معركة "تكسير العظام" فى ريف حماة الشمالي – الشرقي تشتعل بين الأسد والمعارضة

الثلاثاء 27/سبتمبر/2016 - 06:39 م
طباعة معركة تكسير العظام
 
تشكل منطقة ريف حماة الشمالي – الشرقي أهمية إستراتيجية كبيرة  حيث تشكل طبيعتها الجغرافية  التى تتميز  بجبالها  الخضراء وكثافة أشجاره  ومساحاتها  المكشوفة المائلة للتصحر مسرحا لنوع مختلف من المعارك من حيث كيفية القتال وطبيعة الأهداف التي يسعى إليها  من يريد السيطرة عليها .
معركة تكسير العظام
ففى الوقت  الذى أستطاعت  فصائل  مسلحة معارضة  الاستيلاء على قرى  الشعثة وتل أسود  ورأس العين والقاهرة في ريف حماة الشمالي - الشرقي،  ، وسط انهيارات متتالية للنظام السورى  وميليشيات شيعية   بعد تكبيدها خسائر في العتاد والأرواح، واغتنمت الفصائل  المسلحة العديد من الآليات العسكرية والذخائر   أستكملت بذلك سيطرتها على محيط جغرافى وتأتي أهمية السيطرة على هذه القرى كونها تحيط  يشرف بشكل مباشر  على قرية الطليسية والتي تعتبر مركزاً لتجمعات قوات الجيش السورى ، ونقطة دفاع أولى عن القرى الموالية في الريف الشرقي،   وكانوا قد سيطروا  من قبل على قرية معان بريف حماة الشرقي وقرية الكبارية وجميع حواجزها، وقتلوا خلال المعارك العديد من ميليشيات الشيعة ، واستولوا على  دبابات وعربات عسكرية.
قوات الأسد المدعومة بالميليشيات الشيعية حاولت الرد من خلال إعادة احتلال  بلدة معردس وقرية الإسكندرية بريف حماة الشمالي لتشكل المنطقة  بالكامل مسرحا لمعارك الجيش السوري على خط أم حارتين ـ عطشان ـ سكيك،  فى مواجهة فصائل جيش الفتح   الذى اطلق فى وقت سابق معركة «غزوة حماه» بهدف استعادة هذه المناطق التي تشكل خسارها  وشكلت تهديداً مباشراً لأهم المواقع والممرات بين المنطقتين الوسطى والشمالية ليرد  الجيش السورى بخطة  تفرض استكمال المعركة على اتجاهين، شرقي وغربي،  وهو ما كشف عنه قائد ميداني  قائلا «تحركت الدبابات ومجموعات المشاة   لتُحكم السيطرة على بلدة أم حارتين، وفي ذلك الوقت كانت تشكيلات عسكرية أخرى قد وصلت إلى تل سكيك، وعلى أطرافه انقسمت القوة العسكرية إلى مجموعات صغيرة نخبوية نفذت إحداها عملية التفاف لتُحكم قبضتها على رأس التل، وتثبّت على قمته الوسائط النارية لتستمر التغطية النارية للمجموعات التي بدأت باقتحام بلدة سكيك. وفي أقل من 24 ساعة كانت السيطرة الكاملة على قرى تمتد على خط عرضي مع الحد الإداري لنقطة التقاء ريف حماه الشمالي الشرقي بريف إدلب الجنوبي الشرقي».
معركة تكسير العظام
ومن على نقاط الرصد العسكري التي ثُبتت في الطرف الشمالي لعطشان تبدو ملامح المعركة المقبلة  فمناطق سيطرة الجيش السوري اندمجت بأراضي تشكل عمقاً استراتيجياً لتواجد المجموعات المسلحة  في كامل هذا النطاق  ويقع خط السيطرة العسكرية الجديدة (أم حارتين ـ عطشان ـ سكيك) على مسافة بضعة كيلومترات عن التمانعة، أحد أهم معاقل الجماعات المسلحة بريف حماه وإدلب شرقاً وبالتالى أصبح الحديث عن الخطر العسكري على مناطق سيطرة الفصائل المسلحة لا يقتصر على  بلدة التمانعة فقط، فبلدة خان شيخون، بما تحمل من أهمية ورمزية كبيرة بالنسبة إلى «جبهة فتح الشام » لم تعد بعيدة عن قوات الجيش السوري المتواجدة في مورك، التي تبعد عنها ما يقارب 12 كيلومتراً من جهتها الجنوبية، كما أن مسافة الـ12 كيلومتراً هي ذاتها التي تفصل بين نقاط الجيش في تل سكيك والفصائل المسلحة فى خان شيخون لكن من الجهة الجنوبية الشرقية، ما يؤكد أن «معركة كسر العظم» التي يسعى الجيش السوري لكسبها في هذه المعركة ستكون على الحد المباشر لنقطة اتصال ريف حماه بريف إدلب، على طول الخط من الشمال الغربي حتى الشمال الشرقي.
معركة تكسير العظام
كما تمكنت قوات النظام من السيطرة على بلدة الجبين الواقعة شمالي حماة والتي تبعد عن مركز المدينة حوالي 35 كم الى الشمال الغربي، وتأتي أهمية هذه القرية بالنسبة لقوات النظام كنقطعة عسكرية مهمتها الدفاع عن منطقة (تل الشيخ حديد) التي أصبحت شبه قاعدة عسكرية في ريف حماة الشمالي حيث كان الثوار يستهدفون هذا التل من داخل قرية الجبين وبعد سيطرة قوات النظام على الطريق العام الذي يصل محردة بسقيلبية غربي حماة، وتقدمها باتجاه حصرايا والرعيدي وحالياً قرية الجبين، أصبح أغلب الجزء الغربي من الريف الشمالي تحت سيطرة قوات النظام سيما أنها تسيطر على تل الحماميات شمالاً من قبل، ليبقى الجزء الشرقي من الريف الشمالي فقط بيد قوات الجيش الحر.
وهناك مخاوف لدى بعض المحللين والمراقبين العسكرين في المنطقة من نوايا النظام، التي لم تعد تقتصر فقط على استعادة هذه المنطقة فقط، حيث بدأت تخطط قوات النظام لاستعادة (مدينة مورك) شمالي حماة، ويحضر لعمليات عسكرية واسعة للسيطرة على مدينة كفرزيتا وصولا الى تل الحماميات وبذلك يصبح كامل الريف الشمالي لحماة تحت سيطرة قوات النظام، وبذلك تصبح مدينة خان شيخون الملاصقة لريف حماة الشمالي في خطر كونها ستصبح في مرمى نيران قوات النظام بشكل مباشر ، وكل ذلك في ظل تراجع قوات الجيش الحر أمام تقدم النظام السريع وعدم قدرتها على الصمود في أي منطقة تفكر قوات النظام في إعادة السيطرة عليها.
 مما سبق نستطيع التأكيد على أنه  سيفرض تبدل مواقع السيطرة على منطقة ريف حماة الشمالي – الشرقي تحولاً على مستوى المعركة، في الوقت الذي تشتعل فيه كل الجبهات، وسيتمكن المنتصر بكسب الحد المباشر بين ريفي حماه وإدلب من إعادة تغيير خريطة الميدان السوري كاملة، وهو ما يسعى إليه الجيش السوري المستمر بتقدمه بطريقة فتح كل نقاط النار على كامل جبهة ريف حماه، من الشمال الغربي إلى أقصى الريف الشرقي بهدف تشتيت قوة الفصائل المسلحة المعارضة  لتحقيق المكاسب على الأرض.

شارك