فض اعتصام رابعة بين قيادات الجماعة ومحمد حسان
الثلاثاء 16/أغسطس/2016 - 11:17 ص
طباعة
تمر هذه الايام الذكرى الثالثة لفض اعتصامي رابعة والنهضة، وقد اتخذت هذه الذكرى شكل مختلف فبينما تتشدد الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي ويشبهون ما حدث في فض اعتصام رابعة بالهولوكوست، الا انهم على ارض الواقع لا وجود لهم، بينما الحال كذلك الا وان انتهى الداعية السلفي محمد حسان من إنتاج فيلم وثائقي، عن اعتصام الإخوان في رابعة العدوية، ومن المنتظر عرضه على شاشة قناته «الرحمة» خلال الساعات القليلة المقبلة. ووفقا لمصدر مقرب من الداعية السلفي الشهير، فإن هذا الفيلم لن يتحدث عن الاعتصام الإخوانى نفسه كما يتوقع الكثيرون، بل سيكون عبارة عن توثيق لمواقف الشيخ محمد حسان وتصريحاته، منذ بدء الاعتصام عقب الدعوة لثورة ٣٠ يونيو المجيدة وحتى الفض يوم ١٤ أغسطس عام ٢٠١٣. وسيتضمن الفيلم تصريحات «محمد حسان» حول محاولاته المستميتة لإقناع قيادات الإخوان بفض الاعتصام بأنفسهم، دون إجبار قوات الأمن على تنفيذ الفض بالقوة. وأوضح المصدر، الذى رفض ذكر اسمه، أن السبب الرئيسي وراء إطلاق الداعية السلفي الشهير هذا الفيلم الوثائقي في تلك الفترة تحديدا دون غيرها من الفترات هو حملة الهجوم الشرسة التي شنتها قيادات الجماعة عليه مؤخرا، واتهامه بأنه من مشايخ الدم الذين باركوا قتل معتصمي الإخوان في رابعة، الأمر الذى جعل حسان يرد عليها بالدليل لإنقاذ شعبيته في الأوساط الإسلامية.
وعلى الجهة المقابلة قد شنت قيادات اعتصام رابعة العدوية، هجومًا حادًا على الداعية السلفي محمد حسان، على إثر حديثه عن مفاوضات الخروج من أزمة ما بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، وفض رابعة. وفي تصريحات تليفزيونية، قال محمود حسان، شقيق حسان، إن أخاه والدكتور جمال المراكبي، والدكتور محمد عبد السلام، اجتمعوا مع قيادات الإخوان قبل فض اعتصام رابعة، وخلص الاجتماع بالاتفاق على 3 نقاط، هي:
الشيخ حسان
"عدم فض الاعتصام بالقوة، الإفراج عن المعتقلين، وعمل مصالحة حقيقية في الإعلام". وأضاف أن الشيخ حسان التقى بالرئيس السيسي، واستمر اللقاء لمدة 3 ساعات من 8 إلى 11 مساءً، مشيرا إلى أن أول جملة قالها السيسي للشيوخ الحضور في اللقاء: "أنا كنت منتظركم من زمان، و يا مشايخ اللي ما اديتهوش آشتون ولا لأمريكا أيدهولكم أنتم، إحنا ولاد بلد واحدة". واستطرد: أن الشيخ حسان ذكر الفريق السيسي بحرمة الدماء، وأن الدماء أعظم عند الله من هدم الكعبة، مشيرا إلى أن السيسي وافق على مطالب الإخوان، وأكد أنه لن يفض الاعتصام بالقوة شرط فتح الطريق أمام حركة المرور. وواصل، أن السيسي قال إنه إذا تم الاتفاق من قبل جماعة الإخوان على الشروط فإنه سيتم الإفراج عن المعتقلين غير المتورطين في أي جرائم، بما في ذلك الرئيس الأسبق محمد مرسي، وإذا رغب في الترشح مرة أخرى فليفعل.
عمرو دراج، القيادي الإخواني
بدوره، قال عمرو دراج، القيادي الإخواني: "محمد حسان يدعى أني قلت له كلاما رغم أني لم أقابله في حياتي ويدعى أن آشتون قالت لنا قبل الفض بأيام إن د. مرسي سيعود ولذلك رفضنا ما يسمى بعروض السيسي، في حين أن آشتون لم تكن موجودة في مصر في هذا الوقت أصلا"، حسب تأكيده. وأضاف: "كلامه كله تناقض فكيف يقول إن آشتون قالت لنا علينا قبول الواقع وفي نفس الوقت وعدتنا بعودة د. مرسي؟.. هذا الرجل مشارك في مسئولية الدماء".
