انتصارات واسعة لقوات الشرعية.. وإلغاء المجلس السياسي شرط حكومة هادي للعودة للمشاورات

الخميس 08/سبتمبر/2016 - 06:43 م
طباعة انتصارات واسعة لقوات
 
حققت القوات الشرعية مسنودة بمقاتلات التحالف العربي، اليوم الأربعاء، انتصارات متوالية، وتقدماً ميدانياً، في عدد مختلف من جبهات القتال، شمال اليمن، في مواجهتها ضد الميليشيات الانقلابية، فيما وضعت حكومة هادي شرطًا أمام المعبوث الأممي إلى اليمن، وهو إلغاء المجلس السياسي الأعلى الذي أعلنه الحوثيون للعودة لطاولة المفاوضات.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، فقد قصفت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية اليوم الخميس، بنحو 40 غارة جوية على الأقل مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح، في محافظتي تعز (وسط اليمن)، وصعدة (أقصى الشمال).
وقال مصدر ميداني في مدينة تعز: إن أكثر من 15 غارة شنتها المقاتلات الحربية على مواقع للحوثيين وقوات صالح، في جبل أومان بمنطقة الحوبان شمال المدينة، وشارع الستين.
وذكر المصدر بأن الضربات الجوية استهدفت منصة صواريخ كاتيوشا ودبابة ومدفع هاوتزر، وعربات الدفع الرباعي (طقم)، بينما تصاعدت أعمدة الدخان وألسنة اللهب من المواقع المستهدفة.
وفي محافظة صعدة، معقل جماعة الحوثيين، كثفت المقاتلات الحربية من قصفها على مواقع الحوثيين، وشنت غارات على معسكر كهلان وسط المدينة، ومنطقة مران بمديرية حيدان، ومديرية ساقين.
واستهدفت الغارات المكثفة مواقع للحوثيين ومعسكرات لقوات صالح، وأسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الجماعة.
فيما قال مصدر ميداني اليوم الخميس، بأن المقاومة الشعبية سيطرت على نحو 10 مواقع عسكرية في منطقتي الوهبية والعبدية، الواقعتين بين محافظتي مارب والبيضاء (وسط وشرق اليمن).
وذكر المصدر لـ«المصدر أونلاين»، بأن تلك السيطرة جاءت عقب معارك عنيفة ضد المسلحين الحوثيين وقوات صالح، سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين، دون أن يورد حصيلة محددة بذلك.
وأشار إلى أن المسافة التي سيطرت عليها المقاومة تُقدر بـ4 كيلومترات، نحو مواقع الحوثيين.
ففي محافظة مأرب، شمال شرق اليمن، تمكنت قوات الشرعية، من الدخول إلى سوق صرواح، والسيطرة عليه، بعد قتال عنيف، ومعارك كرّ وفرّ.
وأفادت مصادر ميدانية بأن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، استطاعت السيطرة على 3 مواقع جبلية، يطلّ أحدها على مطار صرواح.
وأشارت المصادر إلى أن هناك توقعات بسقوط جبل هيلان الاستراتيجي، بيد قوات الشرعية، خلال الساعات القليلة المقبلة.
وفي تعز وسط اليمن، شنّ الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، هجوماً واسعاً على مواقع ميليشيات الحوثي وقوات صالح، في منطقة مدرات، ونقطة السمن والصابون، غرب المدينة.
وقالت مصادر ميدانية لـ"إرم نيوز": تمكنت قوات الشرعية، من طرد المتمردين من أطراف منطقة مدرات غرب معسكر اللواء 35 مدرع، كما تقدموا باتجاه نقطة السمن والصابون.
وفي محافظة الجوف شمال اليمن، تمكنت قوات الشرعية من محاصرة، ميليشيات الحوثي، في معقلهم في مديرية الغيل.
وأشارت المصادر إلى أن "قوات الشرعية، شددت الخناق في حصارها، على المليشيات المتمردة، بعد ان التحمت معها قوات جبهة المصلوب، والسيطرة على منطقة الباحث المحاذية لها"، مضيفة "أن التحام الجبهتين، عزّز من تطويقهما للمنطقة التي تعتبر معقل جماعة الحوثي". كما أعلنت قوات الجيش اليمني التصدي لهجوم شنه الانقلابيون في ميناء ميدي بحجة غرب البلاد، اليوم الخميس؛ ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الميليشيات.
وقالت مصادر عسكرية لـ24: إن "ميليشيات الانقلابيين شنت هجوماً واسعاً على ميناء ميدي، إلا أن الجيش الوطني مسنوداً بطيران التحالف العربي تمكن من صد الهجوم وتكبيد الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد"، مؤكدةً أن طيران التحالف قصف آليات للانقلابيين ودمرها، فيما سقط عشرات القتلى وجرحى.
فيما أعلنت مصادر في الجيش اليمني إصابة قائد معركة تحرير بلدة صرواح بمأرب اليمنية اللواء الركن محسن الداعري في معارك مع الانقلابيين، اليوم الخميس.
وقال مصدر في الجيش الوطني لـموقع "24 الاماراتي": إن "قائد معركة تحرير صرواح أصيب بطلق ناري في يده اليمني خلال قيادته للمعارك ضد الانقلابيين في صرواح".
