"حلب" تتحول إلى مقبرة جديدة لحزب الله اللبناني في سوريا

السبت 25/يونيو/2016 - 11:36 ص
طباعة حلب تتحول إلى مقبرة
 
في الوقت الذي يحاول حزب الله اللبناني تحقيق أي تقدم في جبهات القتال في سوريا تتكشف الحقائق عن قتلى جدد داخل صفوفه، خاصة في منطقة حلب وريفها، وهو ما كشف عنه زعيم حزب الله "حسن نصر الله" في الظهور الأول له خلال خطاب بمناسبة مرور 40 يوماً على مقتل قائده العسكري مصطفى بدر الدين في سوريا بمقتل 26 عنصراً من ميليشيا الحزب دفعة واحدة منذ بداية شهر يونيو 2016م في حلب، والقتال في سوريا اشتد مؤخراً، وقتل 26 عنصراً من ميليشيا الحزب خلال الشهر في مدينة حلب.
حلب تتحول إلى مقبرة
وأضاف: "نحن أمام موجة جديدة أو مرحلة جديدة من مشاريع الحرب على سوريا تخاض الآن في الشمال السوري، بالتحديد في منطقة حلب، وإن القتال "دفاعاً" عن حلب هو دفاع عن بقية سوريا، هو دفاع عن دمشق، هو دفاع أيضاً عن لبنان والعراق وأيضاً دفاع عن الأردن الذي دفع قبل أيام بعض أثمان الأخطاء في دعم الجماعات المسلحة- في إشارة إلى الهجوم الذي حدث في منطقة الرقبان قرب الحدود السورية وقتل فيه ستة من جنود حرس الحدود، وأصيب عدد آخر بجروح- ونحن سوف نزيد حضورنا في حلب، والمطلوب من الجميع أن يحضر لأن المعركة الحقيقية الآن هناك، والمعارك الأخرى قد تكون ذات طابع دفاعي أو محلي أو محدود، ولكن المعركة الحقيقية الاستراتيجية الكبرى الآن في سوريا هي المعركة في مدينة حلب والتي لا يجوز التراجع فيها أو الوهن أو الضعف أو الشك أو التردد".
وأشار إلى أن عدد عناصر ميليشياته في حلب كبير، وليس عدداً متواضعاً، وأن ما يجري في منطقة حلب الآن وما جرى هو معركة طاحنة، وأن تمويل حزبه يأتي بالكامل من إيران، ولا يمر عبر المصارف، وقال: "ونحن ليس لدينا مشاريع تجارية وليس لدينا مؤسسات استثمارية تعمل من خلال البنوك، وموازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من إيران إلى ذلك". وأقر نصر الله وللمرة الأولى بمشاركة كوادر وقيادات "حزب الله" في القتال في العراق، وذلك بعد تلقيه نداء من القيادات العراقية عقب سيطرة تنظيم (داعش) على الفلوجة، وأن الحزب سيذهب إلى العراق متى دعت الحاجة إلى ذلك.
حلب تتحول إلى مقبرة
يذكر أن ميليشيا "حزب الله" تكبدت خسائر بشرية كبيرة خلال الأسبوع قبل الأخير من يونيو في كلفة هي الأعلى في فترة زمنية قصيرة التي تصيب الحزب منذ مشاركته القتال إلى جانب قوات الأسد في نهاية 2012؛ حيث قتل 35 قتيلاً إلى جانب عدد كبير من الجرحى وعدد من الأسرى، وذلك خلال سيطرة "جيش الفتح" على قرى وبلدات "خصلة وزيتان برنة" بريف حلب الجنوبي.
وفي السياق، أصدر المكتب الإعلامي لـ"جيش الفتح" تسجيلاً صوتياً مسرباً لأحد قياديي "حزب الله"، بعد اختراق منظومة الاتصالات الخاصة بالحزب؛ حيث اعترف القيادي بمقتل وجرح عدد من عناصر الميليشيا في معارك ريف حلب الجنوبي، بينما أقر أيضاً بفقدان الاتصال مع مجموعة عسكرية قوامها 14 عنصراً، بقي منها أسير واحد في قبضة "جيش الفتح" بينما قتل الباقي، وأبرزهم محيي الدين الديماسي (الحاج سمير)، وهو من مدينة النبطية، والذي تم ذكر اسمه خلال التسجيل الصوتي.
