تصاعد القتال في اليمن.. واشنطن تقترح هدنة 72 ساعة
السبت 17/سبتمبر/2016 - 05:16 م
طباعة
تصاعدت حدة القتال علي جبهات اليمن وسط وجود اقتراح امريكي بهدنة لمدة 72 ساعة في اليمن، مع اعلان حزب التجمع اليمني للاصلاح انفصاله وتبرئه من جماعة الاخوان.
الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، استعادت القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم السبت، مواقع عسكرية جنوبي البلاد بعد معارك مع مسلحي جماعة “أنصار الله” (الحوثي) وحلفائهم.
وتمكنت المقاومة الشعبية، وقوات الجيش الحكومي من السيطرة على عدد من المواقع من قبضة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح في محيط بلدة كرش بمحافظة لحج جنوبي اليمن.
وقال قائد نصر، المتحدث باسم المقاومة في كرش، إن “قواتهم هاجمت مواقع الحوثيين في الجهة الشمالية الغربية والشمالية الشرقية للبلدة، وسيطروا على مواقع قرن النبيع والساخبر والعسقة وجبل محيرد”.
وأضاف نصر في بيان له، إن “تقدم القوات الحكومية كان بإسناد من مدفعية قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية والتي تتمركز في بلدة كرش وقرية الحويمي التابع لها”.
وأشار إلى أن، “8 من مسلحي الحوثي، و صالح قُتلوا في المعارك، فضلاً عن إصابة آخرين، بالإضافة إلى مقتل أحد عناصر المقاومة وإصابة 6 آخرين”.
وكانت القوات الحكومية قد هاجمت في 9 سبتمبر الجاري مواقع الحوثيين في الشمال والشمال الشرقي لمنطقة كرش، واستعادت السيطرة على مواقع عدة، قبل أن تحتدم المعارك بين الطرفين في عدد من المواقع المحيطة للمنطقة.
كما كثفت ميليشيات الحوثي وقوات صالح خلال الساعات الماضية قصفها العشوائي على تحركات المدنيين، وقرى شرقي مديرية المقاطرة شمال محافظة لحج.
وقالت مصدر عسكري لـ"المصدر أونلاين" ان ميليشيا الحوثي وقوات صالح تقصف منذ ليل أمس الجمعة وحتى كتابة الخبر، عصر السبت، تحركات المواطنين والسيارات بالمدفعية من جبال "حمراء والانكاب السود"، وصواريخ الكاتيوشا من منطقة "الصوالحة".
وتستهدف المليشيات تحركات السيارات والدراجات النارية في سوق الربوع شرقي المقاطرة، والذي يمر من خلاله طريق التربة تعز وطور الباحة لحج.
وطبقا لمصادر محلية أيضاً، فقد أسفر القصف المتواصل لميليشيا الانقلاب المتمركزة في "الانكاب السود وجبال حمراء" المطلة على سوق الربوع إلى تضرر جامع ومدرسة في المنطقة.
فيما تمكنت القوات السعودية المشتركة ، من إحباط محاولة تسلل العشرات من الحوثيين للشريط الحدودي بمحاذاة الخوبة والطوال بجازان فجر اليوم السبت.
وأفادت مصادر صحفية سعودية أن العشرات من عناصر مليشيا الحوثي وصالح ، قتلوا خلال الهجوم مشيرة الى ان مروحيات الاباتشي لاحقت فلول الهاربين لداخل الحدود اليمنية.
واشارت أن مدفعية القوات السعودية تمكنت من تدمير إحدى راجمات الصواريخ التابعة للحوثيين قبالة الطوال.
وتواصل قوات التحالف المرابطة على الحدود المملكة عملياتها العسكرية ضد ميليشيات الحوثي وصالح لمنع وصولهم إلى الأراضي السعودية.
المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، تقدمت الولايات المتحدة بمقترح لوقف إطلاق النار في اليمن لمدة 72 ساعة، على أن يتم تجديده، وذلك عقب زيارة مسؤول أمريكي بارز إلى سلطنة عمان.
وعلمت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، من مصادر سياسية ودبلوماسية يمنية وأمريكية أن وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية توماس شانن، زار سلطنة عمان في اليومين الماضيين وأجرى مباحثات مع وفد الانقلابيين.
وبحسب ما ذكرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم السبت، فإن المباحثات تركزت على النقاط التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وقال مصدر في السفارة الأميركية في اليمن للصحيفة إن "الجديد في الموقف الأمريكي هو الدعوة لوقف إطلاق النار لـ72 ساعة. والولايات المتحدة تحرص على السلام في اليمن وعلى أن تتوصل الأطراف اليمنية لاتفاق سلام ينهي الصراع الدائر".
