الدعم الأمريكي للقوات العراقية يتواصل في مواجهة داعش
الثلاثاء 09/أغسطس/2016 - 06:08 م
طباعة
تعتبر الولايات المتحدة الإمريكية أن المواجهة التى يخوضها الجيش العراقى ضد تنظيم داعش الدموى فى الاراضى العراقية التى استولى عليها فى عام 2014م جزء من الإستراتيجة الإمريكية لمواجهة التنظيم الدموى خارج حدودها وان اى نجاح تحققه هذة القوات هو نجاج لها باعتبارها مواجهة خارج اراضيه لعدو يتربص بمصالحا ولذلك تحاول طوال الوقت تقديم الدعم المادى له من خلال السلاح والعتاد والسلاح وهو الامر الذى كشف عنه تقرير لموقع أخبار الجيش الأميركي، نقلاً عن قائد الفرقة الثانية في الجيش، الكولونيل إيريك لوبيز، بأن نحو 400 جندي أميركي سيهبطون قريباً في قاعدة القيارة الجوية التى تقع جنوب مدينة الموصل في العراق ، تنفيذاً لأوامر مباشرة أصدرها الرئيس باراك أوباما تحضيراً لحملة الموصل المرتقبة و إنها ستشكل فريقاً أطلق عليه اسم "القوة الجاهزة للضرب"، وهو طبيعة عملها الميداني، حيث يتمتع عناصرها بمهارات وخبرات خاصة.
وستدعم هذة القوة 1300 جندي موجودين في العراق ينتمون للفرقة الثانية المحمولة جواً التي يقودها الكولونيل بريت سيلفيا ويأتي هذا بالتزامن مع إعلان القيادة العسكرية العراقية أنها بصدد تقييم لحجم الأضرار التي لحقت بالقاعدة الاستراتيجية للبدء بتأهيلها وأن الهدف من العملية العسكرية المرتقبة لاستعادة مركز ناحية القيارة إبعاد خطر التنظيم عن محيط القاعدة العسكرية، حيث ما زالت هذه المناطق تخضع لهجمات تنظيم داعش ، الذي حاول استهداف القوات العراقية مراراً، إضافة إلى استهداف موكب وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، وعدد من القادة العسكريين وأن تمركز القوات العراقية في القيارة من شأنه إخضاع الموصل ومحيطها لنيران القوات العراقية التي تبعد قرابة 60 كيلومتراً عن مركز المدينة.
وكانت قيادة عمليات نينوى في العراق، قد أعلنت فى وقت سابق تسلّمها أسلحة أميركية متطورة ستدخل الخدمة في معركة تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي وقال قائد العمليات اللواء الركن نجم الجبوري ، إن "الصواريخ الأميركية ذات مدى 80 كلم دقيقة جدا"، وأنها ستكون جاهزة في كل لحظة لاستهداف العدو وأن مروحيات الأباتشي الأميركية ستشارك قريبا في عمليات تحرير الموصل و أن عمليات استنزاف تنظيم داعش مستمرة، وهي على بعد كيلومترات قليلة من نهر دجلة وذلك بعد أن زودت الولايات المتحدة الأميركية، العراق بصواريخ "هيل فاير Hellfire" ومئات الآلاف من طلقات الذخيرة وبنادق "إم 4 M4"، استجابة لطلبات قدمها العراق وبما يتفق مع سياسة مكافحة الإرهاب واتفاقية الإطار الاستراتيجي بينهما.
كما سبق ووافقت الولايات المتحدة الأمريكية على صفقة بيع أسلحة "محتملة" للعراق في يناير 2016م تبلغ قيمتها حوالي ملياري دولار، وفقا لوكالة التعاون الدفاعي الأمني التابعة للبنتاغون والتي تشرف على مبيعات الأسلحة الخارجية وجاء ذلك في بيان نشرته الوكالة قالت فيه "اتخذت وزارة الخارجية قرارا بالموافقة على صفقة بيع أسلحة محتملة للعراق تشمل أسلحة ‘F-16’ والذخائر والمعدات والدعم اللوجستي وتشمل الصفقة 24 صاروخا من طراز "AIM-9M Sidewinder" إلى جانب 150 صاروخا من نوع "AGM-65D/G/H/K Maverick"وأكثر من 14 ألف قنبلة متعددة الأغراض و2400 رأس حربي متعدد الأغراض و 8250 عدة ذيل لقنابل "Paveway II" الموجهة بالليزر و150 عدة ذيل لقنابل "Paveway III" الموجهة بالليزر، علاوة على مدفع "M61 Vulcan Rotary" و6 قنابل "MK-82" بالإضافة إلى 4 قنابل ."MK-84" و أن هذه الصفقة المقترحة "تساهم في السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال المساعدة على تحسين أمن شريك استراتيجي، إذ تدعم بشكل مباشر العراق وتخدم مصالح الشعب العراقي."
