السعودية.. بين رعاية أفكار الإرهاب.. ومقاومتها
الأربعاء 15/أكتوبر/2014 - 11:52 م
طباعة


بالرغم من أن المملكة العربية السعودية، نجحت على مدار السنوات الماضية، إلى حد كبير في تقليص مخاطر القاعدة داخل أراضيها، وتفكيك خلاياها، التي غادر منها الكثيرون إلى اليمن، إلا أنه في الوقت ذاته مازال كثير من المراقبين يعتقدون أن النظام التعليمي في السعودية يؤهل الشبان إلى الانخراط في التنظيمات الجهادية المتطرفة.
على صعيد آخر، وفى الوقت الذى تتقدم السعودية دول المنطقة المحاربة لما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)"، تورطت في تقديم دعم كبير لـ"داعش"، بمبرر مواجهة المخاطر الشيعية فى إيران والعراق.
وجاء القرار الأخير من الحكومة السعودية، بتجميد الحسابات البنكية للداعية السوري، "عدنان العرعور"، ليؤكد ذات المواقف المتناقضة، للسعودية، فعلى الرغم من أن السلطات السعودية هي التي قامت بتمويل برامجه على القنوات التي تبث من داخل العاصمة "الرياض"، ففي الوقت التي سمحت له الأخيرة ببث برامجه، إلا أنها أعلنت مؤخرًا أن يحرض شبابها على الإرهاب والذهاب إلى سوريا للجهاد فيها.
وجمدت لجنة مكافحة الإرهاب في البنوك السعودية الحسابات البنكية للداعية السوري "عدنان العرعور" وأبنائه المتهمين بجمع تبرعات يزعمون بأنها تذهب لضحايا الأزمة السورية.
وأكدت مصادر، أن من ضمن الذين جُمّدت أرصدتهم شخصاً يحمل الجنسية التركية.
يأتي ذلك بعد أيام من إثارة وسائل إعلام محلية في السعودية قضية جمع الداعية السوري المثير للجدل تبرعات لمساعدة سوريين متضررين من الأزمة التي تعصف ببلادهم منذ أكثر من 3 سنوات.
نشأته

عدنان بن محمد العرعور.. عالم مسلم سني سوري، ولد في حماة 1948، ويعود نسب أسرته إلى شمال الجزيرة العربية إلى المزارعة من قبيلة عنزة.
يقيم الشيخ العرعور في مدينة الرياض في السعودية حيث يعمل مديراً علمياً للبحوث والنشر، كذلك اشتهر في دوره الإعلامي في تغطية الاحتجاجات السورية، حيث أنّ العرعور من المعارضين للنظام السوري.
تلقى العرعور العلم على يد كثيرين من أهمهم: محمد الحامد وهو من كبار شيوخ الشام، ثم الشيخ الألباني ومحمد نسيب الرفاعي، و عبد الرحمن عبد الصمد، ومحمد عيد العباسي ،و ابن باز وغيرهم، وقد شارك في مؤتمرات دولية كبيرة، وندوات عالمية كثيرة.
حصل على جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية الشريفة والدراسات العلمية المعاصرة في دورتها الأولى في بحث قدم بعنوان منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر.
بداياته

برز اسم "العرعور" مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا يوم 15 مارس 2011، واشتهر إعلامياً في الشارع السوري من خلال ظهوره الدوري في فضائيات خليجية ليأخذ دوراً داعماً لـ "الثورة السورية" التي كان أحد أشد مناصريها، ولكن بطريقة لا تشبه باقي الدعاة، حيث كان يستخدم أسلوباً أقرب للسوقية.
كما اشتهر العرعور من خلال مناظراته وأبحاثه التي تنتقد بعض المذاهب كالشيعة والصوفية استناداً للمنهج السلفي الذي يتبناه، وهو يقيم في مدينة الرياض حيث يعمل مديرًا علميًا للبحوث والنشر.
مؤلفاته

له عدد من الكتب منها، ثلاث صلوات مهجورة، أحكام القنوت، الوصية الشرعية، أدلة الإثبات بأن جدة ميقات، التشاؤم أنواعه وأحكامه، أحكام التأمين وأنواعه وأحكامه بعنوان التأمين بين التشدد والتساهل، فهرس الترغيب والترهيب للمنذري، فهرس معجم الطبراني، كتيب السبيل إلى منهج أهل السنة والجماعة، الواقع المؤلم بين المعالجة المرتجلة والتأصيل الصحيح، التيه والمخرج، صراع الفكر والاتباع، صفات الطائفة المنصورة، منهج الاعتدال: وهو وقفات في الإيمان والتكفير والسياسة والحكام ونقد الجماعات والرجال.
كتب تحت التأليف، جامع السنة: ويجمع السنة النبوية كلها، وقد بلغ حتى الآن أكثر من أربعين مجلداً، قواعد معرفة الحق، الإنصاف: معناه، قواعده، وصوره، الاختلاف: أنواعه، أحكامه، مواقفه، التصوير: أنواعه وأحكامه، الطريقة النبوية لإقامة الدولة الإسلامية، المجتمعات: أنواعها وأحكامها.
تحريضه على الفتن

