الاخوان واسترضاء الغرب.. والموقف المصري من هذه المحاولات
الإثنين 08/أغسطس/2016 - 06:55 م
طباعة
لا شك ان هناك صراع دائر منذ سقوط جماعة الاخوان في مصر، بين الجماعة بتنظيمها الدولي وبين مصر حكومة وشعبا، ومن الملاحظ ان هناك خطوات كثيرة تتخذها الجماعة بتنظيمها الدولي لكسب هذا الصراع ومحاولة التضييق على مصر خارجيا، وشاهدنا كثير من مظاهر الاعتداء على مصر والنيل من سمعتها من المانيا الى نيويورك، في شكل تظاهرات مناوئة للرئيس عبد الفتاح السيسي في كل زيارة له خارج مصر وقد شهدت هذه التظاهرات في معظمها اعتداءات من قبل جماعة الاخوان على اعضاء الوفد المرافق للرئيس السيسي، وبعد ان هدأت قليلا تلك الاجواء ماذا يقدم الاخوان للغرب حتى تتخذ بريطانيا قرارا بإعطائهم حق اللجوء السياسي؟ هذا ما سوف نحاول الاجابة عليه في هذا التقرير. خصوصا بعدما ناقشت بعض القيادات البرلمانية ما قامت به بريطانيا مؤخرا ونشرت هذه النقاشات على صفحات جريدة المصري اليوم، حيث أكدت قيادات حزبية وبرلمانية إن مجلس العموم البريطاني لم يدعم موقف جماعة الإخوان، وإن الحكومة البريطانية ستندم على التسهيلات التي تقدمها للجماعة، بعد إصدارها لائحة جديدة تسهل حصول عناصر الجماعة على حق اللجوء إلى بريطانيا، مشيرين إلى أن هناك تضارباً كبيراً في مواقف لندن تجاه الجماعة، فبعد أن أدانت أنشطتها، فتحت لها الباب من جديد.
وأوضحت النائبة داليا يوسف، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، اعترض خلال جلسة وفد مجلس العموم البريطاني على استقباله لأعضاء الجماعة وتنظيم جلسات استماع لهم، مشيرة إلى أنها لا تعتقد أن البرلمان البريطاني يدعم حصول الجماعة على حق اللجوء، لافتةً إلى أن البرلمان المصري سينظم زيارات جديدة لمجلس العموم، للتأكيد على رفض خطوة حكومة لندن.
وأضافت أن المجتمع البريطاني سيعانى كثيراً من التواجد الكبير لأصحاب الأيديولوجيات المتطرفة، وسيندم على مثل هذه القرارات، لافتة إلى وجود تصريحات مغلوطة في التقرير الصادر عن وزارة الداخلية البريطانية، عن الجماعة والذى لم يعترف بأن سجناء الجماعة متهمون بارتكاب العنف والإرهاب بحق المصريين.
وقال محمد فؤاد، المتحدث باسم حزب الوفد، إن ما قامت به الحكومة البريطانية خطوة متوقعة، وسبقها تنظيم جلسات للاجتماع بقيادات من الجماعة داخل مجلس العموم، حيث تسعى الجماعة لخلق منصة تتحرك من خلالها في الغرب، وترى في لندن فرصة كبيرة، لأنها تجد صعوبات في التواجد بباريس أو غيرها من العواصم الأوروبية، لافتاً إلى أن رهان الجماعة على الغرب رهان فاشل، لأن المجتمع الغربي سيضار من التواجد الكبير للجماعة هناك.
وتابع: «هناك تحركات جديدة للبرلمان المصري والحكومة ضد الخطوة البريطانية، لكشف حقيقة دور الجماعة فى ضرب الاستقرار من خلال نهجها المتبنى للإرهاب والعنف».
وأكد نادر الشرقاوي، القائم بأعمال الأمين العام لحزب المصريين الأحرار، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، بمجلس النواب، أن هناك علامات استفهام على تعامل الحكومة البريطانية مع وجود أعضاء جماعة الإخوان على أراضيها، حيث أدانت لندن أنشطة الجماعة طوال تاريخها، خاصة في تقريرها الأخير الصادر خلال فترة تولى ديفيد كاميرون، رئاسة الحكومة، والذى أوضح أن الجماعة تقف وراء الإرهاب حول العالم، وأنها بمثابة الأم لجميع التنظيمات الإرهابية التي قامت بعمليات عدائية طوال التاريخ، لافتاً إلى أنه زار لندن مؤخراً، والتقى أعضاء بمجلس العموم، وأبلغهم بخطورة الجماعة على أوروبا.
