المتطرفون يحاولون جر مصر إلى طوفان العنف المدجج بفتاوى التكفير
الإثنين 08/أغسطس/2016 - 03:34 م
طباعة
عقب إعلان خبر وفاة الدكتور أحمد زويل، كرست صفحات أنصار الإخوان الإرهابية وقتها وجهدها للشماتة في وفاة الراحل، في مشاهد ليست بجديدة على أشخاص يتشبثون بمعتقدات غير مألوفة بين البشر.
وما فعتله جماعة الإخوان من مهاجمة الراحل وإبراز حالة الشماتة وسبه تخطت كل الأعراف والأديان السماوية، إذ ورد على لسان النبي محمد في أحد الأحاديث "اذكروا محاسن موتاكم" وهو الأمر الذي لم يراعه أنصار الإخوان.
الدكتور كمال الهلباوي
فيما نعى الدكتور كمال الهلباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان، الدكتور الراحل أحمد زويل، وشن الهلباوي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج " الملف"، مع الإعلامي عزمي مجاهد، على قناة "العاصمة"، هجومًا حادًا على الشامتين في وفاة العالم الراحل، قائلًا: "الشماتة في الموت والشدة قلة أدب وقلة تربية وليست من الأخلاق في شيء".
وتابع: "يجب الحديث باحترام وأدب عن زويل أو أي متوفي حتى لو اختلفت معه في الرأي أو مختلف معه في الدين، وزويل قدم للإنسانية الكثير".
وما إن أعلن التليفزيون المصري عن وفاة زويل، حتى انهالت تعليقات الإخوان التي تتهم العالم أحمد زويل بالخيانة، فخرج شبابهم على مواقع التواصل الاجتماعي يتهمون العالم الراحل بأنه خان مصر عندما وافق على الإطاحة بحكم الجماعة، ووصل الأمر إلى اتهام مشايخ الجماعة له بأنه "كافر"، رغم ما يتبنونه من أفكار تمنع التكفير، حسبما يدعون.
الشيخ وجدي غنيم
في أحد لقاءاته التليفزيونية، على إحدى الفضائيات الإخوانية التي تبث من خارج مصر، قال الشيخ وجدي غنيم، أحد كبار مشايخ جماعة الإخوان، عن أحمد زويل "هذا المجرم الهالك، الكافر، نعم الكافر، وأنا هنا أملك الأدلة على كفره من القرآن والأحاديث، ولا أخشى أن أصدم مشاعر الناس بهذا الكلام، ولم أتأثر بمشهد جنازته مثلما فعل كثيرون ممن يترحمون عليه، أنا لا أعرف هذا الكلام".
واستند وجدي غنيم، في أدلته التي ادعاها بشأن "كفر" العالم أحمد زويل، على بعض ما كتبه الداعية الوهابي السعودي "ناصر الفهد"، في كتابه بعنوان (التبيان في كفر من أعان الأمريكان)، بأن "كل من عمل مع الكفار وأعانهم على المسلمين، فهو كافر مرتد عن الإسلام".. وتابع "أنا أقول أنه كافر لأنه وإلى اليهود على المسلمين، لذلك لا يجوز الترحم عليه".
النائب محمود بدر
من جانبه، علق مؤسس حركة "تمرد" التي أطاحت بحكم الإخوان النائب محمود بدر، على فيديو وجدي غنيم، الذي كفر فيه العالم أحمد زويل، بأن هذه هي عادة جماعة الإخوان الإرهابية، التي لا تعمد إلى الجدال أو المناقشة ومواجهة الفكر بالفكر، بل تتبع أسهل السبل وهي التكفير، فكثيراً من خرجت فتاوى بالتكفير من قياداتهم، أدت إلى كوارث فيما بعد، مثلما كفرت الجماعة المفكر الراحل فرج فودة، ما أدى إلى اغتياله.
وأضاف بدر، أن جماعة الإخوان عندما وصلت إلى الحكم في مصر كانت أول من وإلى اليهود والأمريكان، وهي التهمة التي توجهها الجماعة الأن إلى العالم الجليل أحمد زويل الذي رفع اسم مصر عاليًا، وقدم خدمات جليلة لبلاده.
وتابع: "أليس محمد مرسي، الرئيس الإخواني المعزول، هو صاحب الرسالة إلى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، وخاطبه فيها قائلا: "صديقي العزيز"، وذيلها بتوقيعه "صديقك المخلص"؟ ومن ينسى أيضًا أن أول لقاء لمرشد الجماعة المحبوس حاليا بعد نجاح محمد مرسي، كان مع السفيرة الأمريكية آن باترسون، التي أرسلتها أمريكا بشكل خاص إلى مصر، لخبرتها في التعامل مع أنظمة الحكم الإسلامية".
كما ندد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية بحملات التكفير والتشويه التي تقوم بها بعض التيارات والجماعات ضد رموز الوطن وعلمائه الكبار، وذلك تعقيبًا على تكفير العالم المصري الكبير والفقيد العزيز الدكتور أحمد زويل، الحاصل على جائزة نوبل، من قبل وجدي غنيم، أحد القيادات القريبة من جماعة الإخوان، حيث قال غنيم في إحدى الفضائيات ردًّا على سؤال المذيع هل يجوز لعن "الخائن" أحمد زويل؟ أم هل يجوز الترحم عليه؟ "بحسب قوله"، فرد غنيم: "أنا لا أقول إن زويل مشرك، لا بل هو كافر، ولا يجوز الترحم عليه".
وتابع غنيم: أنه يجوز لعن الدكتور زويل، واستشهد بذلك بآيات قرآنية تتكلم عن الكفار والمشركين.
وأكد المرصد أن التكفير دائمًا وأبدًا هو سلاح المتطرفين للنيل من خصومهم وتشويه صورتهم وتبرير الاعتداء عليهم واغتيالهم ماديًّا ومعنويًّا، ويُعد التكفير السبب الرئيسي والمباشر لمعظم عمليات الاغتيال والتصفية التي تتم بحق رموز وقيادات المجتمع، فتكفير الدكتور زويل واغتياله معنويًّا وتشويه صورته يتساوى في الجرم مع تكفير مفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة ومن ثم محاولة اغتياله ومنعه من ممارسة رسالته في التنوير والتحديث، وإيصال العلم الشرعي الوسطي المنضبط إلى المسلمين في الداخل والخارج.
وأضاف المرصد أن العالم اليوم أصبح أكثر وعيًا بمخاطر التكفير والتفسيق واستخدام الدين في الصراعات والنيل من الخصوم؛ نظرًا لما جره التكفير واستخدام الدين في الصراعات من خراب ووبال على الأمتين العربية والإسلامية، ولما لحق بالكثير من الدول والمجتمعات العربية التي قارب الكثير منها على الانهيار أمام طوفان العنف المدجج بالفتاوى الدينية، مما يعني أن استمرار استخدام سلاح الفتاوى الدينية التكفيرية هو محاولة مستمرة من قبل البعض لتعريض أمن الوطن واستقراره إلى الخطر، ودفعه إلى مهالك السوء التي تنتشر في المنطقة من حولنا. ودعا المرصد إلى محاربة تلك التيارات التكفيرية والمتطرفة التي تسعى لنشر نار الصراعات الدينية المسلحة في المنطقة بأسرها، ومنعها من توظيف الفتاوى الدينية في النيل من خصومها، وتوضيح خطورة التكفير وما يستتبعه من استباحة للدماء والأعراض والأموال.
