بعد خروج مجاهدي خلق من العراق.. هل هناك صفقة بين إيران وأمريكا؟

الإثنين 05/سبتمبر/2016 - 05:58 م
طباعة بعد خروج مجاهدي خلق
 
تحققت مساعي نظام المرشد الاعلي على خامنئ، والحرس الثورين اخيرا في إبعاد المعارضة الإيرانية "مجاهدي خلق" ، من العاصمة بغداد إلى خارج العراق حيث كشف تقرير إعلامي عن استقرار عناصر مجاهدي خلق في العاصمة الألبانية تيرانا، وهو يعد تطور جديد على الساحتين العراقيةو الإيرانية.

صفقة غامضة:

صفقة غامضة:
كشف تقرير تليفزيوني عن نقل مقر مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، إلى العاصمة الالبانية تيرانا، بدلا من العراق والذي يتعرض فيه عناصر الجماعة لتهديدات من قبل النظام الإيراني والميليشيات التابعة له.
وسلطت مراسلة "تليفزيون الآن" جنان موسى، الضوء على خطوة نقل قرابةَ الالف من أعضاءٌ في منظمة مجاهدي خلق الإيرانيةِ المعارضةِ، من العاصمة العراقية بغداد، ليقيموا في مخيمات على مشارف العاصمةِ الألبانية قربَ أحد المراكزِ التجارية في تيرانا.
وكشف التقرير التليفزيوني عن تفاصيل جديدة عن هذه الصفقةِ، التي سهلت خروجَ أفرادِ مجاهدي خلق من بغدادَ إلى تيرانا، وذلك على الرغم من أن سكانُ تيرانا الجددُ لا يتحدثون إلى الإعلام ويبقون بعيدًا عن في مخيماتهم المحروسةٍ على مدى الساعة، إلا أن مراسلة الآن تحدثت إلى بعضهم خارج المخيم والذين أكدوا لها أنهم سيبقون حتى يتغير نظام الحكم في طهران.
ووفقا للتقرير "تقضي الاتفاقيةُ بأن يُرحَّلَ ، في نهاية المطافِ، جميعُ أعضاءِ منظمةِ خلق، الذين يُقدَّرُ عددهم بثلاثة آلافٍ من بغدادَ إلى ألبانيا". 
وذكر أحد مجاهدي خلق أنه سيتم قتله حال عودته إلى إيران مثله مثله أصدقائه وعلى الرَّغم من أن منظمةَ مجاهدي خلق تتعهدُ باستمرار القتالِ حتى إسقاطِ النظامِ في طهران، يبدو هذا الهدفُ صعبَ المنال، فهم بعيدون كلَّ البعدِ عن إيرانَ، وهذا ما يدعو إلى الاعتقاد بأن معركتَهم انتهتْ في الوقت الراهن."
يذكر أن ألبانيا وبالتنسيق مع الأمم المتحدة في بغداد قامت بنقل 600 معارض إيراني من معسكر ليبرتي بالعراق إلى تيرانا في نوفمبر من عام 2014، بعد مفاوضات أجرتها الإدارة الأمريكية مع ألبانيا، وتقديم 25 مليون دولار لها كمساعدة لتوطين المعارضين الإيرانيين وإقامة مخيم لهم في العاصمة تيرانا.

تأكيد إيراني:

تأكيد إيراني:
وفي 5أغسطس الماضي، كشف السفیر الایراني في العراق حسن دانائي فر ان العناصر الباقون من منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة سيتم إخراجهم من العراق خلال(45) يوما.
وذكرت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية( ايرنا)، عن دنائي فر قوله ان" الحكومة العراقیة وبالتعاون مع الأمم المتحدة قامت بإخراج 65 بالمئة من (عناصر خلق) من اراضیها وان العدد المتبقي منهم سیتم نقلهم من هذا البلد خلال 45 یوما "، مبيناً أن "العراق كان بصدد إخراج المعارضين الإيرانيين منذ أعوام".
وأضاف المسئول الإيراني، ان " الحكومة العراقیة سعت وراء إخراجهم من اراضیها خلال الاعوام الماضیة، لكن هذه العملیة تأخرت بسبب ضغوط امیرکا وبعض حلفائها "، مشيرا إلى ان "وفقا لمعلوماتي فانه إذا لم تكن هناك ضغوط امیرکیة ، فقد کانت الحكومة العراقیة قد طردت کافة عناصر المنظمة من اراضیها خلال الاعوام الماضیة".
وما زال أعضاء منظمة مجاهدي خلق المتبقين في مخيم ليبرتي يتعرضون بين الحين والآخر إلى هجمات صاروخية تنفذها ميليشيات شيعية مقربة من إيران سقط خلالها 120 قتيلا وحوالي ألف جريح، وكان آخرها في الرابع من يوليو 2012 حيث جرح 22 شخصا، دون وقوع قتلى، في مسلسل لإرهاب هؤلاء اللاجئين وإرغامهم على مغادرة العراق أو القضاء عليهم.
وقطعا أن المواجهات الدامية التي حصلت بين الافراد العزل في معسكر أشرف والقوات العراقية المدججة بمختلف أنواع الأسلحة والتي كان أبرزها وأخطرها مذبحة الثامن من أبريل عام 2011, والتي راح ضحيتها 36 من سكان أشرف فيما جرح قرابة 500 آخرين.

