تفجيرات بغداد.. "الانغماسيون" سلاح "داعش" المربك في العراق
الأحد 03/يوليو/2016 - 03:35 م
طباعة
شهدت العاصمة العراقية بغداد تفجيرات جديدة لتنظيم "داعش" عبر الانغامسيين، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من المواطنين، عقب توالي خسائر التنظيم في الأنبار والموصل.
تفجيرات بغداد
أعلن مسئولون مقتل 80 شخصاً وجُرح أكثر من 130 آخرين، ليل السبت الأحد في تفجيرين وقعا في منطقة تجارية وسوق شعبية، تبناه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي.
وأشار المسئولون إلى أن التفجير وقع في حي الكرادة الذي يعج بالمتسوقين قبل عيد الفطر. وقال المتحدث باسم الداخلية العراقية سعد معن: "إن الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة قرب أحد المطاعم". وأضاف أن التفجير أسفر عن احتراق عدد من المتاجر أيضًا.
كما أعلن مصدر في الشرطة أن انفجارًا استهدف سوقًا شعبيًّا في منطقة الشعب شمالي العاصمة. ورجح أن التفجير ناجم عن عبوة ناسفة انفجرت في سوق بمنطقة الشعب الشيعية بشمالي بغداد، مشيرًا إلى أن "الانفجار أسفر عن سقوط ضحايا لم يعرف عددهم بعد".
"داعش" يتبنى
وأعلن تنظيم داعش تبنيه للهجومين، قائلًا، إن أحد مقاتليه نفذ الهجوم مستهدفًا تجمعًا للشيعة، متحدثًا عن مقتل 40 وجرح 80، بحسب ما نقل موقع "سايت" الأمريكي المتخصص بالمواقع الجهادية.
وسيطر التنظيم الجهادي في العام 2014 على مساحات واسعة من العراق، إلا أن القوات الحكومية أعادت فرض سيطرتها في بعض من تلك المناطق، كانت آخرها مدينة الفلوجة غرب بغداد.
ويحاول التنظيم الذي يقول مراقبون: إن عدد مقاتليه لا يتجاوز 15 ألف عنصر دون عدد المتحالفين معه، تعويض النقص العددي لديه مقارنة بخصومه؛ حيث يعمل على تصوير مقاتليه على أنهم مستعدون للموت عبر القيام بما يسميها "عمليات استشهادية" ينفذها "الانغماسيون" ضد الأعداء.
خسائر "داعش"
وكانت السلطات العراقية قد أرسلت السبت قوة عسكرية محمولة جوًّا إلى صحراء الأنبار للبحث عن فلول قافلة مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية الذي فروا من الفلوجة وتعرضوا إلى قصف جوي.
ويخوض مقاتلو "الدولة الإسلامية" منذ أكثر من شهرين معارك طاحنة ضد الجيش العراقي والميليشيات الشيعية الموالية له وقوات البيشمركة، بالإضافة إلى مقاتلين سُنَّة مناهضين للتنظيم بعد سيطرة الأخير على مناطق واسعة في محافظات شمالي وغربي العراق.
وفي الوقت نفسه، يخوض التنظيم معارك مستمرة منذ أكثر من عام ضد قوات النظام السوري وقوات المعارضة ومقاتلين عشائريين رافضين لوجوده في سوريا، في محاولة منه للاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي، خاصة التي انتزعتها قوات المعارضة من النظام خلال السنوات الثلاث الماضية، ونجح في تحقيق ذلك خلال الأشهر السادسة الماضية.
وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان: إن "قوة نوعية من مقر قيادة عمليات الفرات الأوسط ولواء المشاة 33 انطلق لملاحقة بعض الإرهابيين الذين تمكنوا من الفرار من القوافل الكبيرة التي سحقها أبطال طيران الجيش". وحاولت القافلة الكبيرة للجهاديين الوصول إلى عمق الصحراء باتجاه الصحراء الغربية المتصلة بسوريا.
قتل أكثر من خمسمائة عنصر من تنظيم "داعش" في ضربات جوية دمرت أيضًا عشرات آلاليات خلال محاولة الجهاديين الفرار من مدينة الفلوجة التي استعادتها القوات العراقية قبل أيام، بحسب ما أعلن الجيش العراقي.