وأكد المصدر أن الداعري تلقى اسعافات في مشفى ميداني وعاد لقيادة المعركة من جديد.
وذكر المصدر أن القوات الموالية للشرعية أحرزت تقدماً ملحوظاً في جبهة صرواح، وسط انكسارات للانقلابيين
فيما تمكنت عناصر من الجيش السعودي على الحدود السعودية اليمنية "الحد الجنوبي" في الخوبة بمنطقة جازان من أسر قيادي حوثي كان برفقة عدد من عناصره أثناء محاولتهم التسلل إلى منطقة قريبة من الحدود.
وحاول القيادي الحوثي التسلل مع عناصر أخرى لتنفيذ هجوم عسكري على عدد من مواقع المراقبة السعودية، لتأمين عبور العناصر الأخرى، لكن عناصر من الجيش السعودي تمكنت من أسره.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، على دعم الجهود والمساعي التي يبذلها المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ؛ من أجل إحراز تقدم في عملية السلام في اليمن.
وخلال الأسبوع الماضي كثف ولد الشيخ من لقاءاته الدبلوماسية لبحث انطلاق المشاورات.
وكان من المقرر أن تبدأ الجولة الثالثة من المباحثات التي ترعاها الأمم المتحدي بين وفدي الحكومة والانقلابيين الثلاثاء الماضي، غير أن تصاعد حدة المعارك، جعل من الصعب أن يتم ذلك.
والتقى الزياني بولد الشيخ مساء أمس الأربعاء، في العاصمة السعودية الرياض، وحضر الاجتماع الأمين العام المساعد للشئون السياسية والمفاوضات بدول المجلس عبدالعزيز العويشق، طبقاً لما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ».
وأطلع ولد الشيخ الزياني على المباحثات التي أجراها خلال الفترة الماضية، مع وفد الحوثيين في سلطنة عمان، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في العاصمة السعودية الرياض، بهدف استئناف المشاورات السياسية.
فيما قالت مصادر سياسية مطلعة: إن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد وضع أمام السلطات الشرعية الخيارات المطروحة لمكان وزمان انعقاد جلسات المشاورات المقبلة.
وقالت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها: إن الرئاسة اليمنية أبلغت مبعوث الأمم المتحدة أنه لا يمكن العودة للمشاورات إلا بإلغاء المجلس السياسي الانقلابي المزعوم. مؤكدةً أن أي عودة في ظل وجوده يعتبر اعترافاً به، مطالبة المجتمع الدولي بتحديد موقفه من خلال الضغط على الميليشيات لإلغاء ذلك الإجراء الاستفزازي.
فيما جددت الحكومة اليمنية الشرعية دعوتها للانقلابيين إلى إلقاء السلاح، والانسحاب من صنعاء والمدن التي تخضع لسيطرتها وفقاً لمرجعيات متفق عليها بهذا الشأن. 
وأكد وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن مساعي الإنقلابيين في العودة إلى الحكم لن تتحقق أبداً. مشيراً إلى أنه "أصبح لزاماً على الانقلابيين أن يدركوا أن تمسكهم بأوهام العودة إلى الحكم لن تزيد الأمور إلا سوءاً ولن تجلب لليمن إلا الدمار والخراب والمعاناة".
وذكرت الوكالة ليلة أمس الأربعاء، أن تصريحات المخلافي جاءت خلال محاضرة ألقاها بمقر المجلس الألماني للسياسة الخارجية في العاصمة الألمانية برلين، أمام جمع من الباحثين والناشطين والإعلاميين الألمانيين المهتمين بالشأن اليمني.
وأوضح المخلافي، أنه لا يوجد أي نية لدى الحكومة الشرعية بإقصاء أي طرف من الشراكة الحقيقية في الحكم أو في تمثيل اليمن في حكومة وحدة وطنية، ولكن ليس قبل أن يتم تسليم السلاح والانسحاب وفقاً للمرجعيات المتفق عليها سابقاً.
وأعاد المسئول اليمني، التذكير بأن حكومة بلاده الشرعية كانت ولا تزال متفائلةً وداعيةً للسلام، وأن وفدها في المفاوضات مع الإنقلابيين، قام بالموافقة على كل ما تم طرحه من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة بما في ذلك الاتفاق الأخير، الذي وافقت عليه الحكومة ورفضه الانقلابيون، مشيراً إلى أن السلام يتطلب تغليب مصلحة الشعب ويتطلب منح المزيد من الفرص، وأن الحكومة مستعدة للمشاركة في مشاورات قادمة ولكن على أساس ما تم الاتفاق عليه وبناء على المرجعيات.
وأضاف أن "الحكومة قد رحبت بما تمخض عنه اجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي عقد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية نهاية شهر أغسطس 2016، وأنها على استعداد لقبول التشاور حول خطة شاملة تناقش كافة القضايا العالقة بناء على قرارات مجلس الأمن لا سيما القرار 2216 والمرجعيات الأخرى".

