استمرار المعارك في اليمن... والسعودية تطالب منطقة حظر عسكري شمال اليمن

الثلاثاء 05/يوليو/2016 - 04:46 م
طباعة استمرار المعارك في
 
تواصل العمليات العسكرية في عدة جبهات بين قوات الجيش اليمني ومليشيات الحوثيين، وسط مطالب سعودية بإنشاء منطقة حظر عسكري علي الحدود السعودية اليمنية.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
تجددت المعارك الميدانية، بين مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة، والمقاومة الشعبية وقوات الجيش الحكومي من جهة أخرى، في مدينتي ميدي وحرض بمحافظة حجة شمال غرب اليمن.
وجددت مقاتلات التحالف العربي قصفها على مواقع يسيطر عليها مسلحو الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي صالح بمحافظة حجة، 123 كم شمال غربي البلاد. 
وقالت مصادر محلية إن مقاتلات التحالف العربي وطائرات الآباتشي، جددت قصفها على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مديريتي ميدي وحرض الحدوديتان مع السعودية.
وذكرت المصادر، أن مقاتلات التحالف كثفت قصفها على مواقع الحوثيين وقوات صالح، تزامناً مع اندلاع مواجهات عنيفة بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، ورجال الجيش والمقاومة الشعبية مسنودين بقوات التحالف من جهة أخرى.
ولفتت إلى أن المواجهات اندلعت منذ مساء الإثنين وما زالت مستمرة حتى ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، إثر محاولات تقدم الجيش والمقاومة تحت غطاء جوي وقصف مدفعي نحو مبنى الجمارك وتبة الأمن المركزي في مديرية حرض الواقعة في قبضة الحوثيين.
وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، لم تعرف حصيلتهم بعد، جراء استمرار القصف والمواجهات.
وقال مصدر في المنطقة العسكرية الخامسة التابعة للحكومة، إن معارك عنيفة اندلعت فجر اليوم الثلاثاء، بعد أن دفع الحوثيين وقوات صالح بتعزيزات عسكرية كبيرة لمهاجمة مواقع الجيش الحكومي.
وبحسب المصدر فإن التعزيزات التابعة للحوثيين وقوات صالح قدمت من معسكر العمالقة في محافظة عمران، (شمال العاصمة صنعاء).
وشهدت مدينتي ميدي وحرض، هدوءًا لعدة أسابيع قبل أن ينفجر الوضع، فيما لم يورد المصدر تفاصيل إضافية عن المعارك.
كما اندلعت معارك عنيفة اليوم الثلاثاء، بين مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة، والمقاومة الشعبية وقوات الجيش الحكومي من جهة أخرى، في منطقة الهيجة شرقي المصلوب، بمحافظة الجوف (شمال شرق اليمن).
وقال مصدر ميداني لـ«المصدر أونلاين»، بأن المقاومة شنت هجمات ضارية على مواقع للحوثيين، الذين انسحبوا من مواقعهم.
وجاء هجوم القوات الحكومية عقب هجوم شنه الحوثيون على موقع الغرفة العسكري.
ونقل المصدر عن أحد شهود العيان الذي يقطن في منطقة ملاحا غربي المصلوب، بأن نحو 35 مسلحاً حوثياً، شوهدوا بأسلحتهم الشخصية وهم يفرون من المواقع التي شهدت معارك.
وبحسب المصدر فإن أحد عناصر المقاومة لقي حتفه، بينما قال المركز الإعلامي لمقاومة الجوف بأن قيادياً ميدانياً لمسلحي جماعة الحوثيين، ويُدعى علي حسن بن نسعة، قُتل أيضاً، في مديرية المتون، بعد اندلاع معارك محدودة في المنطقة.

فيما أكد رئيس الأركان اليمني اللواء محمد علي المقدشي أن قوات الجيش اليمني في كامل استعداداتها لدحر الميليشيات وتنتظر قرار القيادة السياسية.
ودعا المقدشي خلال زيارته لمعسكر اللواء72 في فرضة نهم شرق العاصمة صنعاء تحالف الحوثي و صالح لتسليم صنعاء وتجنيبها ويلات الحروب كما جنبتها الأطراف الأخرى في سبتمبر 2014.
وطمأن المقدشي سكان صنعاء بالقول إنه تم الإعداد بشكل موسع ودقيق لتجنيب عاصمة اليمن الخراب والدمار وسيُعرف ذلك في حينه. وأشار إلى أن المتمردين الحوثيين لن يلتزموا بأي اتفاق كما هي عادتهم، مضيفاً أنهم حاولوا استغلال فترة المفاوضات اليمنية في الكويت ، لكنهم فشلوا.

