض الحكومة الألمانية لشؤون الدفاع هانز-بيتر بارتلس من إمكانية أن يسيء الإسلاميون استخدام الجيش الألماني من أجل التدرب على الجهاد، مشيرا إلى أن الجيش الألماني مثله كأي قوات أخرى يمكن أن يكون جذابا للإسلاميين الذين يرغبون في التدرب على استخدام الأسلحة". وتابع قائلا: "إن الإسلام السياسي لا يمثل المشكلة الرئيسة بالنسبة للجيش الألماني، وعلى الرغم من ذلك فإنه يمثل خطرا حقيقيا لابد من التعامل معه على محمل الجد".
قال بارتلس: "وفقا معلوماتي ليس هناك حتى الآن مطامع ممنهجة لمنظمات إسلامية تتسلل إلى الجيش الألماني". واستدرك قائلا: "ولكن هناك حالات فردية وتعد هذه الحالات إشارة على أنه لابد من توخي الحذر". ونتيجة التهديدات التي يتم مواجهتها حاليا من خلال التطرف، تعد وزارة الدفاع الألمانية حاليا قانونا يتعين بموجبه على جميع الجنود الخضوع لفحص أمني قبل الإلتحاق بالخدمة العسكرية.
أزمة الائمة
من ناحية اخري تجددت أزمة المصافحة فى المانيا بعد ان ظهرت مؤخرا فى سويسرا، بعد أن رفض إمام في برلين مصافحة معلمة ابنه في إحدى المدارس الخاصة في شرق العاصمة الألمانية، فما مكان من المعلمة إلا أن قطعت حديثا مع الإمام بشأن ابنه الذي يتعلم في المدرسة، واتهمت المعلمة الإمام بقلة الاحترام ومعاداة المرأة.
وبحسب إذاعة برلين براندنبورغ المحلية، تحدث الإمام عن شعوره بالإهانة والتعدي على كرامته الدينية واضطهاد مصحوب بمعاداة للأجانب.
الإمام البرليني اسمه كريم أوغار وينحدر من شرق تركيا، وهو عالم دين شيعي، درس في قم بإيران والنجف بالعراق. وقالت إذاعة برلين براندنبورغ إن المعلمة طالبته أربع مرات بمد يده للمصافحة، لكنه رد بوضع يده على صدره فقط لتحيتها. وبناء على التقرير، قام الإمام بإلغاء عقد تعلم أبنائه جميعا في تلك المدرسة وكلف مكتب محاماة بتقديم بلاغ رسمي.
كانت سويسرا قد شهدت هذا العام حادثة مماثلة حيث قررت سلطات مدرسية هناك إمكانية إجبار التلاميذ على مصافحة المعلمات. وتهديد الأهالي، الذين لا يصافحون المعلمات، بغرامة تصل إلى 5 آلاف فرانك سويسري. وقد أثار هذا القرار جدلا واسعا حول الحرية الدينية وإندماج المسلمين في سويسرا.