وتابع: «هناك علامات استفهام حول تفكير لندن بمنح حق اللجوء لمتشددين حول العالم، بما يتناقض مع تقريرهم، الذى أدان الجماعة، ومنذ أيام قليلة، اتصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، برئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، وتبادلا الحوار حول مواجهة الإرهاب، وأعتقد أن الإدارة الجديدة قد تعيد النظر في علاقتها بالجماعة».
وقد جاء العرض البريطاني بمنح عناصر الاخوان في مصر لجوء سياسيا يأتي تتويجا للتنازلات التي قدمتها الجماعة للظهور في ثوب التنظيم الإسلامي العصري.
حيث يبدو أن العمليات الإرهابية التي شهدتها بعض الدول الأوروبية مؤخرا، دفعت لندن إلى تغيير استراتيجيتها تجاه جماعة الإخوان المسلمين، بغرض توظيفها في محاربة تنظيم داعش، وفق خطة تسعى إلى مواجهة الفكر الجهادي، من خلال إعادة إنتاج ما يسمى بـ“الإسلام المعتدل”.
وقد أصدرت وزارة الداخلية البريطانية مؤخرا لائحة بشأن القواعد المنظمة لمنح حق اللجوء السياسي، مؤكدة أحقية قيادات إخوانية في الحصول على اللجوء، بزعم تعرضها للاضطهاد، والضرر على يد السلطات المصرية، بسبب نشاطها السياسي، ومشاركتها في المظاهرات. ورأى حلفاء سابقون لجماعة الإخوان المسلمين أن العرض البريطاني بمنح عناصر الجماعة في مصر لجوء سياسيا يأتي تتويجا للتنازلات التي قدمتها الجماعة للظهور في ثوب التنظيم الإسلامي العصري الذي يتواءم مع الأفكار الأوروبية.
وقال محمد أبو سمرة المؤيد السابق للإخوان في تحالف “دعم الشرعية” إن شدة الهجمات الإرهابية على أوروبا ولدت يقينا لدى القوى الغربية بحتمية التعامل مع الإخوان في مواجهة تنظيم الدولة، ولذا عقدت جلسة بمجلس العموم حول الإسلام السياسي.
من جهته أكد عبدالجليل الشرنوبي القيادي السابق في جماعة الإخوان أن لندن تسعى إلى منح التنظيم الإخواني الفرصة الكاملة لإعادة تنظيم صفوفه بالخارج، في ظل الدور المأمول الذي تلعبه الجماعة بالاشتراك مع قوى عالمية أخرى.
وفي ديسمبر الماضي، قال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني السابق إن بريطانيا “سترفض منح تأشيرات إلى أعضاء الإخوان الذين ثبتت عليهم تصريحات تحض على العنف والتطرف”، وذلك بالتزامن مع نشر ملخص مراجعة حول الجماعة من 11 صفحة تم إرجاء نشرها، ولم تصدر بعد كاملة.
وشدد طارق أبو السعد القيادي السابق في الإخوان أن بريطانيا الراعية الرسمية للجماعة، والداعمة الأولى لها؛ والتنظيم الدولي يعمل برعاية بريطانية واضحة .
ورفض أبو السعد وصف مواقف لندن تجاه الإخوان بالمتناقضة، مشيرا إلى أن تقرير حكومة كاميرون كان أشبه “بلدغات النحل التي تقوي ولا تقتل”.
ومنح تقرير حكومة كاميرون الإخوان فرصة إصدار خطاب داخلي لقواعدهم لتبرئة الجماعة من العمل لصالح القوى العالمية واستخدامه في تعزيز خطاب المظلومية الذي تجيده الجماعة.
ولا يعتبر إبراهيم الشهابي الباحث في العلاقات الدولية، قرار بريطانيا تحولا من الجماعة، فهي أحد الخيارات الاستراتيجية التي توظفها لندن في منطقة الشرق الأوسط، وتعتبرها استثمارا ناجحا في إشاعة التوتر داخل المنطقة العربية.