حظر عسكري:

حظر عسكري:
وعقب اعتراض قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت فجر أمس الاثنين صاروخًا باليستيًا أطلقه الحوثيين من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة أبها السعودية، 
طالب الخبير العسكري السعودي العميد ركن متقاعد الدكتور علي بن حسن التواتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»  بإنشاء منطقة حظر على الحدود السعودية – اليمنية بعمق 50 كيلومترا، ومنع وجود أي قوات عسكرية أيًا كان نوعها، وتابع: «كان يفترض ألا نسمح بوصول أي قوة في حدود 50 كيلومترا من حدودنا، القرى الحدودية مع اليمن حوثية جميعها كما نعلم، ومنها تهرب هذه الصواريخ وتطلق، نحتاج منطقة محظورة بعمق 50 كيلومترا في حرب كهذه وألا نسمح بدخول أي قوة من أي نوع حتى لو كانت قوة عسكرية فردية، وكان لا بد من رصد استخباراتي جيد على الأرض وشن غارات لتدمير هذه الصواريخ في مخابئها ولا ننتظر حتى يتم إطلاقها».
ولفت التواتي إلى أن «الحوثيين قاموا بدهن هذه الصواريخ بألوان مختلفة ليقولوا أن المصانع الحوثية هي التي صنعتها وطورتها بينما هو في الحقيقة فريق من الحرس الثوري الإيراني جاءوا وزادوا عبوة الإطلاق في سبيل الوصول للمدن والقرى السعودية».
وأطلقت الميليشيا الحوثية والمخلوع صالح أكثر من 23 صاروخًا باليستيًا على
الأراضي السعودية منذ انطلاق العملية العسكرية لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، غالبية هذه الصواريخ تم إسقاطها داخل اليمن أو في الأجواء السعودية، بفضل الإمكانات المتطورة التي تملكها قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، ممثلة في نظام الدفاع الصاروخي «باتريوت»، وتقنيات الحرب الإلكترونية، التي عملت على شلّ أنظمة توجيه الأسلحة وإرباك قدرات القيادة والسيطرة لدى الحوثيين وقوات صالح.
ويرى الخبير العسكري أن تهريب الأسلحة للميليشيا الحوثية مستمرًا، ذلك أن اليمن يمتلك حدودًا بحرية لا تقل عن ألفي كيلومتر، وأردف: «قوات التحالف لا يمكنها السيطرة على كل الحدود ولا يوجد تعاون من القوى الأخرى مثل الأميركيين والفرنسيين الموجودين في المنطقة، كما لا ننسى أن إسرائيل وإيران موجودتان في جزر (دهلك) الإريترية، ولذلك عملية التهريب مستمرة لإطالة أمد الحرب وضمان استمرار استنزاف الحوثيين للمملكة».
وبحسب الدكتور علي التواتي، يجب عدم الاعتماد فقط على نجاحات قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي في تدمير الصواريخ التي يطلقها الحوثيون وصالح، بل يجب تعزيز الاستخبارات الميدانية والتأكد من أماكن وجود هذه الصواريخ والأسلحة الفتاكة والقيام بغارات للقوات الخاصة عليها وليس فقط غارات جوية.
وعن الهدف من إطلاق مثل هذه الصواريخ بين فترة وأخرى رغم الهدنة والتزام قوات التحالف بها، أوضح التواتي أن الميليشيا تهدف من ذلك إلى إبقاء وتيرة الحرب وحالة التأهب من الدرجة الأولى، إلى جانب تثبيت القوات ومنعها من الحركة والمناورة للتذكير بوجود هذا التهديد في هذا المكان.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قصر الصفا بمكة المكرمة قبل مغرب اليوم الإثنين، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وتناول الحضور طعام الإفطار مع خادم الحرمين الشريفين لى جانب عدد من الأمراء في المملكة العربية السعودية.

المسار السياسي:

المسار السياسي:
وعلي صعيد المنسار السياسي، كشف رئيس مفاوضي أنصار الله "الحوثيين" في مشاورات الكويت اليمنية، محمد عبدالسلام، عن لقاء انعقد، مؤخراً، في مدينة جدة السعودية بوفد قال إنه عسكري لبحث الأمور التقنية والفنية للتهدئة الميدانية.
 
