بعد زيارة محمد بن نايف لأنقرة.. لماذا قررت الرياض تدشين مرحلة جديدة مع تركيا؟

السبت 01/أكتوبر/2016 - 10:10 م
طباعة بعد زيارة محمد بن
 
عكست الزيارة الرسمية التي يقوم بها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير للأمير محمد بن نايف، إلى تركيا مدى رغبة البلدين في تدشين مرحلة جديدة في العلاقات بينهما، خاصة فيما له صلة بتنسيق المواقف إزاء العديد من القضايا والاحداث الإقليمة التي تدور حالياً، خاصة فيما له صلة بأحداث القتال الدائرة في سورية، فضلاً عن مواجهة خطر الإرهاب المتفشي في المنطقة خلال الفترة الحالية.
وتحسنت العلاقة بين البلدين، ووصلت إلى مستوى عالي من التنسيق منذ وصول الملك سلمان ابن عبدالعزيز لمقاليد الحكم في المملكة خلفاً لشقيقه الأكبر عبدالله ابن عبدالعزيز، وبحسب مراقبين فإن المملكة استهدفت من رغبتها في تحسين العلاقة مع تركيا غلق ملف الأزمة السورية والتخلص من الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن تطورات الأوضاع عقدت الأزمة في سورية ولم يعد فرص التخلص من الأسد كما ظنت كلاً من تركيا والسعودية أمراً سهلاً، خاصة بعد دخول روسيا على الازمة بشكل مباشر، وتحسن العلاقات بين تركيا وروسيا، بعد اعتذار أردوغان لبوتين عن واقعة استهداف مقاتلة السوخاوي وإسقاطها.
بعد زيارة محمد بن
كما استهدفت المملكة العربية السعودية من رغبتها في تحسين العلاقة مع تركيا إقامة حلف مع تركيا التي تعتبر من أكبر القوى العسكرية الإسلامية في المنطقة، وذلك رغبة منها في كبح جماح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لذلك سعت الرياض خلال الفترة الماضية إلى تسوية الخلافات بين أنقرة والقاهرة، حليف المملكة الأبرز في المنطقة، كي تضمن تمرير مقترح تأسيس تحالف إسلامي إلا أن الأمور لم تأتي كذلك على هوى المملكة كما كانت تظن، وظنت كلاً من القاهرة وأنقرة  في تلاسن مستمر.
ويبدو أن الرياض قررت إعادة صياغة تحالفاتها الخارجية خلال الفترة القليلة الماضية، وقررت الاتجاه إلى تركيا وعقد شراكة استراتيجية معها في كافة المجالات، بعدما كشف الأحداث الماضية عن خلاف مكتوم بين القاهرة والرياض إزاء العديد من الملفات في المنطقة خاصة فيما له صلة بالاوضاع في سورية، فضلاً عن رفض القاهرة دعم أي جماعات مسلحة في سورية، وتصنيفها للعديد من تلك الجماعات المسلحة في سورية بالإرهابية وهو ما ترفضه الرياض بشكل غير مباشر.
كما يعتبر توتر العلاقات بين الرياض وواشنطن على خلفية إقرار الكونجرس الأمريكي قانون "جاستا" الذي يسمح للمواطنين الامريكان ملاحقة الدول الداعمة للعمليات الإرهابية التي تم تنفيذها على الأمريكية، سبباً رئيسياً في رغبة السعودية تدشين علاقات قوية بتركيا.
وبدا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تعرض لمحاولة انقلاب فاشلة خلال الفترة الماضية بحاجة إلى شريك إقليمي قوي يدعمه اقتصادياً بعدما تسببت محاولة انقلاب الجيش الفاشلة في الإضرار بالاقتصاد التركي، إلى الدرجة التي حددتها بعض التقارير الإحصائية إن خسائر الاقتصاد التركي بلغت نحو 100 مليار دولار جراء محاولة الانقلابلا الفاشلة، لذلك لم يرى في ضالته إلا السعودية شريكاً إقليماً قوي يستطيع الاعتماد عليه.
بعد زيارة محمد بن
أردوغان خلال استقباله أمس الجمعة لمحمد بن نايف في أنقره، قال  إن "الزيارة التي تقومون بها تأتي في وقت تمر به بلادنا في فترة حرجة، تعتبر رسالة قوية لمدى وقوفكم وتضامنكم معنا"، معرباً عن شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لوقوفها إلى جانب الحكومة التركية خلال فترة الانقلاب، فيما بحث ولي العهد مع الرئيس التركي أمس المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك، واستعرضا التطورات في منطقة الشرق الأوسط، والجهود الدولية المبذولة لحل أزمات المنطقة.
وعقد الرئيس التركي وولي العهد السعودي، اجتماعاً نقل خلاله ولي العهد تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى الرئيس التركي، وحرصه على تعزيز العلاقات بين البلدين، وحضر الاجتماع مستشار وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، والمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية نائب أمين الرئاسة إبراهيم كالن.
بعد ذلك جرت مراسم منح الأمير محمد بن نايف وسام الجمهورية، إذ عزف السلامان الوطنيان، ثم تم استعراض سيرة ولي العهد، وألقى الرئيس التركي كلمة أعرب خلالها عن سعادته بمنح ولي العهد وسام الجمهورية في بلاده الذي يقدم لرؤساء الدول الذين يسعون دائماً إلى تعزيز العلاقات بين بلدانهم وتركيا، مشيراً إلى أن هذا الوسام يعكس مدى الروابط والعلاقات الوثيقة بين البلدين.
وقال أردوغان، وفق وكالة الأنباء السعودية: "إنكم قمتم بترسيخ العلاقات التي بنيت على التاريخ العريق وأخوة البلدين، وفي الوقت الذي تعاني منطقتنا من المآسي والصراعات، كنتم تنشطون في إحلال الأمن والسلام في المنطقة"، وأفاد بأن "تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة من شأنه أن يفتح عدداً من الفرص في كل الميادين"، مضيفاً: "إن زيارتكم بلادنا في وقت تمر به في فترة حرجة تعتبر رسالة قوية لمدى وقوفكم وتضامنكم معنا"، معرباً عن شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين، لوقوفها إلى جانب الحكومة التركية خلال فترة الانقلاب. إثر ذلك قلّد أردوغان ولي العهد الوسام.
بعد زيارة محمد بن
وأعرب ولي العهد عن شكره وتقديره على تكريمه بهذا الوسام، وألقى كلمة بهذه المناسبة، ثم أقام الرئيس رجب طيب أردوغان، مأدبة غداء تكريمية لولي العهد والوفد المرافق له.

شارك