بعد إعلان توبة المئات... هل بدأ سقوط "داعش" في سوريا والعراق؟
السبت 25/يونيو/2016 - 04:59 م
طباعة
اعلان توبة المئات من عناصر تنظيم"داعش" يشير الي ان التنظيم بدأ يفقد قدرته علي البقاء والتممد في معقل بالعراق وسوريا مع بدأ مشايخ عشائر العراق في استقبال التائبين من عناصر التنظيم، وهو ما يعد مؤشرا علي انحصار "داعش" مع استمرار المعارك ضد منقبل التحالف العربي والقوات العراقية والجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية.
توبة داعش:
أعلن أكثر من ألفين من مسلحي "داعش" المحليين توبتهم أمام لجنة خماسية شكلت من ضباط وشيوخ العشائر، وتشرف على درس ملفات 20 ألف نازح يقبعون منذ أيام وسط ظروف سيئة في عامرية الفلوجة، حيث وصلوا قاطعين مسافات طويلة مع عائلاتهم.
وعلمت "الحياة" اللندنية، أن سياسيين سنّة يكثفون اتصالاتهم لإيجاد تسوية قانونية تشمل الفي شاب تطوعوا في صفوف "داعش" و "لم يرتكبوا أعمال قتل وأعلنوا توبتهم". وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى أن ثمة "وضعاً سياسياً وقانونياً في غاية الدقة تمر به الحكومة التي لم تكن مستعدة لطلب آلاف الدواعش العفو". وأوضحت: "إذا طبق قانون مكافحة الإرهاب على النازحين، قد يشمل عشرات الآلاف من سكان الفلوجة، بسبب طبيعة القانون الفضفاضة ونصوصه التي تقبل الكثير من التأويلات".
وزار عدد من السياسيين السنة، بينهم رئيس ديوان الوقف عبداللطيف الهميم، معسكر احتجاز الرجال وهو عبارة عن معمل مهمل. وقال النائب حيدر الملا أن ظروف "الاحتجاز تفتقر لأي تجهيز صحي"، لكنه أكد عدم تعرض المحتجزين للتعذيب. وتتم عملية التحقيق مع المحتجزين من خلال شهادات لأهالي الفلوجة أنفسهم، فقد تطوع العشرات منهم للإبلاغ عن عناصر "داعش" في صفوفهم. وفوجئت لجنة التحقيق بأن كل من تم وصمهم بالانتماء إلى التنظيم أعلنوا فوراً توبتهم. وأكدوا اضطرارهم إلى ذلك لحماية أنفسهم.
وبدت قضية التعاطي مع معلني التوبة معقدة، على ما قال سياسيون لـ "الحياة"، مؤكدين أنهم يجرون اتصالات مكثفة مع الحكومة ومجلس القضاء لتوفير آليات تستوعب المتغير الجديد، لكنهم أضافوا أن أي إجراء استثنائي لم يتخذ حتى الآن.
تحرير الفلوجة:
وعلى رغم مغادرة اكثر من 50 ألف نازح الفلوجة مع تراجع عدد عناصر "داعش" في الجهات الغربية، خصوصاً حي الجولان، ما زالت التقديرات تشير الى وجود قرابة 20 ألفاً من السكان، بالاضافة الى ألف من عناصر التنظيم التقليديين الذين لم يعد بإمكانهم المغادرة، بسبب سيطرة الجيش على كل الطرق المؤدية الى جزيرة الخالدية غرباً.
طوقت القوات العراقية أمس آخر حي في الفلوجة ما زال خاضعا لسيطرة «داعش»، في حين تبذل المنظمات الإنسانية جهودا لتقديم مساعدات الى المدنيين اليائسين. وبعد شهر من انطلاق هجوم واسع النطاق ضد احد ابرز معاقل الإرهابيين ، باتت قوات النخبة قريبة من بسط سيطرتها الكاملة على المدينة.
وقال قائد العمليات عبد الوهاب الساعدي لفرانس: «بامكاني القول ان اكثر من 80 في المئة بات خاضعا لسيطرة قواتنا». وأضاف «بالنسبة إلى أعداد الإرهابيين لم يبق سوى عشرة في المئة منهم، او حتى خمسة في المئة. سنقتلهم جميعا ان شاء الله»، من دون اعطاء تقدير للعدد الباقي منهم في المدينة.
ويقول قادة عسكريون أن عناصر "داعش" الباقين يرسلون طلبات للانسحاب لكن طلباتهم لا تستجاب. وأكد هؤلاء القادة أن خمسة آلاف داعشي انسحبوا من المدينة باتجاه القائم (عند الحدود السورية)، قبل تمكن القوات من إغلاق كل مخارج المدينة الغربية.
