بعد التحذير الأمريكي.. "داعش" يخترق شرق آسيا بتحالفات مع المتطرفين
الأحد 28/أغسطس/2016 - 05:57 م
طباعة
تجدّدت حالة القلق في دول شرق آسيا من إمكانية اختراق "داعش" لتلك الدول، خاصةً أن التحذير هذه المرة جاء بعدما صرح منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية جاستن سيبيريل، من بسط تنظيم "داعش" شبكاته الإرهابية في جنوب شرق آسيا عبر إبرام تحالف مع المتطرفين في تلك الدول.
وقد عُرِف أن دول شرق آسيا مثل (بنجلادش – ماليزيا - إندونسيا) تتمركز فيها الجماعات الأصولية التابعة لتنظيم القاعدة، لكن تطورات الأوضاع دفع الكثير من تلك الحركات إلى مبايعة زعيم "داعش" بحثاً عن عن التمويل المالي، كما نجحت دعاية التنظيم في تلك المناطق في استقطاب العديد من الجماعات الإسلامية المقاتلة في إندونيسيا وفي جنوب الفلبين، حتى إنها أدت علنًا الولاء لداعش.
وعلى الرغم من مساعي العديد من الحكومات في دول شرق آسيا لجم توسعات "داعش" في تلك المنطقة، إذ شرعت الحكومة في جاكرتا وقضت بتجريم كل من يدعم أو يبايع داعش، كما طالبت المنظمات الإسلامية الشعبية برفض تنظيم الدولة "داعش" بشكل واضح لا لبس فيه، على الأقل على مستوى القيادة، لكن يبدو أن هذه إجراءات لا يمكنها صد التطرف لدى بعض فئات المجتمع.
وأبدت الولايات المتحدة الجمعة تخوفها من أن يتمكن تنظيم الدولة "داعش" من التحالف مع شبكات متشددة في جنوب شرق آسيا، وقال منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية جاستن سيبيريل: إن داعش يحاول ربط صلات بمتشددين في المنطقة لتوسيع نفوذه هناك، مضيفًا لصحافيين من جنوب شرق آسيا "أعتقد أن التنظيم مهتم بالمجموعات الموجودة في المنطقة. هناك أشخاص بايعوه على مستوى الجماعة ونحن قلقون فعلًا من تنامي تجمعات جديدة للدولة الإسلامية ونعمل مع الحكومات لمنع ذلك".
وداعش له سوابق في ربط صلات بجماعات متشددة خارج سورية والعراق، مثلما فعل التنظيم الإرهابي في مصر وليبيا ونيجيريا، وقال سيبيريل في هذا السياق: "نحن قلقون جدًّا من قدرة الدولة الإسلامية على التوسع أو على إقامة فروع" لها في جنوب شرق آسيا.
وقد شهدت المنطقة هجمات وإن كانت محدودة أو محاولات لتنفيذ هجمات قادها متشددون يعتقد أن لهم ارتباطات بداعش، وأعلنت سنغافورة في 19 أغسطس توقيف رجلين كانا ينويان التوجه إلى سورية للقتال في صفوف التنظيم المتشدد.
4 آليات لداعش لاختراق شرق آسيا
وقال تقرير مُتخصص في الجماعات الإرهابية: إن تنظيم "داعش" الإرهابى استخدم 4 آليات لتجنيد مقاتلين جدد من منطقة جنوب شرق آسيا، أولها، الاستراتيجية الإعلامية، فالتنظيم يعتمد على المواقع الإلكترونية التى قام بعض المتخصصين الذين انضموا إليه بإنشائها في الوصول إلى المناطق البعيدة وإقناع بعض مواطنيها بأفكاره المتطرفة، ومن ثم دعم مساعيه في ضم عدد منهم.
وبحسب دراسة أجراها برنامج دراسات الحركات الإسلامية بالمركز الإقليمى بعنوان "هل يسعى تنظيم داعش للتمدد فى جنوب شرق آسيا"، وهو ما يعتبر ثاني آليات "داعش" لاختراق شرق آسيا- أوضحت استغلال القيادات المؤثرة، لافتًا إلى أن التنظيم استغل بعض الشخصيات الجهادية المؤثرة فى منطقة جنوب شرق آسيا للاعتماد عليها فى تجنيد عناصر جديدة، مثل محمد علي تامباكو وعثمان باسط عثمان فى الفلبين، إضافة إلى بحرون نعيم الذي أسهم فى تمدد التنظيم بشكل ملحوظ فى إندونيسيا.
وثالث آليات "داعش" في التمدد في شرق آسيا، هو الاعتماد على العائدين؛ حيث أسهمت عودة بعض مقاتلي جنوب شرق آسيا من سوريا والعراق إلى بلادهم في تمدد تنظيم "داعش" في تلك المنطقة، وأن بعض المقاتلين الماليزيين والإندونيسيين شاركوا في عمليات التنظيم في كل من سوريا والعراق، وعاد بعضهم في أعقاب الضربات العسكرية التي تعرض لها التنظيم، وهذا ما أسهم، إلى حد ما، في تزايد نشاط التنظيم في هذه المنطقة خلال الفترة الأخيرة.
وأخر تلك الآليات استغلال مشكلات الأقليات المسلمة، فيبدو أن تنظيم داعش يسعى إلى استغلال المشكلات التي تتعرض لها بعض الأقليات المسلمة في تلك المنطقة من أجل تجنيد بعض المقاتلين الجدد؛ حيث يسعى في هذا السياق إلى تبني شعارات زائفة مثل الدفاع عن المسلمين المضطهدين.
ومن المُرجّح أن يفرض اتجاه تنظيم "داعش" نحو دعم نفوذه فى منطقة جنوب شرق آسيا تداعيات عديدة، منها تزايد النشاط "الداعشى"، خاصة في ظل حرص التنظيم على استغلال المشكلات العديدة التى تواجهها تلك الدول، فضلًا عن وجود بعض الجماعات الجهادية في توسيع نطاق نفوذه في تلك المنطقة، بشكل ربما يزيد من احتمالات تعرضها لعمليات إرهابية، واستهداف اقتصادات دول المنطقة.
والتنظيم يحرص بصفة مستمرة على استهداف المقومات الاقتصادية للدول؛ حيث يعتقد قادته أن ذلك يمثل الآلية الأهم لدعم انتشاره، خاصة القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثرًا بالعمليات الإرهابية مثل قطاع السياحة، مشيرًا إلى أن عمليات التنظيم ركزت بشكل مباشر على قطاع السياحة في دول جنوب شرق آسيا خلال الفترة الماضية، كذلك تبني إجراءات أمنية مشددة؛ حيث اتجهت الأجهزة الرسمية في دول تلك المنطقة نحو تشديد إجراءاتها الأمنية لمنع التنظيم من القيام بعمليات إرهابية جديدة وتقليص قدرته على تجنيد بعض المقاتلين المحليين.