صفوت عبدالغني، القيادي بالجماعة الإسلامية
وفي السياق ذاته، أعاد نشطاء شهادة صفوت عبدالغني، القيادي بالجماعة الإسلامية، حول حديث حسان، والتي نشرها في فبراير 2014. وقال عبد الغني: "عندما قام حزب النور بنشر مقطع فيديو للشيخ حسان يسرد فيه حديث المفاوضات الذي دار بينه وبين ممثلين عن التحالف الوطني لدعم الشرعية فإنني آثرت عدم التعليق أو الرد، لأن أهداف حزب النور معروفة، ومواقفه العدائية لجماعة الإخوان المسلمين لا تحتاج إلى تعليق أو توضيح". وأضاف: "كنت من الذين حضروا الاجتماع المذكور مع فضيلة الشيخ، ويمكنني أن أجمل شهادتي في النقاط الآتية: أولاً: في بداية الاجتماع دار نقاش طويل أثناء الاجتماع عن الأزمة وأسبابها وملابساتها، ثم ناقش المجتمعون كيفية إنهاء الأزمة والخروج منها، وهنا تمسك ممثلو التحالف وأكدوا أنه لا مطالب للتحالف إلا عودة الشرعية المتمثلة في:
أولا: عودة الرئيس الدكتور محمد مرسي، والدستور، ومجلس الشورى المنتخب.
ثانيًا: أبدى الشيخ حسان تفهمه لمطالب أعضاء التحالف لكنه أبدى تخوفه من أن المؤسسة العسكرية لن ترضى بهذه المطالب وأنهم لن يستجيبوا لها نهائيا.. ثم حاول جاهدا مع أعضاء التحالف على مدار أكثر من ثلاث ساعات كاملة البحث عن أية حلول أخرى لحل الأزمة ولكن دون جدوى. ثالثًا: كان من المنتظر أن يجتمع وفد العلماء «الشيخ محمد حسان ومن معه» مع المؤسسة العسكرية عقب اجتماعهم مع وفد تحالف دعم الشرعية، ويريد وفد العلماء أن يتم التوصل لأية حلول لطرحها على المؤسسة العسكرية لحل الأزمة ولكن أوشك الاجتماع على الانتهاء دون التوصل لأية حلول.
رابعًا: خروجا من الإعلان عن فشل الاجتماع وتجنبًا لإغلاق الباب أمام أية حلول سياسية، طرح بعض الحضور حلاً وسطًا مفاده أن يطرح العلماء في لقائهم المرتقب مع المؤسسة العسكرية مسألة تهيئة الأجواء، وذلك لحين إيجاد حل عادل للأزمة وتمثلت التهيئة في «الإعلان عن عدم فض الاعتصامات بالقوة، الإفراج عن جميع المعتقلين بعد 30 يونيو وإسقاط جميع القضايا».
خامسًا: أجمع الحاضرون على ذلك «الحل الوسطي» بشرط أساسي ورئيسي وصريح تم الاتفاق عليه وهو أن هذا الطرح هو طرح وفد العلماء ويمثل وجهة نظرهم هم وقناعتهم الخاصة للتمهيد لحل الأزمة، وليست وجهة نظر التحالف أو مطالبهم، فالمطالب النهائية للتحالف معروفة ومعلنة وأنهم لن يتنازلوا عن عودة الشرعية.
سادسًا: حدث لقاء بين وفد العلماء والفريق السيسي «ومعه بعض قيادات المجلس العسكري» وعرضوا عليهم مسألة تهيئة الأجواء فاشترط المجلس العسكري لعدم فض الاعتصامات بالقوة الشروط الآتية:
*عدم خروج أية مسيرات من الاعتصام.
*تواجد المعتصمين على الرصيف فقط.
*فتح الطرق بشكل كامل أمام حركة السيارات.
*السماح بالتواجد الأمني داخل الاعتصام !
كما أنهم رفضوا نهائيا مسألة الإفراج عن المعتقلين أو إسقاط التهم عنهم بدعوى أن الأمر بيد القضاء، وأنه لا يصح لأحد أن يتدخل في أعمال القضاء.