وعلى عكس ما حصل في الرمادي التي تعرضت لتدمير شبه كامل في قصف جوي مكثف، قبل دخولها في شباط الماضي، فإن غالبية الأحياء المحررة من الفلوجة لم تتعرض لخراب كبير، ما يسهل سرعة عودة النازحين إليها.
وتمكن الجيش العراقي ومجموعات مسلحة وكردية من استعادة أراضي احتلّها داعش في شمال العراق وفي محافظة الأنبار، خصوصًا مدينة الرمادي ومدينة هيت.
لكن مناطق واسعة من الأنبار لا تزال تخضع لاحتلال داعش وخصوصًا الفالوجة، إضافة إلى معظم محافظة نينوى وكبرى مدنها وثاني أكبر مدن البلاد الموصل.
خسائر داعش:
فقد "داعش" قرابة نصف الأراضي الخاضعة تحت سيطرته في العراق في أعقاب اجتياحه للبلد العربي في يونيو من العام 2014.
هذا ما أكَّده بيتر كوك الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاجون" والذي قدر أن "داعش" قد فقد في الأصل زهاء 40% من الأراضي التي استولى عليها من الحكومة العراقية وحوالي 10% من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا.
لكن تلك التقديرات قد زادت في الأسابيع الأخيرة، بحسب تقرير ساقته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وقال كوك: "النسبة الآن في العراق بلغت حوالي 45% من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في السابق"، مضيفا : "أما النسبة في سوريا فتتراوح ما بين 16% إلى 20%."
وأشار التقرير إلى أنَّ مسلحي تنظيم الدولة الإرهابي قد واجهوا عددًا من الهزائم في البلاد؛ حيث تطوقهم القوات الكردية في شمال الموصل والقوات العراقية جنوب المدينة، في حين نجحت قوات ائتلاف العراق في إلحاق الهزيمة بـ"داعش" في مدينة الأنبار غربي البلاد في ديسمبر الماضي.
وتستمر الغارات الجوية التي تشنها قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية منذ أغسطس من العام 2014، في إجهاض خطط التنظيم في الاستيلاء على مزيد من المناطق في العراق، وقد ساعدت كثيرًا في وقوع الانتكاسات التي شهدها التنظيم في المناطق التي كان يبسط سيطرته عليها.
وفي سوريا، خسر داعش أراضي كانوا احتلوها خصوصًا في شمال شرق البلاد وذلك تحت ضغط الأكراد ومجموعات محلية مدعومة من التحالف الدولي.
كما خسر مدينة تدمر الأثرية في مارس التي حررتها القوات الحكومية مدعومة من سلاح الجو الروسي، لكن التنظيم تمكن الأسبوع الماضي من عزل المدينة بقطع منافذها إلى الخارج.
كان الجنرال الأمريكي جاري فوليسكي قد صرح مؤخرًا في مؤتمر عبر الفيديو من بغداد، أن تنظيم الدولة الإسلامية داعش "يخسر أراضي يوميًا" في العراق ويعاني من أجل إعادة تنظيم قواته بعد كل هجوم.
وفقد التنظيم كثيرا من قدرته على شن هجمات ضد القوات العراقية، بحسب فوليسكي الذي يعمل في قيادة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في بغداد: "كنا نرى سابقًا 50 أو 60 أو 70 مقاتلاً مع شاحنة مفخخة، الآن ليسوا سوى خمسة أو ثمانية، وربما 15" مع الآلية.
وأضاف فوليسكي أنَّ الجهاديين يحتاجون حاليًا إلى "أسبوعين أو ثلاثة" لإعادة تنظيم قواتهم بعد التعرُّض لهجوم.
ولفت إلى أن اتصالاتهم بين وادي الفرات ووادي دجلة أصبحت أكثر صعوبة حاليًا، موضحًا أنَّ "عليهم القتال في وادي الفرات ووادي دجلة كما لو كانا مسرحي عمليات منفصلين".
المشهد العراقي:
خسائر "داعش" في العراق وسوريا وبدأ التوبة من قبل عدد من مقاتليه يشير الي ان العدد العكسي لسقوط وتراجع التنظيم بدأ، ولاكن نهاية ليست قريبة قد تاخذ وقتا طويلا في ظل الصراع السياسي في العراق وسوريا وهو ما يعطيه فرصة للبقاء أطول ولكن ليس بنفس القوة.
