تصاعد القتال في جبهات اليمن.. اتهامات جديدة لإيران بدعم الحوثيين

الأحد 18/سبتمبر/2016 - 04:39 م
طباعة تصاعد القتال في جبهات
 
تصاعدت حدة القتال على جبهات اليمن وسط تحرك أمريكي لإنهاء النزاع قبل نهاية ولاية الرئيس بارك أوباما، فيما جددت الحكومة اليمنية اتهاماتها لإيران بتسليح الحوثيين، فيما ردت طهران بنفي هذه الاتهامات.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني، جرت اشتباكات عنيفة على الحدود اليمنية السعودية بالقرب من منفذ الطوال، ودمر طيران التحالف مدفعية ومنصة صواريخ تابعة لميليشيات الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، كما جرت مواجهات في الحرث، وصدت القوات السعودية هجوماً لمتسللين حاولوا الدخول إلى الحدود.
وأفادت مصادر "العربية" في محافظة حجة شمال غرب اليمن أن قائد ميليشيات الحوثيين في جبهة ميدي علي عايض يمن قتل الليلة الماضية مع العشرات من عناصر الميليشيات بسلسلة غارات جوية لقوات التحالف، وقصف مدفعي وصاروخي تعرضت له مواقع الميليشيات في جبهة حرض- ميدي الحدودية قبالة محافظة الطوال السعودية.
وأوضحت مصادر محلية أن القيادي علي عايض يمن من أهم القيادات الميدانية للميليشيات أسندت إليه قيادة جبهة ميدي في الآونة الأخيرة مع اشتداد المعارك فيها، واعتبرت المصادر مقتل عايض يمن ضربة موجعة للميليشيات.
وفي جبهة صرواح غرب محافظة مأرب قتل فجر اليوم قيادي حوثي ثان يدعى أبو بشار عبده سعيد صبر وعدد من مرافقيه عند الأطراف الغربية لمديرية صرواح؛ حيث تدور معارك عنيفة ومتواصلة بين الميليشيات والجيش الوطني.
هذا وفي وقت سابق قتل العشرات من القوات الموالية للمخلوع صالح، بينهم القيادي جبران الحسيني أحد ضباط الحراسات الخاصة للمخلوع خلال مواجهات دارت عند الأطراف الغربية لمديرية صرواح.
وكانت الميليشيات دفعت بتعزيزات كبيرة من مقاتليها إلى جبهة صرواح خلال الأيام القليلة الماضية بينها قوات من كتائب الحراسات الخاصة للمخلوع صالح وذلك في محاولة لصد تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والسعي لاسترجاع مواقع خسرتها الميليشيات خلال الأيام الماضية.
من جانب آخر اندلعت اشتباكات لأول مرة قرب معقل الميليشيات في صعدة، هذا وقتل 5 من ميليشيات الحوثي وصالح في مواجهات مع المقاومة الشعبية في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء، فيما قصفت الميليشيات بصواريخ كاتيوشا أحياء سكنية مكتظة بالمدنيين، وسط مدينة البيضاء؛ ما أسفر عن تضرر عدد من المنازل.
فعلى جبهات نهم شمال شرق العاصمة صنعاء اندلعت اشتباكات عنيفة، قتل خلالها بحسب مصادر المقاومة القيادي الحوثي أبو عمرة ومجموعته بالكامل في مواجهات غرب جبهة نهم.
وفي محافظة صعدة، أفادت مصادر قبلية باندلاع اشتباكات في مديرية الصفرا جنوب شرق المحافظة، في أول عملية عسكرية للمقاومة ضد الميليشيات في صعدة بالقرب من معاقلهم.
كما شن التحالف العربي ست غارات استهدفت معسكر كهلان في ضواحي مدينة صعدة، واستهدف بغارات أخرى على عدة مناطق في مديرية باقم، إضافةً إلى مناطق المنزالة في مديرية الظاهر، والقمع في مديرية كتاف.
وفي محافظة ذمار جنوب محافظة صنعاء، دمرت طائرات التحالف بأربع غارات مخزنا للأسلحة والذخيرة للميليشيات في الملعب الرياضي وسط المدينة.
وشن التحالف العربي 7 غارات في محافظة تعز على مواقع الميليشيات والقوات الموالية للمخلوع صالح في معسكر اللواء اثنين وعشرين ميكا ومطار تعز شرق المدينة.
في المقابل، استهدفت الميليشيات فجر اليوم، بشكل عشوائي أحياء في مدينة الحزم مركز محافظة الجوف وتسببت في إلحاق أضرار بالمنازل وشبكة الكهرباء.
كما تمكنت قوات الحزام الأمني في مدينة الحوطة في محافظة لحج المحاذية للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، مساء السبت، من القبض على العشرات من الأفارقة، الذين تسللوا إلى البلاد عبر المنافذ البحرية، وبطريقة غير شرعية.
كما قال محافظ محافظة مارب (شرق العاصمة صنعاء) سلطان العرادة، اليوم الأحد، إن السلطات الأمنية والعسكرية في المحافظة، ضبطت شاحنات تحمل أسلحة لمسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح، وعليها لوحات تتبع سلطنة عمان.
وكشف العرادة لصحيفة "الحياة" اللندنية، عن استمرار السلطة المحلية في مأرب والجيش الوطني في قطع الإمدادات عن الانقلابيين.
وقال المحافظ: إن تلك الشحنة كانت في طريقها إلى صنعاء، لكنه لم يؤكد صلة أي جهة خارجية بتلك الشحنة، مبيّناً أن الشاحنات تحمل لوحات عُمانية ولم يتم التأكد من علاقة السلطات العُمانية بذلك.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، بدأت رابطة موظفي الدولة في صنعاء إضرابًا شاملًا في جميع مؤسسات الدولة في القطاعين الحكومي والمختلط للمطالبة برواتب متأخرة وتحييد البنك المركزي في العاصمة صنعاء.
ودعت الرابطة الموظفين والعمال إلى تعليق الشارات الحمراء عن العمل احتجاجًا على عدم صرف مستحقات الموظفين.
وقالت: إن الميليشيات مارست التعسف الوظيفي، منذ أن اغتصبت السلطة بقوة السلاح وصادرت الدولة ومؤسساتها ومواردها الاقتصادية، ووصفت الرابطة ما قامت به الميليشيات بسياسة النهب الممنهج للمال العام وإفراغ الخزينة العامة، ودعت سلطة الانقلاب إلى رفع يدها عن البنك المركزي.
وفي سياق آخر قامت ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح بعملية تهجير قسري لنحو 250 أسرة في قرية الصيار بمديرية الصلو التابعة لمحافظة تعز (جنوب غربي اليمن).
وأشارت المصادر إلى أن ذلك الإجراء البربري جاء في وقت تستمر فيه الميليشيات بارتكاب حرب إبادة ضد أبناء مديرية الصلو.
فيما دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في اجتماع استثنائي عقد أمس، في حضور مستشاريه وأعضاء مجلس الوزراء- الحكومة إلى إدارة الوضع العام في المحافظات المحررة والنزول التام لرعاية مصالح وحاجات المواطن المتعلقة بالمعيشة والاستقرار الأمني وتفعيل الخدمات والبنى التحتية بصورة عامة بالتعاون والتكامل مع السلطات المحلية في مختلف المحافظات.
واستعرض وزير المال واقع الوضع المالي في اليمن في ظل عبث الانقلابيين بالموارد المالية وتسخيرها لجهودهم الحربية ومنع التعزيز للمحافظات المحررة، ما أخل بحيادية البنك المركزي واستنزاف الموارد لإطالة أمد الحرب، الأمر الذي يستدعي اتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة في هذا الصدد، وفق وكالة الأنباء اليمنية.