من هي مجاهدي خلق؟

من هي مجاهدي خلق؟
نشأت منظمة مجاهدو خلق عام 1965 وشاركت في مظاهرات إسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي. غير أن سيطرة المؤسسة الدينية على مرحلة ما بعد سقوط النظام عجلت بالتصادم بينهما.
ترى المنظمة في الإسلام "أيديولوجية ديمقراطية ذات ديناميكية"، وكان مؤسسو المنظمة يؤكدون أن هذه القراءة للدين كفيلة بتحقيق الديمقراطية والحرية لإيران، كما كانوا يوضحون أن أسس الاستيعاب الموضوعي للإسلام يكمن في التمسك بقيم "الفداء" و"الصدق"، إذ بدونهما لا يمكن إزالة أي اضطهاد.
ارضت "مجاهدو خلق" نظام الشاه الذي أعدم يوم 25 مايو/أيار 1972 عددا من مؤسسيها وأعضاءً من لجنتها المركزية.
وعندما بدأت المظاهرات الحاشدة ضد الشاه، شاركت فيها المنظمة بحماس كبير، وتذكر أدبياتهم أنهم ساهموا بقوة في تعبئة الرأي العام ضد استبداد نظام بهلوي.
وبعد نجاح الثورة الشعبية التي أطاحت بالشاه، اختلفت الرؤى بين الخميني وأتباعه وبين قيادات مجاهدي خلق التي عبرت عن تخوفاتها من جمع السلطة الدينية والتنفيذية في يد رجل واحد هو الخميني، وأكدت أن ذلك يمثل خطرا كبيرا على مستقبل إيران.
ولم يبد في الأفق أي تقارب بين الطرفين، حيث كانت المنظمة ـبحسب أدبياتهاـ تطالب بتفادي التمييز بين المواطنين على أسس الدين أو الطائفة، وتدعو بالمقابل إلى التركيز على حل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتخبط فيها البلاد، بينما كان نظام الخميني يرى في المنظمة خطرا يجب التخلص منه.
استمرت المعارضة السلمية منذ 1979 وحتى 1980، حيث دعم مجاهدو خلق الرئيس الإيراني الأسبق بني صدر في مواجهة المؤسسة الدينية، وبدأت المنظمة تسيّر مظاهرات ضد نظام الخميني، فووجهت بضربات عنيفة.
وعند اندلاع مقاومتها المسلحة لنظام الخميني -مطلع الثمانينيات- سطرت المنظمة برنامجا سياسيا لائتلاف سياسي يكون بديلا لنظام الخميني شارك فيه رئيس الجمهورية وقتها بني صدر بعد إطاحة الخميني به، وتولى مسعود رجوي رئاسة الائتلاف وأطلق عليه اسم "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، وغادر البلاد برفقة بني صدر إلى المنفى الباريسي.
اشتدت حدة الخلاف بين الجانبين، فدخلت المنظمة في اشتباكات دامية مع الحكومة الإيرانية، وقتل واعتقل على إثرها الكثير من عناصرها، واضطرت للجوء إلى المنفى لتواصل حربها على نظام "الجمهورية الإسلامية" تحت شعار بناء دولة "ديمقراطية إسلامية" بديلة.
وتطلق إيران ووسائل الإعلام الموالية لها على حركة مجاهدي خلق اسم "منافقي خلق"، في حين تتهم الحركة النظام القائم بالاستبداد وبأنه دولة "الملالي" الذين يسيطرون على مقدرات الشعب الإيراني.
وتحولت بغداد منذ عام 1986 -إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)- إلى معقل عسكري رئيسي للحركة وكوادرها في المنفى، وكانت منطلقا لهجماتها ضد أهداف داخل إيران سواء كانت منشآت أو أشخاصا من رءوس النظام، وذلك بعد أن وفرت لها الحكومة العراقية العتاد والتدريب وجميع المستلزمات العسكرية.
وكان معسكر أشرف -قرب مدينة الخالص- قاعدة لمجاهدي خلق، التي نفذت عمليات ضد القوات الإيرانية خلال تلك الحرب ونقلت إليه الغنائم من دبابات وآليات، بالإضافة إلى دوره كمركز للتدريب.

المشهد الإيراني:

المشهد الإيراني:
يبدو ان هناك صفقة إيرانية أمريكية غير معروفة قد أدت إلى إبعاد أبرز المعارضين للنظام الإيراني في طهران، عن العراق، وهو ما يشير إلى أن جماعة تعد مصدر قلقل على مستقبل نزام الخميني في إيران.
فالاهتمام غير العادي للنظام الإيراني بملاحقة أعضاء"مجاهدي خلقط في العراق، وكذلك متابعة كل مايتعلق بنشاطات المنظمة داخليا وإقليميا ودوليا, يدل على أمر واحد, وهو أن النظام يخشي أن تكون مجاهدي خلق البديل الحقيقي والواقعي له.

شارك