معركة تحرير "الموصل".. بين سقوط "القيارة" وانهيار "داعش"

الثلاثاء 23/أغسطس/2016 - 04:32 م
طباعة معركة تحرير الموصل..
 
تواصل القوات العراقية مساعيها لتحرير مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي "داعش"؛ حيث باتت المعركة على وشك النفاذ لاستعادة المدينة من قبضة التنظيم، وقال المتحدث الرسمي باسم العمليات المشتركة التابعة لوزارة الدفاع العراقية العميد يحيى رسول اليوم الثلاثاء 23 أغسطس 2016: إن الجيش العراقي اقتحم ناحية القيارة الواقعة على مسافة 60 كلم جنوب الموصل معقل تنظيم داعش في محافظة نينوى شمالي البلاد.

معركة تحرير الموصل..
وأضاف رسول، أن جهاز مكافحة الإرهاب والجيش العراقي يتقدمان بشكل جيد وبإسناد طائرات التحالف وطيران الجيش العراقي للقطعات البرية خلال عملية الاقتحام.
من جهته، طالب المقدم فارس عزيز، أحد ضباط (الفرقة 15) في الجيش والمشاركة في العملية، سكان القيارة بـالابتعاد عن مواقع داعش ورفع الرايات البيضاء مع دخول الجيش إلى الناحية استعداداً لتحريرها، متوقعًا أن تتم عملية تحرير الناحية اليوم إذا لم تكن هناك معوقات، مشيراً إلى أن قواتهم دخلت حي الشهداء القريب من مركز الناحية واقتربت من مبنى قائممقام الناحية، ومديرية الشرطة، وسط حرب شوارع مع عناصر التنظيم.
ويساند القوات العراقية في معركة الموصل، التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أعلنت قوات البيشمركة الكردية انتهاء عملياتها العسكرية في شرق وجنوب شرق الموصل شمالي العراق؛ حيث سيطرت على جسر الكوير الاستراتيجي الذي يربط بين الموصل وكركوك، وذلك بدعم من طائرات التحالف الدولي، وتبعد بلدة كوير حوالي 35 كيلومترًا جنوبي الموصل في محافظة نينوى، المعقل الرئيس لتنظيم داعش في العراق.
وقد ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن تواجد قوات البيشمركة في محافظة نينوى يثير الجدل لدى الحكومة العراقية خاصة بعد رفضها الانسحاب من المحافظة التي تحتل داعش معظمها، بما فيها العاصمة الموصل التي سيكون مصير تحريرها مجهولًا، بعد أن أكدت قوات البيشمركة في سهل نينوى مجددًا مخاوف الحكومة العراقية، ورئيس الوزاء حيدر العبادي الذي طالبها بعدم التوسّع باتجاه الموصل حتى وإن كان تقدمها دعماً للقوات العراقية في معركة نينوى، إلا أن حكومة كردستان رفضت هذا الطلب وردت عليه بتأكيد مضيّها في التقدم في سهل نينوى ورفض انسحابها من المناطق التي سيطرت عليها.

معركة تحرير الموصل..
وتشكل تحرير مدينة الموصل العراقية، أهمية خاصة، لدى القوات العراقية؛ نظرًا لأهميتها الاستراتيجية؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي؛ الأمر الذي أدى إلى مطامع قوات البيشمركة التي تشارك في تحرير المدينة بهدف ضمها إلى إقليم كردستان العراق في أعقاب تحريرها من سطوة التنظيم الإرهابي "داعش".
وتتولى قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تقديم الدعم والتدريب والمشورة للقوات العراقية والكردية التي تخوض منذ أشهر معارك للتقدم باتجاه الموصل تمهيدًا لشن هجوم؛ من أجل استعادة ثاني أكبر مدن البلاد.
والموصل أكبر مدينة تخضع لسيطرة تنظيم داعش منذ 2013، وكان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ نحو مليوني نسمة.
وسيطر التنظيم الإرهابي "داعش"، على مدينة الموصل فعليا في 10 يونيو 2014، فيما تستعد القوات الأمنية بمختلف صنوفها وبإسناد من طيران التحالف الدولي إلى اقتحام المدينة وتحريرها من التنظيم، ونجح التنظيم منذ ذلك الوقت في السيطرة على عدة مدن عراقية، استطاع أن يفرض هيمنته بالمدينة.
وتعتبر مدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد؛ حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
اللواء نجم الجبوري قائد عمليات تحرير نينوى، صرح اليوم الثلاثاء 23 أغسطس 2016، أن أكثر من 70 من عناصر تنظيم الدولة داعش قتلوا في الاشتباكات التي تدور حاليا بين القوات للعراقية وعناصر التنظيم في عملية اقتحام القيارة.
وقال الجبوري لوكالة الأنباء الألمانية: إن قوات عسكرية مدرعة وآلية بمشاركة فوج مكافحة الإرهاب بدأت باقتحام مركز ناحية القيارة المطوق من قبل القوات العراقية منذ مطلع الأسبوع الماضي، مضيفًا أن مواجهات واشتباكات عنيفة تدور بين عناصر داعش والقوات العراقية أسفرت عن مقتل أكثر من 70 من عناصر داعش بينهم قناصون وانتحاريون وتفجير العشرات من السيارات المفخخة .
وأضاف أن القوات العراقية تتقدم لتحقيق أهدافها المرسومة ومن المؤمل أن تشهد الساعات المقبلة السيطرة على مركز ناحية القيارة.

معركة تحرير الموصل..
وكشفت مصادر اليوم الثلاثاء، أن قوات مشتركة بدأت عملية لاقتحام مركز ناحية القيارة جنوبي المحافظة، وتحدث عن أنه سيتم إعلان تحرير الناحية من تنظيم داعش بشكل كامل خلال الساعات المقبلة، قائلًا: إن قوات من عمليات نينوى ومكافحة الإرهاب بدأت فجر اليوم بعملية تحرير مركز قضاء القيارة 65 كلم جنوبي نينوى، موضحًا أنتلك القوات تحرز تقدمًا كبيرًا للسيطرة بشكل كامل على مركز الناحية والتعامل مع جيوب مسلحي التنظيم.
أضاف المصدر أن هناك هروبًا جماعيًّا لعناصر التنظيم باتجاه نينوى، مشيرًا إلى أن عملية تحرير القيارة محسومة عسكرياً، وما هي إلا ساعات وسيتم الإعلان عن تحريرها بالكامل.
وتُعد القيارة هي أكبر ناحية في محافظة نينوى، ومنطقة استراتيجية؛ لما لها من أهمية من الناحية التكتيكية والدعم اللوجيستي في المعركة العسكرية المرتقبة لتحرير الموصل، فضلاً عن أنها تضم مصفى للنفط كان ينتج 16 ألف برميل من المشتقات النفطية يوميًّا، وأحد أكبر الحقول النفطية الذي يضم عددًا من الآبار النفطية.
وبدأت الحكومة العراقية في مايو الماضي، بالدفع بحشود عسكرية قرب الموصل التي يسيطر عليها داعش منذ يونيو 2014، ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من التنظيم، وتقول إنها ستستعيد المدينة قبل حلول نهاية العام الحالي.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أنه في يوم 23 مارس الماضي انطلقت المرحلة الأولى من العمليات العسكرية لإعادة السيطرة على الموصل، ومنذ ذلك الوقت استعادت القوات العراقية عدة مناطق بينها قاعدة القيارة الجوية التي ستكون منطلقًا لشن هجمات جوية ضد التنظيم بالعملية المرتقبة في الموصل.

شارك