وفيما يجب على الحكومة المصرية ان تفعله تجاه هذا الصراع الخارجي مع الجماعة بعد ان شهدت الفترة الأخيرة اعتراف الإخوان بالعديد من عمليات الإرهاب والعنف، خاصة واقعة محاولة اغتيال الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق، وتبنى حركة إخوانية الحدث، قد أكدت مجموعة من الخبراء ضرورة استغلال هذه الاعترافات وإرسال وثائق حول تلك الجرائم للحكومات الغربية التي بدأت تراجع موقفها من جماعة الإخوان.
حيث أكدت الناشطة الحقوقية داليا زيادة، رئيسة المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحر، أن المركز قام بكتابة تفاصيل واقعة محاولة اغتيال الدكتور على جمعة، واعتراف حركة حسم الإخوانية بارتكابها وإرسالها إلى كل من وزارة الخارجية الأمريكية ومراكز الأبحاث المهمة فى أمريكا وبعض أعضاء الكونجرس خصوصاً المعارضين لموقف مصر من الإخوان؛ كتذكير وتأكيد على ما سبق.
وأضافت زيادة أن المركز سيرسل تفاصيل الواقعة لمنظمتي العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش ومطالبتهم بإدانتها، متابعة: "إذا امتنعوا أو تجاهلوها كما هو متوقع منهم سنراسل الأمم المتحدة على سبيل توثيق التحيز السياسي لهاتين المنظمتين، وهو أمر نقوم به هذه الأيام في إطار دعوة رفعناها للأمم المتحدة نطالبهم فيها بسحب الصفة الاستشارية من هاتين المنظمتين بسبب تحيزهم السياسي".
وتابعت: "لدينا أمل كبير أن تعلن وزارة الخارجية الأمريكية جماعة الإخوان جماعة إرهابية نهاية العام الجاري، كل المؤشرات تبشر بذلك، وواقعة الدكتور على جمعة قربت المسافة، لأنه دائما الرد كان من الإدارة الأمريكية إن هذه الجماعة لا تمارس العنف، وهذه واقعة مثبتة باعترافهم".
فيما طالب الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الحكومة المصرية بضرورة توثيق جرائم جماعة الإخوان الأخيرة، وخاصة اعتراف حركاتها بمحاولة اغتيال الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، وإرسالها إلى دولتي بريطانيا وألمانيا اللتين بدأتا في فتح ملف جماعة الإخوان مرة أخرى.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك ضرورة لنقل معركة الإخوان لوسائل الإعلام الخارجية، التي ما زالت تدعم الجماعة، وترجمة تقارير بجرائم الاخوان واعترافاتهم بالعنف وإرسالها إلى الدول التي بدأت تراجع موقفها من الجماعة، والتواصل مع شبكة مراكز البحوث الدولية في واشنطن لتوثيق جرائم الإخوان.
كما طالب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بضرورة شراء مساحات على القمر الصناعي الأوروبي لبث بعض الوثائق التي تثبت جرائم الإخوان، والاهتمام بإرسال بعثات من شخصيات سياسية مشهود لها، إلى الخارج لعرض جرائم الإخوان على الرأي العام الغربي.
من جانبه قال سامح عبد الحميد، القيادي السلفي، إن شماتة أتباع الإخوان في محاولة اغتيال الدكتور على جمعة تدل على خسة، ولو كانت جماعة الإخوان ترفض هذه الاغتيالات؛ فلماذا لا تُصدر بيانات في التنديد بها ؛ وتشجب القتل والإرهاب..؟
وأضاف القيادي السلفي، أن الجماعة تلتزم الصمت تجاه هذه الجرائم وكأنها لا ترفضها، كما أن الجماعة لا ترفض تكفير وجدى غنيم، ولا ترفض تحريض محمد عبد المقصود على تخريب مصر ، بل وصل الأمر من بعض قادتهم إلى اعتبار اغتيال القضاة فريضة شرعية ، وآخر يقول إن حرق أبراج الكهرباء من السلمية، وهو ما يتطلب وقفة ، موضحا أن هذا يدل على فشل الإخوان في إقناع الناس بهم والتعاطف معهم ، فيلجئون إلى التحريض وفتاوى الإرهاب.
