بعد إعلان البنتاجون قتله.. من هو حافظ خان زعيم "داعش أفغانستان"؟

الأحد 14/أغسطس/2016 - 10:26 م
طباعة بعد إعلان البنتاجون
 
بعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون الجمعة الماضية، مقتل زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش" في أفغانستان وباكستان، حافظ سعيد خان في غارة أميركية استهدفت المنطقة الحدودية بين البلدين، إلا أن التنظيم لم يُعلن حتى أمس الأحد، مقتل قائده حافظ خان.
ويبدو أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية مقتل حافظ خان، عزز من حقيقة مقتله فعلياً، خاصة ان تقارير مشابهة نُشرت في وقت سابق وتحديداً في يوليو 2015 حيث نشرت تقارير مُتخصصة مقتله إلا أن تلك الأخبار تم نفيها في وقت لاحق حيث بث خان تسجيلات صوتيه له.
نائب المسؤول الإعلامي في البنتاغون، غوردون تروبريدج، قال إن الضربة جاءت في إطار تنفيذ عمليات مشتركة بين الولايات المتحدة وقوات العمليات الخاصة الأفغانية ضد التنظيم يوليو الماضي، وأضاف تروبريدج: "في ذلك الوقت، شنت القوات الأميركية غارة جوية استهدفت حافظ سعيد خان، أمير تنظيم (داعش) في خراسان، في مقاطعة أشين في إقليم ننغرهار في 26 يوليو الماضي، ما أدى إلى مقتله".
بعد إعلان البنتاجون
ولم تتوفر تفاصيل الغارة على الفور، لكن مسؤولا أميركياً قال لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) أن خان قُتل في غارة لطائرة من دون طيار.
وبلا شك يعتبر مقتل خان انتكاسة كبيرة لتنظيم "داعش"، خاصة انه كان يسعى بقوة خلا الفترة الماضية اعتبار نفسه قوة راسخه فعلية في باكستان وأفغانستان، ويسعى إلى كسب أرضيات جديدة في أفغانستان وباكستان. 
وكانت السلطات الأفغانية تعتقد خطأ أن خان قُتل في غارة مختلفة في (يوليو) العام الماضي، عندما استهدفت طائرة أميركية من دون طيار عشرات من الكوادر المرتبطين بالتنظيم في إقليم ننغرهار المضطرب، القريب من الحدود الباكستانية، ويأتي الهجوم بعد أقل من ستة أشهر من غارة في أفغانستان قتل فيها عبد الرؤوف كاظم، الذي يُعتقد أنه الرجل الثاني لـ"داعش" في البلاد.
وقالت تقارير إن الوضع الأمني في أفغانستان تدهور في الأشهر الأخيرة بعد انسحاب غالبية القوات الأجنبية، ما حمل الولايات المتحدة على تمديد فترة انتشارها العسكري، فيما تتحمل القوات المحلية وحيدة مسؤولية فرض الأمن في البلاد، ويصل تعداد القوات الأميركية 9800 رجل في أفغانستان، وتتمثل مهمة تلك القوات في تقديم الاستشارة والمساعدة للقوات الأفغانية وبإمكانها أيضاً أن تنفذ عمليات قتال ضد قوات متطرفة مثل "القاعدة" و"داعش".
بعد إعلان البنتاجون
ما عزز من قوة وسيطرة القوات الأميركية على الأوضاع الميدانية، هو تنفيذ غارة قتلت زعيم حركة "طالبان" الملا أختر منصور في مايو الماضي، وتبنت طالبان باكستان وداعش التفجير الانتحاري المروع الذي استهدف مستشفى في باكستان الإثنين الماضي، وأسفر عن مقتل 73 شخصاً، وأعلن التنظيم المتشدد أيضاً مسؤوليته عن هجوم كابول في الـ23 من الشهر الماضي، والذي أودى بحياة العشرات.

من هو حافظ سعيد خان:

من هو حافظ سعيد خان:
ولد حافظ  سعيد خان، في عام 1972، بمنطقة "أوراكزاي" هي منطقة قبلية في باكستان بالقرب من الحدود الافغانية، تلقي تعليمه علي يدر جل دين محلي في كتاب المدينة، ثم التحق بمدرسة دار العلوم الاسلامية بمنطقة هانجو القبلية بشمال غرب باكستان. 
وفي هذه مدرسة دار العلوم الاسلامية كان من زملائه وقتها المتحدث باسم حركة طالبان باكستان شهيد الله شهيد، وحافظ خان متزوج وله ولدان وبنت.
عقب تنفيذ تنظيم القاعدة هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الامريكية، واعلان واشنطن الحرب علي حركة طالبان وهي التي كانت تحكم أفغانستان، انضم حافظ سعيد خان إلى حركة طالبان لجهاد ضد الاحتلال الأمريكي للبلاد، والتي بقي فيها أكثر من عامين، ثم عاد إلى باكستان لتأسيس حركة طالبان باكستان.
وعقب عودته إلى منطقته القبلية "أوراكزاي" القريبة من أفغانستان، كان  في حافظ سعيد خان، أحد مؤسس وقادة حركة طالبان الباكستانية، أصبح سعيد مساعدا لـ " بيت الله محسود" الزعيم المؤسس لحركة طالبان باكستان، ويعتبر محسود أحد أكثر الشخصيات المرهوبة الجانب ليس في باكستان وحدها بل في العالم بأسره
واختار بيت الله محسود،  حافظ سعيد خان ضمن قيادة حركة طالبان باكستان، وعضو مجلس شوري الحركة، وامير حركة طالبان في منطقة "أوراكزاي".
بعد إعلان البنتاجون
وعقب مقتل بيت الله محسود في أغسطس 2009 في غارة  لطيارة بدون طيارة الامريكية، حدث انشقاق في حركة طالبان  وانقسمت حركة طالبان باكستان الي مجموعتين، مجموعة " فقير محمد- حكيم الله محسود" والمجموعة الثانية "ولي الرحمن" وهو من قبلية بيت الله محسود وانحاز حافظ سعيد خان  لـ"ولي الرحمن".
ولكن سرعان ما حسم "حكيم الله محسود" زعامة حكرة طالبان ولكن عقب مقتله في نوفمبر 2013، في غارة أمريكية بدون طيار، كان حافظ سعيد خان واحدا من المتنافسين الرئيسيين الثلاثة لتولي زعامة وقيادة حركة طالبان الباكستانية،  ولكن الأمور لم تسير كما يريد حيث انتخبت "الملا فضل الله" قائدا جديدا للحركة.
عُين خان قائداً للتنظيم في "إقليم خراسان"، الذي يضم أفغانستان وباكستان وأجزاء من دول مجاورة، في بداية العام الماضي، عندما انشقت مجموعة طالبانية وأعلنت ولاءها للتنظيم، ومنذ ظهور "داعش أفغانستان"، توالت الانشقاقات في حركة "طالبان" وسط اعتماد بعض المتمردين علم تنظيم "داعش" لإظهار أنفسهم كقوة أكثر فتكاً.
وخان كان معروفاً بمشاركته المباشرة في الهجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف، وأفعال شبكته أرهبت الأفغان، خصوصاً في ننغرهار.

شارك