الجيش اليمني يضيق الخناق علي صنعاء.. والمبعوث الاممي يشدد علي الحل السلمي
الإثنين 08/أغسطس/2016 - 07:29 م
طباعة
ضيق الجيش اليمني الخناق علي الحوثيين وصالح في صنعاء، استعداد لتحريرها وسط إشتعال الصراع علي عددا من الجبهات وسط تأكيد المبعوث الأممي علي الحل السلمي لانهاء الازمة اليمنية.
الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، أفادت مصادر محلية أن طائرات التحالف العربي شنت، الاثنين، سلسلة غارات عنيفة على معسكر تابع لقوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح في ضاحية أرحب شمال شرق االعاصمة صنعاء.
وأكد شهود عيان أن نحو 20 غارة استهدفت معسكر اللواء 62 حرس جمهوري في منطقة الفريجة، وذلك بالتزامن مع حدوث مواجهات بين الجيش الوطني والمقاومة مع الميليشيات عند الأطراف الجنوبية الشرقية لمنطقة أرحب.
هذا وشهدت جبهات عدة مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، والمتمردين من جهة ثانية، أبرز تلك الجبهات نهم وحرض.
أفادت مصادر ميدانية بأن الجيش اليمني والمقاومة الشعبية تمكنا من تحرير ثالث جبل استراتيجي في مديرية نهم شرق العاصمة اليمنية صنعاء عقب مواجهات عنيفة خاضاها، الأحد، ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
ووفقا للمصادر فقد تمكن الجيش والمقاومة مساء الأحد من تحرير جبل القتب المطل على مركز مديرية نهم شرق صنعاء.
وأوضحت المصادر أن قوات الجيش والمقاومة عقب تحريرها لجبل الذحل صباح الأحد، تمكنت من التقدم باتجاه جبل القتب المحاذي له وتحريره بالكامل عقب معارك عنيفة خاضتها ضد الميليشيات الانقلابية.
وأفادت المصادر بمقتل 10 من عناصر الميليشيات أثناء معارك تحرير الجبلين، فيما لقي 27 انقلابيا مصرعهم خلال تصدي قوات الجيش والمقاومة لهم في جبل المنارة بنهم.
وأشارت المصادر إلى أن معارك جبل المنارة اندلعت بين الجانبين عندما حاول الحوثيون وقوات المخلوع صالح استعادة مواقع سيطر عليها الجيش الوطني في وقت سابق.
إلى ذلك، كشفت مصادر في المقاومة الشعبية في محافظة تعز، عن سقوط 16 قتيلاً من الحوثيين، وإصابة العشرات خلال مواجهات الأحد.
وأوضحت المصادر أن الحصيلة جاءت نتيجة الاشتباكات مع رجال المقاومة والجيش الوطني في منطقة الرصة بنقيل الصلو جنوب المدينة، مشيرة إلى سقوط عنصرين من رجال المقاومة، وإصابة 4 آخرين خلال المواجهات المتفرقة.
وفي محافظة الجوف شمال البلاد، أكدت مصادر محلية قيام مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية بشن غارات على مواقع للحوثيين وقوات صالح، في منطقة صبرين.
وقالت المصادر إن الضربات الجوية دمرت عتاداً عسكرياً وآليات لمسلحي الجماعة، من بينها مدفعية عيار 85 في منطقة السعرا.
وأفاد مراسل "العربية" بمقتل عشرة جنود وإصابة سبعة آخرين في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف تعزيزات عسكرية للجيش في مديرية يافع في لحج.
وبحسب مراسلنا، فإن الجيش الوطني اليمني كانت مهمته ملاحقة عناصر من تنظيم القاعدة وداعش في المنطقة.
من جهة أخرى، صعّدت المقاومةالشعبية والجيش اليمني من عملياتهما ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في اليمن.
وشهدت جبهة حرض أشد المعارك بعد الهجوم الواسع لقوات الشرعية الذي أعقب الغارات الجوية للتحالف، التي طالت خطوط دفاع الانقلابيين وكذلك تعزيزات عسكرية كانت في طريقها إليهم.