وفي التداعيات، برزت في الآونة الأخيرة حالة تململ كبيرة داخل قواعد وبيئة حزب الله؛ بسبب تزايد عدد القتلى بصورة كبيرة خلال الأيام الماضية؛ حيث طلب وفد من أهالي القتلى في الضاحية الجنوبية والبقاع لقاءً عاجلاً مع زعيم الميليشيا "حسن نصر الله" شخصياً، إلا أن الأخير اعتذر متعللاً بارتباطاته المسبقة، فيما حذّر المغرّد الشهير "منشق عن حزب الله" من تفجيرات جديدة قد تهزّ الضاحية الجنوبية في بيروت، سينفّذها "حزب الله"، وأضاف في سلسلة تغريدات له عبر صفحته الرسمية بموقع "تويتر" أنّه "بعد التململ الكبير في حاضنته الشعبية يقوم حزب الله بالتحضير لتفجيرات تضرب الضاحية الجنوبية؛ كي يقنع اللبنانيين أنه يحارب الإرهاب بسوريا".. إنّ "نصر الله لا يبالي إن قُتِل جميع الشيعة العرب خدمةً لأسياده المجوس". على حد وصفه.
حلب تتحول إلى مقبرة
إلى ذلك، قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، "نبيل قاووق": إن الحزب على استعداد لزيادة حجم مشاركته العسكرية في سوريا للقتال، إلى جانب نظام بشار الأسد إذا اقتضت الحاجة، وإن مشاركة "حزب الله" في معركة سوريا حتى الآن إنما هي بجزء يسير من قواته. "وفي حال اقتضت الحاجة لزيادة حجم مشاركتنا هناك، فلن نتردد في فعل ذلك بكل جرأة وإرادة، وهذا ما يجب أن يعلمه اليوم كل داعمي المجموعات التكفيرية في سوريا".
 وفي سياق متصل توعد القاضي العام في "جيش الفتح" الداعية "عبد الله المحيسني"، ميليشيا "حزب الله" اللبناني بالمزيد من الخسائر البشرية في حال مواصلته القتال في سوريا إلى جانب قوات الأسد، قائلًا في كلمة له خلال أثناء دفن عشرات الجثث من المقاتلين اللبنانيين الذين قتلوا خلال سيطرة "جيش الفتح" على قرية خلصة في ريف حلب الجنوبي- قال: "نحزن لأن هؤلاء لُعب عليهم وغرّر بهم لينضموا لما يسمي نفسه بحزب الله، وهو يرفع شعاراً كبيراً استغله الإيرانيون لدغدغة شعار العرب، شعار المقاومة والممانعة وهذه هدية من أسد المقاومة والممانعة، حسن نصر الله، إليكم أيها اللبنانيون… وإن مشيتم في ركابه فانتظروا هدايا كثيرة قادمة، فوالله إن في سوريا رجالًا لا يمكن أن يناموا على ضيم ومنذ متى أصبح اللبنانيون بهذه المناظر، كيف كنتم في لبنان آمنين، وكيف استطاع حسن نصر الله بعبارة رنانة دغدغة مشاعركم، وجرّكم إلى محرقة ومستنقع ليس لكم فيه ناقة ولا جمل، سواء كنتم شيعة أو سُنَّة.. ما الذي تستفيدون به من قتل أهالي سوريا؟".
حلب تتحول إلى مقبرة
مما سبق نستطيع التأكيد على أن منطقة حلب والشمال السوري قد تحولت بالفعل إلى مقبرة جديدة لـ"حزب الله" اللبناني فى سوريا على الرغم من أن الحزب يحاول تحقيق أي تقدم في جبهات القتال في سوريا، ولكن الحقائق تتكشف يوميًّا عن مزيد من القتلى في صفوفه وهو الأمر الذي يدفعه إلى المزيد من التهور في سوريا على حساب الحزب ورجاله. 

شارك