وقالت مصادر حوثية مطلعة لصحيفة عينها، إن وفد الإنقلابيين وافق على المقترح الأمريكي ، لكنه يصر على أن تتزامن أي إجراءات تتعلق بالانسحابات من المدن وتسليم الأسلحة، مع إجراءات أخرى كمناقشة مستقبل مؤسسة الرئاسة وموضوع تشكيل حكومة وحدة وطنية.
والجمعة الماضي، حث مجلس الأمن الأطراف اليمنية على استئناف المشاورات فوراً ودون شروط مسبقة، وبحسن نية، مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وقال المجلس، إنه على استعداد لمناقشة تفاصيل "مبادرة كيري"، في الزمان والمكان اللذين يتم الاتفاق عليهما، لكنه اشترط أن يكون ذلك بعد وقف إطلاق النار الشامل والدائم والكامل، ومن ذلك وقف الطلعات الجوية، ورفع الحصار الجوي والبحري المفروض من التحالف العربي.
وشدد المجلس على ضرورة قيام الأمم المتحدة بتأمين عودة وفدهم التفاوضي العالق في سلطنة عمان منذ 6 أغسطس الماضي، من مسقط إلى صنعاء للتشاور "حول التعامل" مع بيان مجلس الأمن وتفاصيل مبادرة كيري.
فيما قال مصدر حكومي إن الحل العسكري بات وشيكاً، واصفاً إياه بالحل «الأمثل والوحيد لإنهاء الانقلاب»، واستعادة المدن التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأولها العاصمة صنعاء.
واستبعد المسؤول الحكومي أن تكون هناك جولة مفاوضات قريبة في الوقت الراهن.
ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن المسؤول وهو عضو في فريق المفاوضات لم تكشف عن اسمه قوله «إن الحكومة اليمنية لا تزال تحاول إيجاد حلول سياسية، وتلتزم الأطر والاتفاقات الدولية، في الوقت الذي يواصل الطرف الآخر «الذي لا يعترف إلا بلغة الدم» تعنته وخروقه وانتهاك القوانين والتعدي على المدنيين، مستشهداً بالمحاولات اليائسة لاختراق الحدود السعودية.
وأضاف أنه "لا مؤشرات لعقد هدنة خلال الأيام المقبلة، بسبب استمرار الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس السابق، وعدم إبداء أي مؤشرات لحسن النيات".
دعم ايراني للحوثيين:
إلى ذلك، كشف نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية اللواء ركن ناصر الطاهري، للصحيفة عن ضبط شحنات من الأسلحة متنوعة الاستخدام (متوسطة وخفيفة)، قادمة من إيران في عدد من المواقع الحدودية، وبعض الجبهات التي سيطر عليها الجيش حديثاً، فيما رصد الجيش عمليات تهريب للمرتزقة من القرن الأفريقي لدعم الحوثيين في المواجهات العسكرية.
وأكد وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، أن إيران تواصل تدخلاتها في الشؤون الداخلية لليمن، وأن عليها أن تكف عن مثل هذه التدخلات السافرة، مشيراً - خلال كلمة له في الاجتماع التحضيري لحركة دول عدم الانحياز - إلى أن بلاده حريصة على السلام، وأنها تعرضت إلى انقلاب من قبل ميليشيات الحوثي وصالح، الأمر الذي حال دون استكمال العملية السياسية في المرحلة الانتقالية بموجب المبادرة الخليجية.
وأوضح المخلافي أن الانقلابيين تمادوا وحاولوا السيطرة على اليمن بقوة السلاح، مما اضطر الرئيس عبدربه منصور هادي إلى الاستعانة بالتحالف العربي الداعم للشرعية، مثمناً دعم دول التحالف للحكومة الشرعية.
فيما قال مصدر إيراني لوكالة أنباء “فارس” الإيرانية، الخميس، إن الإدارة الأمريكية بعثت رسالة سرية إلى طهران عبر سلطنة عمان في 12 أغسطس الماضي، تطلب فيها من إيران الدخول في مفاوضات ثلاثية، إلى جانب أمريكا وروسيا، بشأن الأزمة اليمنية“.
وأضاف المصدر الإيراني أن “السفارة الإيرانية في مسقط تسلمت من الخارجية العُمانية قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الرياض، رسالة سرية من واشنطن تطلب المفاوضات بشأن الأزمة اليمنية”.