يذكر ان وجود القوات الامريكية بالعراق سوف يخلق حالة من الجدل الذى يدلّ على التسييس الداخلي بين الفصائل العراقية الشيعية ومدى اهتمام الجماعات العراقية وداعميها الأجانب بتوازن القوى المحلّية أكثر من اهتمامهم بهزيمة تنظيم داعش وهو الامر الذى اكد عليه الباحث الامريكي مايكل نايتس بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الادني قائلا " إنّ الصدام حول عودة القوّات الأمريكية كان سيحصل عاجلاً أم آجلاً ففي يونيو ٢٠١١، وقبل أشهر فقط من الانسحاب الكامل للقوّات العسكرية الأمريكية، قامت الميليشيات التي تدعمها إيران بقتل ١٦ أمريكياً للتشديد على فكرة توجّب رحيل القوّات الأمريكية من العراق وإنّ عودة الولايات المتحدة والقوّات الغربية الأخرى إلى العراق هو أشبه بكابوس يقظة بالنسبة إلى إيران ووكلائها في العراق ولا سيما «فيلق بدر»، و«كتائب حزب الله» و«عصائب أهل الحق فهذه الميليشيات تشكّل خطراً على الوجود الأمريكي المؤلّف من ٣٥٠٠ شخص منذ عودتهم في عام ٢٠١٤ وتهدّد بقتل المستشارين الأمريكيين إذا تخطّوا الخطوط الحمراء مثل إنشاء قواعد أمريكية فقط أو تسليح الولايات المتحدة للجماعات الكردية أو العربية السنّية شبه المسلّحة من دون تدخّل بغداد.
وأضاف ومؤخّراً فإن الجماعات التي تدعمها إيران بدأت تمارس ضغطاً متواصلاً لاستبدال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بروسيا وإيران وقد شمل ذلك جهوداً غير مثمرة لتحويل مركز قيادة الحرب بأكمله من «مركز العمليات المشتركة الموحدة» (الذي ينسّق مع التحالف) إلى مركز لمشاركة المعلومات الاستخباراتية يضمّ ممثّلين عن العراق، والميليشيات الشيعية، وروسيا، وإيران، و«حزب الله» اللبناني، ونظام الأسد وإنّ الأحداث الأخيرة قد صبّت في مصلحة الجماعات التي تحاول إخراج التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من العراق ففي ٢٢ أكتوبر، شاركت القوات الخاصة الأمريكية في مداهمة كردية في الحويجة، مما أسفر عن مقتل جندي أمريكي واحد، ومنذ ذلك الحين برز دليل آخر على تنفيذ القوّات الخاصة الأمريكية هجمات قنص وقصف بقذائف هاون بشكل متقطّع على قوّات تنظيم «داعش » على طول الجبهة الكردية الأمامية.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن الولايات المتحدة الإمريكية تعتبر أن المواجهة التى يخوضها الجيش العراقي ضد تنظيم داعش الدموى فى الاراضى العراقية التى استولى عليها فى عام 2014م جزء من الإستراتيجة الإمريكية لمواجهة التنظيم الدموى خارج حدودها وإن أى نجاح تحققه هذة القوات هو نجاج لها باعتبارها مواجهة خارج أراضيه، لعدو يتربص بمصالحها ولذلك تحاول طوال الوقت تقديم الدعم المادي له من خلال السلاح والعتاد، وهو الأمر الذى يمكن اعتباره سياسية براجماتية واضحة من واشنطن لاجل خدمة مصالحها .
