عمليات "ريف اللاذقية" .. هل تفتح الطريق الى مسقط رأس الأسد؟
الثلاثاء 28/يونيو/2016 - 02:55 م
طباعة
يشكل "ريف اللاذقية" بداية الطريق الى مسقط رأس الرئيس السوري بشار الاسد فى منطقة الساحل السورى وهو ما جعل المنطقة هدفاً لهجمات المعارضة المسلحة المعارضة للنظام السورى حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الثوار من جهة و قوات النظام و الميليشيات المساندة لها من جهة أخرى لليوم الثاني على التوالي بريف اللاذقية، وذلك بعد أن اطلق الثوار أمس معركة "رجال الساحل"، أسفرت عن تمكنهم من تحرير عدة قرى في جبلي التركمان و الأكراد.
وكشف شهود عيان عن اشتداد المعارك في قرى المزغلي والحاكورة ونحشبا ورشا في محاولة من النظام التقدم نحوها، ما أسفر عن وقوع عدد من القتلى و الجرحى في صفوفه، بالتزامن مع غارات جوية عنيفة يشنها الطيران الحربي على محاور جبل الأكراد، حيث استهدف الروس بـ 8 غارات جوية محور كباني ومحيطه و ذلك بعد أن شنت الفصائل الثورية يوم الأثنين 27-6-2016م سلسلة هجمات واسعة ومتزامنة في ريف اللاذقية، بهدف استعادة المناطق التي سيطرت عليها قوات الأسد والميليشيات الشيعية في جبلي التركمان والأكراد، وقُتل عدد من عناصر قوات الأسد والميليشيات الشيعية خلال تحرير الثوار قرى "الحاكورة و حشبا و مزغلي" إلى جانب تلة القرميل في جبل الأكراد، بالإضافة إلى تحرير "تلة أبو علي" ودشم "جبل البيضا" في جبل التركمان.
وتعد هذه العمليات جزء من غرفة عمليات مشتركة تحت اسم "رجال الساحل" بهدف استعادة قرى وبلدات ومناطق "كنسبا ونحشبا ورشو في جبل الأكراد، و"تلة ابو علي والبيضاء وقروجا والقلعة" في جبل التركمان، من خلال شن سلسلة هجمات عكسية متزامنة على مواقع قوات الأسد، بمشاركة كبيرة لفصائل "جيش الفتح" للمرة الأولى، وذلك بعد وصول تعزيزات عسكرية ضخمة من محافظة إدلب وهى استكمالا لعمليات سابقة بدأت في فبراير 2016م وقتل فيها ما يزيد عن 40 عنصرا، على الأقل، من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها .
وكشف مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن وقتها عن أنه «قتل ما لا يقل عن 40 عنصرا من قوات النظام، غالبيتهم من المسلحين الموالين لها، في اشتباكات في محيط منطقة كوباني في ريف اللاذقية الشمالي إثر تمكن الفصائل الإسلامية والمقاتلة من صد هجوم لقوات النظام السوري على كوباني وكانت قوات النظام السوري تهدف من استعادة كوباني التمكن من بسط سيطرتها على كامل ريف اللاذقية الشمالي، بعدما نجحت في السيطرة على بلدة كنسبا، ليبلغ مجموع ما تسيطر عليه ما يقارب 750 كيلومترا مربعا من ريف اللاذقية الشمالي منذ بدء عمليته العسكرية في المنطقة في أكتوبر2016م .
ولكن على الجهة الاخرى يكشف مقاتلى المعارضة عن تفاصيل جديد في معركة الساحل الهدف منها بالدرجة الأولى إشغال قوات النظام في الغاب ولإيهامها بأن معركة قد فتحت على جبهة الساحل، لشل حركة إمداده لقواته في ريف إدلب الغربي حيث قال محمود المقاتل على جبهة الساحل: "لم تكن غايتنا تحرير التلتين بقدر ما كانت غايتنا المشاركة في تحرير ما تبقى من إدلب عبر تشتيت جهود قواد النظام على أكثر من جبهة في وقت واحد، ولكننا وجدنا أن الفرصة سانحة وأن معنويات النظام منهارة فأكملنا عملنا، وأكرمنا الله بتحرير التلتين وأن ثوار ريف اللاذقية يؤمنون بأن نجاح الثورة مرتبط بوحدة الثوار على امتداد الوطن، وارتباط تحركاتهم ببعضها البعض، والتنسيق فيما بينهم، وانطلاقا هذه القناعة كانوا سباقين بالمشاركة في كل معارك الشرف التي خاضها الثوار في كافة المناطق التي استطاعوا الوصول اليها.
