الإرهاب في ليبيا .. الحاضر الغائب على الأجندة العربية في موريتانيا
الإثنين 25/يوليو/2016 - 12:07 م
طباعة
يعد الإرهاب في ليبيا هو الحاضر الغائب على أجندة اجتماعات الدورة العادية للقمة العربية التي تستضيفها موريتانيا، والتي تتسلم خلالها الرئاسة من مصر، والتي انطلقت بنواكشوط، وتبحث 16 بنداً، في مقدمتها القضية الفلسطينية بكافة أبعادها، كما ويتضمن جدول تطورات الأزمة السورية والوضع في كل من ليبيا واليمن ومكافحة الإرهاب، وتطوير جامعة الدول العربية، والعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك والبحث في الأمن في العالم العربي وتشكيل قوة عربية مشتركة واستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وحول الوضع في ليبيا من المتوقع أنه سيتم اتخاذ القرارات التالية:
1- إعداد مشروع قرار يؤكد تجديد "الرفض لأي تدخل عسكرى فى ليبيا لعواقبه الوخيمة".
2- ضرورة تقديم الدعم للجيش الليبي في مواجهة كافة التنظيمات الإرهابية بشكل حاسم.
3- رفع حظر السلاح عن الجيش الليبي.
ولكن الحديث عن منع وجود قوات أجنبية في ليبيا والذي سبق وأعلن مجلس الجامعة العربية في اجتماع له على مستوى وزراء الخارجية رفضه أي تدخل عسكري في ليبيا؛ لأن ذلك ستكون له «عواقب وخيمة على البلد والمنطقة أجمع»، وأن «أي عمل عسكري موجه لمحاربة الإرهاب لا يتم إلا بناءً على طلب من حكومة الوفاق الوطني وفقًا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة تجانبه الحقائق على الأرض، والتي كشف عنها قائد سلاح الجو في القوات الليبية الموالية للبرلمان المعترف به في شرق البلاد العميد صقر الجروشي، بأن هناك مجموعات من العسكريين الفرنسيين والأمريكيين والبريطانيين تعمل في ليبيا على مراقبة تحركات تنظيم الدولة "داعش".
وتابع: "يوجد جنود فرنسيون وأمريكيون وبريطانيون في قاعدة بنينا في بنغازي على بعد نحو ألف كلم شرق طرابلس، وأن أعداد هؤلاء العسكريين يبلغ «نحو 20 عنصراً» تقضي مهمتهم بـ «مراقبة تحركات تنظيم الدولة وكيفية تخزينه للذخائر»، وأنه «لا يوجد طيارون (أجانب) يقومون بالحرب نيابة عن طيارينا ومقاتلينا، ولكن هناك «مجموعات عسكرية أجنبية أخرى تقوم بالعمل ذاته في قواعد متفرقة في ليبيا وفي مدن عدة» بينها طبرق (شرق) ومصراتة (200 كلم شرق طرابلس) وطرابلس.
ويأتي تأكيد الجروشي على وجود قوات أجنبية في ليبيا بعد يوم من إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مقتل ثلاثة جنود فرنسيين في تحطم مروحية في الشرق الليبي، في أول إعلان فرنسي عن تواجد عسكري في ليبيا فيما كانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد أعلنت في (مايو) 2016م عن أن الجيش الأمريكي لا يملك «صورة كافية» عن الوضع في ليبيا، لكن فرقاً صغيرة من قوات العمليات الخاصة تعمل في هذا البلد لجمع معلومات استخباراتية وأقر أيضًا في (ديسمبر) 2016م بوجود فريق كوماندوس أمريكي في ليبيا تقوم مهمته على «تعزيز التواصل مع نظراء» ليبيين بعدما أقدمت قوات محلية على طرد أعضاء هذا الفريق ونشر صور لهم على موقع «فايسبوك"، فيما كشفت تقارير بريطانية عن وجود قوات بريطانية خاصة تقدم خدمات استشارية للقوات الليبية التي تقاتل تنظيم الدولة.
فيما ذكرت وسائل إعلام دولية تحدثت عن وجود قوات فرنسية في مدينة بنغازي تقدم دعما لوجستيا لقوات حفتر الذي يتولى منصب القائد العام للجيش التابع لمجلس النواب في طبرق، وأن عسكريين فرنسيين يتولون توجيه القوات البرية التابعة لحفتر وتسيير طائرات الاسطلاع من دون طيار وتحليل الصور الجوية بالإضافة إلى تمركز مفارز من القوات الخاصة الفرنسية في ليبيا، تتواجد قوات بريطانية وأمريكية، ذكرت تقارير أنها تتمركز في مدينة مصراتة، وتقدم بدورها دعما لوجستيا للقوات الليبية التي تقاتل تنظيم داعش في مدينة سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.
وعلى الرغم من عدم وضوح طبيعة الدعم العسكري الفرنسي الذي تتلقاه قوات حفتر، إلا أن تأكيد وجود عسكريين فرنسيين في معسكره يشير إلى أن باريس تخوض من هناك "معركة سرية في ليبيا"، معركة ذكرت صحيفة لوموند في وقت سابق أن الرئيس فرانسوا هولاند أقرها باعتبارها "عملا عسكرية غير رسمي" تشارك فيه القوات الخاصة والاستخبارات، ويشمل "عمليات على الأرض، وتنفيذ ضربات دقيقة تستهدف زعماء الإسلاميين".
ومن غير الواضح حتى الآن كيف ستواجه باريس انتقادات حكومة الوفاق الوطني وحكومة الإنقاذ الوطني لتدخلها العسكري في ليبيا، وهل ستواصل دعم قوات حفتر في إطار ما يبدو أنها حرب فرنسية ضد الإرهاب على الأرض الليبية كما يصعب التكهن بموقف فرنسا من دعم قطر للإسلاميين في ليبيا، ووبمدى استعدادها لتصعيد المواجهة رسميا مع هذا البلد مع تزايد تناقض مواقفهما من فرقاء الصراع، لا سيما عقب حدوث تماس خطير بين قوات فرنسية وتشكيل عسكري يدعمه هذا البلد.
هذا في الوقت الذى يعقد الليبيون آمالاً عريضة، على اجتماع القمة العربية التى ربما تسفر عن قرارات قابلة للتنفيذ بشأن الحوار السياسي الليبي في طريق تجميع الفرقاء، بالإضافة إلى حلول أكثر واقعية تساعد على دحر الجماعات الإرهابية من ليبيا، والمضي قدمًا في آليات رفع حظر التسلح عن الجيش الليبي ولكن في الوقت نفسه هناك تساؤلات بشأن دور محتمل للجامعة العربية بشأن الأزمة الليبية تتمثل فيما يلى
1- هل ستقوم الجامعة بتُعين مبعوثًا جديدًا لدى ليبيا، أم تكتفي بدور يتمثل في إجراءات واقعية لدعم مقاربة للحل السياسي دون أن يكون لديها مندوب في البلاد؟
2- هل يحمل أحمد أبوالغيط تصورات جديدة غير تقليدية بشأن المقاربات بين الفرقاء الليبين؟
مما سبق نستطيع التأكيد على أن الإرهاب في ليبيا أصبح الحاضر الغائب على أجندة اجتماعات الدورة العادية للقمة العربية التي تستضيفها موريتانيا والتي تتسلم خلالها الرئاسة من مصر، والتى انطلقت بنواكشوط، وأن الـ 16 بنداً الذي ستناقشهم القمة لم يسعفوا ليبيا من الدمار والفوضى التي تعيشها منذ 2011م .