العرعور كما يراه الخبراء، هو رأس الفتنة الطائفية، حيث مارس التحريض المذهبي، يسعى إلى الظهور الإعلامي، وتاجر بقضية بلاده طائفيا، كما حرّض حلف الناتو على قصف وتدمير بلاده بحجة إسقاط نظام الأسد، حيث أن حلف الناتو سيدمر سوريا ويقتل السوريين.
يحرض العرعور على الفتن من خلال قنواته الفضائية التي أطلقهما من خلال التبرعات، إذ أطلق قناتين فضائيتين، حملت بعض برامجهما أفكارًا متشددة ومناقضة للدعوات السعودية الرسمية والشعبية الداعية إلى الاعتدال، بل إنه تجاوز أيضاً في الدخول إلى الأزمة السورية بالدعوة للقتال فيها، على الرغم من وجود أبنائه الأربعة لجانبه، وعدم سفرهم للقتال.
من برامجه التي دعم من خلالها الاحتجاجات السورية "الشعب السوري.. ماذا يريد" على قناة وصال الذي يقدمه ابنه حازم العرعور، و"مع سوريا حتى النصر" وهو برنامج تشترك في بثه عدة قنوات قناة صفا، وقناة وصال، وقناة بيان وفضائية سوريا الشعب، و قناة شدا ويبث من الرياض، وبرنامج "لعلهم يهتدون" وهو برنامج تشترك في بثه عدة قنوات كقناة وصال، و قناة شدا الحرية يقدمه الإعلامي عبدالإله الدوسري.
قام العرعور بفتح حسابات لجمع تبرعات مالية تحت غطاء غير رسمي؛ وهو ما أثار الكثير ضده، وكان آخرها ما قاله المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ، من أنه لا بد للمنظمات والجمعيات التي تعمل على جمع التبرعات المالية من ترخيص، وينبغي التأكد من المتبرَّع لهم والجهة المتبرَّع لها، والتأكد منها، وأن هذه الجهة المُتبرّع لها لا تشكِّل خطراً على الأمة، أو تعين الجماعات الإرهابية.
وقال عن العرعور "أخشى من عدم وجود ترخيص أنه خائف من شيء".
خرقه للقوانين

المحامي عبدالرحمن اللاحم
قال المحامي عبدالرحمن اللاحم، إنه تم تجميد الحساب البنكي الخاص بجمع التبرعات للشيخ عدنان العرعور، ووصف اللاحم تجميد حساب العرعور بأنه "خطوة بسيطة"، داعيا إلى تطبيق القانون بحقه، في إشارة إلى العقوبات الرادعة التي أعلنت عنها الرياض قبل أشهر، بحق من يروج أو يدعم أو يمول تنظيمات تعتبرها إرهابية.
واعتبر اللاحم أن العرعور خرق قوانين السعودية بإعلانه عن جمع التبرعات بصورة علنية، وقال إنه يمارس عملاً خارج تخصصه المهني "حيث قدم للمملكة بتأشيرة "موظف مقاولات" فأين وزارة العمل عنه وهو يمارس عملاً خارجاً عن تخصصه؟.
وأشار اللاحم إلى أن العرعور مجرد "عمالة سائبة" قانونياً، وقال: "التكييف القانوني للعرعور وفق القرار الوزاري الصادر من وزير الداخلية هو أنه "عمالة سائبة" لماذا تُرك وكفيله دون محاسبة؟"
وكشف تقرير عن اعتراف الجمعية التي يشرف العرعور عن مزاولتهم جمع التبرعات منذ 4 سنوات في العاصمة الرياض في حسابه الخاص، مظهراً أن الجمعية تستخدم وسائل الاتصال الاجتماعي ورسائل الهواتف الجوالة للإعلان عن تبرعاتهم.
طريقة غير مشروعة لجمع التبرعات

يجمع العرعور منذ 4 سنوات تبرعات بطرق غير مشروعة بزعم إرسالها للسوريين، في وقت اتهامه بإثارة الفتن الطائفية وتحريض الشبان السعوديين على الذهاب إلى سوريا "للجهاد، ويساند العرعور لـ"الثورة" السورية المسلحة، ضد النظام السوري، منذ بدأها، حيث دعا إلى الجهاد وأعلن النفير العام، وذلك في برنامجه الذي كان يقدمه في أحد القنوات الإسلامية الفضائية الممولة من السلطات السعودية.
آراء الخبراء

الدكتور سلطان العنقري
يرى خبراء سعوديون، أن الحل الأمثل هو إبعاد العرعور، من السعودية لأنه يحرض الشباب السعودي على الذهاب إلى "الجهاد”" في سوريا، مثلما طالبوا بتجريم دعاة سعوديين آخرين مثل الشيخين محمد العريفي وسلمان العودة لتحريضهم على الجهاد ولكنهما رفضا هذه التهمة وهددا بمقاضاته.
مدير عام مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية السعودية سابقاً الدكتور سلطان العنقري، قال بأن العقوبات التي يمكن أن يتحملها العرعور هي تقديمه للمحاكمة والسجن ومصادر جميع الأموال التي جمعها من التبرعات.
انتقد عضو هيئة الادارة العامة للتوجيه والارشاد بالمسجد الحرام سابقا عبدالعزيز الموسى، خلال لقاء تلفزيوني دور العرعور في جمع التبرعات وقال: لسنا بحاجة للعرعور أو غيره ليعلمنا الكرم، العرعور تحول من رجل مناظرات طائفية إلى جامع تبرعات.
الجهاد في سوريا

تسببت خطب العرعور وأحاديثه على القناتين التي ساهم في إنشائهما بسفر أعداد كبيرة من الشباب السعودي إلى سوريا من "الجهاد" حسبما أكد المختصون.
وانتقد كثيرون في السعودية إقدام الرجل على جمع الأموال بطرق غير مشروعة عبر التبرعات بحجة ارسالها لأهالي سوريا، رغم تقديم السعودية لملايين الدولارات كتبرعات للسوريين من خلال حملة خاصة أُنشئت خصيصًا لهذا الغرض.