طريق الكاستيلو "شريان" الحياة لحلب السورية الذي يمزقه الصراع السوري

الأحد 10/يوليو/2016 - 01:29 م
طباعة طريق الكاستيلو شريان
 
يمثل طريق "الكاستيلو" الذي يشهد معارك كر وفر بين المعارضة السورية المسلحة والنظام السوري أهمية خاصة لجميع أطراف الصراع السوري؛ مما دفعه إلى واجهة حسابات الصراع العسكري بين الأطراف المتحاربة في حلب، وبات عُرضة للاستهداف تارة، والتهديد بالقطع 
طريق الكاستيلو شريان
وحصار الآلاف داخل حلب تارة أخرى؛ ولذلك تتمثل أهميته في الآتي: 
1- يعد الشريان الوحيد الواصل بين حلب المدينة وريفها والذي تتقاسمه المعارضة مع النظام السوري. 
2- يعد المنفذ البري الوحيد لمناطق سيطرة المعارضة بحلب.
3- يعد الشريان الرئيسي الذي تعيش المدينة وسكانها عليه عبر حركة نقل البضائع ومساعدات الإغاثة والمواصلات مع الريف الشمالي والغربي.
4- يتمتع الطريق بحركة مرورية نشطة آثناء النهار وعلى الرغم من تراجعها بعض الشي مع اقتراب الليل إلا أنها تمثل أهمية كبيرة للمدينة السورية التجارية الأهم. 
5- التواجد الأمني الكبير للمعارضة السورية المسلحة عليه من خلال الحواجز والكمائن.
6- تواجد وحدات حماية الشعب الكردية به تزيد من أهميته؛ حيث تحكم سيطرتها العسكرية على حي الشيخ مقصود، وهو حي يقع في منطقة مرتفعة نسبيًّا ومطلة جزئيًّا على طريق الكاستيلو؛ مما يجعل العابرين عليه من المدنيين، عُرضة للقصف، وهو ما حدث بالفعل ونتج عنه وقوع عدد من القتلى والجرحى بنيران قادمة من تلك الوحدات.
7- على الرغم من الحركة النشطة عليه إلا أنه طريق خطر بسبب تقاطع الحركة النشطة عليه مع نيران القناصة. 
8- يعتبر آخر الطرق الواصلة بين مدينة حلب وريفها الشمالي، وسيؤدي إغلاقه إلى إحكام الحصار على أكثر من 500 ألف نسمة من المدنيين المتواجدين في القسم الشرقي من مدينة حلب، والذي تم تحريره في 2012.
طريق الكاستيلو شريان
ويقول ملهم عكيدي القيادي من "تجمع فاستقم كما أمرت" وهو من فصائل الجيش الحر: إن طريق الكاستيلو تستهدفه منذ أكثر من سنة ونصف قوات النظام المتمركزة في حندرات، وقوات حزب العمال الكردستاني في حي الشيخ مقصود؛ وذلك بهدف قطعه وحصار مدينة حلب، وأنه ومنذ أخرجت فصائل المعارضة في حلب جيش الثوار المتعاون مع وحدات حماية الشعب من حيي الهلك وبستان الباشا؛ بسبب محاولته التمدد عسكريًّا، لم تتوقف القوات الكردية عن الزحف والتقدم باتجاه طريق الكاستيلو، واستهدفته بنيران القناصة وقذائف الهاون وسجلت في أيام الهدنة حالة استهداف لحافلة ركاب مدنيين؛ ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى، كما أطلقت أيضًا النار على شاحنة محملة بالطحين؛ مما أدى إلى احتراقها بالكامل وأن استهداف المعارضة للمدنيين في حي الشيخ مقصود، ما هو إلا رد على محاولات للتسلل ومواجهة النيران القادمة من الطرف الآخر.
لكن وحدات حماية الشعب الكردية المنضوية في ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية، تقول: إن فصائل من المعارضة- ومن بينها جبهة النصرة- هي من تخرق الهدنة وتستهدف المدنيين في حي الشيخ مقصود ذي الأغلبية الكردية بإطلاق القذائف والصواريخ على الحي، وأفاد المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية أنهم يملكون قوات تطل على طريق الكاستيلو، ولكنها بحالة دفاعية ولم تدخل بأي اشتباك ولم تتورّط بأي محاولة لمصادرة الطريق، وأن مسلحي جبهة النصرة "يختلقون الذرائع والاتهامات، قبيل الاعتداء على أي منطقة".
طريق الكاستيلو شريان
 وذكرت تقارير على لسان شهود عيان من طريق الكاستيلو منهم أبو محمود، وهو أحد القادمين من ريف حلب الغربي نحو المدينة، أن الطريق آمن، أنه لم يتعرض للخطر أو إطلاق نار من القناصة أثناء مروره بالطريق.