وأصدرت قيادة العمليات المشتركة العراقية بيانًا يؤكد فيه أن سلاح الجو العراقي دمر قرابة "600 عجلة وقتل مجموعة كبيرة من عصابات داعش الإرهابي" الأربعاء والخميس. كما أكد البيان أن طيران التحالف الدولي دمر " 177 عجلة ضمنها ثلاث مفخخة وقتل 349 إرهابيًّا".
وأكد بيان العمليات المشتركة السبت أن القوة في "المنطقة المحيطة بجسر الروضة في صحراء محافظة الأنبار وبمسافه 140 كيلو عن كربلاء وشرعت بتفتيش هذه المنطقة، وتمكنت من حرق 9 عجلات حمل مختلفة بمن فيها ومن ضمنهم إرهابيون عرب الجنسية وتدمير صهريج".
وأشار البيان أن "قسم من هذه العجلات محملة بأسلحة مختلفة وأحزمة ناسفة". وتابع البيان: "قامت القوة وباسناد جوي من طيران الجيش وبتنسيق ميداني بتفتيش وتطهير كل المنطقة والتأكد من خلوها من الإرهابيين والعجلات الخاصة بهم".
يذكر أن الخسائر التي مني بها التنظيم المتشدد تعد الأكبر في مجمل العمليات التي خاضها في العراق، والتي جاءت بعد هزيمته في مدينة الفلوجة التي كانت سريعة جدا وغير متوقعة.
الانغماسيون
ويعتمد "داعش" على أسلوب فرض الرعب على الطرف الآخر، متخذًا من "الانغماسيين" و"الذبِّيحة" ذراعين أساسيتين تشكلان ما يشبه "القوات الخاصة" لتحقيق هذا الأسلوب.
و"الانغماسيون» مصطلح برز خلال الأشهر القليلة الماضية تحت اسم "كتائب الانغماسيين"، وأصبح مصدر "رعب حقيقي" لقوات النظام السوري، وسبباً لفرار عناصرها من مواقعهم لمجرد سماعهم بوجود "انغماسيين" بين صفوف القوات التي تهاجمهم؛ الأمر الذي تكرر في المعارك الأخيرة التي خاضها التنظيم ضد الجيش العراقي وقوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق).
يمتلك "الانغماسي" عقيدة قتالية "استشهادية"؛ حيث يقوم باقتحام مواقع شديدة الحراسة والتحصين للعدو بأسلحة فردية خفيفة، كما أن ارتداءه الحزام الناسف أو قيادته عربة مفخخة لتفجيرها يُثبت تلك العقيدة، ويقوم عادة بتوديع أصحابه وكتابة وصيته وتحديد مكان دفنه أحياناً، قبل خروجه للقيام بعمليته "الانغماسية".
ويختلف "الانغماسيون" عن "الاستشهاديين" أو "الانتحاريين"؛ كونه لا يشترط أن ينفذ "الانغماسي" عملية استشهادية أو انتحارية تودي بحياته، وحصل عدة مرات أن قام "انغماسيون" بقيادة عربة ملغومة إلى هدف تابع للعدو وتفجيرها عن بعد، بعد تمكنه من الانسحاب منها عقب ركنها في المنطقة المستهدفة، وذلك للقيام بعملية أخرى، بحسب ما صرّح عدد منهم في مقاطع الفيديو التي بثها تنظيم "الدولة الإسلامية" لتوثيق عملياته.
وغالباً ما يرتدي "الانغماسيون" أحزمة ناسفة يفجرونها بأنفسهم في حال محاصرتهم أو القبض عليهم من قبل الخصم؛ وذلك بهدف إلحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوف العدو وعدم وقوعهم أسرى بين يديه، أو أنهم يقودون عربات محملة بكميات كبيرة من المتفجرات يستهدفون بها أهدافاً استراتيجية للعدو.
المشهد العراقي
مع الانتصارات المتوالية للجيش العراقي، وتراجع وانحصار تنظيم "داعش" أصبح لجوء التنظيم إلى التفجيرات في عمق الدولة العراقية ، عبر سلاحه الجديد والقوي وهو الانغماسيين، مما يشكل تحديًا جديدًا وكبيرًا أمام قوات الأمن العراقية وسط مخاوف من ارتفاع موجه التفجيرات في الأيام المقبلة مع بدء عملية تحرير الموصل معقل التنظيم في العراق.