تجربة "حزب الله"

تجربة حزب الله
وعلى صعيد آخر قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن بلاده لن تسمح بتكرار حزب الله والوضع اللبناني في اليمن، في الوقت الذي أكد على شرعية الحكومة اليمنية.
وذكر الدبلوماسي السعودي، في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة البريطانية لندن، أن «الحوثيين أقل من 15 ألف شخص ويريدون أن يحكموا اليمن الذى يصل لـ28 مليون نسمة، وهذا لا يمكن أن يحدث».
وأشار الجبير إلى إمكانية حل الأزمة اليمنية عبر الطرق السياسية، وقال بأن الحرب فُرضت على بلاده.
وأضاف: «إيران تأوي الارهابيين وتنتهك القانون الدولي وعازمون على الدفاع عن الحكومة اليمنية»، مُطالباً الحوثيين بترك أسلحتهم والانخراط في المسار السياسي حتى تكون هناك حكومة ممثلة لكل الأطياف.
وتابع: «إيران دولة تُريد أن تصدر ثورتها، وهذا موضوع في دستورها، والبعض هناك يريد خلق إمبراطورية فارسية ولسنا مهتمين أن تصدر ثورتها إلينا لأنهم لا يؤمنون بالمواطنة ويؤمنون بالطائفية». واتهم الجبير الحوثيين بتجنيد الأطفال واستخدامهم في الحرب داخل اليمن.

المشهد اليمني:

منذ توقفت مفاوضات الكويت، طرأ جمود على الوضع اليمني، وهو وضع كان في الأصل جامدًا- وشكلت مفاوضات الكويت فرصة، بل بصيص أمل، للتوصل إلى خطوط عريضة يمكن أن تؤدي إلى مخرج أو تسوية ما في مرحلة معيّنة تنضج فيها الظروف، وذلك في حال وجد الطرفان أن لكلّ منهما مصلحة في تجاوز الوضع الراهن. يبقى صوت المدافع هو المسيطر على الأوضاع في اليمن.

شارك