وأشار عبدالسلام، في بيان له، 2016، إلى أن اللقاء تم بحضور المبعوث الأممي الخاص اسماعيل ولد الشيخ.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت توافق الأطراف اليمنية بانتقال لجنة التهدئة والتنسيق إلى مدينة ظهران السعودية.
 وقال مصدر سياسي لوكالة "خبر"، في وقت سابق، إن نقل اللجنة جاء بناءً على طلب سعودي وتنفيذاً للاتفاق الموقع بين الطرفين في 10 أبريل المنصرم (قبيل انطلاق مشاورات الكويت).
وكان من أهم مخرجات الاتفاق، تشكيل لجان ميدانية للتهدئة ومراقبة وقف إطلاق النار في ست محافظات يمنية (الجوف، مأرب/نهم، شبوة، البيضاء، الضالع، تعز).
ونقلت وسائل إعلام تابعة لحركة أنصار الله في اليمن، عن عبدالسلام قوله، في اتصال مع قناة "الميادين" الفضائية، توقعاته أن تبدأ اللجنة عملها بشكل مباشر بعد يومين من العيد. مضيفاً: "أنها حتى الآن لم تصل".
وأكد أن "المطلوب في اليمن تهدئة حقيقية، ونحن نعمل على أن تكون لجان التحقيق قريبة من الميدان. مؤكداً أنه ليس المقصود بالتهدئة ظهران الجنوب أو محافظة صعدة فقط، بل كل الأراضي اليمنية براً وبحراً وجواً".
وقال عبدالسلام: "إذا لم تحصل تهدئة حقيقية في اليمن، فإن ذلك سيؤثر على المشاورات الجارية في الكويت". مضيفاً: "نحن نريد أن نصل لحل شامل ولا نريد أن نعود إلى الكويت لنبدأ من الصفر".
كما عقدت اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام (جناح صالح)اجتماعا لها برئاسة الشيخ صادق امين ابوراس نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام بحضور الامين العام للمؤتمر الشعبي العام رئيس وفد المؤتمر الشعبي العام وأعضاء وفد المؤتمر المشارك في مشاورات الكويت و رئيس مجلس النواب الامين العام المساعد للمؤتمر الشيخ يحيى الراعي . 
وفي الاجتماع قدم الامين العام للمؤتمر الشعبي العام رئيس وفد المؤتمر تقريرا مفصلا وشاملا عن مسار مشاورات الكويت وما قدمه الوفد الوطني المكون من وفدي المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله خلال فترة المشاورات التي استمرت 70 يوما،وعلى وجه الخصوص ما قدمه وفد المؤتمر الشعبي العام خلال المشاورات.
واستعرض التقرير مختلف القضايا التي اثيرت على طاولة مشاورات الكويت حيث اشار الامين العام الى موقف الوفد الوطني الذي ظل طيلة المشاورات متمسكا بالثوابت الوطنية وبضرورة ايقاف العدوان السعودي ورفع الحصار الجائر وتحقيق السلام من خلال التوافق على سلطة تنفيذية توافقية تدير المرحلة الانتقالية وكذا الترتيبات الامنية والعسكرية ،و تحقيق الشراكة الوطنية والحفاظ على وحدة اليمن ،والأهمية التي اولاها الوفد الوطني لموضوع الاقتصاد وكذا ما يتعرض له اليمنيون جراء الحصار الجوي خاصة في مطارات بيشة وغيرها من المطارات.

المشهد اليمني:

تعليق مفاوضات الكويت بين الفرقاء اليميين، في وقت لم تسكت آلة الحرب بسبب انتهاكات الحوثيين للهدنة المفترضة في الجبهات المختلفة. وبدل أن تتجه التطورات السياسية في اتجاه التوصل إلى حل سلمي ينهي  الحرب في اليمن، تقهقرت الهدنة بعنف وباتت جبهات اليمن مفتوحة على معارك ربما تكون أعنف وأبشع مما رأى اليمنيون طوال العشرين شهراً من الحرب، وهو خيار لا تريد الحكومة اليمنية أن تندفع إليه، ولكنها قد تكون مضطرة لاتخاذه، للعودة الي الحل العسكري مع ارتفاع اصوات البنادق في عدة جبهات، في وقت يواصل المبعوث الاممي تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اليمنيين.

شارك