وأكد المصدر أن “الحكومة الإيرانية لم ترد، حتى الآن، على الرسالة الأمريكية، مضيفاً أن “طهران ترى أن الطرف المخول للحديث معه في أي تفاوض هو الجانب اليمني المتمثل حالياً في المجلس السياسي الأعلى الذي شكله الحوثيون وحلفاؤهم الشهر الماضي”.
ورجح المصدر أنه “في حال موافقة طهران على الدخول في مفاوضات مع واشنطن وموسكو بشأن الأزمة اليمنية، فإن نائب وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري سيمثل إيران في هذه المفاوضات، بدلاً من وزير الخارجية محمد جواد ظريف”.
وبحسب المصدر الإيراني، فإن “الرسالة السرية الأمريكية تشير إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما عازمة على حل الأزمة اليمنية والسورية قبل بدء الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل”، مشيراً إلى أن “المقترح الأمريكي بالتفاوض مع طهران بشأن اليمن جاء قبيل طرح خطة كيري في الرياض كمقترح لإنهاء الحرب في اليمن”.
المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، يعيش اليمنيون منذ أيام على وقع جدل محتدم أثاره إعلان حزب التجمع اليمني للإصلاح تبرؤه من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
وكان حزب حزب التجمع اليمني للإصلاح -وهو أحد أكبر الأحزاب اليمنية- أصدر بيانًا في 13 من الشهر الجاري، بمناسبة ذكرى تأسيسه الـ 26، ليؤكد “عدم وجود أي علاقة تنظيمية أو سياسية” تربطه بتنظيم جماعة الإخوان المسلمون.
وجاء البيان مفاجئًا لكثير من المتابعين اليمنيين، باعتبار “التجمع اليمني للإصلاح” حزبًا إسلاميًا يمنيًا يمثل امتدادا لحركة الإخوان المسلمين، أو على الأقل، ذلك ما بات يُعرف به منذ تأسيسه، لدى أعضائه وأنصاره والمجتمع بشكل عام، رغم إعلانه عكس ذلك العام 2013.
و يعتقد الباحث في شؤون النزاعات المسلحة، علي الذهب، أنه “لا يمكن -بأي حال من الأحوال- إنكار التوجه الإخواني لحزب الإصلاح، لكن الحزب طوّع مبادئ جماعة الإخوان لتوافق طباع المجتمع اليمني، وقد نجح في إبراز نفسه كحزب ياسي ذي خصوصية شبه مستقلة عن الجماعة، لكن يبقى الأصل قائما”.
وحول بيان الحزب الأخير، يقول الذهب لـ”إرم نيوز”، إنه “يأتي في سياق إدارة الأزمة التي تواجهه داخليًا وخارجيًا، في إطار ما يواجه جماعة الإخوان عالميًا وإقليميًا، وما يواجهه شخصيًا بسبب مواقفه من حرب 1994 وتحالفه مع نظام صالح طيلة ثلاثة عقود، وتمرده عليه في أحداث ثورة فبراير 2011”.
بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء، فيصل الحذيفي، أنه “كان من الأولى للحزب إعادة صياغة الفكرة السياسية وإصلاح البنى التنظيمية وفقًا للدستور الوطني، بدلًا من إنكار الحقيقة التاريخية الماثلة للعيان”.
ويضيف الحذيفي “الإخوان المسلمون في اليمن منذ التأسيس في الستينيات على يد عبده محمد المخلافي، كانوا السباقين إلى التنظيم الحزبي المحظور دستوريًا.. وتحول التنظيم إلى تجمع سياسي مفتوح بعد الوحدة اسمه حزب التجمع اليمني للإصلاح، يشكل الإخوان المسلمون هيكله الصلب في التربية والتأطير والتنظيم والإعداد”.
ويتابع أنه “في ظل تطور العمل السياسي الإسلامي، واتساع رقعة الوعي، وانفتاح العالم بسبب الفضاء المفتوح، صار لزامًا على القيادات الإسلامية أن تعيد النظر في صياغة العمل السياسي والوطني عبر الفصل بين متلازمتي الجمع بين العمل السياسي والدعوي والجمع بين العمل الوطني والدولي، استجابة لمنطوق الدستور ومنطق السياسية”.
المشهد اليمني:
مع فشل التوصل الي جلسلة جديدة لفرقاء اليمنيين، تسعي الولايات المتحدة الامريكية الي عقد هدنه في اليمن لمدة 27 ساعة علي غرار الهدنة السورية، فيما تسعي الحكومة الشريعية لحسم الوضع في اليمن بالسلاح.
