ارتفاع حدة المعارك في اليمن... والحوثي يزيح رجال صالح من الأجهزة الامنية
الإثنين 11/يوليو/2016 - 07:22 م
طباعة
ارتفعت حدة المعارك في اليمن وسط غموض في عملية السلام، في وقت يزرو فيه المبعوث الدولي لليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد، الرياض وصنعاء لبحث استئناف مفاوضات الكويت، مع سعي جماعة الحوثين الي احداث تغيرات في هيكل المؤسسات الأمنية بازاحة رجالح الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
الوضع الميداني:
استحدث مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثي)، عشرات حواجز التفتيش العسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطرون عليها، بالتزامن مع اشتداد المعارك في محيطها مع القوات الموالية للحكومة اليمنية.
ويأتي تكثيف “الحوثيين” لنقاط التفتيش مع اشتداد المعارك في محيط صنعاء، وخصوصا في جبهة “نهم”، الواقعة على 40 كيلومتر شرقي العاصمة، والتي تقدمت نحوها قةات الجيش اليمين الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، واشتبكت بالأسلحة الثقيلة، اليوم الإثنين، مع مسلحي “الحوثي” وقوات الرئيس السابق.
فيما ارتفعت حصيلة قتلى المواجهات الدائرة بين الجيش الوطني وميليشيا الحوثي وقوات صالح، في مدينة حرض الحدودية مع السعودية، إلى 30 قتيلاً، فضلاً عن عشرات الجرحى.
وقال مصدر عسكري لـ"المصدر أونلاين"، إن ميليشيا الحوثي وقوات صالح، شنت هجوماً عنيفاً صباح الأثنين، على مواقع الجيش الوطني في حرض التابعة لمحافظة حجة.
وقد دمرت طائرات التحالف العربي مخزنا للألغام تابع لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وسط مدينة حرض، شمال غرب محافظة حجة اليمنية.
وأوضحت مصادر عسكرية ميدانية أن المخزن الذي دمر كان يضم مئات الألغام الأرضية التي تستخدمها الميليشيات في المنطقة.
وأضاف المصدر أن طائرات التحالف دمرت أيضاً عربة إطلاق صواريخ كاتيوشا بالقرب من فندق حرض بلازا وسط المدينة، كما استهدفت مواقع للميليشيات بالقرب من مزارع نسيم في منطقة ميدي جنوب حرض.
وشهدت جبهة حرض - ميدي تبادل قصف مدفعي وصاروخي استهدف خلاله الجيش الوطني مواقع للمليشيات في أنحاء متفرقة من منطقتي حرض وميدي، القريبتين من الحدود السعودية.
فيما قتل وجرح عشرات من عناصر ميليشيات الحوثي جراء القصف والمواجهات على الأرض.
من جانبه أكد قيادي في الجيش الوطني أنه تم إفشال عدة هجمات للميليشيات خلال الأيام الماضية في محاولات مستميتة ومتكررة للسيطرة على ميناء ميدي، الواقع على البحر الأحمر، والذي كان أحد أهم المنافذ البحرية لجماعة الحوثي قبل استعادة الجيش والمقاومة السيطرة عليه منذ ستة أشهر.
وفي تعز أعلن متحدث باسم المقاومة الشعبية في تعز عن مقتل 9 من عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح وجرح 13 آخرين بقصف مدفعي للمقاومة استهدف مواقع للميليشيات غرب مدينة تعز.
وأضاف المصدر أن اثنين من رجال المقاومة قتلا وجرح اثنان آخران نتيجة استهداف الميليشيات لمواقع المقاومة عند الأطراف الشمالية الغربية للمدينة في حين أصيب ثلاثة مدنيين جراء القصف المدفعي العشوائي لبعض الأحياء السكنية في المدينة من قبل الميليشيات.
وتعرضت قرى شرق جبل صبر المطلة على تعز لقصف بصواريخ الكاتيوشا من قبل الميليشيات المتمركزة في بلدة حديج التابعة لمديرية دمنة خدير جنوب شرق تعز.
في غضون ذلك واصلت طائرات التحالف استهداف مواقع وآليات عسكرية للميليشيات في عدة جبهات حيث قصفت تجمعات للميليشيات في منطقة كتاف شرق محافظة صعدة.
وفي مأرب اعترضت الدفاعات الجوية للتحالف صاروخا باليستيا أطلقته الميليشيات باتجاه منطقة صافر النفطية جنوب سوق محافظة مأرب، وأكدت مصادر عسكرية أنه تم تفجير الصاروخ في الجو فوق مدى مأرب قبل أن يصل إلى هدفه.
وسائل إعلام تابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح أعلنت أن اللجان الشعبية التابع للحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح كشفت عن جيل جديد من الصواريخ التي تم تصنيعها محليا، وأوضحت أن الصاروخ الجديد يسمى ( زلزال 3) ، وهو صاروخ بعيد المدى لم تحدد المسافة التي يصلها.
المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، وصل إلى العاصمة السعودية الرياض، يوم الاثنين، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ، في إطار تحركات جديدة ولقاءات سيجريها قبيل استئناف مفاوضات الكويت التي تم ايقافها حتى منتصف الشهر الجاري.
وعقب وصول ولد الشيخ إلى الرياض، التقى بالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني.
وقال بيان صادر عن المجلس، أن الزياني بحث مع ولد الشيخ تطورات الأوضاع في اليمن، والسبل الكفيلة بتعزيز جهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاستكمال مفاوضات السلام اليمنية في دولة الكويت.