وقال أبو صلاح، قائد ميداني شارك في أكثر من معركة خارج ريف اللاذقية "نجاح الثورة مرتبط بتعاون جميع الثوار في إسقاط النظام، وخصوصا في جبهة الساحل التي يضع النظام جل ثقله عليها لأنها على تماس مع مناطق الموالين له ومعاقل شبيحته وان ثوار اللاذقية يعرفون معنى تحرير مدينة جسر الشغور بالنسبة إلى جبلي الأكراد والتركمان المحررين، وأنها البوابة التي تفتح تدفق المقاتلين والعتاد بسهولة من محافظة إدلب وجبل الزاوية إلى جبهة الساحل، حيث لا يحتاجون لأكثر من نصف ساعة، وبذلك يعيد التاريخ نفسه بوحدة الجبلين في ساحة التصدي للمشروع التقسيمي الطائفي، كما حدث في بداية القرن العشرين.
ويقول أبو جمعة وهو قائد شارك في معركة الجسر -من (كنسبا) بجبل الأكراد "-: كنا ننتظر منذ زمن طويل تحرير جسر الشغور لما له من أثر معنوي ومادي لجبهتنا المفتوحة والمحاطة من ثلاث جهات من قبل قوات النظام، والتي تتعرض للقصف العنيف والمتواصل بالطيران وكل أنواع الأسلحة وثوار الساحل الآن يشاركون ببسالة في معارك تحرير ما بقي محتلا من مدينة إدلب، وعيونهم تتجه إلى اللاذقية، وخصوصا أن تحرير الطريق الدولي بين حلب وريف اللاذقية سوف يفتح المجال واسعا أمام مشاركة كافة الثوار من عدة محافظات في جبهة الساحل، لينتهي الطوق الذي فرضه النظام على جبال اللاذقية المحررة.
ويقول أبو عمر وهو مقاتل من بلدة سلمى مشارك في معركة تحريربسنقول "نتطلع، بل ننتظر من إخوتنا الثوار والمجاهدين في جيش الفتح وباقي الفصائل الثورية في كل سورية الاتجاه لدعمنا في فتح معركة الساحل، هنا يسقط النظام، هذه المعركة تستحق بذل الكثير في طريقها، قمنا بواجبنا تجاه الجميع، واليوم ننتظر أن يقوموا بواجبهم بالوقوف إلى جانبنا ويتفق سكان وثوار ريف اللاذقية المحرر على ضرورة فتح جبهة الساحل بعد تحرير التراب الإدلبي، وبعد الانتصارات الكبيرة التي تتحقق كل يوم، وضرورة استغلال انهيار معنويات جنود النظام وقناعتهم بأن النظام في مراحله الأخيرة لضرب النظام في حصنه المنهار.
ولم ينس أبو علي -قائد ميداني بالجيش الحر- الإشارة إلى التغييب الإعلامي الذي تتعمده قيادات في المعارضة السورية، لا سيما تلك التي تمثل الساحل في الائتلاف، والذي يمنع وصول أخبار القصف والتهميش في الجبهة الساحلية، كما يحظر نشر أخبار قطع التمويل عن الفصائل التي تحاول فتح الجبهة، ووقف الإمداد بالذخيرة في منتصف المعارك، كما جرى خلال محاولات تحرير قمتي النبي يونس والبرج 45، وما جرى خلال معركة تحرير كسب وان معارضة الخارج تدعم فصائل عسكرية محددة، ومنع الدعم عن باقي الفصائل التي لا ترضى بالإملاءات التي تحاول فرضها عليها، واننا عندما حررنا ريف اللاذقية لم تكن كثير من الفصائل الموجودة اليوم قد تشكلت بعد، ورغم ذلك فقد همشونا وركنونا جانبا، تنفيذا لأجنداتهم التي يساورنا الشك تجاهها."
مما سبق نستطيع التأكيد على انه بالرغم من أن محافظة اللاذقية الساحلية بقيت بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف مارس 2011، وتسبب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص الا أن الفصائل المقاتلة والإسلامية المعارضة للنظام في ريفها الشمالي تريد أن تفتح جبهة جديدة على النظام حتى تصل الى معقل رأسه الرئيسي وخزانه البشرى من اجل خنقه والقضاء عليه .
