"روان زين العابدين".. من الطب إلى الإجرام في صفوف "داعش"

الخميس 14/يوليو/2016 - 05:34 م
طباعة روان زين العابدين..
 
في واقعة هي الأولى من نوعها وضمن انضمام الفتيات لصفوف التنظيم الإرهابي "داعش" في العراق، أسقطت طائرات التحالف الدولي أول فتاة سودانية تعمل طبيبة في صفوف التنظيم، تدعى روان زين العابدين، ليصل عدد السودانيين الذين قتلوا ضمن صفوف التنظيم المتطرف في العراق وسوريا إلى 35 قتيلاً وفي ليبيا إلى حوالي 20 قتيلاً خلال سنة.

روان زين العابدين..
وزين العابدين هي فتاة سودانية تبلغ من العمر 22 عامًا، تخرجت من جامعة العلوم الطبية للأسنان قبل انضمامها لصفوف التنظيم في 2015؛ حيث لقبت بـ"طبيبة داعش"، إذ كان والدها من كبار الاطباء الأخصائيين.
انضمت روان لصفوف التنظيم عبر تجنيدها من قبل الفلسطيني البريطاني "محمد مروان الخباص" من خلال "جمعية الحضارة الإسلامية" الناشطة بالجامعة منذ 2003، تحت سمع وبصر إدارة الجامعة وتتلقي دعم خارجي من "بنك قطر بالسودان".
ويعتبر الفلسطيني البريطاني مروان الخباص، هو مؤسس جمعية الحضارة الإسلامية بجامعة العلوم الطيبة "مأمون حميدة"، ويقف خلف كل عمليات تجنيد وإلحاق الطلاب السودانيين بصفوف التنظيم المتطرف داعش بمناطق نفوذه في سوريا . 
تزوجت روان من أحد عناصر التنظيم وسافرا سويا إلى مدينة الموصل العراقية؛ حيث أنجبا طفلة ترجح مصادر أنها ما زالت على قيد الحياة مع والدها، كذلك فإن زوجها لا زال في الموصل يستكمل مشوراه القتالي.
وظلت روان تشارك التنظيم في جميع عملياته القتالية منذ انضمامها كطبيبة تساعد المصابين من عناصر التنظيم خلال المواجهات القتالية مع التحالف الدولي.
ويشار إلى أن قصص الشباب الذين انضموا لتنظيم داعش في العراق وسوريا، بعضهم إخوة، إذ انضم الأخوان "حمزة سرار حمزة الحسن ومحمد سرار حمزة الحسن" إلى التنظيم في مايو الماضي، ليعلن قبل أسابيع مقتل حمزة في غارة جوية استهدفت مسلحي داعش في الموصل، وكذلك الأشقاء ندى ومجمد سامي خضر ومحمد وإبراهيم عادل بشير عتقيق.
ويرجح محللون أن "روان" قتلت في قصف جوي بعد حوالى أسبوع من مقتل حمزة سرار، ليصبح عدد من قُتلوا من الفوج الثاني من طلاب جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا المملوكة لوزير الصحة في ولاية الخرطوم مأمون حميدة 5 طلاب هم: محمد معتصم الكنزي، أيمن صديق، أمير مأمون سيد أحمد العوض، حمزة سرار حمزة الحسن وروان كمال زين العابدين.
وكانت روان وحمزة ضمن الفوج الثاني الذي يضم 18 طالباً سودانياً، من بينهم 3 طالبات، غادروا صيف العام الماضي إلى تركيا للالتحاق بداعش في العراق وسورية، من بينهم 10 من حملة الجوازات الغربية، ويدرسون في جامعة العلوم الطبية. واستقر الفوج في مناطق الموصل ونينوى لتقديم الخدمات الطبية في مواقع يسيطر عليها التنظيم المتطرف.

روان زين العابدين..
وتعتبر روان من ضمن 3 أسر سودانية قدمت فروض الولاء والطاعة لقائد داعش أبو بكر البغدادي وتتبع البيعة بالهجرة والعيش تحت مظلة خلافة التنظيم.
وكانت روان تتميز بالذكاء الشديد؛ حيث كانت ترثه من والديها وهما كبار الأطباء الأخصائيين.
ويرى مراقبون أن مغادرة طالبات صغيرات السن من الخرطوم للالتحاق بـداعش تعتبر مفاجأة للرأي العام الداخلي والخارجي، لكن المفاجأة الأكبر كانت مقتل روان كأول فتاة سودانية تُقتل في قصف جوي.
ووفق إحصائيات يقاتل حوالي 150 شابًّا سودانيًّا ضمن صفوف "داعش" في العراق وسوريا، بينهم 56 سودانيًّا وصلوا من دول أخرى، إلى جانب 45 طالباً من جامعة العلوم الطبية التحقوا بالتنظيم عبر 3 أفواج، وقُتل منهم 35 شخصاً.
من جهة أخرى، قُتل 17 معدّناً سودانياً أغلبهم من دارفور، إثر اطلاق قوات نيجرية النار عليهم في منطقة جادوا شمال النيجر فجر أول من أمس. وكشف أحد الناجين عن أسماء 4 من القتلى، وقال: إنهم طلاب في المرحلة الثانوية بولاية شمال دارفور.
وقُتل طفلان وأُصيبت شقيقتهما، إثر انفجار جسم غريب في محلية مليط 60 كيلومتراً شمالي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وتكثر حوادث انفجار القذائف غير المتفجرة من مخلفات الحرب في دارفور، والتي غالباً ما يكون ضحاياها من الأطفال؛ حيث يشهد الإقليم صراعاً بين القوات الحكومية ومجموعة حركات مسلحة منذ العام 2003.
من جانبها، قدرت وزارة الداخلية السودانية العام الماضي أن نحو 70 سودانيًّا، من الجنسين، التحقوا بتنظيم داعش في ليبيا وسوريا، عاد منهم إلى البلاد اثنين فقط، لكن معلومات متطابقة أفادت بعد ذلك أن عدد الطلاب السودانيين في داعش يفوق تلك الإحصاءات بكثير.

شارك