سابعًا: «الأمر الأهم» والذي أغفل الحديث عنه الشيخ «محمد حسان» وشقيقه أن الفريق السيسي شرح لوفد العلماء باستفاضة أن ليس هناك ما يسمى «بالمشروع الإسلامي»، وأنه مشروع فاشل، وأنه شخصيًا لن يسمح نهائيا لأصحاب هذا المشروع الإسلامي أن يتولوا السلطة في مصر! ثم عرض على الشيخ حسان عودة قناة الرحمة الخاصة به فقط، وأنه لن يسمح بعودة القنوات الدينية الأخرى لأنها قنوات تحريضية.
ثامنًا: طلب وفد العلماء لقاء ممثلي التحالف بعد لقائهم مع السيسي وشرحوا لهم ما تم في اللقاء فلم يستحسن أحد من ممثلي التحالف أو يقبلوا بشروط المجلس العسكري الإذعانية واعتبروها مصادرة على المطالب، ورفضا قاطعا لعودة الشرعية، وعداءً واضحا وصريحا للمشروع الإسلامي حتى وإن أتت به الإرادة الشعبية، وأن شروط عدم فض الاعتصام بالقوة هي في حقيقتها فض صريح للاعتصام.
د. صلاح سلطان
تاسعًا: قام ممثلو التحالف بمعاتبة الشيخ «محمد حسان» على حديثه المبهم في مسجد الحصري والذي أوهم الناس «على غير الحقيقة» أن المجلس العسكري استجاب لمطالب وفد العلماء على تهيئة الأجواء وعدم فض الاعتصام بالقوة، مما أثار استياء بعض قيادات التحالف، حيث اعتلى «د. صلاح سلطان – د. صفوت حجازي» منصة رابعة العدوية وأنكرا على الشيخ حسان ما قاله، وأكدا تمسك التحالف بعودة الشرعية كاملة.
عاشرًا: إنه كان يجب على الشيخ محمد حسان ومن معه من وفد العلماء أن ينكروا على المجلس العسكري موقفهم العدائي للمشروع الإسلامي، وانقلابهم على الشرعية والإرادة الشعبية، وعدم استجابتهم لمطالب الإفراج عن المعتقلين، لكن من الواضح أن الممارسات القمعية التي تنتهجها المؤسسة العسكرية من قتل وسجن وإبادة تجعل البعض «من باب المصالح والمفاسد» عادة ما يتوجهون بخطابهم وتنديدهم وإنكارهم على المظلوم وليس للظالم.
حادي عشر وأخيرًا: فإنني أقولها لله تعالى وللتاريخ «وبغض النظر عن صحة موقف التحالف من عدمه» إن قيادات التحالف لم تغدر يوما أو تنقض عهدًا أو تخالف اتفاقا فمسألة «تهيئة الأجواء» فضلا عن كونها مطلبا خاصا لوفد العلماء حسب الاتفاق فإنه لم يلق قبولا أو استجابة من المجلس العسكري وإن من حق التحالف أن يرفض ما يعرض عليه من هذا المجلس طالما أنه لا يتوافق مع أهدافه أو مطالبه وأن عدم موافقة التحالف على الشروط التي قررها المجلس العسكري لا يعد نقضا لاتفاق لأنه لم يكن ثمة اتفاق من حيث الأصل بل حديثاً تمهيديًا وليس اتفاقا نهائيا.