وتعالت أصوات المدفعية في قصف مواقع الانقلابيين وتدمير آلياتهم العسكرية.
وأوضح متحدث عسكري أن القصف طال مراكز تجمعات للميليشيات ومخازن أسلحة في وادي عبدالله ومناطق أخرى من مديريتي حرض وميدي.
وفي عملية إسناد جوي مباشر، شنت طائرات التحالف العربي أكثر من عشرين غارة على مواقع الميليشيات وسط مدينة حرض وفي الجهتين الشمالية والشرقية للمدينة.
وفي المقابل، تواجه قوات الجيش الوطني صعوبة في التوغل جنوبا باتجاه ميدي ومديرية عبس نتيجة الألغام الكثيفة التي زرعها الحوثيون على مساحات واسعة بما فيها مساحات زراعية.
المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، قالت وكالة " سبأ " الخاضة لسيطرة الحوثيين في صنعاء " إن مجلس النواب برئاسة " يحيى الراعي " سوف يستأنف جلسات أعماله السبت المقبل .
وذكرت الوكالة" إن هيئة المجلس أقرت استئناف عقد جلسات المجلس، في الوقت الذي باركت اتفاق تشكيل «المجلس السياسي الأعلى» ورحبت بإعلان أسماء أعضاءه.
ويسعى الحوثيون وصالح "إلى عقد أول جلسة بحضور النواب الموالين لهم لمحاولة إضفاء الشرعية على المجلس السياسي الذي أعلنه الطرفان السبت الماضي .
وعلي صعيد اخر وصل رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، اليوم الإثنين، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي في مستهل زيارة رسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على رأس وفد رفيع المستوى.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية سبأ إن "زيارة رئيس الوزراء اليمني إلى الأمارات العربية المتحدة أتت في إطار تعزيز العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وشعوب المنطقة وفي مقدمتها دولة الإمارات، وتأكيداً على عمق العلاقات الأخوية في مختلف الأصعدة وفي كافة المجالات، وبما يلبي تطلعات شعبنا اليمني الذي يعول على المساندة والدعم اللا محدود من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وذلك في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها جراء الحرب العبثية التي شنتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على الشعب اليمني واستولت على الدولة ومؤسساتها".
وزار رئيس الوزراء اليمني والوفد المرافق له جامع الشيخ زايد رحمه الله، واستمع إلى شرحاً موجزاً عن المسجد والتصميم الهندسي والعمراني الذي يتميز به حيث يعد اكبر مسجد في العالم من حيث المساحة ويتميز بتصميم العمارة الإسلامية والذي جمع في محتواه حضارات متعددة غلبت عليها الحضارة الأندلسية.
وسجل بن دغر كلمة في سجل التشريفات لكبار الزوار أشاد فيها بالشيخ زايد رحمة الله وقال: "رحم الله الشيخ زايد ترك خلفه إرثاً تاريخياً مجيداً في بناء الدولة والمجتمع، وخلف بعده ذكراً حميداً، وترك للعرب والمسلمين جميعاً هذا الصرح الديني الكبير، الذي إذا ما قورن بغيره من جوامع العالم العربي والإسلامي لنافسها وربما لفاق عليها جميعاً".
المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضى، جدد المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تأكيده على أن المجتمع الدولي له قرار واضح في حل للأزمة اليمنية وأنه ملتزم بالمرجعيات الثلاث لحلها. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده بعد ظهر اليوم في مقر منظمة التعاون الإسلامي مع أمينها العام د. إياد أمين مدني كشافا عن تمسكه بالحل السلمي ينبع من أنه في الورقة الأخيرة التي رفضت في الكويت أتى إليه الحوثين وإتباع المخلوع وقالوا له" بالنسبة للشق الأمني الخاص بتسليم السلاح والانسحاب نحن مستعدون للتعامل معه ولكن الورقة لا تحمل حل سياسي". وهذا ما جعل ولد الشيخ متفائل بالحل المستقبلي وليس بأوهام، مشيرا إلى أنهم يسعون لتكون مشاورات الكويت طريق للحل الكامل. مضيفا أن المحادثات اليمنية لم تفشل، قائلا: "الفرصة لا تزال قائمة للحوار". ونفى أن يكون قد طرح خطة في رمضان وتراجع عنها.
