المرأة الكردية تقود المعارك ضد داعش في عين العرب

الإثنين 13/أكتوبر/2014 - 04:29 م
طباعة المرأة الكردية تقود
 
المرأة الكردية تقود
يبدو أن الحروب الأخيرة التي تخوضها المنطقة لعبت دوراً أساسياً في التحول في الوظيفة العسكرية للمرأة، كنا قد تكلمنا سابقاً في موقع "حركات الإسلام السياسي" عن دور المرأة الاستراتيجي داخل المعارك الدائرة في المنطقة خاصةً سوريا .
لكن على ما يبدو أن الكرديات قد أخذن الحظ الأوفر بانضمامهن وتصديهن لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف إعلامياً بداعش، رغم علمهن علم اليقين بالمصير الذي ستواجهه أي واحدة منهن إذا ما وقعت في أيدي الدواعش.
كانت بداية تكوين الكتائب النسائية بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، فبعد شهر من تكوين الأسد الكتيبة العسكرية النسائية قام الجيش السوري الحر بتكوين الكتيبة النسائية الأولى في صفوف المعارضة، وقد تشكلت هذه الكتيبة من حوالي 150 امرأة معظمهن كرديات.
وتلعب النساء الكرديات الدور العسكري بشكل أوضح وأقوى من كل فصائل المعارضة الأخرى.
المرأة الكردية تقود
ووفقا لوكالة فرانس برس فإن من بين كل 5 مقاتلين في وحدات الحماية للشعب الكردي (YPG) الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي واحدة من النساء. 
ومن اللافت للانتباه أن حزب الاتحاد الكردي قد شكل كتائب نسائية في جميع أنحاء البلاد، وأن المقاتلين الرجال لا يجدون غضاضة لوجود النساء معهم على الخطوط الأمامية في ساحات الاقتتال مع النظام.
بعدها مباشرةً كون حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي الذي يتزعمه +صالح مسلم "وحدات حماية " وهي الجناح العسكري الذي يضم عشرات الآلاف من المقاتلين الذين يسيطرون على أغلب المناطق الكردية في سوريا. وينقسم هذا الجناح إلى تنظيمين منفصلين هما: "وحدات حماية المرأة" ويضم فقط العنصر النسائي والآخر يضم الرجال فقط ويعرف باسم "وحدات حماية الشعب".
وقد تأسست وحدات حماية المرأة في عام 2012 وهي الآن تضم الآلاف من المقاتلات التي تتراوح أعمارهن ما بين 18 إلى 40 سنة والنساء الأصغر سنا يقمن بأعمال أخرى غير قتالية.
وتتعرض النساء المقاتلات للعنف في المعارك مثل الرجال تماماً، ولا تفرق قوات تنظيم الخلافة بين رجل وامرأة ويتم تعذيبهن وذبحهن والتمثيل بجثثهن بدماء باردة.
المرأة الكردية تقود
وكانت بيريفان ساسون المقاتلة الكردية التي انتحرت حتى لا تقع في أسر تنظيم داعش قد صرحت لمراسل تلفزيون BBC البريطاني جبرييل جيتهاوس أنها سوف تنتحر بآخر طلقة من سلاحها، ولن تستسلم للتنظيم الذي يشنّ حرباً جائرة على أهلها في كوباني، بحسب تعبيرها. وظهرت في التقرير المصور تقول عن مقاتلي داعش: "يرتجفون عندما يرون امرأة تحمل مسدساً، بينما يصورون أنفسهم للعالم بأنهم شجعان، فواحدة من نسائنا تتحلى بالشجاعة والجدارة أكثر من 100 واحد من رجاله".
ويبدو أن وسائل التعذيب التي يوجهها التنظيم للنساء المقاتلات تنم على هذا الرعب، فالتعذيب الذي يبدأ بالجلد مروراً بالاغتصاب انتهاءً بقطع الرءوس والتمثيل بالجثث يدل على تعمد الإذلال لتكسير قوتهن وشن حرب نفسية تثنيهن عن المشاركة في القتال. 
لكن ورغم ذلك فإن النساء وخاصةً الكرديات أبرزن شجاعةً لا مثيل لها في المعارك، خاصةً في المدينة السورية على الحدود التركية "كوباني" عين العرب التي اجتاحتها داعش منذ أيام قليلة .

ميسا عبدو
ميسا عبدو
وهناك القصص الكثيرة الدالة على شجاعة الأكراد وخاصة النساء في القتال، فمثلاً في الخامس من أكتوبر، نفذت المقاتلة الكردية ديلار جينكسيميس، المعروفة باسم عفرين ميركان، عملية انتحارية ضد موقع لعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" عند أطراف عين العرب، وهذه أول عملية انتحارية لمقاتلة كردية منذ بدء النزاع السوري في منتصف مارس 2011.
و حسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن عائلات كردية بكامل أفرادها تقاتل تنظيم "داعش" في كوباني، ويحمل الأطفال أسلحة الكلاشينكوف الروسية AK-47s للقتال حتى الموت دفاعا عن كوباني بعد فشل الضربات الجوية في وقف اعتداء داعش، متجاهلين أوامر المسئولين الأكراد بالفرار بعد أن باتوا غير قادرين على حمايتهم. 
وقد برز اسم "ميسا عبدو" كأبرز المقاتلات في المدينة، بل إنها تشترك مع محمود برخدان المقاتل الكردي في قيادة العمليات العسكرية ضد التنظيم الإرهابي. 
وتحمل ميسا عبدو ذات الأربعين عاما اسما حربيا كباقي المقاتلين الأكراد هو نارين عفرين، في إشارة إلى منطقة عفرين السورية التي تتحدر منها والواقعة في محافظة حلب التي تضم عين العرب أيضا.

شارك