وذكر البيان ان الزياني دعم دول مجلس التعاون للجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي لإنجاح هذه المفاوضات وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216. وسيلتقي ولد الشيخ بالرئيس هادي اليوم الاثنين، في إطار لقاءات مكثفة سيجريها.
فيما أفادت مصادر لـ"العربية" أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يبحث مع أعضاء الوفد الحكومي المفاوض إمكانية العودة إلى مشاورات الكويت من عدمه لتحديد الموقف الرسمي للحكومة اليمنية بهذا الخصوص.
ويأتي هذا الاجتماع وسط أنباء عن تباينات في الرؤى بين الأطراف الحكومية وهو ما قد يؤدي إلى تأجيل اللقاء المزمع بين هادي والمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد لحين التوصل لموقف رسمي للحكومة اليمنية والذي سيتم إبلاغ المبعوث الأممي به رسميا في لقائه المرتقب مع الرئيس هادي.
وقالت مصادر لـ"العربية" في وقت سابق إن الرئيس اليمني والمبعوث الأممي إلى اليمن سيجتمعان اليوم الاثنين في الرياض لإنقاذ مشاورات السلام في الكويت.
وهدد الرئيس هادي الأحد بعدم العودة إلى المشاورات المقرر أن تستأنف منتصف الشهر الجاري إذا أصرت الأمم المتحدة على رؤيتها لحل الأزمة اليمنية وفق ما يعرف بخارطة الطريق المقترحة من المبعوث الأممي، وهي الخطة التي قوبلت بتحفظ من الحكومة اليمنية.
وأعرب الرئيس اليمني الأحد عن رفضه أي مقترح بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع الانقلابيين قبل تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، وتحديدا انسحاب الميليشيات من المدن والمحافظات وتسليم السلاح ومؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه من تغييرات.
فيما اتهمت جماعة الحوثي، عبر ناطقها الرسمي محمد عبدالسلام ، الحكومة اليمنية بالتهرب مما أسمتها بـ"الحلول السلمية والسياسية".
ووصف ناطق جماعة الحوثي المسلحة الحكومة اليمنية، بـ"المرتزقة الذين باتوا يدركون أن الحوار والحلول السياسية ستكشف للرأي العام المحلي والدولي فضاعة ما ارتكبوه من جرائم بشعة بحق الشعب اليمني دون أي مبرر".
وقال محمد عبدالسلام على صفحته في فيسبوك "ان الحلول السياسية ستفضي الى التوافق التام على السلطة التنفيذية وفقا للمرحلة الحاكمة وهو ما يعتبره هؤلاء مشكلة مع مشاريعهم الضيقة التي أوصلت البلد الى ما هو عليه اليوم وهم يسعون الى الاستبداد وقد قاموا بعرقلة مهام المرحلة الانتقالية حتى يتسنى لهم مشروع التفتيت والتمزيق والاستبداد الطويل".
المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، تستعد جماعة الحوثي عبر ما يسمى بـ"اللجنة الثورية العليا"، التابعة لها، لإصدار قرار بتعيينات عسكرية وأمنية لأتباعها بمحافظة ذمار، جنوب العاصمة صنعاء.
وقالت مصادر لـ"المصدر أونلاين"، إن ممثلو الحوثي في ذمار رفعوا كشفاً بأسماء 27 شخص من أتباعها، إلى "اللجنة الثورية العليا"، لإصدار قرارات بتعييناتهم في مناصب أمنية وعسكرية.
وبحسب المصادر فإن التعيينات ستعمل على تهميش وازاحة من تبقى من قيادات محسوبة على الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وذكرت المصادر أن من رفعت أسمائهم لإصدار التعيينات بحقهم، لا ينتمون للمؤسستين العسكرية والأمنية.
غبما عقد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر اجتماعاً باللجان الأمنية في محافظات عدن ولحج وأبين والضالع وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة والحزام الأمني لمدينة عدن.
وقال رئيس الوزراء اليمني إننا لن نقبل بأي تسويات من شأنها إطالة الحرب وخلق ظروف للانقسام.
وأكد بن دغر أن هناك طريقا واحدا للسلام وهو احترام الإرادة الوطنية والمرجعيات المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن.
وأضاف بن دغر أن استمرار تهريب السلاح إلى اليمن إنما يطيل أمد الحرب في البلاد.
وقال "إن أعداء اليمن هم أعداء الأمة الإسلامية وكانوا ولا يزالون يشكلون خطرا علي المنطقة وأمنها". داعيا إلى توحيد المواقف في مواجهة الانقلابيين.
وهنأ اللجان الأمنية والمنطقة العسكرية علي إفشالهم المخطط الإرهابي في عمق مدينة عدن واستعادة السيطرة علي معسكر الصولبان الذي كانت تسيطر عليه عناصر "القاعدة".
المشهد اليمني:
مع تراجع فرص الحل السياسي، أصبحت جبهات اليمن مفتوحة على معارك ربما تكون أعنف وأبشع مما رأى اليمنيون طوال العشرين شهراً من الحرب، وهو خيار لا تريد الحكومة اليمنية أن تندفع إليه، ولكنها قد تكون مضطرة لاتخاذه، للعودة إلى الحل العسكري مع ارتفاع أصوات البنادق في عدة جبهات، في وقت يواصل المبعوث الأممي تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اليمنيين.