وشدد المبعون الأممي على مسألتين أساسيتين هي الالتزام بقرارات مجلس الأمن وتنفيذها بما فيها من تسليم السلاح والانسحاب، والشق الثاني هو أن لا يحذف أي طرف من الطرفين و لابد للحل أن يجذب جميع أبناء اليمن. مؤكدا أن "الحل العسكري لن يكون ممكنا في اليمن ولا بديل عن الحل السياسي". وأشار إلى أن الفترة المقبلة سيتم تخصيصها لدعم المشاورات للتوصل إلى حل شامل وكامل. وأوضح ولد الشيخ أن البنك المركزي اليمني على وشك الانهيار في الأيام المقبلة.
من جهته قال الدكتور أياد أنه لا تزال هناك فرصة للحوار في اليمن وأن المنظمة ستظل داعمة للجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي مبديا امتعاضه من التطورات الأخيرة التي اتخذها الإنقلابيون بأنشاء مجلس رئاسي وأن المضي قدما في هذا الاتجاه سيؤدي إلى مزيد من التعقيدات.
فيما انتقد عبد العزيز جباري، نائب رئيس الوزراء اليمني٬ الأحد٬ المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد٬ قائلاً إنه "لم يكن منصفاً٬ لعدم تسميته الانقلابيين بكونهم الطرف الذي عرقل وأفشل مشاورات السلام في الكويت" التي علقت السبت حتى إشعار آخر.
وأضاف جباري في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" أن الوثيقة التي قدمها ولد الشيخ ووقع عليها الوفد الحكومي أصبحت بعد رفض الانقلابيين التوقيع عليها "كأنها لم تكن"٬ مبيناً أنه في حال تم عقد مشاورات مقبلة من دون استعدادات حقيقية للسلام٬ فإن تلك المشاورات لن تنجح وستكون نسخة مكررة من مشاورات الكويت.
وتعليقاً على هذه التصريحات٬ قال عضو في فريق المبعوث الأممي٬ إن ولد الشيخ معروف بحياده٬ وإن تركيزه منصب على مصلحة اليمن واليمنيين.
وشدد جباري٬ من جهة أخرى٬ على ضرورة دعم الحكومة لمقاتلي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الجبهات٬ مضيفاً أن "فريق الانقلابيين لن يأتي إلى طاولة الحوار الحقيقي إلا بعد أن ينكسر عسكرياً٬ أما ما دام الانقلابيون مسيطرين على العاصمة صنعاء والكثير من المحافظات بقوة السلاح٬ ولديهم البنك المركزي٬ فإنهم يعتبرون أنفسهم غير معنيين بالسلام".
وكان أحمد عبيد بن دغر رئيس الوزراء اليمني، طالب قبل أيام المجتمع الدولي، بوقف ممارسات الانقلابيين في بلاده. وأشار إلى أن "التحديات المماثلة التي تواجه اليمن والمتمثلة في التصعيد الخطير للميليشيات الانقلابية ضد اليمن وشعبه منذ انقلابها على السلطة الشرعية تحتم على المجتمع اليمني والدولي معرفة الطرف، الذي يسعى إلى إعاقة التسوية السياسية، وعرقلة الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام.
المشهد اليمني:
فشل متوقع لجولة السلام في الكويت، فيما تُصَعد القوات الحكومية ضد "الحوثيين- صالح" مع تصعيد سياسي من قبل الحوثيين بتشكيل مجلس سياسي لإدارة البلاد، وتأتي أبرز التغيرات وهي ترحيب حزب التجمع اليمني للإصلاح بالمشاركة في المجلس، وهو ما يعتبر نقطة تحول في الأزمة اليمنية لصالح "الحوثيين- صالح".
الحل العسكري فرض كلمته في الأزمة اليمنية، عقب فشل مشاورات الكويت، بعد فشل التوصل لحل سياسي، وتطبيق القرار مجلس الأمن رقم 2216.