تجديد الاتهامات لإيران

تجديد الاتهامات لإيران
وعلى صعيد آخر، جدد وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، أمس السبت، اتهام إيران بالتدخلات السافرة في شئونه الداخلية.
وقال المخلافي في كلمة له في الاجتماع التحضيري لحركة دول عدم الانحياز التي انطلقت في فنزويلا أمس: إن إيران تواصل تدخلاتها في الشئون الداخلية لليمن، وإن عليها أن تكف عن مثل هذه التدخلات السافرة، لافتًا إلى أن بلاده حريصة على السلام وأنها تعرضت إلى انقلاب من قبل ميليشيات الحوثي وصالح، الأمر الذي حال دون استكمال العملية السياسية في المرحلة الانتقالية بموجب المبادرة الخليجية، بحسب صحيفة "عكاظ" السعودية.
وأوضح المخلافي أن الانقلابيين تمادوا وحاولوا السيطرة على اليمن بقوة السلاح؛ ما اضطر الرئيس عبدربه منصور هادي إلى الاستعانة بالتحالف العربي الداعم للشرعية، مثمناً دعم دول التحالف للحكومة الشرعية.
وكان نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش اليمني، اللواء ناصر الطاهري أعلن في تصريح له ضبط شحنات أسلحة خفيفة ومتوسطة على مواقع حدودية مصدرها إيران. 
فيما رفضت طهران السبت اتهامات السعودية لها بإرسال السلاح إلى الحوثيين في اليمن وخرقها قرار مجلس الأمن رقم 2216.
وقالت الممثلية الإيرانية الدائمة في الأمم المتحدة في بيان نقلته وكالة فارس: إن رسالة السعودية (إلى مجلس الأمن) أشارت إلى ادعاءات لا أساس لها، ولم تستطع أي مرجعية محايدة أن تؤكدها.
وكانت السعودية تقدمت قبل يومين بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي تطالب فيها منع إيران من تهريب الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن، الذين اتهمتهم بشن هجمات على المدن السعودية الحدودية باستخدام صواريخ وقذائف إيرانية الصنع.

