إعلان الجيش النيجيري إصابة "ابو بكر الشكوي".. "البرناوي" زعيم بوكو حرام الجديد
الثلاثاء 23/أغسطس/2016 - 03:00 م
طباعة
كشف إعلان الجيش النيجيري عن إصابة زعيم "بوكو حرام" السابق أبوبكر الشكوي، عن مصداقية الأخبار المتداولة حول تعيين زعيم جديد للحركة من قبل تنظيم "داعش" ويدعى أبو مصعب البرناوي، وهو ما يشير إلى تراجع الجماعات الإرهابية في الوقت الحالي.
إصابة الشكوي:
أكد الجيش النيجري، إصابة زعيم جماعة بوكو حرام السابق أبو بكر الشكوي، بجروح خطيرة، وذلك في غارة جوية شنها سلاح الجو الحربي النيجيري.
وقال الناطق باسم الجيش النيجيري، ساني عثمان، في بيان له، اليوم الثلاثاء: إن الشكوي أُصيب بجروح خطيرة، في غارة على غابة في سامبيزا، مضيفًا أن 3 من قادة الجماعة هم "أبو بكر موبي، ومالام نوهو، ومالام هامان"، قتلوا وأصيب آخرون بجروح.
وكان أبوبكر الشكوي المتواري عن الأنظار وعد في تسجيل فيديو في الثامن من أغسطس بتكثيف القتال لينفي ما يشاع عن انقسامات داخل التنظيم الإسلامي النيجيري المتطرف.
وكان شيكاو قد تولى قيادة الجماعة، بعد وفاة مؤسسها محمد يوسف بأحد المعتقلات التابعة للشرطة النيجيرية، في يوليو من عام 2009.
وتحت قيادة يوسف أصبحت "بوكو حرام" أكثر راديكالية، ونفذت عمليات قتل أكثر، وأعلنت ولائها لتنظيم الدولة الإسلامية في مارس من عام 2015.
وسخر شيكاو من السلطات النيجيرية في العديد من الفيديوهات، واحتفل بأعمال العنف التي نفذتها الجماعة، ومن بينها اختطاف أكثر من 200 فتاة من تلميذات المدارس في بلدة شيبوك، في أبريل من عام 2014.
وأعلن الجيش النيجيري مرات عديدة أنه قتل شيكاو، ولم يظهر في أي فيديو منذ إعلان بوكو حرام ولائها لتنظيم الدولة الإسلامية.
البرناوي زعيم "بوكو حرام":
وجاء إعلان للجيش النيجيري ليؤكد أنباء اختيار زعيم جديد لـ" بوكو حرام"، ففي بداية أغسطس الجاري، اختار تنظيم "داعش" قائدًا جديدًا لجماعة بوكو حرام المتشددة في نيجيريا التي أعلنت مبايعتها للتنظيم العام الماضي.
و في مارس 2015 أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة "داعش" وسميت منذ ذلك الحين "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد" (ولاية غرب إفريقيا لتنظيم الدولة).
جاء ذلك في العدد الأخير من مجلة النبأ الأسبوعية التابعة لتنظيم "داعش"؛ حيث أُعلن أبو مصعب البرناوي، الذي عرف سابقًا بأنه متحدث باسم جماعة بوكو حرام- قائدًا جديدًا للجماعة المتشددة دون الإشارة إلى مصير قائد الجماعة السابق أبوبكر شيكاو.
وذكرت النبأ في في عددها رقم (41) المؤرخ بيوم الثلاثاء 2 أغسطس 2016، ما يلي: "في حواره الأول مع صحيفة "النبأ" بعد تكليفه والياً على غرب إفريقيا، يتحدث الشيخ أبو مصعب البرناوي عن تاريخ الجهاد في هذه المنطقة".
وحبيب بن محمد بن يوسف البرناوي (الشهير بأبو مصعب البرناوي)، من مواليد – تقريبًا – عام 1991. ويشير التقارير إلى أنه الابن الثاني لعائلته التي تنتمي إلى قبائل البورنو التي تقطن شمال شرقي نيجيريا.
انضمّ البرناوي بجماعة بوكو حرام التي أسسها والده محمد بن يوسف البرناوي عام 2002 في عاصمة ولاية بورنو، ميدوغوري. وواصل نشاطه داخل الجماعة بعد مقتل والده في أواخر يوليو 2009 تحت قيادة خليفة أبيه أبو بكر شيكاو البرناوي.
وقد كانت بداية ظهور البرناوي في أشرطة فيديو كمتحدث باسم بوكو حرام في يناير 2015. يتولى الإعلان وقتذاك عن مواقف الجماعة وعملياتها العسكرية، حتى وإن كان قائد الجماعة أبو بكر شيكاو أكّد مرات أن المتحدث "الرسمي" باسم الجماعة ليس البرناوي ولكنه "أبو زنيرة".
انشقّ هو ومجموعة من المقاتلين الآخرين – مدعومًا من قيادة تنظيم الدولة – لتشكيل طليعة حماية المسلمين في الأراضي السوداء (الأنصار) وذلك في عام 2013 – رغم أن عامة الناس لا يكادون يفرقون بين الجماعتين.
وأصبحت المجموعة تنظر إليه على أساس أنه "أمير الجماعة الشرعي"، إضافةً إلى أنها تؤدي نشاطاتها أيضًا في شمال شرق نيجيريا، ولكنها لا تقوم بمهاجمة المسلمين المدنيين ولا تجبر النساء والأطفال للقيام بمهمات التفجير والانتحار.
وتُرجع أسباب الخلاف بين زعيم الجماعة "شكاو" وبين "البرناوي" إلى بعض توجهات وتصرفات الجماعة المتمثلة خاصة في "قتل المدنيين"، وذلك بعد أشهر من إعلان مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية بزعامة أبو بكر البغدادي في مارس 2015، وتغيير اسمها إلى "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد"، وإطلاق اسم "ولاية غرب إفريقيا" على المناطق التي تسيطر عليها.
وعلى الرغم من الانشقاق، فإن هناك تعاونًا بين الجماعتين في تتبادل المعلومات والأسلحة والمسلّحين لتحقيق "هدف مشترك".
وسيطرت بوكو حرام على مساحات واسعة في شمال شرق نيجيريا بنهاية عام 2014 لكنها أجبرت على التخلي عنها في مواجهة قوات نيجيرية يدعمها جنود من دول مجاورة في أوائل العام الماضي. وخلال المقابلة قال البرناوي: إن "بوكو حرام ما زالت قوة لا يستهان بها" وما زالت تستقبل مجندين جددًا.
"بوكو حرام":
تولى أبو مصعب البرناوي قيادة "بوكو حرام" وهو ابن مؤسس الجماعة محمد بن يوسف البرناوي، وعدم ظهور بشكل واضح كما يفعل الزعيم السابق لجماعة أبو بكر الشكوي يشير إلى أن "بو كو حرام" سوف تغير تكتيكها العسكري والأمني والإعلامي، خلال المرحلة المقبلة تحت قيادة البرناوي، والذي يميل إلى الحذر في تعاملاته وتحركاته الأمنية والعسكرية، فهل إعلان الجيش النيجيري إصابة أبو بكر الشكوي تطوي صفحته كقائد للتنظيم في ظل وجود تسريبات عن خلافات داخل الحركة، أم ستنتهي الأمور إلى القائد الأكثر حظًّا والوريث الشرعي للجماعة عن والده؟