مصطفى البدري، عضو المكتب السياسي بالجبهة السلفية
وفي شهادته أيضا، قال مصطفى البدري، عضو المكتب السياسي بالجبهة السلفية، إن "محمد حسان لم يقف موقفا صريحا من الثورة المصرية وظل متأرجحا ممسكا بالعصا من المنتصف حتى سقط مبارك" وأضاف: "محمد حسان ظل يناصر المجلس العسكري بعد الثورة زاعما أن الجيش المصري هو الحصن الحصين والركن الركين الذي بدونه يسقط الوطن والدين"، بحسب كلامه. وأوضح أنه "في يوم 28 أكتوبر 2011 جاء الشيخ ليخطب الجمعة في الجامع الكبير عندنا في العبور، ورغم أنني مكلف بالخطبة في جامع آخر.. إلا أن كبار المسئولين في المدينة قد طلبوا مني أن أكون في استقباله بصفتي مسئول الدعوة السلفية بمدينة العبور، وبالفعل قام الإخوة في الدعوة بتنظيم كل شيء، حتى شهد هو شخصيا بأنه أفضل نظام لخطبة جمعة حضرها من بعد الثورة. وتابع: "رغم إعلاننا عن المشاركة في مظاهرة هذا اليوم، ورغم اللافتات التي كان يرفعها الشباب في ساحة الجامع لدعوة الناس للمشاركة في جمعة (المطلب الواحد) والتي كانت من أجل تحديد موعد انتخابات الرئاسة وتسليم السلطة.. دندن الشيخ في الخطبة حول عظمة الجيش وأهمية الحفاظ على الجيش حتى ألقى في روع الحاضرين (ليت الجيش يظل حاكما طوال العمر)". ولفت إلى أن "الشاهد أننا وصلنا ميدان التحرير متأخرا، ورآنا الأستاذ حازم أبو إسماعيل لحظة الدخول وعددنا قليل، فقال لي: كل هذا التأخير وتأتيني في النهاية بـ15 شخصا فقط؟! فقصصت عليه ما حدث، وأنني ظننت إمكانية الحشد في هذا الجمع الكبير، فقال لي: لا تُعَوِّل على أمثال هؤلاء أبدا". وذكر: "لما التقيت الشيخ رفاعي سرور قال لي كلمة أشد، قال: هؤلاء هم خصومنا أصلا. فتعجبت، ولكني حفظتها عنه".
عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية
فيما استنكر عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، هجوم الإخوان على الشيخ محمد حسان، في الوقت الذى تصمت فيه الجماعة عن تجاوزات أعضائها. وقال في تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "لست صاحب هوى كي أناصر محمد حسان أو غيره عندما يخطئ، ولست صاحب هوى كي أفرق بين الصمت الجزئي لمحمد حسان والصمت المطبق لأحمد فهمى رئيس مجلس الشورى، ذلك الرجل الذى تبخر يوم عزل مرسى لمجرد أن أحمد فهمى عضو بالجماعة وصهر لمرسى، ولست صاحب هوى لكى أحاول أن أفرق بينهما بأي فروق عساها تعطى مبررا لأحمد فهمى دون محمد حسان.
وتابع: "لست صاحب هوى كي أفرق بين موقف محمد حسان وراغب السرجاني وكلاهما كان رافضا لاعتصام رابعة، ولست صاحب هوى كي أتصيد لمحمد حسان كلمة لا تعجبني من هنا وهناك وأسكت عن المصيبة التي قالها ياسر على".
واستطرد: "مذهبي واحد ممن أيّدنا ولو في قليل من الحق قبلنا منه وشجعناه أن يكمل الطريق، ومن سكت عنا سكتنا عنه ولم نهيجه علينا لأن الأعداء كثيرون ولسنا بحاجة لزيادتهم واحدا، ومن نصر الباطل هاجمناه، لذا سكت عن حسان وعن محمد إسماعيل وعن أحمد فهمى وعن ياسر على وعن غيرهم كثيرين، ولكن أصحاب الهوى يفرقون ويحاولون إيجاد سبب للهجوم على فلان دون فلان، السبب الوحيد أن فلانا من جماعتهم بينما فلان ليس كذلك".
ومن خلال تلك الشهادات يتضح للقارئ انه ليس هناك جماعة سلفية واحدة ولا تيار اسلامي واحد فهم فرق شتى يأكلون على كل الموائد فلا الشيخ محمد حسان له موقف ثابت ومبدا ولا هؤلاء الذين يقدمون له النقد الان ولو عدنا بالزمن لأيام مبارك لوجدنا ان تلك الممارسات كانت ايضا تمارس الحديث ونقيضه حسب وجود المصلحة فهم معها وليست المصلحة هنا مصلحة الامة او الشعب بل مصلحة الجماعة او حتى المصلحة الفردية فحسان لم يكن يصدق ان ثورة يناير سوف تنجح لذلك بقي لأخر وقت يدعو لمبارك وضد الثورة وبعدما تنحى مبارك وجدناه بين صفوف الثوار، وهكذا فعلت الفصائل السلفية والتيار الاسلامي حتى الاخوان فعلوا ذلك اما فض رابعة فجميعهم اراد امساك العصى من المنتصف في احيان كثيرة واحيان اخرى طالبوا الدعم من كاترين اشتون والولايات المتحدة الامريكية لدرجة انهم على منصة رابعة طالبوا من اوباما ان يتدخل عسكريا، هذا لانهم لا يعرفون معنى الوطن.