بدوره، قال أبو مصطفى وهو أحد أفراد الحاجز التابع للمعارضة إنه سترفع سواتر ترابية تفاديًا لاستهداف العابرين من القناصة، وستسعى فصائل من الجيش الحر لاستعادة النقاط التي سيطرت عليها القوات الكردية.
 وعلى الصعيد الميداني يشهد الطرف الشمالي من الطريق عمليات كر وفر بين الجانبين، وسط اشتداد القصف على المنطقة من قبل الطائرات الروسية حيث قال ناشطون: إن الثوار بالاشتراك مع جبهة النصرة انسحبوا فجر يوم الأحد 10-7-2016م من عدة نقاط كانوا تقدموا فيها مساء السبت 9-7- 2016م جراء القصف العنيف من قبل الطيران الروسي الذي شن عشرات الغارات الجوية، وأن المعارك لا تزال مستمرة على الطريق ولا صحة للأنباء التي تحدثت عن الانسحاب من الجبهة بشكل كامل فالمعارك حاليًا يطغى عليها طابع الكر والفر.
 يذكر أن ثوار حلب أعلنوا يوم السبت 9-7- 2016م بدء عملية ضخمة لاستعادة طريق "الكاستيلو" ، والذي كانت قوات الأسد استطاعت قبل يومين السيطرة عليه نارياً وأوقعت العديد من الشهداء من المدنيين عليه وتبنّت جبهة النصرة عمليتين استشهاديتين نفذتهما على الخطوط الأولى للنظام في الملاح، واستطاعت السيطرة على نقاط جديدة فيه في مشروع لاستعادة السيطرة على الطريق ودحر قوات الأسد.
طريق الكاستيلو شريان
وتبنّت جبهة النصرة عمليتين استشهاديتين نفذتهما على الخطوط الأولى للنظام في الملاح، واستطاعت السيطرة على نقاط جديدة فيه في مشروع لاستعادة السيطرة على الطريق ودحر قوات الأسد وأعلن الثوار تحرير "التلة الجنوبية" جانب الجامع عند حاجز السرو المطلة على طريق الكاستيلو.
وذكرت مصادر ميدانية أن المعارضة المسلحة بدأت باقتحام عدة نقاط في الملاح، في تحشد غير مسبوق، تم التجهيز له في اليومين الماضيين وأنهم قاموا بتدمير مدفعين عيار ٢٣ ملم لقوات الأسد، على تلة حيلان، كما دمروا عربة فوزديكا على تلة الشيخ يوسف ومدفعاً ورشاشاً ثقيلين على جبهة الملاح.
من جهة أخرى، اعترفت الصفحات الموالية لنظام الأسد بالهجوم واصفة العملية أنها "صد هجوم"، باتجاه نقاط في مزارع الملاح في ريف حلب الشمالي ليواصل النظام قصفه لحلب ريفاً ومدينة، رغم إعلانه "تهدئة" ليلة عيد الفطر، قال فيها إنها ستكون "على كامل أراضي الجمهورية العربية السورية"، لكنه لم يلبث أن خرقها بعملية كبيرة أفضت إلى سيطرته نارياً على طريق الكاستيلو، ليعود اليوم ويدّعي تمديد تلك "الهدنة" إلى 72 ساعة أخرى، فيما استشهد سبعة مدنيين بينهم طفلان، وأصيب العشرات بجروح، بقصف للطيران الحربي والمروحي، بالصواريخ والبراميل المتفجرة، ثلاثة منهم جراء قصف الطيران الحربي حي طريق الباب، ومدنيان بقصف جوي على حي الشعار.
طريق الكاستيلو شريان
وفي ريف حلب، استشهد طفل وأصيب مدنيون بجروح جراء قصف الطيران الحربي بصاروخ بلدة كفرناها بريف حلب الغربي، كما استشهد طفل وجرح ثلاثة آخرين بقصف جوي بالقنابل العنقودية على طريق الكاستيلو شمال حلب، كما شن الطيران الحربي عشرات الغارات الجوية على منطقتي الملاح وحندرات، بينما قصفت قوات النظام بالمدفعية بلدات كفر حمرة وحيان وعندان وحريتان شمال حلب واستهدف الطيران الحربي الروسي بغارة جوية فريق الدفاع المدني في مدينة عندان أسفر عن إصابات بين متطوعي إفريق عرف منهم محمود كوجك قائد قطاع ريف حلب الشمالي ومحمد عتيق وعاصم عبد السلام، وعبد السلام قرقاش، ومحمد شيخ قدور.
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن طريق "الكاستيلو" يمثل أهمية خاصة لكافة الفصائل المتحاربة في حلب، ويعد "شريان" الحياة لحلب السورية ولكن ما يمزقه هو الصراع السوري الدامي، وأن ضحيته هم المدنيون الأبرياء.

شارك