اليمن على طاولة مجلس الأمن.. واستمرار القتال بين الحوثيين والجيش
الأربعاء 03/أغسطس/2016 - 06:11 م
طباعة
يواصل الجيش اليمني تقدمه ناحية العاصمة صنعاء، القابعة تحت سيطرة المتمردين الحوثيين، فيما حثت الكويت وفد صنعاء "الحوثيين- حزب المؤتمر الشعبي العام"، على انتهاز فترة تمديد المفاوضات للتوصل لاتفاق سلام، في الوقت الذي يعقد مجلس الأمن الدولي، جلسة خاصة لبحث التطورات في اليمن، وكذلك موقف المفاوضات اليمنية المتعثرة في الكويت.
المسار التفاوضي:
وعلى صعيد الوضع الميداني، يعقد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، جلسة خاصة لبحث التطورات في اليمن، وكذلك موقف المفاوضات اليمنية المتعثرة في الكويت.
ومن المقرر أن يستمع المجلس إلى المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عبر دائرة مغلقة.
ويبحث مجلس الأمن أيضا خلال الجلسة الخاصة الأوضاع الإنسانية في البلاد.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الثلاثاء، رفع اسم التحالف من تقرير الانتهاكات ضد الأطفال في اليمن.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن، التي ناقش فيها تقرير الأمم المتحدة حول الأطفال في مناطق النزاعات والحروب، أن أكثر من نصف اللاجئين في العالم هم من الأطفال.
وخلال الجلسة المذكورة، أعلن عبدالله المعلمي مندوب السعودية في الأمم المتحدة أن ميليشيات الحوثي قامت بأكثر من 1700 خرق للحدود السعودية وقتلت حوالي 500 مدني في المملكة.
وأكد السفير "خالد اليماني" المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة "أن المعلومات التي أُعلن عنها في النقرير الذي قدمه الأمين العام للامم المتحدة حول الأطفال والنزاع المسلح حول اليمن ليست دقيقة".
وأكد "اليماني" أن اليمن مرت بأسوأ لحظات تاريخها المعاصر خلال الأشهر الــ 18 الماضية، بعد الانقلاب الذي قادته جماعة الحوثي المسلحة بالتعاون مع الرئيس السابق "علي عبدالله صالح".
وأضاف "اليماني" خلال جلسة مجلس الأمن حول الأطفال والصراعات المسلحة أن تلك الفترة كانت الأسوأ في حياة الأطفال اليمنيين وحياة أسرهم، مشيرًا إلى مقتل مئات الأطفال نتيجة الاستهداف المباشر والمتعمد للمناطق السكنية والقنص المباشر.
وأشار في ختام حديثه في الجلسة إلى "أن عددًا من الفقرات والمعلومات الواردة في التقرير حول اليمن ليست دقيقة".
فيما أكد سفراء الدول الـ 18 في اجتماعهم الثلاثاء، مع وفدي الحوثي وصالح على تأييدهم لشرعية رئيس اليمن، عبدربه منصور هادي، وكرروا دعوتهم كل الأطراف والدول الأعضاء بالأمم المتحدة الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها تقويض وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية أو المساس بشرعية رئيس اليمن.
كما لاحظ السفراء وبقلق الأعمال المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بما في ذلك دعم صالح لأعمال الحوثيين التي تواصل تقويض السلام والأمن والاستقرار في اليمن.
وطالب السفراء كل الأطراف اليمنية، ولا سيما الحوثيين ومن دون قيد أو شرط، بالتنفيذ الكامل للقرار الدولي 2216، والامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات الانفرادية التي يمكن أن تقوض عملية الانتقال السياسي في اليمن.
هذا وأعلنت جماعة الحوثي ضمنياً طي صفحة ما تسمى "اللجنة الثورية العليا"، التي شكلتها كسلطة انقلابية عقب إصدارها ما يسمى "الإعلان الدستوري" في السادس من فبراير2015.
واعتبر مراقبون أن المتمردين أصدروا "بيان نعي" لتلك اللجنة؛ حيث أشاد الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام بالدور الذي قام به رئيس وأعضاء ما تسمى اللجنة الثورية العليا "والشجاعة التي تحلوا بها في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية ومعالجة الاختلالات خلال الفترة الماضية"، على حد قوله.
فيما يبذل مبعوث الأممي المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ جهود كبيرة من أجل اقناع وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالتوقيع على الرؤية الأممية لحل النزاع "دون التوصل لنتيجة"، بحسب مصادر مقربة من الحوثيين.
وقالت المصادر، مفضلة عدم نشر أسمائها: إن ولد الشيخ عقد جلسة منفردة، مساء الثلاثاء، مع وفد الحوثي صالح، في اليوم الثالث من أيام التمديد للمشاورات الذي أقرته دولته الكويت حتى السابع من أغسطس الجاري، بطلب من الأمم المتحدة، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول التركية.
