بعد استعادة "سرت".. هل ينتهي "داعش" في ليبيا؟

الثلاثاء 23/أغسطس/2016 - 01:32 م
طباعة بعد استعادة سرت..
 
يبدو أن العد التنازلي لاستعادة مدينة سرت كاملة من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش" قد بدأ، في ظل سيطرة قوات الوفاق التابعة للمجلس الرئاسي الليبي على معظم المناطق في المدينة التي يسيطر عليها التنظيم منذ يونيو 2015.
بعد استعادة سرت..
في هذا السياق يقول مصطفى نوح، رئيس جهاز المخابرات الليبية التابع لحكومة الوفاق: إن أيام تنظيم داعش الإرهابي في مدينة سرت أصبحت معدودةً، وسينتهي بالكامل منها، لكن هذا لا يعني أن التنظيم سيتم التخلص منه نهائيًّا في ليبيا أو أن كل عملياته ستنتهي.
ورغم ذلك يرى مراقبون أن استعادة مدينة "سرت" هي بمثابة القضاء على التنظيم الإرهابي بالكامل من ليبيا، فيما يرى آخرون أن الأخير سيتفرع في البلاد وهذا لا يعني قطع جذوره بالكامل.
نوح أكد خلال تصريح صحافي، أن داعش قد يواصل عملياته القتالية بواسطة سيارات مفخخة وعمليات انتحارية، إلى جانب تنفيذ اغتيالات عشوائية، وكلها أساليب قتالية جبانة، لكن مع ذلك لن يبقى للتنظيم مكان آمن في ليبيا. 
ويرى محللون أن التنظيم الإرهابي "داعش" قد أوشك على الهزيمة في سرت مع تقدم قوات الوفاق الليبية المدعومة من المجتمع الدولي، وبمساندة الضربات الجوية الأمريكية.
وبعد مرور ثلاثة أشهر، من بدء معركة تحرير سرت، من قبضة "داعش"، نجحت قوات الوفاق التابعة لحكومة الوفاق الوطني، في السيطرة على أبرز معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في المدينة، والتي تعد أبرز معاقل التنظيم، وحققت القوات انتصارًا هامًا بسيطرتها على مقر قيادة التنظيم في مجمع واغادوغو للمؤتمرات، وكانت قالت القوات الليبية إنها انتزعت السيطرة على أحد آخر أحياء وسط سرت من يد مسلحي تنظيم "داعش"، مواجهة القناصة والسيارات المفخخة في حملة لاستعادة المدينة بأكملها.
والجدير بالذكر أن عملية "البنيان المرصوص" التابعة لقوات الوفاق انطلقت في مايو الماضي، بهدف إنهاء سيطرة داعش على مدينة سرت، عبر ثلاثة محاور هي أجدابيا – سرت، والجفرة – سرت، ومصراتة – سرت، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة في الآليات والأفراد. 
واستطاع تنظيم داعش الإرهابي السيطرة على مدينة "سرت" في يونيو 2015 حيث أصبحت معقله في ليبيا، وبسطت قوات الوفاق سيطرتها على المزيد من المباني؛ حيث حررت أكثر المعاقل التي وقعت تحت قبضة التنظيم.
ويرى محللون أن طرد عناصر داعش من سرت لا يعني فقد التنظيم لليبيا، بل قد يؤدي هذا للمزيد من الهجمات المتناثرة هنا وهناك في أرجاء ليبيا التي لا تزال مركز تجنيد للتنظيم.
بعد استعادة سرت..
وحصلت القوات، منذ أول أغسطس على دعم جوي تمثل في ضربات جوية أمريكية استهدفت مركبات ومخازن أسلحة، وساحات معارك للمسلحين.
وأوضح نوح أن المعارك القتالية بين التنظيم الإرهابي وقوات الوفاق معارك عنيفة ومعقدة جدا، فالقتال يدور في مدينة فيها سكان وأهالي ووسط أحياء سكنية، وقوات البنيان المرصوص تابعة لحكومة الوفاق تفعل كل ما بوسعها لتجنب إلحاق أي ضرر بالمدنيين.
وأضاف نوح أن المدنيين هم أهالينا قبل كل شيء، وهو أمر يستغله التنظيم بشكل جبان من خلال التواجد والتخفي بينهم في الأحياء السكنية، قائلا: "اكتشفنا كذلك أن عددًا من أتباع التنظيم حتى داخل سرت، عبارة عن خلايا نائمة لا يعرف الناس حقيقتها، هذه الخلايا اليوم تعمل وتنشط على توفير المخابئ لعناصر التنظيم، وتساعدهم في الهروب خارج المدينة وتوفير الدعم لهم".
ولفت نوح إلى أن هناك مبالغة من قبل أجهزة حول العالم لم يحددها وفي الإعلام أيضًا، عن حجم التنظيم المتشدد في ليبيا، ففي أوقات ذروتها كان لداعش حوالي ألفي عنصر، عدد كبير منهم قتل في سرت، وهناك آخرون فارون حاليًا، أما الذين ما زالوا داخل المدينة فعددهم يقدر بمئات قليلة.
وعن دور المخابرات في الحرب الدائرة حاليا في سرت، قال: رئيس الجهاز يلعب دورًا قوياً في الجبهة وفي الحرب على الإرهاب، وهو ينسق مع الجيش والثوار، ونحن كذلك متواجدون في الغرفة التي شكلها المجلس الرئاسي الليبي لمحاربة داعش في سرت، لنا تنسيق قوي مع سلاح الجو، ونقدم الخدمات المطلوبة منا.
وكما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها من قبل، أن بعض الإرهابيين تمكنوا من الفرار من سرت قبل محاصرتها ومن المرجح أن يحاولوا استعادة أنشطتهم في أماكن أخرى من البلاد، كما يمكن لهم أن ينضموا إلى خلايا موجودة وفصائل مسلحة تنشط بالفعل في مناطق أخرى مع استمرار الانقسامات التي غذت التطرف في ليبيا من الأساس وقد يزداد الخطر أيضًا نتيجة للحملة في سرت.
وتعتبر مدينة سرت آخر وأهم معقل لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا؛ لذا فإن إعادة السيطرة عليها تعني نهاية داعش من الناحية النظرية على الأقل.
وتحظى مدينة سرت بأهمية استراتيجية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي على خريطة ليبيا، فهي تعتبر حلقة الوصل بين شرق ليبيا وغربها وتقع بمحاذاة ما يعرف بالهلال النفطي، وتشكل السيطرة عليها نجاحا مهما في معركة محاربة داعش.
وكانت أغلب القوة العددية للتنظيم في ليبيا متمركزة في سرت والتي تضعها أغلب التقديرات قبل الحملة العسكرية التي تخوضها قوات حكومة الوفاق منذ ثلاثة أشهر، بين 2000 و5000 مقاتل.
وكان رجح مسئولون غربيون أن تصبح سرت خيار التقهقر أمام المسلحين المعرضين للضغوط في المعارك بسوريا والعراق.

شارك