فشل هجوم حوثي على الحدود السعودية.. والكويت تمهل الفرقاء اليمنيين 15 يومًا

الخميس 21/يوليو/2016 - 04:15 م
طباعة فشل هجوم حوثي على
 
أمهلت الكويت وفدي الحكومة اليمنية ووفد "الحوثي- صالح" 15 يومًا للتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة في البلاد، فيما واصل الجيش اليمني مدعوما بمقاتلات التحالف عملياته ضد الحوثيين، مع تأكيد اجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والسعودية والإمارات، على انسحاب الميليشيات وتسلمي السلاح وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد مشاورات السلام التي استؤنفت السبت الماضي في الكويت، أفادت مصادر مطلعة بأن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ عقد أمس جلستين منفصلتين مع وفدي المفاوضات في سياق مساعيه لتقليص الهوة بين طروحات الفريقين.
فقد حددت الكويت على لسان نائب وزير خارجيتها خالد سليمان الجارالله مدة زمنية للمتفاوضين اليمنيين في الكويت.
وأكد الجار الله في مقابلة خاصة لقناة "العربية"، أمس الأربعاء، أنه إذا لم تحسم الأمور خلال 15 يومًا فالكويت تعتذر عن استكمال استضافتها للمشاورات.
هذا وأفادت مصادر العربية أن وفد الانقلابيين الحوثيين أفشل عقد اجتماع مشترك ومباشر كان مقررًا الأربعاء مع الوفد الحكومي بحضور المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وهاجم رئيس فريق الحوثيين في الوفد الانقلابي محمد عبدالسلام، المبعوث الأممي، وأعلن رفضه أجندة المشاورات.
فيما كشفت مصادر دبلوماسية غربية عن فحوى الورقة السعودية المقدمة إلى المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بشأن اليمن.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن العرض السعودي يتألف من قسمين: الأول يوقع في الكويت، والثاني يوقع في مكة المكرمة.
ولفتت المصادر الغربية إلى أن هدف السعودية من التوقيع في مكة هو أن يكون تعيين الرئيس اليمني الجديد والحكومة على أرضها وتحت اشرافها.
وأفادت هذه المصادر بأن الجزء الذي يوقع في الكويت يتضمن الوقف الكامل والشامل لكل الأعمال القتالية. كما أشارت إلى أن البند الثاني للاتفاق العسكري الذي يوقع في الكويت يتضمن تكوين لجان عسكرية متفق عليها.
العرض السعودي ينص على منطقة "أ " تتكون من العاصمة صنعاء، وتعز، والحديدة؛ حيث سيتم تسليم السلاح فيها.
يقدم وفد صنعاء بحسب الورقة خطة متكاملة لكيفية الانسحاب من المنطقة "أ" في فترة لا تتجاوز 30 يوماً. 
الاتفاق ينص على إطلاق سراح جميع السجناء والمعتقلين والأسرى بمن فيهم المذكورون في القرار 2216.
كما ينص على فتح كل الممرات لايصال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك تسهيل مرور البواخر التجارية والمواد الأساسية.
يوقع الاتفاق في الكويت برعاية أمير الكويت والمبعوث الأممي ويستكمل باتفاق آخر بمكة المكرمة بتاريخ يحدد لاحقاً.
الشق الثاني من الاتفاق يوقع في مكة المكرمة تحت رعاية المملكة العربية السعودية. اتفاق مكة ينص على تعيين نائب للرئيس متوافق عليه يتسلم كل صلاحيات عبد ربه منصور هادي وفقًا لما حصل بالمبادرة الخليجية الأولى. 
يعين نائب الرئيس اليمني الجديد رئيسًا للوزراء متوافق عليه.
يوكل لرئيس الوزراء الجديد تشكيل حكومة وحدة وطنية في فترة لا تتجاوز 30 يومًا بعد تسليم السلاح في المنطقة "أ".
ويتم تشكيل لجنة دولية من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون لضمان تنفيذ الاتفاق والاشراف عليه.
المصادر الدبلوماسية الغربية أكدت للميادين أن وفد صنعاء رفض العرض السعودي، مشددًا على ضرورة التوصل لاتفاق شامل دون تجزئة. 
 كما شدد وفد صنعاء على أن يكون توقيع الاتفاق الشامل والكامل في الكويت. وطالب بضرورة تضمين الاتفاق رفع اليمن من تحت الفصل السابع ورفع العقوبات عنه.