ووفقًا للمصادر، "فلم يخرج اللقاء بأي نتيجة"؛ حيث تمسك وفد الحوثي ـ صالح، "بالحل الشامل" للأزمة اليمنية، واشترط تشكيل حكومة وحدة وطنية يكونون شركاء فيها، بالتزامن مع حل الملف العسكري والأمني الذي يقضي بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح وإطلاق المعتقلين.
واشتملت الرؤية الأممية للحل، التي قدمها ولد الشيخ لطرفي الأزمة اليمنية، ووافق عليها الوفد الحكومي، قبل أن يغادر إلى الرياض، على حلول للملف الأمني والعسكري، مع إسقاط الملف السياسي وترحيله إلى جولة مشاورات قادمة لم يتم تحديد زمانها ومكانها، وهو ما رفضه وفد الحوثي ـ صالح المشترك.
الوضع الميداني:
ومع استمرار التصعيد الحوثي على مختلف الجبهات طاولت غارات طيران التحالف مواقع للمتمردين في مناطق «باقم وكتاف ومران والمزرق» شمال وغرب صعدة، كما استهدفت تجمعات ومواقع في مديرية «حيفان» جنوب مدينة تعز المحاصرة، ومواقع أخرى في مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة. وأكدت مصادر حكومية أن مسلحين يعتقد أنهم على صلة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش» هاجموا معسكراً لقوات الجيش في مديرية الحبيلين غرب منطقة ردفان التابعة لمحافظة لحج شمال عدن، باستخدام سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان، وأسفر الهجوم عن مقتل ستة جنود على الأقل وجرح 15 آخرين.
واشتعلت مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثي من جهة أخرى، منذ منتصف الليلة الماضية الثلاثاء في مختلف جبهات الشريط الحدودي بين محافظتي تعز ولحج باليمن.
وأكدت مصادر ميدانية أن المقاومة الشعبية أوقفت زحف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من منطقة حيفان باتجاه الأحكوم، وذلك بشن هجوم معاكس ضد قوات الميليشيات ودحرها من بعض تلال منطقة حيفان بعد ساعات من الاستيلاء عليها.
وأفادت مصادر في المقاومة الشعبية أن الهجوم المعاكس للمقاومة بدأ بعد تلقيها تعزيزات عسكرية كبيرة من الجيش وبعض فصائل المقاومة في المدينة، وذلك لمنع وصول الميليشيات إلى منطقة هيجة العبد وقطع الطريق الرابط بين عدن وتعز.
وفي جبهة كرش، أعلن مصدر في الجيش الوطني أن تبادل قصف مدفعي وصاروخي بين الجيش والميليشيات اندلع منذ ساعات الصباح الأولى الأربعاء؛ حيث قصفت الميليشيات بعض مواقع الجيش وقرى آهلة بالسكان في منطقتي كرش والقبيطة غربًا.
وتدور مواجهات عنيفة في منطقة كهبوب جبهة المضاربة شمال غرب محافظة لحج؛ حيث تحاول الميليشيات السيطرة على مواقع في جبل كهبوب تتمركز فيها المقاومة.
كما نفذت طائرات التحالف عدة غارات الليلة الماضية، الثلاثاء، على مواقع وتجمعات للميليشيات في كهبوب وحيفان.
المشهد السياسي:
من جهة أخرى، أفادت مصادر حزبية في صنعاء بعقد اجتماعات مكثفة بين الحوثيين وحزب صالح لوضع اتفاقهم الأخير حول إنشاء المجلس السياسي لحكم البلاد موضع التنفيذ.
وأضافت المصادر أن الطرفين استكملا التوافق حول تفاصيل الاتفاق الذي يشمل تعيين 10 أعضاء للمجلس مناصفة بين الطرفين، وتحديد الخطوات الإجرائية التي يوشكون على اتخاذها لبدء مرحلة الشراكة في الحكم وطي صفحة «اللجان الحوثية» التي استأثرت بالسلطة منذ الانقلاب على حكم الرئيس هادي في سبتمبر 2014.
المشهد اليمني:
مع اجتماع مجلس الأمن الدولي، لفرض رؤية منطقية للحل تأخذ في الاعتبار الوضع الميداني ومتطلبات المصالحة والشراكة الوطنية لمواجهة تحديات كبيرة أمام اليمنيين على الصعد الاقتصادية في ظل انهيار اقتصادي غير معهود، وأوضاع أمنية تخدم الجماعات الإرهابية، وتمزق اجتماعي وشتات سياسي لم تعرفه منذ ستة عقود على الأقل.
وإذا ما كان قدر لمفاوضات الكويت الفشل، كما حدث في الجولات السابقة، فإن مجلسًا رئاسيًّا وحكومة جديدة بعد ذلك سيتم الإعلان عنهما في صنعاء بالشراكة بين "أنصار الله" و"المؤتمر الشعبي" في مواجهة حكومة هادي، تتنازعان السلطة، وتغرقان في صراع داخلي لا يعلم إلا الله متى سينتهي.
