تضارب المعلومات حول المعارك فى حلب..وحصار المدنيين مستمر
الأحد 07/أغسطس/2016 - 08:17 م
طباعة
فى ضوء اشتداد المعارك بين الجيش السوري والفصائل المسلحة فى حلب، تتضارب الأنباء حول ما تشهده حلب والمناطق الواقعة جنوبها، حيث تشير تقارير اعلامية رسمية تقدم الجيش وتكبيده المسلحين خسائر فادحة بعد هجمات الكليات، فيما ينفي المسلحون ذلك، والاشارة إلى أن فصائل المعراضة نجحت فى تحرير كثير من المناطق التى سيطر عليها الجيش السوري مؤخرا.
من جانبه قال الناطق العسكري باسم "أحرار الشام" أبو يوسف المهاجر إن فصائل "جيش الفتح" أعلنت خلال الساعات القليلة الماضية عن المرحلة الرابعة مما أسمتها بـ"ملحمة حلب الكبرى" لتحرير مناطق أخرى في المدينة بعد سيطرتها على كامل الكليات العسكرية في حي الراموسة، مؤكدا أن القوات استطاعت صد عدد من الهجمات للجيش السوري والميلشيات الموالية له، والتي ترافقت بعشرات الغارات الجوية على المناطق التي سيطر عليها جيش الفتح خلال الأيام الماضية".
وكشف المهاجر أن الغارات العنيفة التي شنتها الطائرات الحربية الروسية والسورية اليوم هي تمهيد لعمل عسكري تعد له القوات الحكومية وذلك من خلال حشد قوات جديدة لها من أجل استعادة المواقع التي خسرتها في الكليات والمناطق المحيطة بها، وتتواصل الاشتباكات جنوب غرب مدينة حلب، بين الفصائل المقاتلة والجهادية من جهة، وقوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني وغطاء جوي روسي من جهة ثانية.
وقالت تقارير إن الطيران الحربي السوري دمر عشرات العربات المدرعة والمصفحة المزودة بالرشاشات، إضافة إلى سيارات محملة بالذخائر، وقضى على أعداد كبيرة من الإرهابيين في كفرناها والأتارب وخان طومان وأورم الكبرى والزربة وخلصة، وفي محيط الكليات العسكرية في حلب، والاشارة إلى أن الجيش تمكن من قلب المعادلة في معركة جنوب حلب وجعل مسألة فك الحصار الذي يفرضه على مسلحي الأحياء الشرقية، مجرد أمنيات وأضغاث أحلام لن تبصر النور.
وقالت تقارير أن قوات الجيش استطاعت طرد ميليشيات "جيش الفتح" من جميع النقاط التي تسللت إليها داخل كليات المدفعية والتسليح والفنية الجوية، بعد أن قضت على المئات من أفرادها ودمرت لها كثيرا من آلياتها وعتادها، والتأكيد على أن الطيران السوري دمر عشرات آليات وعربات المسلحين بمن فيها من إرهابيين على محاور سراقب، والزربة والراشدين وأورم الكبرى وخان العسل ومعرة النعمان باتجاه حلب.
فى حين قال "نشطاء" المعارضة السورية، أن هناك اشتباكات متقطعة استمرت حتى وقت متأخر من الليلة الماضية بين قوات الجيش، ومسلحين في أطراف حلب الجنوبية والجنوبية الغربية، والتأكيد على أنه بين الفصائل المعارضة التي خاضت المعارك جنوب المدينة، "الحزب الإسلامي التركستاني"، و"جبهة فتح الشام" إضافة إلى مقاتلين أوزبكيين، وأكدوا أن الاشتباكات جرت في ظل تحليق الطائرات الحربية التي أغارت على مناطق القتال، حيث "منع القصف الجوي والمدفعي المدنيين من مغادرة أحياء حلب الشرقية، بعد أن زعمت فصائل المسلحين أنها فتحت ممرا آمنا بين أحياء حلب الشرقية والجنوبية للمدنيين.
وذكرت وسائل إعلام الفصائل المسلحة من جهتها، أن مقاتلي ما يسمى بـ"جيش الفتح" وبقية الفصائل، "تمكنوا من التقدم للالتحام بالفصائل الأخرى داخل حلب، عبر المنطقة الواصلة بين كلية التسليح والسادكوب ودوار الراموسة.
وقالت تقارير اعلامية أن المسلحين شنوا هجوما واسعا على كافة محاور الجهة الجنوبية الغربية في حلب، ونقل عن مصادر مطلعة وشهود عيان، أن الاشتباكات تجددت بشكل عنيف حول كلية التسليح وعلى محور الراموسة، وذلك بعد أن سبق للمسلحين وتقدموا نحو الكلية الفنية الجوية وسط اشتباكات مع قوات الجيش السوري، وأن هناك محاولات الجيش لاستعادة كليتي المدفعية والتسليح قد فشلت، مشيرة إلى أن القوات السورية نجحت في صد الهجمات عن الكلية الفنية الجوية حتى حينه.
كان الجيش السوري قد سيطر بدعم من القوات الرديفة، وتحت غطاء جوي من الطيران الحربي السوري والروسي قبل أيام على مناطق حيوية عند الطرف الشمالي من حلب، في محيط طريق الكاستيلو الممتد شمالا من حلب إلى تركيا، كما استولى الجيش كذلك وبشكل كامل، على منطقة بني زيد عند الطرف الجنوبي من طريق الكاستيلو، وحشد تعزيزات إضافية لشن هجمات جديدة داخل المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضين المسلحة.
يأتى ذلك فى ضوء حصار ربع مليون مدني تحت وطأة الحصار والمعاناة في الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الزمر المسلحة في حلب، فيما أطلقت الحكومة السورية بالتعاون مع روسيا الخميس الماضي عملية إنسانية واسعة النطاق لإجلاء المدنيين عن المناطق المحاصرة، وجرى فتح ثلاثة ممرات آمنة للمدنيين ورابع للمسلحين ممن سيفضلون إلقاء السلاح والإفادة من العفو الذي أعلنه الرئيس السوري بشار الأسد عمّن يترك القتال.
من ناحية اخري أعلن مركز حميميم لتنسيق المصالحة بين أطراف النزاع في سوريا عن رصد 8 انتهاكات لنظام وقف الأعمال القتالية في محافظتي اللاذقية ودمشق خلال الساعات الـ24 الماضية، وأشار بيان المركز إلى أن 3 مناطق في محافظة اللاذقية انضمت إلى نظام المصالحة في سوريا ليبلغ عدد البلدات والمناطق المنضمة للهدنة 356، فيما بقي عدد المجموعات المسلحة التي أعلنت التزامها بمبادئ الهدنة على حاله 69 مجموعة.
وأكد المركز أن تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش" مستمران في محاولاتهم تعطيل نظام وقف الأعمال القتالية في سوريا، وذكر أن فصائل تنظيم "جيش الإسلام" الذي ينسب نفسه إلى المعارضة، قصفت بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ عددا من البلدات في ريف دمشق، منها، حوش نصري والنشابية والقابون وحرستا و دوما وحتيتة الجرش، إضافة لحي جوبر في مدينة دمشق.
في محافظة حلب، طال قصف الإرهابيين عددا من المناطق والأحياء السكنية مثل حي الأنصار و منطقة الليرمون، كما قامت عناصر تابعة لـ"أحرار الشام" باستهداف منطقة توما في محافظة اللاذقية بقذائف الهاون و الصواريخ.