اجتماع لندن

اجتماع لندن
من جانب آخر أكد بيان مشترك لوزراء خارجية بريطاني وأمريكا والسعودية والإمارات أمس الأربعاء، على انسحاب الجماعات المسلحة من المدن والمؤسسات الحكومية، وتشكيل حكومة تشمل الجميع.
واجتمع الوزراء الأربعة في لندن لبحث الأزمة اليمنية، وأعربوا في البيان الذي صدر عقب الاجتماع، عن قلقهم بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في اليمن، وأكدوا دعمهم القوي لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد ولدور الأمم المتحدة.
ومنذ عام تدخلت الأمم المتحدة، بالتوسط لأجل الوصول لحل سياسي دائم للأزمة، بناء على المرجعيات المتفق عليها بشأن المحادثات برعاية الأمم المتحدة، وتحديدا قرارات مجلس الأمن، بما فيها القرار 2216، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وشدد الوزراء على أنه آن الأوان للتوصل لاتفاق في الكويت.
وبحثوا تسلسل اتفاق محتمل، وأكدوا على أن الحل الناجح يشمل ترتيبات تتطلب انسحاب الجماعات المسلحة من العاصمة ومناطق أخرى، واتفاق سياسي يتيح استئناف عملية انتقال سياسي سلمية وتشمل الجميع.
واتفق الوزراء على ضرورة ألا يهدد الصراع في اليمن دول الجوار، وعاودوا تأكيد أن إعادة تشكيل حكومة ممثلة للجميع هو السبيل الوحيد لمكافحة جماعات إرهابية كالقاعدة وداعش بفعالية، ومعالجة الأزمة الإنسانية والاقتصادية بنجاح.
كما دعا الوزراء إلى الإفراج غير المشروط والفوري عن جميع السجناء السياسيين. واتفق الوزراء على البقاء على اتصال وثيق في الأسابيع المقبلة دعما للجهود بقيادة الأمم المتحدة لأجل التوصل لاتفاق.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، قُتل ما لا يقل عن 50 عنصراً من ميليشيات الحوثي وصالح، وأصيب أكثر من 150 آخرين في مديرية حرض بـاليمن قُبالة الحدود السعودية .
وقد قامت طائرات التحالف صباح اليوم الخميس بعدة غارات جوية قصفت مواقع تابعة للميليشيات في حرض، أثناء محاولاتها اختراق الحدود السعودية .
من جهة أخرى، قامت المدفعية السعودية بعدة ضربات باتجاه بعض التحركات العسكرية التابعة لـ الحوثيين وصالح على الشريط الحدودي السعودي.
كما تواصل قوات التحالف قصفها على مديرية حرض والتي تضم تجمعات لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بالإضافة إلى مخازن أسلحة وآليات تم تدميرها.
وفي ذات السياق نفذ الجيش الوطني اليمني عدة هجمات على مديرية حرض اليمنية باتجاه عمق المديرية التي تنتشر فيها عناصر الميليشيات.
وكانت قوات اللواء 105 واللواء 25 واللواء الثاني، بالإضافة إلى لواء حرس الحدود للجيش الوطني اليمني قد قامت فجر اليوم بالتقدم نحو مديرية حرض.
إلى ذلك أفادت مصادر الجيش الوطني والمقاومة بأن طيران التحالف دمر منصات إطلاق صواريخ باليستية للحوثيين في مديرية عبس في محافظة حجة الحدودية، كما استهدف تعزيزات لهم في منطقة «وادي بن عبدالله» شمال مدينة حرض. وأضافت أن الغارات امتدت جنوباً لتضرب مواقع للحوثيين وقوات صالح قرب باب المندب إلى جانب استهدافها تعزيزات عسكرية كانت متجهة من «الراهدة» إلى منطقة «كرش» الواقعة بين تعز ولحج.
وتزامنت الضربات الجوية مع استمرار المواجهات في مأرب والجوف ونهم، وفي مناطق «المضاربة وكرش وحيفان» في محافظتي تعز ولحج، إلى جانب تجدد القصف المتبادل في منطقة «مريس» شمال محافظة الضالع، في وقت كشفت مصادر المقاومة أن الجيش وقوات التحالف دفعت بتعزيزات ضخمة من مأرب باتجاه منطقة مفرق الجوف يعتقد أنها في طريقها لتعزيز القوات الحكومية شمال شرق صنعاء في مديرية «نهم» التي تشهد جبالها معارك ضارية ضد المتمردين.
وفي محافظة الجوف المجاورة، أفادت المصادر بأن القوات الموالية للحكومة صدت هجوماً عنيفاً للحوثيين وقوات صالح جنوب مديرية «الغيل»، ودارت مواجهات عنيفة بين الفريقين في منطقة «الحمة السوداء» ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، التقى نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر بممثلي اليمن في الفريق العسكري والأمني بمجموعة أصدقاء اليمن.
وجرى خلال اللقاء استعراض تجارب الأصدقاء في بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية بغرض الاستفادة منها، بما يعزز من قوة الدولة وهيبتها، ويحمي أمن واستقرار وسيادة البلد.
وأشار نائب الرئيس إلى دور الأصدقاء في دعم اليمن وهيكلة الجيش والأمن، مثمناً نشاط ممثلي اليمن ضمن الفريق وجهودهم في إيجاد آليات للتعاون والتنسيق مع الأصدقاء في هذا المجال.
وأكد على ما تحتويه مخرجات الحوار الوطني التي أجمع عليها اليمنيون من مضامين تخص الجانب العسكري والأمني، وتكفل بناء جيش وطني احترافي بعيداً عن ولاءات الأشخاص والمناطق والجماعات في ظل دولة اتحادية تكفل الحقوق والحريات.. موجهاً ممثلي اليمن ببذل المزيد من الجهود للاستفادة القصوى من خبرات دول الأصدقاء والسعي الحثيث لبناء جيش وأجهزة أمنية تستعيد أمن اليمنيين واستقرارهم.
من جانبهم ثمن أعضاء الفريق اهتمام نائب رئيس الجمهورية ومتابعته المستمرة وتوجيهه بتسهيل مهام الفريق.. معبرين عن امتنانهم لما أبداه ممثلو دول الأصدقاء من تعاون ودعم لوجستي لليمن في الجانبين العسكري والأمني.

المشهد اليمني:

ومرت 5 أيام من الجولة الجديدة مع هيمنة الانسداد على مجريات المشاورات؛ إذ يرفض الحوثيون وحزب صالح الدخول في أجندة المشاورات التي طرحها ولد الشيخ والتي تنص على الانسحاب من العاصمة صنعاء ومدينتي تعز والحديدة وتسليم السلاح الثقيل للدولة وتشترط حلًّا سياسيًّا كاملًا بما فيه تشكيل حكومة وحدة وطنية.
مسار المفاوضات لا يبشر بوجود حل سياسي، في ظل التعنت السياسي من قبل وفد صنعاء، وعدم التزامه بقرارات مجلس الأمن، واستمرار سير المعارك في مختلف جبهات البلاد.

شارك