خسائر النظام السورى تتزايد بعد مقتل المزيد من قادته الميدانيين
الثلاثاء 16/أغسطس/2016 - 12:01 م
طباعة
أكثر ما يزعج النظام السورى فى صراعه الدموى مع المعارضة المسلحة هو فقده للمزيد من قادته الميدانيين بسبب صعوبة تعويض قادة جدد يدنينون له بالولاء فى ظل حالة الإنشقاقات الواسعة التى شهدها الجيش السورى عقب قيام الثورة السورية فى 15 مارس 2011م وكانت أخر هذة الخسائر فى القادة ما تم الإعلان عنه من قبل المعارضة المسلحة اليوم الثلاثاء 16-8-2016م من قتل قائد حملة النظام على بلدتى الزارة وحرنفسه بريف حماة الجنوبي، أثناء محاولة قوات الأسد التقدم على محور البلدتين، وسط قصف مدفعي وصاروخي على مناطق الاشتباكات.
وكشف شهود عيان أن الثوار قتلوا قائد حملة النظام في ريف حماة الجنوبي العميد الركن "محمد عثمان" مع عدد من عناصره أثناء تصدي الثوار لمحاولة الميليشيات الشيعية اقتحام بلدتي الزارة وحرنفسه، بالتزامن مع استهداف المنطقة بعشرات الصواريخ وقذائف المدفعية ويعد القائد الثالث لحملات النظام على ريف حماة الجنوبي وجاء قتله بعد أن سيطرت فصائل الثوار في وقت سابق من شهر أغسطس 2016م على عدة نقاط تابعة لقوات الأسد في حربنفسة والزارة، فيما رد النظام بقصف جنوني على المنطقة براجمات الصواريخ و المدفعية ما اضطر الثوار إلى الانسحاب من النقاط المحررة و العودة إلى نقاط الرباط الأساسية لهم في محيط القرية.
و بعد انسحاب الثوار من نقاط عناصرالأسد في محيط قرية حربنفسة بريف حماة الجنوبي، عادت ميليشيات النظام إلى تلك النقاط، فسارع الطيران الحربي باستهدافهم عن طريق الخطأ بغارتين على نقطة "تلة الدبابات" وعلى مدخل محطة الزارة الحرارية ما أدى إلى خسائر فادحة بالأرواح والعتاد في صفوفهم فى الوقت الذى قتلت فيه فصائل الثوار العشرات من قوات الأسد ودمرت عدة دبابات خلال محاولة قوات الأسد على مدار الأشهر الماضية.
وكانت مصادر سورية مطلعة قد اكدت فى وقت سابق إن نزيفا بشريا كبيرا تعاني منه المناطق “الموالية” للنظام السوري كان أحد أهم أسباب الاستعانة بالإيرانيين أولا ومن ثم بالروس وأن مناطق الساحل السوري استنفدت إلى حد كبير عسكريي الرتب الدنيا من جنود وضباط صف وأن مؤشرات الخسائر الأخيرة تشير إلى أن كبار الضباط في الجيش السوري صاروا يقاتلون كجنود مشاة في الخطوط الأمامية للحرب في عدد من الجبهات كما غطت صور الجنود القتلى الحيطان القريبة من الساحات العامة في مدن الساحل بطريقة غير مسبوقة في حين تمتلئ صفحات الجرائد المحلية بإعلانات النعي لجنود وضباط كبار سقطوا في المعارك الأخيرة في جبهات تمتد على جميع الأراضي السورية.
وتشير صفحات على الشبكات الاجتماعية أطلقها ناشطون مؤيدون للرئيس السوري بشار الأسد إلى تغير نوعي في قتلى الجيش السوري وأن عددا من كبار الضباط سقطوا في المعارك الأخيرة وبعد أن كانت صفحات “شهداء اللاذقية” و”القرداحة عرين الأسود” و”شهداء طرطوس” تنعى المقاتلين من الرتب العسكرية البسيطة، صارت تزدحم بقتلى من حملة رتب لواء ركن وعميد ركن وعقيد ركن ومقدم وأعداد كبيرة من رتب رائد ونقيب وملازم ولا تتناسب الأعداد الأخيرة من القتلى من أصحاب الرتب العليا مع النسب العالمية التي نادرا ما تشهد سقوط ضباط من رتب عليا في المعارك.
وأرجع مصدر عسكري سوري رفض الكشف عن اسمه ارتفاع نسبة القتلى من الضباط الكبار إلى أن عددا كبيرا من المجندين من منطقة الساحل قتلوا في المعارك خلال السنوات الماضية كما أن تركيبة الجيش السوري كانت تعتمد على تجنيد السنة برتب دنيا في حين يحتل الضباط العلويون الرتب العليا وقيادات الوحدات العسكرية وأدت الحرب الأهلية السورية إلى انقسام كبير دفع السنة إلى عدم الالتحاق بالخدمة الإلزامية أو الهروب منها أو الالتحاق بقوات المعارضة بمختلف تنويعاتها وانعكس نزيف الرتب الدنيا من “الموالين” وهروب “الممتنعين” أو “المعارضين” على الوحدات العسكرية المقاتلة التي صارت لا تجد من يقوم بواجباتها إلا الضباط الكبار.
وقال المصدر إن النظام استعان مؤخرا بالضباط غير القتاليين في أسلحة الإدارة والهندسة مما أدى إلى سقوط عدد منهم بين قتيل وجريح مما يعكس حالة الطوارئ التي يعانيها الأسد وأن قوات حزب الله التي دخلت معارك سوريا منذ أكثر من سنتين، بدأت تعاني من الإرهاق خصوصا في الجبهات الشمالية التي لم تتمكن من إحداث أي اختراق فيها على عكس انتصارات محدودة الأثر في جبهات الجنوب والمناطق المحيطة بدمشق كما تعاني قوات حزب الله من صعوبة الحركة وضعف الدعم اللوجستي وهو الأمر الذي لم تتمكن القوات الإيرانية المساندة من تحقيقه.
وخلص خبراء روس أجروا مقابلات شخصية مع العديد من الضباط السوريين الكبار إلى أن الوضع في الجبهات سيء جدا وأن مناطق عدة قد تسقط بسهولة رغم وجود ميليشيا حزب الله ومتطوعين أفغان وعراقيين وإيرانيين وجاءت توصية الخبراء حاسمة في القرار الذي اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرسال قوات روسية للقتال إلى جانب الجيش السوري خصوصا عبر دعم الدفاعات السورية بهجمات جوية توجهها طائرات روسية ضد تحالفات للمعارضة يمثل الإسلاميون العمود الفقري لها وساعد الدعم الجوي الروسي قوات الأسد على أخذ زمام المبادرة في بعض الجبهات لكن سرعان ما تمكنت القوات المعارضة من استعادة زخم هجماتها و إن عددا من كبار الضباط العلويين قتل في الهجمات الأخيرة التي شنها الجيش السوري على مناطق تسيطر عليها المعارضة مما شكل انتكاسة لجهود الأسد في تقوية وضعه في أي مفاوضات محتملة للخروج من الأزمة.
مما سبق نستطيع التأكيد على ان فقدان الاسد لقادته الميدانين يعد من أكثر الامو ازعاجا له فى صراعه الدموى مع المعارضة المسلحة بسبب صعوبة تعويض هؤلاء القادة الذين يدنينون له بالولاء فى ظل حالة الإنشقاقات الواسعة التى شهدها الجيش السورى عقب قيام الثورة السورية فى 15 مارس 2011م.