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
فيما كثفت الإدارة الأمريكية في الفترة الأخيرة تحركاتها الرامية إلى التوصل لحل للنزاع اليمني المتصاعد منذ أكثر من عام ونصف العام، من خلال دعوة طرفي النزاع؛ من أجل استئناف اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أبريل وانهار منذ رفع مشاورات الكويت، في أغسطس.
وقالت الخارجية الأمريكية: إن الرئيس باراك أوباما، تحدث هاتفيًّا مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وبحث معه الملف اليمني.
ووفقًا للحساب الرسمي العربي للخارجية الأمريكية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فقد اتفق الجانبان الأمريكي والإماراتي، على "أهمية الضغط على الأطراف اليمنية (الحكومة من جهة وجماعة "أنصار الله" (الحوثي) وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى) للالتزام بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية".
وسبق اتصال أوباما، زيارة لمساعد وزير الخارجية الأمريكي توماس شانون إلى العاصمة العمانية مسقط قبل يومين للقاء وفد الحوثيين والرئيس السابق العالق في العصمة منذ رفع مشاورات الكويت في 6 أغسطس.
وفي التاسع من أغسطس علّق التحالف العربي الرحلات من وإلى مطار صنعاء الدولي بشكل تام؛ بسبب ما وصفها بـ"ظروف الحرب الراهنة"، قبل أن يتراجع ويستثني الرحلات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
وقالت مصادر مقربة من الوفد الحوثي: إن "المسئول الأمريكي ناقش مع الوفد التفاوضي، مقترحات لحلّ النزاع، والبدء باستئناف قرار وقف إطلاق النار الذي انهار بشكل غير مسبوق منذ رفع مشاورات الكويت على مختلف الجبهات، وذلك لمدة 72 ساعة".
وفيما تداولت وسائل إعلام يمنية أنباء وتكهنات عن" خطة أمريكية" تم تقديمها لوفد الحوثيين وصالح تحت مسمى"خطة كيري" من أجل حل النزاع، نفت مصادر في الوفد الحوثي السبت تسلمها لأي خطة مكتوبة، وذكرت أنها مجرد تسريبات.
وقال أبوبكر القربي عضو وفد (الحوثي وصالح): إن "تسريبات الحلّ الأمريكي لأزمة اليمن مبنية على مبادئ حل الكويت التي تشدد على ضرورة الحل السياسي والتزامن".
وأضاف القربي في سلسلة تغريدات على موقع تويتر، أن الحل الأمريكي "يمكن بحثه إذا قُدّم بصيغة واضحة ومكتوبة للبناء عليه".
وذكر أن كيري "يعمل جاهدًا لتحقيق نجاح في حل الأزمات قبل تركه المنصب، واليمن حل أزمتها الأسهل"، لافتًا إلى أنه "يحتاج الشجاعة في إعلان رؤية الحلّ وليس تسريبها فقط"، على حد قوله.
وقبل 3 أسابيع، كشف كيري في مدينة جدة السعودية عن خطة دولية لحلّ النزاع اليمني تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيين، والانسحاب من العاصمة صنعاء، وتسليم السلاح الثقيل إلى طرف ثالث، لم يفصح عنه.

المشهد اليمني

مع فشل التوصل إلى جلسلة جديدة لفرقاء اليمنيين، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى عقد هدنه في اليمن لمدة 27 ساعة على غرار الهدنة السورية، فيما تسعى الحكومة الشريعية لحسم الوضع في اليمن بالسلاح.

شارك